جمعتنا الظروف بالصدفة , مجموعة أصدقاء قدامي منا المتزوج ومنا من لم (..... ) بعد , وأثناء الجلسه خطر لي أن أسألهم عن رأيهم في الزواج (للمتزوجين ) ورأيهم في المرأة (لغير المتزوجين )
وللعجب فقد كانت الاجابات متشابهة إلى حد غريب لم أكن اتوقعه ومتباينة إلى حد بعيد فقد خلط الجميع السؤالين معاً وأخرج خلاصة (حكمته اللدنية ) في الحياة ليصبها في آذاننا ويتركها تنساب في غزارة واسترسال وطبعاً لن أقدرعلى نقل كل الحوار لأسباب عديدة منها عدم قدرتي الجيدة على التذكر هذه الأيام بعد أن بلغت من الكبر عتياً ومنها لعدم مناسبته للخطاب العام ومنها حرصاً على حياتي وحياة المتكلمين حتى لايتتبعهم أحد ويحاول القضاء عليهم ... ولكن سأقوم بتلخيص بعض النقاط التي كانت تدور حولها الانتقادات والشكاوى وتعليقاتي عليها محاولاً بقدر الامكان الوصول لمستوى لائق من الحوار
في البداية كانت اجابات الأصدقاء المتزوجون مندفعة وصريحة في آن واحد وقد تلخصت الاجابة على السؤال فيما يلي
- السطحية (واللفظ لي ) وعدم القدرة على فهم الأمور على حقيقتها والتصرف دائمًا بناء على رؤية أحادية الجانب غير صحيحة في معظم الأحيان (واللفظ لي أيضاً ) وعدم جدوى محاولات الاقناع والاعراض عن النصح والارشاد مما يترتب عليه عدم الرغبة في الكلام ... والتعايش (والسلام) .. ومن هنا ينشاء الخرس اللي بيقولوا عليه .
- عدم اعطاء أي قيمة للوقت فما لم يتم انجازه اليوم ينجز غدًا وما لن ينجز (نصيبه كده ) وما يترتب عليه من (لطع) للجانب الآخر في الانتظار حتى انتهاء طقوس معينة تصيب بالذبحة وتجلط الدم وأمراض الشتاء والصيف وما يترتب عليه من زيادة التوتر والغليان وتلفان الأعصاب وهنا تنتهي رغبة الطرف الآخر في المشاركة في الصحبة الخارجية والتنزه والتسوق لاعتبارها علقة حرقة دم وانتظار وتنشأ مشكلة (مش بيخرجني ومش طايق يخرج معايا )
- استخدام الفاظ (كثيرة جدًا ) للتعبير عن اشياء (قليلة جدًا) وما يترتب عليه من أكلان للنافوخ وزيادة الاحتقان الفكري وعدم اختيار أوقات العرض والطلب على اعتبار ان رد الفعل اصبح (معروف ومأمون العواقب) وعليه يصبح المرور بالجوار متوقع عنده ما هو اسوأ من اخبار وافعال وردود أفعال فيتم الهرب دائماً من المرور بالجوار
- انتهاء علاقة المرأة بالاهتمام بنفسها بعد الزواج (والغياب التام للياقة البدنية بجميع انواعها )على اعتبار انه قد تم المراد من رب العباد وبناء عليه الاستسلام لحلل المحشي وما يترتب عليه من (فشكلات متفشكلة ) تجعل الانفس تذهب بالحسرات وتتمنى ما قد فات وتعيد النظر للافلام والمسلسلات والحجج جاهزة ومعلبة وبدون تاريخ صلاحية .. الخدمة ... الانشغال ... مفيش وقت ... هدة الحيل ... الأولاد .... الانهيار ... أعذار اقبح من الذنب ( واللفظ ليس لي أنا مليش دعوه )
هنا كان ولا بد من اسكات المتزوجين والا لن ينتهي طوفان الشكاوى وهذا المجرور الذي انفتح على مصراعيه ولن تكون هناك فرصة للنقاش وأخد رأي العزّاب فتدخلت في ديكتاتورية ممجوجة لانهاء حديث السادة الرجال وتركهم يجترون أفكارهم ويلعقون جراحهم في صمت وللأمانه العلمية فقد كان هناك شخص وحيد لايشكو من كل ذلك بل كان يذكر الزواج والطرف الآخر بكل خير ويصف الأمر كله بأنه نعمة من الله , هذا الشخص متوازن إلى حد بعيد وله قدرة فريدة على الاستمتاع بالحياة كثيراً ما احسده عليها وغير متردد بالمرة وإن كان يعيبه بعض الأمور فمن منا بلا عيوب
قال الذين لم يتزوجوا بعد أو على مشارف الهاوية (أقصد الزواج .. واللفظ لي )
- المادية والنظرة القلقة لها هي اهم ما يعيب العلاقة فلايوجد اي كلام أو نقاش خارج نطاق الحديث عن المادة معظم الأحيان حتى في اوقات الصفاء يتم الترتيب للأمور المادية المتعلقة بها .
- عدم القدرة على استيعاب الطرف الآخر فكريًا وتجمد الافكار في زوايا بعينها وعدم تجديدها بالاطلاع حتى لمن لهن باع علمي فقدرتهن العقلية محصورة في ذات المجال فقط (شكوى عامة للسادة المثقفين الشباب)
- الاحساس بالفرق الشاسع والبون الواسع بين جيل الأمهات (عطاء بلاحدود ) وجيل زوجات المستقبل (طلبات بلاحدود ) وما يترتب عليه من مقارنات وانطباعات
لم أشاء أن افسح لهم المجال أكثر من ذلك فأنا ديكتاتوري سلطوي متحجر (والوصف ليس لي ) وألا لن ينتهي هذا العبس أبداً , وعندها سألت الكل .. هل فكر أحدكم في خضم الشكاوى والانتقادات ما الذي يعطيه هو في المقابل ليطلب اصلاح هذه المشكلات ؟؟؟؟وهنا كانت الاجابة الجماعية وواحده ... اصلاح اتجوزت خلاص يا عم الحاج
لن يقرأ اصدقائي هذه السطور غالباً لذلك فأنا اعتبر الفتنة في هذه الحالة (جائزة)
ملحوظة : ممنوع قراءة هذا البوست للسيد المهندس أحمد أبو العلا أو من على شاكلته من المقلبين على (الحياة) فقد فات الأوان وجرى القلم بما سيكون وما قد كان