الأربعاء، ديسمبر 23، 2009

أّنشودة الغروب




طويل الصمت لسبب مجهول..علامات الحزن غير المبرر تلقى بظلالها على مُحيّاه دائماَ..لسبب ما كان (غريب) يفضَل السير وحيداَ ..يمكنك أن تراه في أي وقت من أوقات اليوم..عند الشروق..عند الغروب ..بعد منتصف الليل..في ساعات القيلولة..عند الأصيل ..في أي وقت كان دائما هناك..يقوم بعمله ذهابا إلى الحقل البعيد عند أطراف القرية..على حماره الأبيض ممسكا َبزمام الأبقار من خلفه..يحدق في نهاية الطريق أمامه..ربما سألوا عنه أمه ذات يوم..أجابت حينها بأشياء كثيرة كديدن القرويات ولكن كان الغالب في كلامها كلمة (قد)....ثم تسمع كلاماَ كثيراَ عن رغبته منذ زمن في الهجرة إلى خارج القرية بل إلى خارج البلاد كلها..وأنه الوحيد بين أقرانه الذي تعلم تعليماَ عاليا (جداَ) حسب قولها وحصل على أعلى الشهادات ثم في أثناء إحدى زياراته لها..وبعد أن قضى غريب أجازته مع أمه اتخذ قراراً عجبياَ جداً..قرر غريب أن يمكث في القرية...ثم أخذ قراراً أعجب بأن يرعى أرض أبيه الصغيرة..إلى هنا ينتهي كلام أمه...ثم تسمع كلام بعض أصدقائه (أو من كانوا كذلك من قبل) فتجدهم يتهامسون بأن غريب قد (إنهبل) أي فقد عقله على حد زعمهم من كثرة تحصيل العلوم بالخارج وانه قد أصابته لوثة من بلاد (الخواجات)..أو أنهم (أي الخواجات) هم المسؤلون عن ذلك لأنهم أحسوا بأن غريب قد أصبح خطراً على أمنهم بكثرة علومه..وقد تسمع فتيات القرية يتساءلون أثناء تنظيف الأواني على حافة الترع بأن (الجدع الحليوه) هذا الغريب قد تم عمل سحر له (ربما بواسطة أمه) حتى لا يبتعد عنها ويذهب إلى الخارج


كان غريب يسمع هذه المحادثات أحيانا ولطالما سأل نفسه معهم لماذا قرر أن يبقى في القرية..تردد السؤال بداخله كثيراً بلا نهاية وأخذ يشرد مع الطريق وهو ممسك بزمام أبقاره في حزم.. تأخر كثيراً اليوم في الحقل..كانت السماء صافيه والبدر تماماً وهواء الربيع المفعم برائحة العشب الطازج يتخلل رئتيه..كان يقف على حافة الماء يراقب انعكاس القمر على صفحة المرايا المائية الرقراقة.. وعندما رفع رأسه كانت جالسة هناك..على الحافة الأخرى أمامه مباشره تعطى ظهرها للماء وله.. وشعرها الذهبي الثائر ينسدل على كتفيها بلا هوادة..كانت تتمتم بأغنية قديمة لم يتذكرها أبدا ولم يميز حرفاً واحداً من صوتها..لم يميز غير التمتمة.. حاول أن يلفت انتباهها بأن يلقى حجراً إلى الماء فلم تلتفت...غلبه الخوف فمضى إلى حال سبيله وهو يلتفت في توتر..وفى الصباح كان صوت تمتمتها في أذنيه لا تغادرهما...حاول أن يعتصر ذاكرته ليتذكر الكلمات بلا جدوى..في المساء وجد نفسه يسير إليها تدفعه رغبة عارمة..ووجدها هناك فعلا على نفس الحافة تردد نفس المهمهمة..نادى عليها على وجل: ..أنت.. لم ترد.... أنت...يا ...هناك... لم ترد أيضاً..ازداد توجسه ولم يدر ماذا يفعل...ورجع إلى بيته مرة أخرى لا يدرى ماذا يفعل..


...في الصباح ازدادت رغبته أكثر وأكثر في معرفة السر ورائها..سأل أمه عن الجنيات اللآتى كانت تحكى له عنهم منذ الصغر فأجابت بأن الكهرباء قد منعت هذه المخلوقات من الظهور الآن (بدت له الإجابة منطقيه جداً) فذهب إلى هناك في الظهيرة وقرر أن يعرف من هي تلك التي تظهر له وقرر أن يذهب إلى الحافة الأخرى وينتظرها حتى المساء ذهب لذلك الكوخ الصغير واستأذن صاحبه في القارب حتى الغد وقطع به المسافة الصغيرة بين الحافتين وجلس هناك ينتظرها وفى المساء..وبعد أن اختفى الشعاع الأخير للشمس كانت هناك على الحافة المواجهة..لكنها كفت عن التمتمة وكان وجهها لا يظهر منه شيء بفعل الظلام..هنا قرر أن يقطع المسافة سباحة..لقد نفذ صبره عليها..ألقى بنفسه في بحرها وكان كلما أنزل أذنه في الماء يسمع أغنيته الضائعة....كلمة ..كلمة...وعندما وصل إلى شاطئها كانت أنشودته قد اكتملت ...لكنها لم تكن هناك..نظر إلى حيث جاء عله يراها فلم يجدها أيضاً...كانت قد اختفت تماما..ولم تخلف ورائها إلا تلك الأنشودة






الأحد، ديسمبر 13، 2009

إعادة تقييم


لابد للانسان أن يعيد حساباته كل فترة ويعيد تقييم مواقفه كلها ويقدم كشوف حسابات عن أعماله حتى يعرف أبعادها وانعكاساتها عليه وعلى الآخرين .. وحيث أن تلك المدونة قد مر عليها قرابة العام فأرجو من السادة المدونين الكرام التفضل بالمساعدة في تقييم هذه التجربة من خلال مناقشة المحاور الآتية

هل هذه المدونة تمثل أي إضافة في أي جانب من جوانب الحياة؟؟؟ علل لما تقول مع ذكر أمثلة
ما هي الجوانب السيئة في هذه المدونة التي تتمنى أن تختفي ؟؟
ما الذي ينقص هذه المدونة من وجهة نظرك حتى تؤدي دور ايجابي؟
هل تنصح بتخصص المدونة في جانب حياتي معين كالسياسة فقط أو الدين فقط أو الأدب فقط أم تفضل تنوعها؟وما الفرق بين ما تنصح به والوضع الراهن ؟
متى تنصح صاحب هذه المدونة بالتوقف عن التدوين ؟ ولماذا
ما هو معدل نشر موضوعات جديدة الذي لايصيبك بالملل ولايجعلك تنسى وجود المدونة ؟
ما الذي يجعلك لاتكمل قراءة موضوعاتي وتفقز للرد مباشرة من باب المجاملة فقط ؟
هل التعليق يمثل لك عبء أحياناً وتتمنى عدم الرد
اذكر فائدة واحدة حصلت عليها من هذه المدونة ...بدون التفكير طويلاً أو مراجعة أسماء البوستات القديمة:)

شكراً لكل من واسانا بالبرق أو الرعد وعبرنا بالتعليق واقتطع من وقته للتجاوب

- أرجو أن تكون الاجابات بعيدة كل البعد عن المجاملات أو التكلف حتى تكون فائدتها حقيقية ومسيرك هاتتزنق برضه:)

السبت، نوفمبر 21، 2009

نظرة على الأحداث





ما حدث في مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر أثارت الكثير والكثير من الآراء والمواقف المتضاربة وبغض النظر عن موقفنا الشخصي الذي لن يعني الكثيرين فسوف نحاول فيما يلي استعراض الأصوات التي تتردد في الإعلام والأوساط الشعبية حول ما جرى وحقيقة ما جرى وما يحب أن يكون مع ملاحظة أننا لن ندلي بدلونا في هذا الموضوع لأن دلونا قد امتلاء ورفض الكثير من الجيران إعارتنا دلوهم حيث أننا نماطل في إعادة الدلاء

 وجهة النظر الأولى وجهة نظر الجمهور المتحمس وغالبية الأفراد

ويقود هذه الفكرة الإعلام الرياضي على الفضائيات وتجد رواجاً في الأوساط الشعبية خاصة بعد المشاهد التي تم عرضها على الفضائيات والأحداث المؤسفة التي يرويها شهود عيان بالتعديات على المشجعين المصرين بالأسلحة البيضاء وحرق العلم المصري وتوجيه اتهامات بالعمالة والخيانة للنظام الحاكم في مصر واتهام المجموعة المشجعة بأنهم حفنة راقصات إلى آخره من المشاهد المؤسفة التي تذيعها وسائل الإعلام عندنا وتقول وجهة النظر هذه بأننا يجب أن نرد اعتبارنا وكرامتنا المهدرة في أم درمان وذلك بعدة وجهات نظر ... منها طرد السفير الجزائري بمصر ... وطرد الجالية الجزائرية بمصر ... وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ... وسحب الاستثمارات المصرية هناك ووقف التبادل التجاري بين البلدين ...واستدعاء الرعايا المصرين بالجزائر وتنادي هذه الوجهة بالإلتفاف حول النظام الحاكم والقيادات السياسية التي ظهرت بوضوح في الأحداث وأعطت ضوءاً أخضر للحديث والكلام في هذا الإتجاه .... وهؤلاء ينتظرون قرارات يتم بها رد الإعتبار والكرامة للمصرين المعتدى عليهم وكافة المصريين عموماً ... كما يتزعمون حملة اعلامية كبيرة للترويج للقضية

وجهة النظر الثانية وهي وجهة نظر البعض الآخر غير المتحمس للرياضة

ترى هذه الفئة أن المسئول الأساسي عن ضياع الكرامة المصرية في كل مكان هم القادة والمسئولين حيث لايتحرك هؤلاء إلا بعد وقوع الكوارث وتكون دائماً محصلة تحركاتهم تزيد عن العدم بقليل ... وأن الكرامة المصرية إنما أهدرت في الداخل قبل الخارج وبعدها استبيحت بيضة المصرين في كل مكان ولم يكن ما جرى في أم درمان سوى نتيجة طبيعية لسوء الإدارة والتخطيط والمتابعة والتمثيل الخارجي للقنصليات والسفارات كان على أعلى درجات الانحطاط .. وهذه الضجة إنما مصدرها يعزو لأن الجمهور المعتدى عليه هو جمهور النخبة المنتقاة لكرة القدم المُسيّسة في الوقت الحالي لكسب تأييد شعبي للنظام من خلال الحب والتشجيع الجارف للجموع المصرية التي لاتجد متنفس للتعبير عن الغضب والفرح والجنون إلا من خلال كرة القدم .. بالإضافة إلى أن مرارة الهزيمة قد دفعت هؤلاء المنتفعين من مط أحداث ومواد اعلامية خصبة للحديث والجدل وإثارة الجمهور حتى المحطة التالية وهي البطولة الأفريقية التي سينشغل بها العامة والغوغاء عن الحدث الجاري ثم ينجرفون رويداً رويداً مع الدوري العام وكأس العالم وفي هذه الأثناء يخطط البعض لسيناريو مابعد انتهاء فترة الرئاسة الحالية ووضع أكثر من سيناريو لانتقال الحكم حيث باتت السيناريوهات القديمة (محروقة) ولابد من ايجاد سيناريوهات جديدة ومفاجاءات سارة للشعب الحبوب المحتقن ضد طواحين الهواء المتمثلة في الجزائرين الذين يمكن تحويلهم بسهولة للعرب المستبدين المستبيحين لكرامة المصريين البسطاء فتتعالى الأوات أن كفى ماتفعلونه بالمصريين الذين لهم الفضل كل الفضل على كل عربي ومن هنا تلتف الشعوب حول القيادة الحكيمة في مبايعة جديدة لكل ماتره بعد التوحد حول عدو مشترك واحد .... ليس اسرائيل بالطبع التي تتربص وتضحك وتهزأ بنا ... وليست أمريكا بالطبع التي تزداد احتقاراً لنا وتزداد شراهتها ونهمها لاشباع مصالحها في المنطقة بنسبة 100% بدلاً من 80% فقط ولكنها طواحين الهواء التي تتربص دائماً بالكرامة المصرية 

وطبعاً نحن نشاهد ونستمع لوجهات النظر ولانحرك ساكناً (وأنا بالطبع من هؤلاء) لأن الخرق قد اتسع على الراتق فلم يعد بالثوب مكان (للترقيع) حيث أصبحت الحلول غير ممكنة في هذه المرحلة وفعلاً لايوجد حل إنما هو التعامل مع آثار الكوارث المترتبة على الفساد والانهيار الذي ضرب كل المجالات فلم تعد تجدي الحلول ولم يعد هناك سوى محاولات التخفيف من وطأة الكارثة والتعامل معها بنظام الأمر الواقع حتى تمر وهو ما تفعله الإدارة الحكيمة بالضبط حيث أدركت عدم جدوى محاولة الحل لأن أول من ينتبه للكارثة وحجمها وأبعادها عادة هو المتسبب فيها لذلك تجده فعلاً يتعامل معها بخبرة شديدة

كان هناك شخص مصري ذهب للجزائر فوجد كل الجزائرين ينادون بعضهم ..بومدين ..بوتفليقة ... بوعلام ... بوعباس...فما كان منه في محاولة جميلة للانخراط في مجتمعه الجديد إلا ان أطلق على نفسه ... بو كيمون

أرأيتم أيها السادة كيف أن المصرين ودودين ومهذبين 
يا لعبة الأيام :)
في انتظار رد الفعل المزلزل للقيادة الحكيمة

ملحوظة : هناك وجهة نظر أخرى ولكن لايجوز نشرها على الانترنت حرصاً على الاخلاق الحميدة :) أ.هــ  

السبت، أكتوبر 24، 2009

في انتظار السعادة




من قديم الأزل وأنا أنتظر ... مع أني أكره الأنتظار كثيراً ...لكني أبداً لا أفقد الأمل ... ذلك المفقود الغائب الذي طالما بحثت عنه ولم يساورني شك في أنه قادم ولو تباعدت أزمنته .... في الصغر كان يمثل الأمل في الغد القادم تحت مسمى "عندما أكبر"فبعد هذه الجملة يمكنك أن تضيف آلافاً من الأمنيات والأحلام وتظل تطلب من الزمان أن يتسارع وتبغضه لأنه يحول بينك وبين حلمك الأثير.. فحينها لاتري إلا ضعفك وقلة حيلتك وانصياعك لرغبات "الكبار"وبعدها بقليل ...وبعد أن يكشف لك الزمان عن شيء قليل مما وراء أستاره يتحول الحلم "عندما أكبر" لحلم "أريد".... وما يأتي بعد أريد لهو أشياء كبيرة وكثيرة و"غالية" تتحمل معها النفس غالباً مالاتقوى الهمة ولا الظروف على انجازه فيظل حلم "أريد"يعكرعليك صفو أيامك لأنك تريد ولا تقدر وتقدر ولاتريد...فيضيع مع الوقت ماكنت تقدر عليه ولم ترده وتفقد الرغبة فيما ظللت طيلة الوقت ...تريد...بعدها ينكشف لك ستار الأيام ولا تجد أمامك الكثير ...عندها فقط لاتملك إلا أن تنظر خلفك لتقول "ألا ليت الشباب"ولكنها تكون مسألة وقت حتى ينكشف لك المستور كله
أعرف كل ذلك ولازلت في الإنتظار ... ولازلت أريد ....ولازلت أقف خلف أدوات التمني وأستجدي عبق الماضي من الأيام فأنا قد أحببت الانتظار ....هل قلت قبل أنني أكره الانتظار ؟؟ كان ذلك في الماضي عندما كان الزمان أمامي ... أما الآن وقد أصبح خلفي فقد أحببت الانتظار لأنه يمثل أجمل ما في الدنيا من معان....يمثل الأمل فيما يحمله هذا الغائب المنتظر ...يمثل الأمل في السعادة

قال لي الرجل هذه الكلمات وهو يظن أنها خلاصة تجربة حياته
كان يظن أنه بذلك يضع ترياقاً في فمي حتى تصل رسالته من بين السطور ....ومضمون الرسالة كما لايخفى على أحد هو ... استمتع بكل اسباب السعادة المتاحة بين يديك في كل لحظة ولا تضيع عمرك في انتظار السعادة التي لن تأتي .... لأنك إن فعلت لن تجنيَ طوال عمرك سوى الانتظار
عندما قال لي الرجل هذه الكلمات نظر طويلاً في عيني مباشرة وكأنه قد أهداني كنزاًًً ما ..وصمت وكأنه يريدني أن أقول ما معناه أنني ممتن له كثيراً وأن كلماته قد غيرت تفكيري كثيراً وأنني سأفكر من الآن فصاعداً بأسلوب مختلف.لكنني كنت أحمل له مفاجأة آلاف علامات الاستفهام وأطنان السلبيات والمعوقات والمنغصات التي جدت واستحدثت ..كل ما من شأنه أن يبخر كلماته على حرارة  الواقع الأليم ..كنت على وشك أن أقذفه في وجهه وأنصرف ... ولكنني تذكرت شيئاً هاماً ...لم انتبه له من قبل ..هذه الكلمات كنت قد قلتها بالمعنى نفسه  لشاب أصغر مني منذ أيام وعندما قلتها له أحسست أنه ليس شغوفاً بها وقال لي ما معناه أن الأيام تختلف والظروف تتغير .... ضحكت كثيراً حتى كدت أن أقع على الأرض ...أعتقد أن الشاب كان على خطأ عندما قال أن الظروف تتغير .... وأعتقد أنني كنت على خطأ حين هممت أن أجادل الرجل .. لن أدع التجربة تتوقف عندي كعادة بني الإنسان .... سآخذها من الرجل وأحاول أن أنتفع بها ... سأشكره وأقول له أنه غير مسار تفكيري لأنه يجب أن يتغير فعلاً ... سأبحث عن اسباب السعادة ولا انتظرها حتى تأتي ..فأنا أكره الانتظار ....هل قلت أنني أحب الانتظار ...لا لم أقل ذلك ربما كان هذا صوتك الذي سمعته ... فأنا لم أنبس ببنت شفه منذ أول الجلسة
أرجوك لاتتعس نفسك

الخميس، أكتوبر 22، 2009

وتريــــــــــــات


خمسون عاماً والنظام هو النظام



واللئام هم اللئام


والخطاب هو الخطاب


والكلام هو الكلام





خمسون عاماً والأُسد تبكي مجدها
والجحش يمسك باللجام



خمسون عاماً ولازلت حائرٌ


فالحطام هو الحطام


والطغام هم الطغام*


والطعام هو الطعام






خمسون عاماً والمواطن ..متهم


والحزن أسئلة


و(الأمن) دون الأمن يمسك بالزمام

خمسون عاماً والكلب بعد الكلب يمضي للأمام






خمسون عاماً ولازلنا نردد أنغام السلام


ومازالت بلادي بقايا من ركام


ولازلنا نبدل في (الخطط) والزحام هو الزحام






خمسون عاماً ولازلنا


لانجيد سوى الجلوس على الكراسي


لا القيام


وبرغم الصناديق يأتي


الانتخاب


دوماً ... بالسخام






خمسون عاماً وقلبي منهك


ومازال (المفسر) يأتي في المنام


ومازال الغمام


يتبع بالغمام






خمسون عاماً والصقور هم الصقور


ولازال الحمير ..صعب مراسها


والحماس (في الكلام) هو الحماس


خمسون عاماً والحمام


أو السلام هو الحمام






خمسون عاماً وقلبي شاعر


لايحمل السيف بعد


ولا يخف انهزام


________________________________________________________________
هذه الابيات منشورة في مجلة رؤية لمن أراد التعليق حيث أن الشماعات خلصت من هنا ومفيش تعليق البوست ده هنا واللي له شوق في حاجة يقابلني فارس لفارس هناك::)




السبت، أكتوبر 10، 2009

فلاشات من الحياة





أمانة

لم يعد يمكنك أن تئتمن أحداً على بضعة قروش .... للأسف كلما مر الوقت تقوم بحذف شخص مؤتمن من القائمة .... فما بالك بمن تأتمنه على أفكارك أو أسرارك أو مشاعرك الخاصة ؟؟؟ ومابالك بمن تريد أن تأتمنه على نفسك أو شخص عزيز عليك ؟؟؟ كلما مر الوقت تكتشف أنك كنت تظن أن فلان شخص مؤتمن بالتجربة والخبرة والوقت ولكن مع الأسف انت الآن تقوم بحذف اسمه من القائمة (القصيرة جداً) ....التي أصبحت خالية مع الوقت ....قال لي أحدهم .... عندما يكون مزاجي معتلاً احتاج أن أجلس مع شخص مقرب ...آخذ مشورته واتناقش معه وأحكي له عن ما يعتمل في صدري .... مع الوقت لم يعد هناك أحد واكتفيت بالبكاء أمام الدراما التليفيزيونية أو أقاصيص النميمة التي أجد فيها بعض السلوى .

هل عندك قائمة ؟؟ كم شخصاً تحوي؟ لابد أنك شخص محظوظ (حتى الآن)ولنأمل أن أن تظل كذلك
_______________________________________________________

فزورة

بلد بها 80 مليون نسمة قد تقضي بها فتاة عشرات السنين في انتظار (شخص معقول) ولا تجد.... وقد يقضي بها شاب عشرات السنين يبحث عن فتاة (مقبولة) ولا يجد ...وقد يقضي بها أب عشرات السنين يبحث عن شاب أو فتاة (يصلح أو تصلح)لابنته أو ابنه ولايجد ... وقد تظل أم تدعو لفلذة كبدها أن يعثر على ابنة أو ابن الحلال ولايستجاب لها ...
ما اسم هذا البلد؟؟ وما هو معدل العنوسة فيه ؟؟ وما هو معدل الجريمة فيه ؟؟ وما هو معدل التخلف فيه ؟؟ ومن المسئول عن هذه المعضلات ؟؟؟؟
أن عرفت الحل فاحتفظ به لنفسك فأنت بالتأكيد مخطىء لا محالة

________________________________________________________

انها فاجعة..فاجعة:)

سألني أحد الشباب "العابث" ما هي أول (بعته)في الاسلام...وعندما ابديت تعجبي من السؤال وأخذت أفكر فيه قال ...شلت يدي ثم حركها بالحركة المعروفة وقال ...إنها سليمة ...سليمة
وهكذا كانت هذه أول (بعته)في الاسلام مأخوذة من فيلم فجر الاسلام
تزامن هذا مع الموقف المخزي لشيخ الأزهر في مدرسة مدينة نصر ...وفي الوقت الذي كنت أحضر فيه ما أقوله للشاب "العابث"وجدتني أضحك معه فما قاله لايعدو أن يكون مزحة أما ما فعلة رأس المؤسسة الكبرى فهو عودة لما قبل "فجر الاسلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استعن بالله ولا تعجز

عندما انظر حولي وأتأمل العالم أجد أن انفلوانزا الخنازير ليست بهذا السوء وكل الكوارث والحوادث التى تحدث ليست بهذا السوء وأن الحروب والمعاناة والألم ليس بهذا السوء فكل هذه الأشياء قد تختفي في لحظة الأوبئة والأخطار والكوارث
أسوء ما في الأمر هو عجز الانسان عن تمييز الضر من النفع وعجزه عن اتخاذ قرار فيه مصلحته ويعرفه الجميع
لذلك فإن انتهت كل الكوارث والحروب والأوبئة ستبقى معاناتنا قائمة وحالنا من سيء لأسوأ بسبب العجز

_________________________________________________________

الخلوة

من أجمل الأشياء وأحبها إلى نفس البعض الخلوة مع النفس أو مع الله أو مع حبيب مقرب ...ولكن الله لم يخلق الانسان على هذا النسق فهو يعيش في جماعة ..الجماعة قد تفسد لذة الفرد ورغبته في الحياة الذاتية
والفرد برغبته العارمة في تحقيق أعلى استفادة شخصية ومتعة ولذة حسية قد يفسد على الجماعة ويفوت عليها مصلحة عامة (والأمثلة على ذلك تحدث يومياً لكل منا) لذلك تجد البعض قد رضي بحياته داخل شقته الخاصة ويعتبر ما خارجها ومن خارجها دخيل ... فينظف شقته ويلقي بالقمامة في الشارع أو أمام شقته أو في أي مكان خارج عالمه الذي هو شقته ويعتبر نفسه بعد ذلك "نظيف
والبعض يهتم بأمر العامة ويتكلم كلاماً مرسلاً لاينتفع به أحد ويحمل الشعارات فإذا نظرت في حاله وجدته "زباله

وما بين نظيف والزباله تضيع حقائق كثيرة


الخميس، أكتوبر 01، 2009

عزازيـــــــــــــــــل .... رؤية نقدية





انتهيت مؤخراً من قراءة رواية عزازيل لـ "يوسف زيدان " وفيما يلي محاولة لتوضيح بعض الأفكارالنقدية للرواية المثيرة للجدل  من خلال التعريف بها  من خلال استعراض الأفكار الرئيسية لها .

التعريف بالمؤلف :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف هو د. سوسف زيدان وقد حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1980. ثم حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن "الفكر الصوفى عند عبد الكريم الجيلي , ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية برسالته عن "الطريقة القادرية فكرًا ومنهجًا وسلوكًا، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلانى" وذلك عام 1989  وقد حصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم عام 1999. والمتابع للدكتور يوسف زيدان سيتأكد أنه ليس روائياً من الطراز الأول ولكنه في مصاف المحققين والمهتمين بالمخطوطات والتراث وله اهتمامات صوفية تظهر جلياً في اختياره خلال مرحلة الدراسة وما بعدها .... وأحب أن أوكد هنا على أن الكاتب بدا وكأنه  شخص له باع طويل في الأدبيات ويضاف لذلك الكثير من الإحساس بالمعاناة والآلام الذي بدا جلياً في الرواية التي تطفح كلماتها بصدق الإحساس وجودة المعاني وعمق الإحساس بالمعاناة الإنسانية وقد كتبت الرواية بأسلوب لايعرفه إلا من له باع في الأدب ويستطيع التفرقة بين ما يكتبه قلم موهوب يستطيع التعبير بكافة وسائل وآلات الموهبة الأدبية المثقلة بالتجربة وبين ما يكتبه قلب يخط معاناته على الأوراق فتفوح منها رائحة الصدق الممزوجة بالقدرة على التصوير والسرد في شكل له بهاء نادر كل ذلك في إطار أحداث روائية مصطنعة بحرفية شديدة إطارها تخيلي وأحداثها حقيقية  .

ملخص الرواية
ــــــــــــــــــــــــ

تقع الرواية في واحد وثلاثون فصلاً (أو رقاً على حسب تعبير الكاتب ) وتدور أحداثها من خلال راهب مصري عاش في نهايات القرن الثالث وبدايات القرن الرابع الميلادي (أي قبل الإسلام بحوالي مائتي عام ) وقد قرر هذا الراهب الذي رمز لنفسه بإسم "هيبا" في الرواية وهو الشق الأول من اسم "هيباشيا" أو "هيباتيا" الفيلسوفة والعالمة اليونانية التي قتلت بتهمة الهرطقة على يد المتطرفين المسيحين في ذلك الوقت كما تحكي الرواية وقد قرر الراهب أن يدون وقائع حياته وما جرى له من خطوب جليلة ومؤثرات رهيبة تقاذقته خلالها أمواج الحياة بين الإيمان والشك والوقوف على شفا التجديف أحياناً ... باحثاً عن الحكمة أحياناً .... عن أصل الديانة أحياناً أخرى .... ناهلاً من حلاوة العلم ومرفرفاً في رحاب الامتاع العقلي أحياناً .... مرتمياً في مزابل الشهوات والغوايات أحياناً أخرى ... متقلباً بأفكاره بين متناقضات العقل والأسئلة المحيرة التي تلح على النفس وتصرخ بأنها لن تهدأ إلا بإجابات شافية ..... ومن وراء الأحداث يبرز عزازيل .... تتزايد نبرته وينجلي حضوره في الرواية شيئاً فشيئاً ... حتى يراه الراوي ويحسه ويتعايش معه ويتحاور معه حواراً رائعاً لايمكن وصفه إلا بالصدق المجرد .
تبدأ أحداث الرواية في صومعة الراهب ويحكي منها رحلته من مسقط رأسه في صعيد مصر مروراً بمحافظات صعيد مصر ثم بالأسكندرية  وأورشليم  إلى سرمده ثم دمشق وفي كل مدينة كانت له أحداث وأفكار وصراعات وتفاعلات مع الأحداث التاريخية (الحقيقية) المذكورة في الرواية لكن الرائع والفريد فيها هو الحوار الذاتي ... وتركيبه مع الحوار مع عزازيل ... ثم اسقاط الأفكار التي تعتمل في الذات مع الأحداث الجارية ..... بشكل يجعل القارىء والكاتب لُحمة واحدة في الفكر في مواجهة أشخاص الرواية الآخرين وكذلك الأحداث المتجددة للرواية وهو ما لاأعلم إن كان من صنع المؤلف أو المترجم ولكنه بديع على أي حال .... وينسج  الأحداث الغنية للرواية في بناء رائع بلا شك حتى يصل للذروة في نهاية الرواية حين تتضح بصمة عزازيل ويعلو صوته وتزيد مساحة الحوار معه حتى نهاية الرواية

*الانتقادات التي وجهت للرواية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم توجه للرواية انتقادات أدبية لكن انتقادات كلها تدور في فلك نقد الأفكار الوارده في الأحداث التاريخية الحقيقية واتهام المؤلف بأسلمة الأحداث أي جعل الرواية مجرد انتصار للأفكار الاسلامية على المعتقد المسيحي ... كما اتهم المؤلف بمحاولة تقليد رواية "شيفرة دافنشي" والسير على نفس النمط لنيل الشهرة وتحقيق نجاح مماثل بنقد المعتقد المسيحي .
- والردود على هذا النقد هي أن أحداث الرواية قبل ظهور الإسلام أصلاً والأحداث الحقيقية لايختلف عليها اثنين تاريخياً ولكن تفسيراتها قد نختلف أو نتفق عليها فإذا كنا نختلف على أحداث حالية وتفسيراتها (كالثورة مثلاً ) والبعض يقول أنها حدث جليل ...والعض الآخر (وأنا منهم :) يقول بأنها أسوء حدث في تاريخ مصر المعاصر فما بالنا بأحداث من 1600 عام تقريباً ؟؟؟؟
كما أن المخطوطات القديمة التي تم العثور عليها (مخطوطات نجع حمادي ومخطوطات كهوف قمران بسوريا) وهي أقدم نسخ لأنجيل معروف حتى الآن "توما  وبرنابا "( وهما غير معترف بهما من قبل الكنيسة ) ينكراوا واقعة صلب المسيح وهما بالقطع لم يكتبوا بأيد أشخاص مسلمين فما المانع من عرض وجهة نظر لها شواهد ووثائق معروفه وما الضرر من مناقشتها .... حقيقة أنا لا أرى مبرر للحملة الشديدة على الرواية والكاتب وأعتقد أن النقاش الهادىء كان سيؤدي لنتائج أفضل .

نقد الرواية
ـــــــــــــــــ
1- الرواية وإن كانت مبهرة إلا إن الكاتب لم يوضح في أي جزء منها أن الشخصيات والرقوق غير حقيقية مما يسمح باللبس على القاريء حول حقيقة الشخصيات ككل وحقيقة الأحداث ككل وهي سقطة ما كان ليقع فيها شخص مثل الدكتور يوسف زيدان أستاذ المخطوطات الذي يفترض به تقدير لقيمة الكلمة والوثيقة وفصلها الواضح والتام عن الإبداع الفني .

2- الوقوع السهل جداً لرجل يفترض به أنه رجل دين في الغوايات والخطايا ....  بل إنه في مرحلة ما يظن القاريء أنه يفقد صوابه ويتحول لحيوان شهواني من فرط عدم مقاومته للغوايات وهو ما يفترض أن لايكون موجوداً بهذا الشكل الفج في رجل دين وكان يمكن أن يتوصل لنفس النتائج لكن بحبكة وصراع تزيد الأحداث منطقية وغنىً ولا تعطي ذلك الانطباع الفج .

3- الانقياد وراء التأملات الذاتية والتفاعلات مع الأحداث بعبارات لاتجوز في حق الله على أي حال مثل العبارة التي كتبها على لسان الراهب عند مصرع هيباتيا
" وسكتت صرخات هيباتيا بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم عنان السماء , عنان السماء حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجري ولا يفعلان شيئاً "
هذه العبارة لاتجوز بأي حال في حق الله ويجب التنبيه عليها لأنها مخالفة مخالفة بشعة لما يجوز وما لايجوز من الكلام في حق الله ولايجوز تحت أي مسمى وضع كلمة كتلك في هذا السياق .

4 - الانقياد احياناً لمناقشة تفاصيل المعتقد المسيحي والانشغال بتفاصيله عن الأهم وهو مناقشة الأساس الفكري للخلاف الديني وكان الأجدر بالتوضيح حيث أن المعتقد المسيحي كالأقانيم وتفاصيل اللأهوت والناسوت قد لاتعني الكثير وقد لايفهمونها أصلاً أما مناقشة الأساس الفكري للخلاف القائم على طرح التساؤلات العقلية الهامة التي يفترض وجود اجابات شافية لها تم مناقشته بصورة أقل في حين أنه لايخص المسيحية وحدها بل يمتد لجميع الديانات .


أعتقد أنه بخلاف ذلك فالرواية تحفة فنية رائعة لاتفوت ولقد استمتعت بها بدرجة كبيرة جداً وأدعو كل من لم يقرأها لقرائتها وإلا فاته الكثير .

السبت، سبتمبر 19، 2009

ملاحظات رمضانية .... وكل عام وأنتم بخير .... وعيد مبارك


كل عام وأنتم جميعاً بخير وصحة وعافية وإلى الله أقرب وقد أعتقت رقابنا جميعاً من النار


مضى رمضان سريعاً كعادته دائماً وانفض السوق وربح من ربح وخسر من خسر ولا زالت هناك ملاحظات قائمة منذ قديم الأزل نستعرضها سوياً ونتأملها عسى أن نخرج منها بعبرة (أو أي شيء)


لازالت المساجد تمتليء في أول يوم من الشهر عن آخرها ثم في اليوم التالي مباشرة لاتكاد تجد ربع هذا العدد في المساجد !!!!




لازالت المسلسلات السخيفة والمفرغة من كل معنى تتسابق لجذب الناس في سباق محموم في  وكأن رمضان موسم المسلسلات وكذلك البرامج الهابطة والسخيفة والمسابقات المنقولة (بالمسطرة) من برامج أجنبية .... والغريب أن كل الناس يشتكون من سخافة وضحالة واسفاف كل تلك الأشياء ومع ذلك تجدهم يصرون على متابعتها وكأنهم مجبرون على ذلك !!!!!!!!!




لازلنا ننقل الصلاة (على الهواء مباشرة) في ميكروفونات المساجد والناس تشتكي من الإزعاج وردائة الصوت والتشويش ولكننا ثابتون على هذه العادة وكأنها فريضة منزلة :)




لازال الناس يجتهدون في العبادة في العشر الأواخر ويجدون في الدعاء ومن المؤكد أن الكثير يصيب ليلة القدر ومع هذا لا يستجيب الله لنا الكثير من الأدعية مثل "اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم كالشعرة من العجين "  وكذلك " اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين وأذل الشرك والمشركين  وأسقط طائراتهم وأغرق سفنهم ودمر دباباتهم " وكذلك " يارب مليار دولار وفيلا في التجمع وحتة مرسيدس 600 s  وأربع ستات وما ملكت يميني  بس  آآآآآآآمييييييين"  وكذلك "اللهم ارفع عنا الوباء والغلاء والغباء وسوء الأخلاق وأمّنّا في أوطاننا " ...... (وكمان في دعاء أعرف ناس كتير جداً بتدعية من من 27 سنة بالظبط ومفيش فايدة:) من المؤكد أن غالبية الناس يصيبون ليلة القدر بمثل تلك الأدعية فلماذا لا يستجيب الله لنا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟




لازال الناس يشدون الرحال إلى مساجد بعينها لسماع شيوخ بعينهم وحضور دعاء أئمة بعينهم وتغلق الطرق وتزدحم الشوارع ويحضرون للشيوخ ويحضرون الدعاء ولا يتغير في أي منا أي شيء من سنة لسنة ..... نفس السلوك ..... نفس كمية الإيمان .... نفس التصرفات .... وكأننا تجمدنا سألت نفسي كثيراً لماذا تجمدت فلم تحر جواباً !!!!!!




لازالت أخلاق الناس تسوء في رمضان أضعاف سوءها في الأوقات العادية فنجد
 السباب والسرعات الجنونية والمشاجرات وأحياناً سب الدين في الشوارع بعد صلاة العصر وحتى أذان المغرب بحجة "عاوزين نلحق الفطار"..... ولازالت أخلاقنا سيئة بحجة ترك السجائر ... وانتاجنا ضعيف في رمضان بحجة الصيام .. واستهلاكنا أكثر بأضعاف في رمضان بحجة الصيام .. وليتنا ما صمنا إن كانت هذه هي محصلة صيامنا !!!!!!!




لازلنا نعيش نفس حالة الجدل الفقهي المذموم الموسمي الذي لن نملّه أبداً حتى قيام
 الساعة حول اخراج زكاة الفطر ... هل هي حبوب أم مال؟؟؟؟؟ هذا السؤال الأزلي الذي صرت كلما سمعته أدركت أننا نتصرف وكأننا منومين مغناطيسياً ومبرمجين على كلام معين في أوقات معينة بصيغ معينة ومهما حاولنا ايقاظ بعضنا ... فلا يزيدنا ذلك إلا توغلاً في مستنقع النوم وربما الغباء !!!!!!!




لازلت لم أحصل على (العيدية) منذ أمد بعيد ونفسي حد يديني عيدية زي زمان
(كنت باخد عشره ساغ ورق ولما الغلا دخل كنت باخد ربع جنيه:)) وأروح أشتري حرب اطاليا وبمب ومسدس ميه ومسدس ساقية (فيه 8 طلقات لونها أحمر كده :) مع إننا ملناش أي أعداء :)))




لا أريد أن أفسد فرحة العيد بتلك التساؤلات ففي القلب منها الكثير :))))) ولكن قد نجد لدى البعض اجابات شافية تصبرنا حتى رمضان القادم أعاده الله علينا جميعاً بالخير والعافية والبركات ..... عيدكم سعيد وطاعاتكم مقبولة وأتم الله لنا ولكم العافية والعفو ورزقنا وإياكم وأحبابنا جميعاً سعادة الدارين


آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآمييييييييييييييييييييييييين :))))))))))




  

الثلاثاء، سبتمبر 01، 2009

مكســــــــــــــــــــــــــرات رمضــــــــــــانية


من التجليات الروحانية التي كانت تنتابنا حين كنا صغاراً بمناسبة مواسم الخير أننا كنا نجلس ونتمنى على الله الأماني ويلقى كل فرد منا ما يطلبه من الله حين يكبر ويشب عن الطوق ... وأذكر أننا كنا ذات ليلة نتحدث وقد قارب وقت السحر على الدخول أنا وبعض الأصدقاء تحت منزلنا بعد مباريات طاحنة في الدورات الرمضانية الكروية المفعمة بالإيمان والتقوى ..... وكان صوتنا عالياً جداً وتحدث أولنا وصرح بمكنون نفسه بأنه حين يكبر يريد أن يصبح "نبي" وأنه قد أخذ على عاتقه ألا يكذب ولا يسرق ولا يأتي بأي خصلة من خصال الشر حتى يهيء نفسه لهذه المهمة الجليلة حيث أنه سمع من مدرس الفصل أن الأنبياء لهم صفات حميدة لابد وأن يتصفوا بها للقيام بمهمتهم على خير وجه. أما أنا فقد عزمت أمري أن أصبح لاعب كرة قدم عالمي من الطراز الأول أسوة بمحمود الخطيب وحسن شحاته "أفضل لاعبي مصر في الزمن الغابر" وأفضت في وصف العروض العالمية التي ستنهال علي من أندية العالم الخارجي وأنني سأنتقي من تلك العروض أكثرها مناسبة لموهبتي الفذة وأسافر لتلك البلد الأوروبية الجميلة وأقيم بين ظهرانيها وأتزوج من فاتنة أوروبية تقع في غرامي من أول ضربة جزاء أحرزها في مرمى الخصوم وأعود لمصر حاملاً كأس العالم بعد طول غياب . أما "أحدنا " فقد قرر أنه يود أن يصبح (قنفذ) أي ذلك الحيوان الصغير ذو الأشواك على ظهره وأرجع رغبته تلك لإعجابه الشديد بذلك الحيوان الشجاع الذي رآه في "عالم الحيوان " ولايقدر أحد من الوحوش على أكله نظراً لأشواكة المؤلمة ... وطبعاً لم يعترض عليه أحدنا نظراً لحداثة سنه ولأن من حقه أن يتمنى ما يشاء وإن كان درباً من الخبال أو ما شابه .... ويبدو أن صوتنا كان عالياً جداً لدرجة أنه أيقظ جارنا العجوز من نومه الهانيء ففوجئنا به يخرج علينا ثائراً وعلى وجهه أعتى علامات الغضب ... وبالطبع فقد فررنا منه بسرعة البرق ولكن جارنا (رحمة الله عليه) لم تمنعه سنواته الستون أن يجري ورائنا بسرعة الريح ويطارنا في الشارع الخالي من المارة.... وقد تستطيع تخيل الوضع السيء الذي صرنا فيه.... شيخ في الستين ..يطارد "نبي" المستقبل ولاعب كرة شهير ولامع متزوج بحسناء أروبية... بالإضافة إلى "قنفذ" صغير الحجم .... وللعجب العجاب الذي لا أفهمه حتى تلك اللحظة فقد استطاع جارنا الشيخ الستيني أن يمسك "بالنبي" ويلطمه على خده الأيمن بيد أنه لم يتمالك نفسه من البكاء ليدير له خده الأيسر.... وفوجئت أنا "للأسف الشديد" بصفعة قويه على (الجزء الخلفي من الرقبة) وبعدها بيد قوية تمسك بتلابيبي ولم ندر إلا والقنفذ في قبضة الرجل الذي جرنا إلى حيث نسكن وهو يردد كلمات كثيرة لم أتبين معظمها من هول المفاجئة ..لكني أتذكر بعضها مثل ... نبي يابن ال(تيييييييتتتت) - وكذلك ... عاوز تبقى لاعيب كورة ابقى قابلني لو فلحت في تعليم ولا حتى في كورة (وكأن الرجل يقرأ المستقبل) ونظر للقنفذ نظرة حقيرة وردد ... وأنت مش عاجبك تبقى بني آدم ما انت حيوان صح .... وبعد هذه المعاملة غير الإنسانية وغير اللائقة بأوضاعنا الجديدة طلب منا بأسلوب غير ودود أن نذهب "لنتخمد" حتى الصباح ... ودخلنا إلى بيوتنا لنتسحر ونضرب  بكلماته عرض الحائط ثم ننزل لنصلي الفجر في المسجد غير عابئين بنظراته الناريه 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنا كنت ناوي اكتب (مكسرات ) كتير بس كده هطول ... خليها بعدين رمضان لسه مخلصش غير ثلثه فقط ....كل عام وأنتم بخير وعافية ولديكم الكثر من المكســــــــــرات    

الخميس، أغسطس 20، 2009

رمضــــــــــــــــــــــــانيات

كل عام وأنتم بكل خير وعافية وسداد ...كل عام وأنتم ممن يحصدون الحسنات المضاعفات في رمضان ويستمرون على دربه بعده ... كل عام وأنتم جميعاً بأتم صحة وعافية وعفو من ربكم ... كل عام وقد قرت أعينكم في الدنيا بما ومن تحبون وفي الآخرة بما تأملون .
بعد هذه المقدمة (العصماء) والخطبة الزهراء .... فقد فكرت (قليلاً) فيما قد يكتب في هذه المناسبة فلم أجد فأنتم ولكم جميعاً الشكر قد غطيتم كل الجوانب ولم تتركوا لأحد مقال ... فمنكم من تكلم عن الأحكام ومنكم من تكلم عن الإستعداد والإعداد ومنكم من تكلم الإستقبال ومنكم من تناول الذكريات وجعلنا نتنسم عبق وأريج رمضان فلم أجد إلا أن أتناول معكم بعض النقاط من هنا وهناك كنوع من الحوار الفردي عسى أن يكون هناك تذكرة ينتفع بها أحدنا
أجمل ما في رمضان أنه فرصة للإقلاع عن الذنوب ...حيث أن هناك الكثير من الأعمال في الأجندة اليومية للمسلم من العبادات ولكن هناك ملحوظة غريبة لاحظتها في رمضان ...تأملها معي من فضلك 
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:

قلت: يارسول الله لم أراك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟  قال: ذلك شهر تغفل الناس فيه، بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
رواه النسائي.
الملحوظة الغريبة هي أن الشيطان ينشط جداً فيما قبل رمضان ويصل لذروة نشاطه في شعبان لعلمه بأن التقرير السنوي يكتب ويرفع في شعبان فيحاول إفساده بشتى الطرق والسبل لعلمه بأن الأعمال بالخواتيم ومهما كانت اجتهاداتك في أول الأمر ...إن لم يختم لك بالخير فالعمل كأن لم يكن ... لذلك فقد وصفه النبي بالشهر الذي يغفل فيه الناس وقابل صلى الله عليه وسلم هذه الغفلة بالنشاط والعمل الزائد عن ما قبله من الأيام ... وأصبحت أرى الشيطان فيما قبل رمضان رأي العين .... الأفلام والمسلسلات والفيديوكليب والسحور الراقص والإفطار العائم ومن ينادي على الزبادي ...الخ ... حتى إذا جاء رمضان اندفع الناس في أوله لبعض الطاعات بحكم الغربال الجديد ثم فترت الهمة وتثاقلت العزائم إلى الأرض وخلت المساجد وراجت الفوازير والمسلسلات والماتشات والأكل حتى آخر نفس والشرب حتى الثمالة (وأنا أول الشاربين) كل هذا بسبب أن الشيطان قد ربى وكبر وهنن وطبطب ودلع فكان له الأثر الأكبر وإن اندفع الانسان بفعل الفورة الأولى للطاعة فسيعود بحكم القصور الذاتي الى مستنقع الرتابة والمسلسلات والفيديوكلب
الملحوظة الثانية أن هناك ذنب كثيراً ما نقع به في رمضان (أتحدث عن نفسي) بحكم كثرة التجمع والزيارات وملاقاة الأصدقاء وهو ذنب عظيم قد يحبط أكبر الأعمال وزناً وأعظمها أجراً وهو الغيبة والنميمة ومجالس الأنس والسخرية والضحك وقعدة القهاوي والليالي وما أجملها من ليالي.... قلما يخلو مجلس أو تجمع من هذا الذنب الذي إن لم يكن هناك غيره لكفى به إثماً مبيناً
أذكر أننا كنا في الجامعة في مثل تلك الأيام وكنا قليلاً ما نجتمع لأننا كنا قليلي الحضور في الجامعة بحكم أننا مكناش بنفهم من دكاترة جامعة الأزهر فكنا نروح عين شمس أو القاهرة أو الجامعة الأمريكية حيث الفهم الصحيح للقواعد العلمية وكنا لايحلو لنا الانس إلا في رمضان حيث اليوم الدراسي قصير ومعظم الطلاب والمدرسين والدكاترة من الأقاليم وهم حريصون على السفر في تلك الأيام المفترجة وكان لنا ملاحظات على بعض الطلاب منها أن كثيراً منهم بعد الخروج من الحمامات يقوم بإدخال القميص في (الأندر وير) ثم يخرج إلى الحياة وبفعل الجاذبية الأرضية ينزل البنطال شيئاً يسيراً فيظهر الأندر(جروند) بحكم تعلقه بالقميص في مشهد كنا كثيراً ما يثير ضحكاتنا وسخريتنا ... ولكن لأن الجزاء من جنس العمل (وأنا بالذات باخد اللي فيه النصيب في ساعتها) كان هناك لقاء رياضي بين الجامعات ومقره في الجامعة الأمريكية بالتحرير وكنا متفوقين رياضياً وذهبنا للقاء وبعد فترة سمعت ضحكات أصدقائي وقهقهتهم بهيستريا أثناء المسابقات وبعد اللقاء سألتهم عن سبب الضحك فقالوا لي أنني قد أدخلت الفانلة في الأندر جروند وقد ظهر طوال المسابقة في شكل فكاهي آثار إعجاب الحضور ... فتعجبت من تصاريف القدر ففي هذا الوقت كنت على استعداد أن أمشي ذهاباً وإياباً في جامعتي حتى بدون أي (إضافات) ولا يحدث معي هذا الموقف في الجامعة الأمريكية بالقاهرة... ثم ظلت هذه الذكرى الحزينة عالقة في ذهني بسخريتنا من زملائنا وضحكاتنا عليهم فكان جزائي من جنس العمل ولكن أشد وأنكى .... حتى أنني كنت كلما شاهدت زميل يفعل هذه الفعلة الشنعاء ألفت نظره بهدوء فالبعض يعدل من وضعه المأسوي والبعض يمضي لحاله غير عابىء بكلماتي والبعض ينظر لي بازدراء واضح كأنني أنا من أدخل قميصه في أندر ويره ... ثم لم أعد أهتم بالأمر بعد ذلك لكثرة اعتيادي عليه ولكن ظلت الذكرى والدرس المستفاد بعدم السخرية من أحد وكذلك عدم دخول الحمام وإدخال أي شيء في غير مكانه الطبيعي
هناك درس أحاول أن أتعلمه في رمضان وهو درس متكرر يومياً وأفشل في أن أتعلمه يومياً ... ففي كل يوم أقرر أن لاآكل حتى الإمتلاء حتى أستطيع الوقوف في صلاة التراويح بدون وخم وكسل ولكن هيهات فالحر والجوع يعملان في جسدي عمل السحر الأسود وأظل أذكر نفسي بالصلوات فلا أستفيق إلا وقد أصبحت بطني (تلق) من كثرة الماء والطعام ثم أنزل للصلاة فأقضي معظمها من الوضع (نائماً) وقد اتطوح يميناً أو يساراَ على أحد المصلين في مشهد محرج غير مبرر على الإطلاق ثم أظل ألوم نفسي على الوقوع المتكرر في هذا المأزق ولكنها النفس الأمارة بالسوء والشره تقول لي إن نزلت للصلاة وأنت جوعان ستفكر في الطعام والشراب ولن تركز في الصلاة فآكل حت أشعر بالشبع ...ثم أقول كفى بها نعمة فتأتي نعمة أخرى وهي نعمة الفاكهة ... فأقول هذه ثم النزول للصلاة وكفى بها نعمة فتأتي نعمة أخرى وهي نعمة الكنافة والقطائف والجلاش والكستر فأقول قليلاً حتى لا أفكر في الحلوى وأشغل عن الصلاة وكفى بها نعمة فتأتي نعمة أخرى وهي نعمة المشروبات كالعرقسوس وقمر الدين فأحتسي هذه النعم وأنزل للصلاة وأنا ألق كالبرميل فأقول لنفسي يا نفس السوء ها قد شبعتي من النعم فهل تقومي بحقها فتقول نعم وأظل في تركيز أول ركعتين ثم تنهار قواي بعدها وأطل أسبح في بحار الخدر والكسل حتى إذا فرغنا من الصلاة يكون الطعام قد انهضم وتزول وطأة الكسل وكأن الشيطان لم يسلسل ولم يحبس فقد ربى أنفسنا ونعم التربية ... رباها على حب النعم ... وكفى بها نعم .
 لن أطيل عليكم أكثر من ذلك لأن الدنيا صيام خلاص .... وإلى لقاء قريب في رمضانيات أخرى 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
  

السبت، أغسطس 15، 2009

نقد رواية يوتوبيا لدكتور أحمد خالد توفيق

قرأت مؤخراً رواية "يوتوبيا " لدكتور أحمد خالد توفيق وهو كاتب جدير بأن تقرأ له ... وفيما يلي نقد لروايته الأولى يوتوبيا
التعريف بالمؤلف -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف هو دكتور/ أحمد خالد توفيق وهو من كتاب المؤسسة العربية الحديثة بدأ بكتابة سلسلة (ماوراء الطبيعة) ثم (فانتازيا) ثم قام بعمل مختصرات مترجمة لأهم الأعمال الروائية العالمية (وقد استفدت منها على المستوى الشخصي)... ثم قام بالكتابة في جريدة الدستور وله مقالات كثيرة ومميزة بها ... ويمكن القول بأن د/أحمد خالد توفيق هو كاتب ناجح بكل المقاييس فقد حققت أعماله مع المؤسسة العربية الحديثة نجاح واسع بين أوساط الشباب وكذلك حققت روايته يوتوبيا التي صدرت العام الماضي والتي نحن بصددها هنا نجاحاً واسعاً جعلها من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى دار النشر التي أصدرتها (دار ميريت) ... وبالتالي يمكن القول بأن كاتب الرواية هو كاتب ناجح بكل المقاييس... وبالإضافة لنجاحه على المستوى الأدبي فهو أستاذ طب المناطق الاستوائية بجامعة طنطا ... وكل من تعاملوا معه يصفونه بأنه شخصية مميزة فعلاً وأنا أحد محبي كتاباته أيضاً
ملخص الرواية
ــــــــــــــــــــــــــ
تدور أحداث رواية يوتوبيا في مصر خلال المستقبل القريب الذي يرسم ملامحه الكاتب من خلال الشخصيات رويداً رويداً حتى تعرف أبعاد زمان ومكان الرواية بعد حوالي 20 صفحة من بدايتها حيث تتبلور الفكرة في أن الفساد قد استبد في مصر وازداد الأغنياء غناً وازداد الفقراء فقراً حتى انقسم المجتمع إلى قسمين الأول هو أرض يوتوبيا التي يسكنها الأغنياء وذوي النفوذ والأرض الأخرى أطلق عليها "أرض الأغيار" حيث أن الأحداث تروى على لسان البطل وهو من يوتوبيا... وتبدأ الرواية بوصف مجتمع يوتوبيا وهو مجتمع غارق في الشهوات والملذات ولم تعد الحياة تحمل أي قيم حتى الدين قد تجمد وتحول إلى طقوس جوفاء بلامعنى. ويستفيض الكاتب في وصف مجتمع يوتوبيا الذي قارب شبابها على الجنون من فرط الغرق في الملذات والرغبة في الجديد وتبدأ أحداث الرواية حيث يقرر بطلها أن يخوض تجربة الذهاب إلى أرض الأغيار (الفقراء) والرجوع بتذكار من هناك وهو (يد) أحد الأغيار على سبيل المثال بعد قتله طبعاً على سبيل التغيير ويصطحب في رحلته هذه إحدى صديقاته حيث ينجحون في الوصول لأرض الأغيار وتدور هناك أحداث الرواية كلها حيث يأخذك الكاتب إلى تصادم العالمين الخاصين بأبطاله من خلال البطل اليوتوباوي وبطل أرض الأغيار حيث كلاهما منحل ولايحمل أي قيمة ومثقف وغارق في الملذات لكن بطريقته الخاصة ولكن شيئاً ما يدعو البطل من أرض الأغيار أن يتصرف بمثالية ويحاول انقاذ أبطال يوتوبيا بعد انكشاف أمرهما ... ومن خلال ذلك التفاعل بين العالمين ينقل لنا الكاتب تحذيراته من المستقبل البشع الذي يتهددنا من خلال استعراض احصائيات العنف الحالية تارة ومن خلال استعراض احصائيات تعكس سلبية المجتمع الحالي في التعامل مع قضايا كأطفال الشوارع والعنف وما شابه ويمزجها بأحداث الرواية التي تصل لذروة أحداثها حين ينجح البطل من أرض الأغيار في الوصول بأبطال يوتوبيا إلى مكان يقودهم لأرضهم وعندها يقوم بطل يوتوبيا بقتله وأخذ التذكار المطلوب منه والعودة به لأرضه ... ثم تأتي النهاية حيث يتسبب هذا الحادث البسيط في استيقاظ وثورة قاطني أرض الأغيار فيأتوا ليوتوبيا مطالبين بالثأر من كل الماضي وتنتهي الأحداث على بوابة يوتوبيا حيث يستعد البطل وأصدقاؤه الأمريكان والاسرائليين (حراس يوتوبيا) لمواجهة الزحف والغضب القادم والمطالب بالثأر.. وهكذا تنتهي أحداث الرواية نهاية متشابكة غير محددة
نقد الرواية
ــــــــــــــــ
أثار تساؤلي في بداية القصة إقتباس المؤلف كلمات (برتولت بريخت) والتي تقول ... حقاً إنني أعيش في زمن أسود ..الكلمة الطيبة لاتجد من يسمعها .. الجبهة الصافية تفضح الخيانة ... والذي مازال يضحك ... لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب ... أي زمن هذا ؟؟ تسائلت هل لم يجد المؤلف في الأدب العربي كله مقدمة للرواية أفضل من قصيدة بريخت المسرحية تلك ... إن المعنى المراد التعبير عنه واضح ولكن لماذا بريخت هل لأنه طبيب؟ هل لأنه عانى الأمرين في حياته كأبطال الرواية ؟ طبعاً المؤلف حر لكن أعتقد أنه كان يمكن إصابة هدفه بعدد طلقات أقل وقد فعلها داخل الرواية حينما نقل قصائد الأبنودي
أسلوب الكاتب يعيد إلى ذاكرتي دائماً لهجة الأدب (المترجم) في السرد ولا أقصد هنا الأسلوب الغربي في الكتابة فهو ليس بعيب ولكن أقصد تكنيك الكتابة الذي يحمل مفردات اللغة التي تستخدم للتواصل مع القاريء كانت في الرواية كأنها مترجمة ولولا الأسلوب الشيق جداً في السرد والتحكم في مسار الأحداث الذي أجاده المؤلف لأفسد ذلك الأسلوب لغة التواصل مع القاريء
مساحة الجنس في الرواية واسعة جداً ..... حتى إنني لا أتخيلها تتحول إلى عمل سينيمائي (مثلاً) وإلا لتحولت لفيلم اباحي من كثرة تلك المشاهد وإن كان الكاتب قد حافظ على اللغة في الإطار المحترم وأشار إلى تلك الأحداث من حيث لايمكن إتهامه باستخدام الجنس في الترويج للرواية كديدن الكثير من الكتاب الحاليين وهو ما يشهد له به حقاً ولكني هنا أتكلم عن المساحة التي أعطيت للتعبير عن إنحلال الطرفين في الرواية وإن لم تستخدم ألفاظ رخيصة ولكن مساحتها كانت أكبر بكثير من المطلوب لدرجة أنني أتصور أنه لاتوجد أي شخصية في الرواية لم تقم بهذا الفعل إلا (الكومبارس:) وعامل البوفيه:)))... لذلك أستطيع الجزم بكبر تلك المساحة
تفريغ المجتمعات من كل القيم حتى القيم الدينية وتحويلها إلى حطام انساني بهذا الشكل غير واقعي بالمرة حيث أن القيم موجودة حتى داخل أكثر المجتمعات انحلالاً ولكن بنسب متفاوته حتى أن أبطال الرواية في تصرفاتهم المثالية لم يكن الوازع لهم أي قيمة بل كان هناك محرك (مجهول) لم يتم الكشف عنه أبداً وشكل ذلك بعض التناقص في التركيب الخاص بالشخصيات فكيف يمكن لشخص أن يكون مثقف وفاشل دراسياً ومنحل ومدمن مخدرات وكل همة إضاعة الوقت والحصول على لذات جديدة (في آن واحد) وكيف يمكن لشخص أن يكون مثقفاً وحثالة ويأكل الكلاب ومدمن مخدرات أعتقد أن هناك نوع من التناقض نوعاً ما فيمكن استبدال الثقافة بالذكاء والفشل بعدم الرغبة في النجاح وتجريد الشخصية من كل قيمة يحولها إلى حيوان متنقل وهو ما يجعل الشخصية الشريرة في الأفلام الأمريكية ساذجة لاتجتذب إلا الأطفال أما الشخصيات التي تتفاعل بداخلها قوى الشر مع قليل من الخير وينتج هذا الصراع الشخصية الشريرة فأقرب للواقع بكثير وأكثر قدرة على خلق الأحداث فمن السهل التنبؤ بسلوك حيوان مجرد من كل قيمة على عكس شخصية لها قيم ما تشكل بداخلها صراع ما بغض النظر عن نتيجة هذا الصراع
لايزال هناك الكثير للحديث عنه في نقد الرواية ولكني أعلم أن التطويل أكثر من ذلك سيصيب القاريء بالملل لذلك أدعوكم لقراءة الرواية ويمكن لمن يريد النقاش أن نتناقش بها

الأحد، أغسطس 09، 2009

الاستخدام العادل لسرقة الشعوب .... وحكومة الســـــــــــــامري






عندما حاولت الحكومة "الرشيدة" تعميم الاستخدام المحدود للإنترنت حدث بعض المناوشات الكلامية وتم غلق الملف بدون أي اجراء .... الآن تم تفعيل الملف (من طرف واحد) وعلى المتضرر اللجوء (لأتخن حيطة)
*********

بذات الأسلوب القميء ونفس التفاصيل تتعامل الحكومة "الرشيدة" مع المواطنين في كل القضايا ... مشروع يطرح على استحياء ... حوار كلامي لامتصاص غضب الناس .... ثم تطبيق أحادي الجانب واعتبار الأمر واقع لابد منه .

الهدف المعلن هو الاستخدام العادل للانترنت وطبعاً الحكومة هي أحرص الناس على العدل والشواهد أكثر من أن تحصى أو تعد ... والعدل هو الأساس الذي قامت عليه أركان الحكومة لذلك فمن العبث أن نناقش قضية العدل هنا .... مع أن هناك بعض الأصوات المغرضة تتحدث بأن الهدف (الخفي ) يتلخص في نقطتين وهما من ثوابت الحكومة في التعامل مع الشعب "على حد تعبير المغرضين"

الأول هو إحكام الرقابة على الانترنت من خلال معرفة وتحديد حجم الاستخدام اليومي "المحدد مسبقاً " وبناء عليه يتم عمل خطة المراقبة في حدود الاستخدام ... حيث أن النت مليء بأعداء الوطن من مدونين وشرفاء وراغبي حرية الكلمة وصحفيين تم اغلاق منابرهم "لطول لسانهم" وشباب لايجد منفذ لتوصيل صوته لأي مكان فيجد في النت متنفس أخير .... فوجب على الحكومة الرشيدة الرقابة اللصيقة لكل هذا الخضم من التيارات وفي السجون متسع للجميع وكما قال أحد مسؤلي "الخارجية" ..احنا مراقبين التليفونات واللي خايف ميتكلمش

الهدف التاني هو أن كل شيء بثمنه عند الحكومة "الرشيدة" والسبوبة حكمت (مش هانراقبكم ببلاش بروح أهاليكم ) هانراقبكم وهاتدفعوا تمن المراقبة وبهامش ربح محترم كمان علشان العيون السهرانة لخدمة الوطن .


وعلى ذلك فقس كل تصرفات الحكومة
" لا مســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس "
قالها الســــــــــــــــــــــــــــــــــــامري من آلاف السنين
وتقولها الحكومة كل يوم

لا مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــاس بأقوات البسطاء
- النتيجة ان يقتل البسطاء لهثاً وراء رغيف خبز لا يصلح للاستخدام الآدمي

لامســـــــــــــــــــــــــــــــــاس بمحدودي الدخل
- النتيجة أن محدودي الدخل أصبحوا معدومي الدخل واستمرأوا التسول والقهر

لامســــــــــــــــــــــــــــــــــــاس بأسعار السلع الأساسية
- النتيجة أن العدس والفول أصبح خارج نطاق استهلاك البسطاء

لامســــــــــــــــــــــــــــــــــاس بكرامة المواطن المصري
- النتيجة أن كلمة الكرامة انمحت من قاموس الشعب المصري بكل فئاته

لا مســـــــــــــــــــــــــــــــاس بحصة مصر في مياه النيل
- النتيجة أننا على وشك كارثة مائية باتت محققة واتفقت عليها دول منابع النيل مع اسرائيل وبعض الدول الصديقة

لا مســــــــــــــــــــــــــــاس بمجانية التعليم
- النتيجة أن التعليم انهار تماماً وورثه التعليم الخاص والدولي ذو الآلاف المؤلفة ولا عزاء للفقراء

لامســــــــــــــــــــــــــاس بالعلاوة
- اللي هي ملاليم لا تقيم أود كلب أجرب يتم على اثرها رفع الأسعار بمعدل 900 %

لامســــــــــــــــــــــــــاس بمدخرات المواطنين
النتيجة هي سرقة أموال التأمينات والمعاشات والدور القادم على ودائع الافراد في البريد والبنوك

- لا مســــــــــــــــــــــاس بالثوابت
النتيجة هي أن كل القيم الدينية والأخلاقية الثابتة تتعرض للانتهاك والمحو تحت مسمى الحرية والرأي

* نفس اللعبة ونفس المسلسل ....... ونفس السلبية والتخاذل
كنت اناقش أحد المهتمين بالموضوع وهو شخص تقني على مستوي عال من الخبرة الالكترونية وقلت له اني سألغي اشتراكي ان سارت الأمور على هذا المنوال فقال بأن الانترنت اصبح اساسي للأعمال ولعامة الناس والغاء الاشتراك سيكون من جانبك انت فقط وكل الناس ستحتفظ باشتراكاتها مهما حدث .... وأن الأمر أصبح واقع .

* هل أصبح الأمر واقع ؟ ليس بعد
لم تقع الكارثة الكبرى بعد .... وان كان حدوثها بات وشيكاً

من فضلك حاول منع الكوارث أن تقع على رأسك

أن وجدت حل ايجابي لمنع الكوارث
أنا في انتظار أفكارك
حيث سنقوم بتطبيقها معاً

الثلاثاء، يوليو 21، 2009

استنساخ الفساد





في الفترة الأخيرة لاحظت بشكل لافت تراكم القمامة في الشوارع سواء في الأحياء الراقية أو الشعبية على السواء ... وبسؤال البعض تبين أن "الزبال" قد انحسر دوره التاريخي في حياة الشعب المصري في الفترة الأخيرة بعد القرارات الحكيمة للحكومة "الرشيدة" التي قررت حرصاً على نظافة الشوارع وتجميل الأماكن ومنع انتشار الأوبئة وزيادة أعداد الحيوانات الضالة كالقطط والكلاب والفئران والفيل أبو زلومه ... قررت أن تجمع "فلوس" الزبالة بنفسها ولنفسها وأن تكل الأمر لشركة "زبالة " بمبلغ زهيد "آخر" بالإضافة للمبالغ المحصلة من الناس ... وأهو كله بثوابه .. "يمكن الناس تنضف " وبما أن كل الأمور قد تحولت لتجارة فقد انتشر "الزبالين" المتخصصين في المناطق .... فهذا تخصص "كارتون وورق" وهذا تخصص "زجاج وبلور" وهذا تخصص " لبيسة قلم جاف" وأصبحت الشوارع تعج بالزبالة والزبالين في آن واحد ... وبرغم حكم المحكمة بعدم شرعية تحصيل القمامة "اجبارياً" مع الكهرباء أكثر من مرة إلا إن الحكومة اعتمدت على أن "الناس طيبة وبتنسى" وأقرت الأمر الواقع وسكت الناس واستمتعوا بالزبالة .
كانت الحكومة منذ فترة قد قررت استثمار أموال التأمينات والمعاشات للناس "وأهو كله بثوابه برضو" وبالفعل وضعت يدها على تلك الأموال التي صارت "مجهولة" وكعادة الحكومة الصريحة في انحيازها للفقراء ومحدودي الدخل ستترك "الأجيال" القادمة تحل هذه المشكلة لثقتها التامة في حكمة الأجيال القادمة .
صفحة جديدة فتحتها الحكومة مع المواطنين في حسابات الضرائب نتج عنها زيادة متحصلات الضرائب في الفترة السابقة عشرات المليارات تم توظيفها كأحسن مايكون في خدمة الشعب "اللي بياكل وينكر"
لحماية المنتج المحلي المتميز جداً تقوم الحكومة بفرض ضرائب وجمارك باهظة على مستوردي السيارات تصل أحياناً ل 300% من السعر الأصلي للسيارة لايتحمل منها التجار أي شيء "ونعم الحماية" فيتم معاقبة الشعب كلة لحماية "الصناعة "المحلية ... وفي الوقت الذي تنهار فيه صناعة السيارات في العالم مازال السوق المصري يقف "بكل اقتدار " في مواجهة الأزمة العالمية التي صرح المسؤلين في بلادنا المحروسه بأنها لن ثؤثر على السوق المصري ولا السياحة المصرية ولا الإقتصاد المصري في الفترة المقبلة ولكن قد يكون لها آثار شديدة "جداً" في الفترة المقبلة "برضو" لأن هذه المسائل في علم الغيب واحنا مؤمنين والكلام في الحاجات دي حرام .
انظر لكل المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو حتى محلات الكشري والبقالة وأكشاك السجائر .... سوف يطل الفساد برأسه القبيح من كل زاوية .... فساد تم استنساخه من دائرة أعلى حتى وصل للقاع .... فساد قام بخلق بيئة طاردة لأي عنصر اصلاحي وجاذبة لكل عناصر الإفساد بكل أنواعها .... رشوة .... محسوبيات ..... ربا ..... أنانية ..... نزعات فردية متوحشة لا ترحم .... انعدام ضمير .... انعدام الذوق والنظافة واللياقة حتى صارت كلمات لاترد في القاموس .....من أين يأتي الفساد "وكلنا كويسين " ..... لابد أن هناك "ناس وحشين" أقروا الفساد وجبنوا عن مواجهته بكل أشكاله حتى صاروا جزءاً لا يتجزء منه ولو أنكروه بألسنتهم ..... هؤلاء "الناس الوحشين" قد حكم عليهم بالإعدام جوعاً وجهلاً وبطشاً وحسرة وثلوثاً ...... حكم عليهم أن يحيوا بلا كرامة ..... "الناس الوحشين" لا ترى منهم أي شحص ..فكلنا "والحمد لله " زي الفل .... عندما أجلس مع أي شخص تتحول الجلسة إلى محاضرة في الأخلاق الحميدة ... وأيام زمان .... وأيام الخير والعز .... والأحوال السيئة الحالية وكيفية التغلب عليها .... كلنا طبيب يصف الداء والدواء .... أقوم لأبحث عن المرضى وسط الآخرين فلا أجد إلا القليل من المرضى ..... ثم أتسائل هل أنا من الناس "الوحشين" ؟؟؟؟؟
لا تتعجل الإجابة ..... الإجابة صعبة جداً .... أكثر مما تتخيل .

الاثنين، يوليو 06، 2009

فاصل .... ونواصل

سيداتي آنساتي ...سادتي ...... أهلاً بكم (جمعاء) مجدداً من جديد في مصر .... في ظل القيادة الحكيمة (بتاعة الحقن) والرشيدة (بتاعة بكار) والخفيفة (يتاعة الاوتوبيسات) والقديمة (بتاعة المش) .... وما أحلي الرجوع إلى الوطن ... لا سيما وإن كان الوطن بكل هذا القر من (الحلاوة) ...... بعد فاصل قصير بسبب السفر نعود اليكم في ثوبنا (يعني هدومنا يعني) القصير ... وحالنا العسير ..... وشأننا المرير
ونحب أن نعرفكم أننا قد قمنا بالدعاء لكل من سألنا الدعاء بما طلب ومن لم يطلب دعينا له بالقائمة العامة (راجع ردود البوست السابق واللاحق) .... لكن اللي حازز في نفسي ان في دعوه عامه خاصة بهذا البلد لا تستجاب أبداً وهي أن يخلصنا الله تعالى من كل (بوز إخص) .... وكأننا معاقبين أو ما شابه :)

.... بالنسبة للمأمورية فكانت ميسرة والحمد لله ..... وبالنسبة للعمرة فتم التنفيذ وهناك بعض الملاحظات السريعة منها :

- كما قال الأخ سعد زغلول (مفيش فايزه) فعلاً ..... لن تقوم قائمة لنا بهذا الشكل ...... في ملتقي ديني .... في البلد الحرام .... في شهر حرام .... في أقدس البقع على الأرض ...يجب أن يشعر الإنسان ويحاول تغيير سلوكه على الأقل مؤقتاً .... ولكن هناك تري التباغض والتحزب والتشيع والأنانية في أعتى صورها سواء في التدافع (المقصود وغير المقصود) بشكل قد يفقد الحليم صبره .... أو بالتكالب على المواقع المقدسة التي يرجى عندها الإجابة (كالحجر الأسود والروضة والملتزم والحجر) بشكل بشع من الأنانية والفردية المقيتة وبشكل عااااام بدون أي استثناء....

- زيادة حده النزعات (الفرقية) كالتشيع وغلاة التصوف وغيرهم ووضوح تواجدهم بشكل كبير يوحي بتغير الخريطة الاسلامية في الأعوام القادمة وهو أمر متوقع منذ زمن

- مازلنا نحمل نفس الأفكار البالية ولا نريد التعامل مع الإسلام كديانة عالمية خاتمة للبشر بكل توجهاتهم وثقافاتهم ونصر على حصر الاسلام واجتزائه في ثقافات القبيلة والمجتمعات المغلقة المنغلقة فكرياً وفقهياً .... ولكن هناك إرهاصات كثيرة ومؤثرة توحي بالتحول نحو النقيض (الانحلال الكامل ) تلوح في الأفق (وربنا يستر)

كان هذا فاصل وتقرير بسيط عن الفترة السابقة ................. وسنعود بعد (قليل أو كثير ان شاء الله ) لمواصلة العملية التدوينية البحتة

الاثنين، يونيو 15، 2009

صراع الحضارات .... وكلام في السياسة




منذ أقل من 300 سنة وقبل طفرة التصوير الفوتوغرافي ثم السينما والتليفزيون كانت الإنسانية تسير في اتجاه حضاري مختلف ... اتجاه حضاري (سمعي) أي أن كل الفنون والآداب والنتاج الحضاري الإنساني كانت تتعلق بحاسة (السمع) فالشعر كان يلقى في محافل كبيرة للمريدين ... والأخبار كانت تتناقلها البلدان بالسمع ..أخبار الحروب والفتوحات والصراعات ...الخ .
حتى هذه المرحلة كانت الريادة والصدارة في الحقبة الإنسانية الأخيرة للمسلمين (لا أقول العرب بل المسلمين) ذلك لأن من حمل لواء الحضارة للعالم كان المسلمين بغض النظر عن كونهم عرب أم عجم بل نستطيع أن نقول أن النتاج العربي أقل من حيث الكم وإن كان أعمق من حيث التأثير .... خلال هذه الحقبة كان القدوة (حقيقي) والمثل (حقيقي) وذلك لأن النقل (السماعي ) لا يمكن أن ينقل غير الحقيقة كما هو معروف علمياً

فالتواتر هو نقل جمع عن جمع فيستحيل اتفاقهم على الكذب
أي أن الحدث إذا نقله جمع (لجمع) عن جمع من الناس (بنفس تفاصيله) فالعلم يقضي بصحة الخبر لإستحالة اتفاق (الجموع ) على كذبة واحدة (بالمشاهدة) حيث لايوجد حدث تاريخي مكذوب بجمع عن جمع (هكذا وصل إلينا القرآن والسنة والعلوم )



فإذا قفزنا بالزمن إلى عصرنا الحالي وجدنا كل أوجه الحضارة (بصرية) ... الإعلام ... الآداب ... الفنون .... كلها تركز على البعد البصري للإنسان وبذلك سهل جداً التلاعب بها و(توجيهها) فمن يملك نقل (الصور) هو من يصنع الحدث ويوجه الحضارة ويملك المصداقية .



سوبرمان ... باتمان ... سبيدر مان ..... البطل (الخرافي) هو البديل للبطل (الحقيقي) ...خالد بن الوليد ...عمرو بن العاص ...محمد الفاتح .... لذلك كان على الرمز الحقيقي أن ينزوي (أو هكذا أريد له ) ليظهر البطل الآخر ... والقدوة الأخرى ... والحضارة الجديدة ... أو الخرافة الأخيرة التي توحي لك أن (آمريكا ) دولة لاتقهر وأنها تملك من العلوم ما تسيطر به على الكون ... وأنها تنقذ العالم كل يوم 10 مرات (في الأفلام) وتلح عليك بالفكرة لتظل كما أنت (مهزوم).


هل تستطيع أن تكذب عينيك ؟؟؟؟ لا يمكنك ..... لكنك تستطيع أن تكذب أذنك (وإن كانت أصدق)


سنوات طويلة .... كان على (المنتصر) فيها أن يمحو هوية (المهزوم) وأن يخلق له البديل الذي يتعلق به ويملء به حواسه كلها ....

__________________________

* أحداث 11 سبتمبر يراها العالم كما أراد ناقلوها
- يخرج علماء من نفس بلادهم باستحالة هدم البرجين بهذا الشكل بهذه الطريقة
- آخر استطلاع للرأي بجامعة كولومبيا الأمريكية يفيد بأن 60% من أفراد العينة يعتقدون أن الحكومة الأمريكية وراء الأحداث أو متورطة فيها
- يظهر تقارير لشهود عيان في ساعة حدوث الحادث يفيدوا بأنهم لم يروا طائرات في ذلك الوقت
- يغزو جورج بوش بلدين اسلاميين بحجة محاربة الإرهاب
- القضاء الأمريكي لايملك أي أدلة تدين المشتبه فيهم في أحداث 11 سبتمبر
- يخرج علينا من بلادنا من ينعق بمحاربة الإرهاب ويدين الأحداث .... ويتبنى القضية أكثر من الأمريكين
- تضيع الحقائق في تيه التضليل الإعلامي والمقاصد السياسية والبحث عن الحقيقة
- يسدل الستار والمتضرر الوحيد هو (المهزوم)
__________________________________

* تتعالى تصريحات الغرب ضد المسلمين ...
- فتارة يصرح بوش بعودة الحروب الصليبة
- وتارة يصفهم بيرلسكوني بالهمجية والتخلف
- وتارة يصفهم (البابا) الجديد بالبربرية والتوحش
- تضيع التصريحات بين ادعاء أخطاء الترجمة و اتهام آخر بعدم فهم التصريحات على حقيقتها ... والتصريح بالنقل عن مصادر (أخرى)
- رد الفعل الوحيد لمن (يرى) هزيمته على كل الأصعدة هو (الاستياء)

__________________________________

*يحضر الرئيس الجديد لأمريكا إلى مصر ليلقي خطاباً (تاريخياً)
- يؤكد على أن علاقات بلاده بإسرائيل بلا حدود
- لا يعطي أي وعد بأي شيء جديد
- يستعمل آيات من الكتب السماوية
- يتكلم عن صفحة جديدة
- نؤكد للمرة ال(بليون) بأننا بهائم لاتفهم شيء عن السياسة ولا تفهم حتى مجرد الخطاب الموجه لها ونتكلم عن (بداية جديدة لمرحلة جديدة من الخزي السياسي) ... حتى أحقر الشعوب وأكثرها بدائية (ووثنية) تعرف مصالحها ... حتى البهائم تفهم الاساءة ...بينما نحن نصر على (بداية جديدة) مع (المثقف الأسمر)

__________________________

في الماضي دارت معارك رهيبة ..... في الشام .... في الأندلس .... في عمق أوروبا ..... في كل مكان .... نتج عنها وجود شعوب في أماكن جغرافية ..... ولكن بعد أن استدارت يد الحضارة في يد (الآخر) نسيت الشعوب ماضيها ولم تعد (تبصر) إلا مواطيء أقدامها .


هل تحسب الغرب نسي الأندلس ؟؟؟..... هل تحسب الغرب نسي القسطنطينية ؟؟؟ .... هل تحسب الغرب سينسى بيت المقدس ؟؟؟
فقط نحن نسينا ..... هل تعلم المعارك التي دارت على أرضك كي تأتي وتعيش ... وتلعن (عصور الظلام) .... هل تعلم الدماء التي سالت حتى تأمن في بيتك وتلهو مع أطفالك .

أقل ما يجب عليك أن تعلم من أنت .... إقرأ تاريخك .....

البداية والنهاية ....فتوح البلدان ... تاريخ دمشق .... تاريخ الطبري

لا وقت لديك ؟؟؟؟

اسمع

اسمع ... الدكتور راغب السرجاني
http://www.islamstory.com/multimedia.php?cat_id=33


الدكتور جمال عبد الهادي
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2065


إفعل أي شيء حتى تعلم من أنت ..... فهم لم ينسوا أنفسهم .... ولن ينسوا ما كان

_______________________
_______________________

ملحوظة : أنا مسافر كمان 3 أيام السعودية مأمورية ولن أكون متواجد حتى بدايات الشهر القادم وبعون الله هاعمل عمرة (مش ممكن أكون هناك ومااعملش :) .... اللي عاوزني أدعيله يقول في التعليق ويقول عاوزني أدعيله بإيه ويقول اسمه لأني مش هاقعد أقول بوسبوس وتوتوس ونونوش في الحرم ...ماشي :)

إلى اللقاء بإذن الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :)