الجمعة، ديسمبر 14، 2012

لماذا سأقول نعم للدستور



 بعد قراءة الدستور أزعم أن أهم من قراءته  يجب قراءة الوضع الراهن والوضع على الأرض فالدستور والتصويت عليه ليس بمعزل عن الواقع ... وبعيداً عن أقول المنحرفين من الطرفين الذين يزعمون أن من سيصوت بلا (آثم ) أو الذين يزعمون أن التصويت بنعم  خيانة لدم الشهداء ، وبعد القراءة الأولية للدستور وجدت نفسي أميل للتصويت بلا حيث أن تصوري لوضع الشريعة في الدستور مخالف لما هو موجود بالفعل وكذلك الوضع الخاص للعسكر في الدستور والمنصوص عليه في الدستور لايقارب حتى الوضع الآمن الذي نرجوه جميعاً لإبعاد العسكر عن ميدان السياسة .. وكذلك بعض النصوص الأخرى تحمل إمكانية لتفسيرات قد تتعارض مع صريح التشريع الإسلامي الذي يشكل قناعاتي الفكرية .. وبمحاولة تصور مايمكن أن يكون فيما بعد التصويت بلا  وجدت أن ما أريد له أن يتحقق في الدستور لن يتأتى إلا من خلال سيطرة الفصيل الإسلامي (الواعي) على لجنة الإعداد مثلاً والتي ستكون بالانتخاب وهو ما يبدو مستبعداً لانحسار المد الانتخابي للاتجاهات الإسلامية للأسباب التي سيأتي ذكرها وكذلك فتعديل المواد المتعلقة بالعسكر يحتاج لمواجهة مباشرة أو حنكة سياسية معينة يجب الإعتراف بعدم توافرها في الوقت الراهن مع عدم القدرة على فرض وضع دستوي على العسكر في الوقت الراهن وهذه هي النقطة الأولى ... النقطة الثانية تتعلق بوضع الفصيل المعادي للتيار الإسلامي والمتمثل في حزب (عبده مشتاق) وبقايا النظام السابق مع أصحاب القناعات التي تقدس العملية الديمقراطية أكثر من معتقداتها الشخصية والمتمثلة في بعض التيارات الثورية والتي تعادي أي مساس بمظاهر الديمقراطية حتى وإن كانت في صالح مطالب ثورية !! ويغذي تلك الإتجاهات على أرض الواقع الإعلام الفاسد المنحاز لأي تيار ضد المشروع الإسلامي وإن كان الشيطان نفسه مما يعكس وضعاً معقداً على الأرض فالتيار العام الذي كان يعتمد عليه اصحاب الرؤية الاسلامية يتراجع ولكن استعداده لقبول وضع مستقر حتى تحت قيادة اسلامية عالٍ .. والرهان على الحصول على وضع دستوري أفضل للشريعة و تحييد المؤسسة العسكرية شبه منعدم والدخول في صراعات طويلة يتطلب اعادة ترتيب أوراق .
 لذلك  فإننا يجب أن نعترف في نهاية الأمر أن الأداء الخاص بنا كتيار اسلامي وإن كان يبدوا ذا قوام واحد إلا أن الأداء السياسي والخطاب العام لدينا متدني للغاية ونفتقر فعلياً لكوادر لها قدرة على التوجيه والقيادة والإدارة والخطاب العام على كافة المستويات وهذه حقيقة يجب إلا نتغافل عنها حيث أنه يسهل جداً تشويه التيار كله في الوقت الحالي بالتركيز على بعض المنحرفين فكرياً وتسليط دائرة الضوء عليهم والإعلام يستغل ذلك أسوأ استغلال ممكن ، وقد رأيت بالفعل انقلاب بعض المحايدين في الماضي إلى أعداء صرحاء للفكرة الإسلامية ككل بدعوى الكذب والتجارة بالدين والانقضاض على السلطة كما يروج له الإعلام بالضبط ، بل وقد رأيت فريقاً آخر قد انحرف كلياً عن ثوابت الدين متأثراً بجراحه الإعلامية وضحالة تحصيله العلمي من العلوم الشرعية فأخذ يردد كلمات مثل "مصلحة مصر قبل مصلحة الإسلام" و "الفاشية الدينية" وكل هذه المصطلحات التي لم تكن تستخدم من قبل والتي غذاها للأسف تسليط الضوء على بعض اصحاب الأمزجة المنحرفة داخل التيار الاسلامي العاجز أصلاً عن التعبير عن نفسه بالشكل اللائق والمفتقر من الأساس لتسليط الضوء على من يستطيع مواجهة الزخم الإعلامي الحقير الذي يسعى لتشويه التيار ككل..  لذلك فقد قررت التصويت بنعم في محاولة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمعارك ضارية من موقع أكثر تحصيناً بفض حالة الزخم الاستعدائي (عند التيار العام ) والتي لن تنفض عند تيار النخبة العرجاء إلا بمواجهة حتمية صريحة ولن ينفعنا حينها إلا الله ثم الإستعداد لجولة لن تكون الأخيرة 

الأربعاء، نوفمبر 07، 2012

الواقع المصري الأمريكي



لعله  ليس  من العدل ان نعقد مقارنة بين الانتخابات المصرية والانتخابات الامريكية في هذا التوقيت الزماني بالذات والذي تتعثر فيه مصر في طريقها نحو الحرية والذي تذرح فيه الولايات المتحدة تحت سلسلة من المعضلات السياسية والإقتصادية لانبالغ إن قلنا بأنها تهدد وجودها بالكامل خلال الفترات القادمة 
وبإلقاء نظرة سريعة على الاوضاع في البلدين سنجد بأن الأوضاع في مصر تعكس صورة معقدة للغاية فقد وصلنا حتى الآن لوضع (ما بعد انتقالي) غريب تتجمد فيه اللحظة بين فصيل غير ثوري آلت إلية مقاليد الحكم بعد ثورة شعبية وفصائل أخرى يمكن حصرها في تيارات نخبوية وكل إليها مهمة مقاومة التوجه الشعبي العام نحو تطبيق منظومة إسلامية وتفعيلها من خلال استخدام الطاقة القصوى للإعلام الذي لايزال مضلالاً للأسف الشديد بالرغم من وجود سلطة ذات مرجعية اسلامية في الحكم ، وتنحصر مهمة ذلك التيار في تشويه التيار الحاكم قدر الإمكان وتنفير عامة الناس منه وشيطنته والعمل على إفشاله قدر المستطاع ، بينما يوجد بذات التيار بعض المخلصين الذين يريدون فعلياً الصالح العام ولكنهم اكتفوا بدور المشاهد والمتمني فقط للتيار الحاكم بالفشل دول العمل على ذلك ولكن ، بدون دعمه للنجاح، هذا بالإضافة لوجود التيار القديم المتمثل في بقايا نظام مبارك المسيطر فعلياً على جزء كبير من السلطة التنفيذية الحقيقة والتي لايمكن استبدالها بين ليلة وضحاها وهذا التيار لن يتورع عن فعل أي شيء مقابل استمراره في الحياة والاكتفاء بخسارة الرؤس فقط التي يعول على أنها قد تنمو بمعدل أكبر من ذي قبل أسوة بوحوش الأساطير الإغريقية ويعضد هذا التيار عدم وجود فصيل   ثوري في سدة الحكم بل فصيل إصلاحي يمكن ممارسة كل الاعيب السياسة عليه والعمل على التهامه سياسياً بهدوء وبمرور الوقت كما يؤكد التاريخي السياسي الطويل والممتد بين الفصيلين منذ عهد الملك فاروق حتى الآن ، اما الفصيل الثالث فهو شباب ثوري أو غير ثوري ينتمي لكل الفصائل السابق ذكرها يتميز بقلة الخبرة السياسية وعدم القدرة على قراءة الواقع وهضمه جيداً مع القدرة الشديدة على إبداء عكس ذلك باستخدام التقنيات الحديثة وبالإضافة لذلك فهو غير قادر للوصول لصيغة مناسبة للوصول لعامة الناس .
وبالحديث عن عامة الناس فستجد أن اكثرهم قد مل من كل ذلك ومل من الوجوه الكئيبة التي تطالعه كل ليلة في برامج العك الفكري اليومي ومل من المرحلة الانتقامية والانتقالية ومابعد انتقالية وتوصل لصيغة مناسبة تتلخص في جملة "يتحرقوا في بعض" والبعض من العامة قد تم استقطابه لأحد الفصائل السابقة والبعض يعتبر المسألة كلها لاطائل من ورائها وستنتهي بالوقت الذي "بينسي حزن وفرح ياما "، في هذا الخضم تأتي الانتخابات البرلمانية القادمة وفي هذا الخضم نبحث عن طائر الرخ في صورة شيء مبهم يسمى "توافق" على دستور البلاد وفي هذا الخضم أتت الانتخابات الرئاسية ..والبعض يردد سيبها لله هو اللي سترها في الأول وهو اللي هيسترها في الآخر .. ومع ايماني الكامل والعميق بتلك المقولة إلا إنني أرى أنها تتعارض مع السنن الكونية التي وضعها الله تبارك وتعالى في ناموس الكون وفي القوانين التي تحكم البشر .. فقد يسترها الله مرة وثانية وثالثة ولكنها إن أبت إلا بالفضيحة فهذا هو اختيارها ولاشك ولا تلومن إلا نفسك 
هذا هو ملحض الحال في مصر والذي يمكن تلخيصه في عبارة واحدة موجزة  قالها 
المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الأخيرة وهي ""إييييييه؟؟؟
***
أما عن الانتخابات الأمريكية فسنجد بأن الأوضاع في الولايات المتحدة  تحتاج لدراسة تفصيلية للفهم فهذه الدولة  أو القارة المكونة من ولايات بعضها أكبر من كثير من الدول من حيث المساحة ومن حيث عدد السكان والتي تواجه أعاصير عاتية وتقوم بشن حملات  عسكرية خارج البلاد على أعداء الديمقراطية وتتحكم في اقتصاديات العالم وهي مدينة بما قيمته 14 تريليون دولار (14000000000000 ايوه اتناشر صفر) ومع هذا فهي لاتزال تتحكم باقتصاد العالم ولايزال شعبها ينعم بالرفاهية من خلال تأمينها ووضع يدها على مصادر الطاقة في العالم والتي تتركز في الدول العربية الشقيقة  وبمساعدة عباقرة الإقتصاد اليهود الذين يحركون اقتصاديات العالم من خلال الدولار الامريكي بعد قيامهم بخداع العالم وتحويله لاقتصاديات غير حقيقية واستحواذهم على الثروة الحقيقية المتمثلة في الذهب والمعادن النفيسة حقيقية القيمة وتوجيه العالم للنقود البلاستيكية والخدمات والدوران في عبودية الوظائف للحصول على مستوى معيشي متوسط مقابل الغاء العقل والانصياع للإعلام في لحظات الاسترخاء من عناء الدوران في السواقي ، وبإلقاء نظرة على النظام الانتخابي الامريكي سنجد أنه لايقوم على الانتخاب المباشر للأفراد كما هو الحال عندنا بل من خلال انتخاب  مجمع انتخابي هو الذي يقوم بانتخاب الرئيس وهو نظام قديم مر عليه قرابة المائتي عام ينتخب فيه الناس 538 مندون عن الولايات بحسب حجمها يزيد عدد مندوبيها بحيث لو صوت 3 من 5 مندوبين عن فلوريدا مثلاً لصالح اوباما تذهب أصوات فلوريدا كلها لاوباما وللنجاح يجب الحصول على 270 صوت للمندوبين وقد حدث من قبل أن فاز مرشحين بأغلبية أصوات الشعب الأمريكي ولكنهم هزموا لعدم حصولهم على أصوات المندوبين بهذا الشكل ، وهو نظام يشير الكثير من علامات الاستفهام عن مدى مناسبته لدولة بحجم الولايات المتحدة ومدى إمكانية التلاعب فيه خصوصاُ أن التصويت يكون الكترونياً وبعيداً عن هذا وذاك عن دور التكتلات السياسية والمصالح الاقتصادية في التأثير على المجمع الانتخابي الذي يحسم النتيجة ... وما هو دور العرب فيها باعتبارهم جزء من النسيج الآمريكي وما هو المانع من وجود لوبي عربي موازي للصهيوني يتم دعمه من أباطرة النفط والجاثمين على ثروة العالم من الطاقة الذين يساقون بأيدي أعدائهم كالماعز 
الجبلي والخروف البري
 اي أنه يمكنك  وانت مدين بمبلغ وهمي مواجهة الأعاصير والكوارث إذا كنت قادراً على (الإدارة) كلمة السر في النظام العالمي الجديد الذي يعتبر الإسلام هو خصمة الجديد بعد سقوط الشيوعية وبلا مواربة إلا تحت شعار (الإرهاب) فالاسلام كما نفهمه نحن هو الإرهاب الذي تعنيه الامبراطوريات الحاكمه الآن والإسلام كما تفهمه الإمبراطوريات الحاكمة هو ان تعيش في سلام مع نفسك وتسلم مقاديرك كلها للإدارة الحكيمة للعالم وترضى بالدور المناسب كحليف وإلا تنضم لمحور الشر الوهمي مع دول تستطيع لعب لعبة السياسة ببراعة وبأصولها كإيران وكوريا الشمالية وتظل عدواً وهمياً وحليفاً في السر أو تنضم لمحور الشر الحقيقي وتكون حليفاً معلناً وعدواً سرياً يتم مص دماؤه بلعبة ثلاثية الأبعاد لايرى هو فيها إلا بعداً واحداً
ومما سبق تتضح معالم الأمور فمن يجهل التاريخ لايمكن أن يكون جزءاً من المستقبل بل يمكن أن يكون ترساً في عجلة الحاضر وفقط ، كما انك لاتستطيع أن تتفاوض على أبعد  مما تصل إليه دانة مدفعك فماذا إن لم تكن تمتلك مدفعًا من الأساس ، ومن يجهل اسس لعبة السياسة في الوضع الحالي للعالم فهو غر ساذج لا يعرف الثمن الذي دفعه العالم خلال الحروب لإفراز القوى التي تحكم وكم من الوقت تكبد حتى ترث القوى الجديدة القوى المنهارة وكم الوقت تكبدت الامبراطورية الحديثة حتى ترث المملكة التي لا تغيب عنها الشمس وكم من الوقت والعلم والدماء تكبدها من يدير تلك الإمبراطورية ، فالأمر ليس بالبساطة التي نعتقدها فهناك ملاحم وحروب يمر عليها البشر للحصول على الحرية الحقيقة من خلال  الحكم ... وأي حكم تريده لنفسك ؟
أي قرار ستقرره في الانتخابات القادمة وبعد القادمة؟ 
بمن ستأتي ليمثلك في هذا الخضم؟
ومن سيحكم؟

"  الخلاصة أن         " من يعلم يحكم 

والله من ورائهم محيط

الأربعاء، يوليو 18، 2012

الإخوان المسلمون .... إصلاحيون في زمن الثورة




قد لايكون من المناسب أن نستبق الأحداث ونتحدث عن الخلاف السياسي والإداري القديم مع منهجية جماعة الإخوان المسلمون في التفاعل مع الأحداث الجارية حيث ان تمثيلهم الإداري والسياسي حتى الآن لايمكن أن يقال أنه قد تبلور بشكل تام فمجلس الشعب الذي يشكلون أغلبية فيه قد تم حله من قبل جماعة العار القضائي وبمساعدة المجلس العسكري الداعم للنظام القديم وبتغطية خسيسة من سفلة الإعلام وأراذل القوم الذين يتصدرون المشهد الإعلامي والسياسي من النخبة المتعفنة فكرياً 
كما أن الوقت الذي مضى على تولي الرئيس محمد مرسي لم يتجاوز السبعة عشر يومًا ، ولكن من معرفتنا السابقة والملومات المؤكدة عن منهجية الجماعة الإصلاحية والتي تعتبر ميزة عالية الجودة في وقت السلم والإنتاج والمهادنة أو وقت الإستضعاف والقهر لاتعتبر وللأسف الشديد ولاتصلح أبداً في وقت الثورات والمراحل الإنتقالية التي نعيشها هذه الأيام وقد تكون تكلفة هذه المنهجية باهظة ليس على الإخوان انفسهم فحسب بل على المشروع الإسلامي الوسطي الذي يمثلونه وعلى مصر والمنطقة العربية والإسلامية كلها والتي تتوقع الكثير وتنتظر من الإخوان قيادة سفينة المرحلة الحالية نحو الخروج من أنفاق الإستعباد والقهر السابقة 
وما يتبادر الى الذهن فورًا وما يلقيه من تناقشه في وجهك بمجرد سرد الحقائق السابقة هو أن الإخوان فصيل قوي وناضج سياسيًا ويعي تمامًا أبعاد تلك المعادلة وسيعالجها كأحسن ما يكون وهو لايحتاج منا إلا الدعم المادي والمعنوي والدعاء 
وقد ينهي هذا الرد المفحم النقاش لدى الكثيرين ممن ساندوا الفصيل الإسلامي ممثلاً في الإخوان المسلمين طوال الفترة السابقة وسيساندهم في الفترات القادمة ونحن من هؤلاء ولكن للأسف الشديد هذا الرد المفحم لايرضى طموحاتنا أبدًا بل هو نذير شؤم لنا باستمرار التحذير والصراخ والعويل حتى ينتبه فصيل الإخوان إلى الكارثة التي نخوض فيها جميعاً في الوقت الراهن 
:-والمتمثلة في الآتي 

 * بات واضحاً للعيان أن هناك مؤامرة لاشك فيها من قبل القضاء المعين من النظام السابق والإعلام الموجه من النظام السابق كذلك قد تولى المواجهة مع الرئيس والحركة الإسلامية ككل بعد انسحاب صوري للمجلس العسكري من المواجهة المباشرة بعد تسليم هزلي للسلطة 

 من الواضح أن الحركة الثورية وهي المناصر الأول والداعم* الحقيقي للمشروع الإسلامي قد أصابها الفتور التام بعد انتخاب مرسي رئيساً وعدم إصداره قرارات ثورية متوقعة واكتفاؤه بحضور حفلات تخرج الكليات العسكرية وكذلك تجاهل الجماعة الصارخ لفصيل ثوري مساند ومؤيد للمشروع الإسلامي متمثلاً في حازم صلاح أبو اسماعيل واعتصامه ومؤيديه قد أضفى فتوراً عاماً على الحركة الثورية وهو مؤشر خطير جداً حيث أن التجاهل المستمر لهذا الرجل ذو الاتجاه الثوري الحاد يعني رفض المنهجية الثورية ككل واعتماد سياسة الإصلاح التي لاتصلح في الوقت الحالي
* أصبح عامة الناس في انتظار ما سيفعله مرسي بعد أن أصبح رئيساً بعد طول انتظار وقد رضوا به على أمل إصلاح الأحوال وتنفيذ وعوده ومن المعروف عن الإتجاه العام غير المسيس أنه لايعترف إلا بالقرارات العنترية والكاريزمية العاليه في أداء الرؤساء والجميع ينتظر بتحفز كيف سيعود الأمن وكيف سترفع القمامة وكيف ستتحسن الأحوال الإقتصادية ومرور الوقت يفقد العامة إيمانهم وتأيدهم للزعيم المرتقب 

* استمرار الحكومة الحالية وهي حكومة طالما طالب الإخوان أنفسهم بسحب الثقة منها يجعل استمرارها ليوم واحد هو سحب ثقة من الإخوان أنفسهم ويعطي مؤشرًا بعجزهم عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني قادرة على بدء العمل في الاتجاه الصحيح ويعطي انطباع يمثل نذير شؤم عن أن الحكومة القادمة ستكون حكومة (عربون محبة وقبول) لإسكات أفواه النخبة القذرة بتعيين من لاقدرة فاعلة لهم على الأرض لإرضاء توقعات سفلة الإعلام والنخب عن تعيين أقباط ومرأة وكل هذه الترهات التي لاوقت لها والتي من شأنها أن تعجل بفشل الحكومة المرتقبة فالمعيار الأوحد الذي يجب أن يتوافر دون النظر لغيره هو معيار الكفاءة والأمانة أما الترضية الساذجة على حساب المرحلة الحرجة فهو انتحار سياسي ساذج 

*استمرار حالة التراخي في مواجهة المتطاولين والجماعة الفاسدة من القضاه توحي للعامة بأن هناك ترتيبات وصفقات سرية تدور في الكواليس مع جميع أطراف العميلة السياسية والمتمثلة في المجلس العسكري والاطراف الخارجية وعدم الوضوح في تلك الجزئيات والإحتماء بالشعب والميدان في مواجهتهم يفقد مصداقية الرئيس لدى الشعب ويفقد الإخوان رصيد يضاف لنزيف الأرصدة المفقود في الفترة السابقة 

* هناك اتجاه ظاهر لجعل الرئيس يدور في حلقة مفرغة من الإنجازات الهامشية التي تستهلكه عصبياً ونفسياً ولاترفع رصيده لدى الناس سواء بتجاهلها إعلامياً أو لتدني حجمها في جنب القضايا الأصلية والمثال الصارخ على ذلك هو حالة الصحفية التي أحضرها الرئيس بنفسه وهو شيء جيد ولكن كان من المنطقي والمتوقع أن تعود الصحفية بمجرد اتصال هاتفي من أصغر دبلوماسي بالسودان الشقيقة خاصة وأنها ليست متهمة في قضية جنائية وليست في اسرائيل ولكن الضجة الإعلامية السابقة للموضوع والتجاهل الإعلامي التالي له يوضح منهجية ثعبانية تهدف لاستهلاك الرئيس شخصياً في قضايا هامشية وفرعية لاترفع رصيده ويكون محصلتها اتلافه عصبياً لاتخاذ قرارات تعجل بزواله أو بفقدانه رصيد شعبي كل يوم

وبناء على الواقع المؤلم السابق فالإجابة المفحمة السابقة لا تتناسب مع المؤشرات الحالية للمعادلة ومالم تتحول جماعة الفرص الضائعة إلى جماعة اللحظة الفارقة :) سوف يجني التيار الإسلامي والتجربة ذات المرجعية الدينية والبلاد والبلاد المجاورة ثمار ذلك كله على غير المراد والمتوقع 

الإصلاح منهجية فريدة وطاهرة ويجب دعمها من الجميع .. ولكن وقت الثورات ليس وقت الإصلاح بل وقت التغيير ووقت المواجهة لا تصلح فيه المهادنة فكل الوجوه الكئيبة والسوداء والمتعفنة المتمثلة في المجلس والحكومة والإعلام والقضاء هدفها واحد هو إجهاض التجربة ككل بأي ثمن ومحاولات كسبهم او مهادنتهم أو حتى الإلتفاف عليهم لن تاتي بخير أبداً والحل واضح ويعلمه القاصي والداني وهو الإحتماء بالثورة والشعب والوضوح التام والمصداقية بعيداً عن السرداب والدهليز والغرفة المغلقة ومحاولات الإصلاح المقيت في شيطان رجيم 

الثورة مستمرة  

السبت، مايو 26، 2012

الإخوان والرئاسة ... العقدة والحل



لعل نتيجة المرحلة الأولى للانتخابات الرئاسية كانت محزنة للبعض ومخزية للبعض ومفاجأة للبعض ومأساوية للبعض .. ذلك لأن الجميع لم يكن يتصور ما سيخرج من جراب الإدارة الحالية للبلاد والتابعة لنظام مبارك بلا شك في محاولاتها المستميتة لإعادة انتاج نفسها بثوب جديد من الشرعية للمحافظة على مكتسبات النظام وحفظ امنه في ذات الوقت دون صدامات محتملة مع ثورة تلفظ أنفاسها الأخيرة ولكن نتائج الصدام غير مضمونة العواقب ولو نسب ضئيلة لذلك عندما ألقى كهنة فرعون ثعابينهم في وجه الشعب والمتمثلة في اصوات تم إدراجها بزيادة 5 مليون صوت عن انتخابات البرلمان في سعة القوة التصويتية وبإدراج متعمد لمن ليس لهم حق التصويت كجنود الأمن المركزي والشرطة السرية وباستقطاب فئات لها تكتل معين كالأقباط والصوفيين إضف لتلك الخلطة السحرية كل من تأذي من الثورة وبات حانقاً عليها من رجال أعمال وأصحاب حرف ومرتزقة ومنتفعي النظام البائد وحاشيته وكل معدومي الضمير الذين يمكن شراء أصواتهم بالمال فنتج عن هذا الخليط الشيطاني كتلة تصويتية فاجئت البعض وإن كنت انا احد من فاجئهم الأمر من ناحية التصويت للفريق وليس لوزير الخارجية السابق حيث أنني كنت أعتقد أن الثاني أقدر على الاستقطاب لقناعة الكثيرين أنه ليس محسوباً على نظام مبارك ولكن اعتقد ان هناك تعديلاً حدث في الخطة لصالح الفريق بعد حسابات معقدة لمرحلة ما بعد الرئاسة من ناحية الولاء المطلق لجهات ما 

وهنا نشأت المعضلة الوطنية المتمثلة في نوعية الصراع الحالي الذي أدخل الإخوان كطرف محوري في المعادلة الحالية ضد رمز النظام السابق بعد نجاح الثاني في تشويه الأول تماماً على المستوى الإعلامي وعلى المستوى السياسي بإظهاره كفصيل يدور في فلك ذاته ولايعطي للمصلحة الوطنية أية اعتبارات وخائن للثورة وممثل شيطاني للإسلاموفوبيا العامة التي تبشر بدولة الملالي وهيمنة رجال الدين في العصور الوسطى وتنذر بدولة ينعق فيها البوم ويتخبط فيها المواطنون في ظلام البؤس والشقاء تحت وطئة حكم ديني دكتاتوري سلطوي جائر 

ولاشك أن الصورة القاتمة السابقة قد ساعد على اكتمالها وحدد الوانها وابعادها أداء الفصيل الإسلامي نفسه بمستوى الأداء المتدني وبحسابات ساذجة فصلته عن النسيج الوطني والتأييد الشعبي العام ولم يبق له إلا نوعين من المؤيدين لاثالث لهما الأول يثق به بلا اسباب ولامبررات وهو الفصيل الذي كان على تواصل معه خلال العقود السابقة من خلال العمل العام والتطوعي والجانب الدعوي وممثليه هم الطبقات الكادحة البسيطه في المحافظات والكفور والنجوع الذين نجح الإخوان في تكوين تواصل اجتماعي دائم معهم ، والفريق الآخر المتمثل في المقتنعين بإمكانية تطبيق نموذج اسلامي محترم في الدولة الحديثة ويختارون بناء على تقييم الفصيل الإسلامي وليس غيره مع علمهم الكامل بتفاصيل ودورة حياة الإخوان المسلمين منذ البدء حتى الآن ويعرفون مواطن العيوب والمميزات لديهم 

ومن المبرر في الوقت الحالي أن ينظر الكثير من عامة الناس ذوي الثقافات المختلطة إلى الإخوان نظرة تشوبها الشيطانية بعض الشيء نظراً لعظم الأخطاء التي ارتكبتها الجماعة في الوقت القصير الماضي وحتى الآن وتكرار هذه الأخطاء بشكل مستفز ومحير ومربك ادي لاستعداء الكتيرين ، وبناء عليه قرر البعض في المرحلة الحالية مقاطعة الانتخابات في مرحلتها الفاصلة القادمة بالاضافة لمن قرر المقاطعة منذ البدء لعدم اقتناعة بانتخابات في ظل إدارة تمثل النظام السابق 

وهنا نصل لمرحلة حرجة جداً من تطورات الأمور ، وهي مرحلة استعداد النظام البائد للانقضاضة الأخيرة على الثورة وقتلها تماماً بعد ان نجح في اجهاضها ، حيث أن نجاحه في الانتخابات يعطيه الشرعية الكاملة من قبل الشعب للإجهاز على الثورة سيئة السمعة وهي شرعية حقيقية فعلاً لن يضيع النظام استغلالها للانتقام البشع من الثورة بكل فصائلها ،وعلى الجانب الآخر نجد أن ممثلي الثورة الرسميين لازالوا في مرحلة الاتهام بالعمالة وخيانة الثورة والاعتداد بالرأي والنفس في مواجهة الآخرين فخلاف الإخوان مع  كل الباقيين كصراع الإسلاميين مع الليبراليين لم يتخطاه كلاهما ويقف في طرف بعيد الاشتراكيون واليساريون وكل فريق ينتظر أن يعترف الآخر بخطأه ويعتذر ويقدم القرابين له ليعفو ويصفح في حين أن الجميع سيتم الإجهاز عليه قريباً جداً 
وأنا وإن كنت أرى أن المسئولية الاساسية تقع على عاتق الاخوان لا لشيء إلا لأنهم الفريق الوحيد الذي يمثل تنظيم حقيقي له ابعاد وهو الواجب عليه احتواء كافة الفصائل الباقية بأي شكل وبكل الطرق فالباقون ليسواتنظيمات ولكن جماعات وأحزاب وحركات والأخطاء عندما تصدر منهم تكون مبررة لقربها من الفردية أما التنظيمات التي يفترض بها التحرك في إطار مدروس ومحسوب لايسعها الا احتواء اصحاب الأرضيات المشتركة ولو مرحلياً لحين تجاوز الخطر المشترك 

وعليه فإن المرحلة القليلة القادمة إن لم تشهد تحرك سريع وقوي من الإخوان لاحتواء واقناع الفصائل الأخرى بالتصويت لهم بضمانات حقيقة لعدم تكرار سقطات الماضي القريب فعلى الجميع السلام 

وأخيرا أوكد لجميع السادة المقاطعون أن المقاطعة ليس لها أي مبرر عقلي واحد مقبول ، ذلك لأن المقاطعة ما هي إلا تسهيل لعملية الانقضاض الشرعي على الثورة وكفاية للعدو المشترك عن التزوير فكل ما ينقصه هو الحشد في مواجهة فرقاء لم يجتمعوا على كلمة سواء وسوف يلقون نفس المصير الأسود منه دون التفرقة بين المقاطع والمشارك والميزة النسبية للمشاركة هي تصعيب مهمة العدو المشترك وإلجاؤه للتزوير كحل أخير للحفاظ على مكتسباته وحينها سيعطي المبرر للثورة أن تحيا من جديد وتنتفض ضد تزوير إرادة الشعب .
أما من يرى ويقتنع بأن الإخوان كتاريخ وفصيل له وجود سياسي يتساوى مع الحزب الوطني الديمقراطي ونظام مبارك وعليه  فالخياران متساويان فلن يجدي معه النقاش في الوقت الراهن ولنترك له المزيد من الوقت حتى يغير قناعاته أو نغير نحن قناعاتنا :)
ولله الأمر من قبل ومن بعد  

السبت، مايو 05، 2012

شهادة على أحداث العباسية



من الطبيعي جداً ان يكون الإتجاه العام لغير المؤيدين لشخص
 "حازم صلاح ابواسماعيل " هو رفض اعتصام العباسية الذي كانت نواته الأصلية رفض القرارات التي يراها مؤيديه ظالمة وغير قانونية والي قضت بمنعه من خوض انتخابات الرئاسة في القضية المشهورة والتي على خلفيتها قامت بعض المسيرات والاحتجاجات بالنزول للشارع وفي حركة مفاجئة تم التوجه لوزارة الدفاع والإعتصام أمامها كتعبير عن رفض هذه القرارات وهو ما لم يؤيده "حازم صلاح " شخصياً وطالب بفض الإعتصام هو والشيخ "حسن أبو الأشبال"حتى لا يأخذ الإعتصام منحى خطير وغير معد له مسبقاً وهو ما لم يلق قبولاً لدى المعتصمين وأخذت فكرة الإعتصام تتبلور بعيداً عن موقف داعم لشخص لموقف من سوء إدارة الفترة كلها وآخرها الأحداث المشار اليها وتبلورت تلك المطالب في تغيير اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية القادمة وتغيير المادة 28 بصفة أساسية وهي مطالب مشروعة والإعتصام في أي مكان غير مخالف للقانون وقد تم التوجه لنفس المكان من قبل  في أحداث سابقة.
وبات من الملاحظ ان وجود المعتصمين بجوار وزارة الدفاع يشكل إزعاجاً شديداً للإدارة العسكرية للبلاد والتي عبرت عن المقر بأنه (عرين القوات المسلحة) وتوعدت من يحاول النيل من كرامة الإدارة العسكرية والمتمثلة في محاصرة الوزارة لذلك فقد اتخذت الإدارة العسكرية خطوات ثابتة وملموسة في طريق فض الإعتصام ولكن بطريقة مرضية لهم وبما يردع المعتصمين وينكل بهم ثأراً للتجرأ على عرين القوات المسلحة 
لذلك فقد تم التعاون مع الأمن (الذي لم يظهر في الصورة هذه المرة ) في شكل إمداد القوات المشتركة في العملية بأفراد مسجلين لديهم متميزين بوجود فجوة سوداء في منطقة الصدر بمكان القلب عند البشر العاديين تم الاتفاق معهم على التمثيل ببعض المعتصمين وذبحهم بطرق وحشية  وكذلك الإعتداء على أهالي المنطقة لإضفاء طابع الشيطنة على المعتصمين والوقيعة بينهم وبين الأهالي حتى يتم حصار الإعتصام معنوياً واستفزاز المعتصمين للقيام بأعمال عنف أكيدة الحدوث كرد عملي على التمثيل بالجثث والخطف وتشويه  المارة بمفردهم في محيط الإعتصام وهو ما حدث بالفعل حيث قام بعض أطياف الإعتصام بالرد على العنف بعنف مماثل في اتجاه الأفراد المسجلين خطر والمشهورين بالبلطجة 
وخلال تلك العمليات كان الحشد للإعتصام يتزايد والدعاية له تكثر والأطياف المشاركة  تحشد فمثلاً شاركت حركة 6 ابريل وحركة كفاية وأطياف السلفيين المتميزين بالثورية وأخيراً ظهر الإخوان على مضض لقياس مدى شعبية الإعتصام ومدى قبولة ومدى أمكانية نجاحه 
وفي اللحظة المحددة وخلال جمعة حاشدة وعلى غير المتوقع تم التعامل مع الإعتصام بعنف شديد وتم فضة خلال دقائق معدودة وتم حظر التجول في المنطقة واستعادت القوات المسلحة عرينها في غضون دقائق معدودة 
ولي هنا عدة ملاحظات مجردة على تلك الأحداث التي شاهدتها وعايشتها 

أي اعتصام تقوم به قوى ثورية مختلطة الأطياف يتم اختراقه* بواسطة عناصر أمنية مدربة ويتم التعرف على بعضها احيانًا ولكن العناصر المؤثرة تكون بالداخل في شكل معتصمين متحمسين أحيانًا أو مثبطين أحياناً أخرى أو فاعلين في بعض الأحيان وهذه الملحوظة  باتت متكررة ولا تخطئها عيني في كل اعتصام غير محكم الأبعاد فالفارق كبير بين متحمس مؤمن بقضية ومتحمس بقصد إظهار التحمس في وقت الحماس 

* الإستعانة بالخارجين عن القانون والمسجلين خطر وأفراد قاع المجتمع ممن لاثمن لهم ولا لحياتهم حتى عند أنفسهم سوى بضعة جنيهات يعكس بوضوح شديد استخدام نظام مبارك لفئة من البشر هو خلقها بيدية ويعرف احتياجاتها ويعرف كيف يستعملها وكيف يتخلص منها وكيف يوجهها وقد رأينا هذه النوعيات من البشر ابتداء من يوم 25 يناير في الشوارع علانية مع أفراد الأمن المركزي بدروع وعصي الشرطة كأنهم نسيج واحد من منظومة معدة بعناية لهدف ثابت وهو الردع المادي للأفكار التي تبعث على التغيير والتأكيد على الوجود بالقوة وهي رسالة تم تمريرها منذ 25 يناير حتى أمس 

* معظم  المصريين بغض النظر عن مستواهم الثقافي والتعليمي لايميلون لفكرة المواجهة وإن ادعوا ذلك وعليه فدائمًا ما يوجهون اللوم والتقصير في جانب الضحية والمتمثلة في القلة المتحركة في هذا البلد والتي أخذت على عاتقها محاولة التغيير وهي في سبيلها بذلك لاغنى لها عن القبول الشعبي والتأييد العام والذي هو مرتبط في الأساس بحب البعد عن المخاطرة والمغامرة فتجد منهم دائماً من يلوم المتحرك في اتجاه الإصلاح بقولة "ايه اللي وداهم هناك" أو " ايه اسباب الإعتصام أصلاً " ويختلف مبدئياً مع الأسباب  الأوليه مع أطيب تمانياته للجميع بالتوفيق سواء الظالم أو المظلوم وهو في ذلك قد أخذ على عاتقه الإنحياز للطرف الأقرب للسيطرة وقد أعطى لضميره الحي مخدر من نوعية الإختلاف مع أسباب التحرك أو تخوين المتحرك نفسه أو اختلاق مانع (طبيعي أو شرعي) يعمل كمظلة يمرر من تحتها قرار عدم التحرك

 * من الواضح للعيان أن البعض بات يعمل بنظام آكلي الجيف فبعد سقوط الشهداء ومرور الأحداث والرغبة في تخفيف آلام مخاض الواقعة يظهر من لهم باع في (الكلام ) سواء باسم الثورة أو الدين أو كلاهما ويبدأ في الرثاء والإنكار واستجلاب مطالب تعويضية  باسم من سقط غالبًا يحصل هو نفسه عليها في صورة ظهور إعلامي  أو هالة تقديسية أو منصب ما باسم حماية الثورة ثم يحلَق آكلي الجيف بعيداً عن مرمى الرصاص واستهداف العيون ليحط مرة أخرى بعد خمود الهجوم وما أشد عقاب من باع دينه بعرض من الدنيا وعند الله تجتمع الخصوم ولولا بقية من عقل تصد الإنسان عن كشف معايب البعض ولأن هؤلاء أصبحوا معظَمين في نفوس العامة بحيث أن هدم أصنامهم قد يهدم الدين في نظر البعض لكان للحديث بعدًا آخر ولكن عند الله تجتمع الخصوم

* بالنظر في خريطة احداث الفترة القادمة بات واضحاً للعيان أن تسليم السلطة بات شبحًا يخفت في نفوس الناس ولكنهم يحاولون إقناع أنفسهم بأنه لامفر منه وأن حدثًا مزلزلًا سيحدث إن لم يتم ذلك وإن سألتهم عن الحدث المزلزل الذي سيتم سيقولون بأن الناس قد تغيرت  وأن الشباب لن يسكت !!! (لاحظ ... نفس الشباب الذي يلقون عليه مسئولية احراق البلد والطيش السياسي هو من يعولون عليه في المواجهة حال حنث الإدارة بوعدها كما سيحدث ) وأنني سأكون أول من ينزل للشارع حال حدوث ذلك  وهي من الأمورالمضحكة المبكية في نفس الوقت حيث أنه حال  حدوث ذلك لن يكون هناك شارع أو شباب أو سلطة ليتم تسليمها ومبروك على الجميع الفريق أو في أحسن الأحوال وزير خارجية مبارك 

* ذلك الوفد الذي ذهب للمملكة لاأعرف لماذا ذهب ولا لماذا تكلم ولا لماذا تم اختياره وبمعرفة من ؟ وإذا صدق حدثي في هذا الصدد فنحن على أعتاب عصر جديد تتحد فيه الأسود مع الضباع مع الإعتذار للأسود فما اسمها هنا إلا كناية عن اسم أمها :)  




السبت، مارس 31، 2012

نظرة في الأحداث الحالية



في محاولة بائسة لفهم وتحليل ما يحدث الآن في المحروسة يحتاج المرء إلى أكثر من مجرد جمع المعلومات ومحاولة استقراء الأفعال وردود الأفعال ، يحتاج المرء إلى فهم جيد للتاريخ الحديث لمصر جيداً حتى يفهم ما يدور في الظاهر وما يدور في الخلفية بعيداً عن الأعين وكذلك التاريخ البعيد لكل الفرق الممثلة على الساحة التي يدور بينها حالياً حوار الطرشان ولم يتمكنوا من الإتفاق على صيغة الحوار فضلاً عن بدء هذا الحوار أصلاً 
ولعل أكثر ما يثير الجدل في الوقت الراهن هو موقف الأسلاميون من هذه المرحلة الإنتقالية الحرجة التي تمر بها مصر ، 

والأسلاميون كالعادة لكل من يعرفهم عن قرب  يتمثلوا في الإخوان المسلمين والسلفيين وما عداهما ليس له دور يذكر على الساحة ، ومع تصاعد حدة الانتقادات الموجهة للإخوان المسلمين بسبب الأداء غير المرضي في مجلسي الشعب والشورى وبسبب الموقف من الجمعية التأسيسية للدستور وفرض هيمنة الجماعة عليها وبسبب التبعية الواضحة لحزب النور لاتجاهات الإخوان السياسية باعتبارهم الفصيل الأكثر خبرة واحتسابهم كتيار عليه نفس الانتقادات السابقة بالاضافة لبعض المواقف الفردية كموقف أنف النائب البلكيمي وموقف تعليم اللغة الانجليزية  وجامعة القاهرة واعتبارها صنيعة الاستعمار وما إلى ذلك من مواقف تعكس الانتقادات فيمكن حصر الانتقادات فيما يلي:

الاخوان المسلمون جماعة مستأثرة بالسلطة التشريعية وتمارس ديكتاتورية الأغلبية 
الاخوان المسلمون يقومون بإقصاء باقي الفصائل السياسية عن ممارسة دورهم في المجلس ووضع الدستور
الاداء العام للاخوان المسلمين مخيب للامال وله صبغة الانبطاح في مواجهة العسكري 
السلفيون غير ناضجون سياسياً وغير مؤهلين لممارسة دور من له هذا التمثيل في البرلمان


وبتأمل الوضع بعاليه نجد الآتي :
افرزت الانتخابات البرلمانية فصيل سياسي اسلامي يمثل طموح العامة في إقامة مشروع اسلامي يقيم دولة العدل المفقودة في العصور السابقة ويقوم بدور الفارس في انتشال البلاد من حالة الانبطاح العام في مواجهة الامبريالية العالمية الممثلة في القوي الغربية والاسرائيلية بعد سنوات من التبعية والخذلان السياسي الفج على اعتبار أنه قد استقر في ذهن عوام الناس أنه لايمكن الحصول على مكاسب حقيقية من تلك القوى إلا باستعادة المشروع الحضاري القديم الذي كان بالفعل منافساً عتيداً لتلك القوى بل وأذاقها الأمرين في كتير من الحقب التاريخية التي كفلت للبلاد العزة والاستقلالية قبل الانهيار في العصر الحديث (هذا باختصار اسباب اختيار تيار اسلامي بغض النظر عن مقوماته الفعلية  فهو حلم قديم مستقر في وجدان العامة تتناقله الأجيال ولو على المستوي غير الواعي تعليمياً وثقافياً )

اصطدمت القوى المنتخبة والممثلة للتيار الاسلامي بواقع له أبعاد فعلية تتطلب تغيير ما استقر في مرجعيات تلك الجماعات ، فمثلاً جماعة الاخوان جماعة تعتمد مبدأ الإصلاح في التعامل الشامل مع كافة الأمور ومبدأ الإصلاح لايؤتي ثماره إلا في ظل بيئة  لا يغلب عليها الفساد كوضعنا الحالي ولكن الجماعة لم تطور اسلوب التعامل مع الواقع واعتمدت نفس المبدأ فكان من جراء ذلك أن انفصلت الجماعة عن الشارع في أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء وبورسعيد بأن اعتمدت مبدأ الإصلاح في مواقف لم يكن يصلح لها إلا المواجهة والانحياز الكامل للشارع والثورة ولكن هذا الانحياز مكلف جداً ويعتمد سياسة التصعيد التدريجي وهو ما لم يكن في مقدور الجماعة حينها لأن الخصم قد أعد المسرح لكلا الاحتمالين إما تصفية الثورة مثمثلة في مواجهة فردية مع الناشطين ولكنها جوفاء من المجموع الممثل في الشرعية البرلمانية ومحسومة العواقب ، وإما مواجهة تصاعدية مع (مخربين ) ينحاز لهم الإخوان في موقف ستتفرق فيه الكلمة بلا شك ولكن الخيار الثاني كان مستبعداً نظراً للطبيعة السابقة المعروفة مسبقاً المميزة للجماعة التي آثرت السلامة بمبررات مقبولة لديهم (هذا على افتراض حسن النية فالحكم على النوايا له حسابات اخرى على كل الأطراف)

أما السلفيون فهم ليسوا تنظيم ومرجعياتهم منحازة في مجموعها (للحفاظ على الدعوة) في شكل الانصياع للرئيس حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا وإن جلد ظهرك وأخذ مالك (واداك على قفاك كمان ) لذا فالمجموع مأمون العواقب دائماً ولنشكر الصدفة السعيدة التي أتت بنا لمرحلة التمكين (على طريقة أحمد زكي في فيلم معالي الوزير)

لذا فأداء الإخوان المسلمون لم يكن مفاجأة لي على الإطلاق وأنا قد انتخبتهم مع سبق الإصرار والترصد :) مع علمي بذلك لنفس الأسباب التي ستجعلني انتخب حازم صلاح ابو اسماعيل رئيساً للجمهورية (مع الفارق الشديد بين الاتجاه الفكري للجماعة وهذا الرجل الذي أعتقد فعلياً أنه أفضل المرشحين على واتفاقي مع مواقفه في معظم الأحداث)  وهي أن المشروع المتكامل المستقر في وجدان العامة والسابق الاشارة له لن يولد من رحم المجهول إلى القمة فهذه ليست سنة الله في كونه ولابد من المرور على مراحل لصهر وتكوين ذلك المشروع بحيث يصبح قابل للتنفيذ  على أرض الواقع وذلك لن يتأتى إلا بالدخول في حلبة الصراع والخطأ والتعلم من التجربة وإلا فالبديل هو التخلي عن المشروع باعتباره غير قابل للتطبيق في العصر الحديث والانخراط في محاولة تأسيس دولة لها كيان اقتصادي وسيادة سياسية أو حتى قوة نووية  وهو ممكن جداً كما هو حال بعض الدول ولكنها خالية من ذلك الحلم القديم الذي استقر في الوجدان عن مشروع حضاري لايمثله وجه متخلف لايعبأ ألا بالظاهر مع باطن مهلهل ولا يمثله وجه انتهازي ديكتاتوري يحكم باسم الدين ويدعي أنه ظل الله في الأرض ولكن يمثله عقل خرج من رحم التجربة بفهم الواقع وفهم مراد الله من استخلاف الانسان لينقذ الناس من النيران لا لينظم طابور المرور إلى النار 
وحين تاتي هذه اللحظة الفارقة .... سنحيا كراماً :))

الاثنين، فبراير 13، 2012

لـــــــقطـات




في بورسعيد ، حيث المدينة الحرة الباسلة ذات السمعة البراقة دائماً ، المتألقة بأضواء السفن عبر القناة ، المعروفة بالتعصب الشديد في كرة القدم ، موطن أبو العربي ، موطن قتيل المخلوع الذي حاول أن يصل صوته فتم إزهاق روحه ، حيث الرحلات الشبابية التي لاتنتهي والأحلام الصبيانية بالذهاب والإياب ، تم إعداد المسرح على شكل مذبح للإنتقام من شباب ثائر دائب على المواجهة ولا يعرف الخوف على يد كلاب السلطة وعبيد المال وبمباركة من ائتمنوا على الأرواح فباعوا أرواحهم  للشيطان وأسلموا أرواح من ائتمنوا عليهم ، وشارك  في التضليل إعلاميو الفتنة الرياضية حرس النظام القديم وطليعة مستفيدي وسية الكرة المصرية أقطاب الحزب البائد والعصر الإغبر، وشارك في أكل لحم القتلى كهنة معبد آمون وسدنة المعابد من بقايا المؤسسات المنهارة فكرياً ، وشارك من حيث لايدري رجال (اللجنة) التي تتقصي عن الحقائق وتحاول إثبات وجود الشمس

***
  في البرلمان حيث تتشكل اللجان ويرفع الاذان وينبت في غير وقته الباذنجان سيظهر ملك الجان ويحاكم الظالمين والعملاء ويطرد الخائنين والأجراء ، يساند القتلى والشهداء ، يواسي الجرحى ويجمع الأشلاء ، ولأنه مع الثوار فقد اتخذ القرار وأوصي به في إصرار لهؤلاء الصالحين والأبرار أن عليهم الإنتظار لخمسة أشهر مع الأحرار نظراً لهذا البرد الزمهرير الذي يجتاح ميدان التحرير وألا ينصتوا لصوت أي شرير يقول بأن الأمر جد خطير وأن في الانتظار شر مستطير لأن الأمور كلها في الحلاوة والناس هتاكل بقلاوة  والمجلس ينتظرالصيف حتى يكون الجو  لطيف ولأنه عمره ما غش ولا غشش هيسلم السلطه في المشمش ، وستعم الأفراح المكان وتتبدل المآسي والأحزان ، هذا ما قاله ملك الجان لنواب البرلمان فسبحان من خلق الإنسان وجعل له لسان وعينان ثم يقف كالعميان وينتظر قرار اللجان

*** 
لماذا رفض المصريون الإضراب العام ؟ ولماذا رفضوا طرح العصيان المدني للنقاش ؟
  الإضراب العام يقوم به الموظفون والعمال  فقط ، والعصيان المدني يقوم به  الأفراد على اختلاف اطيافهم 
هل يرجع ذلك لإيمان الناس فعلياً بأن عجلة الإنتاج لاتحتمل 3 أيام من التوقف ؟
هل يرجع ذلك لأن الداعين إلى العصيان المدني ليس لهم رصيد شعبي لدى الناس؟
هل يرجع ذلك لرفض المؤسسات الدينية (المنهارة) للعصيان والإضراب باعتباره "معصية"؟؟
هل قبول شباب الطلبة (غير المخاطبين بالإضراب) لهذه الدعوة يمثل شيء ما؟
؟؟؟
هل نحن شعب منتج ؟ أم شعب مستهلك؟
هل تغيرت أنماط الاستهلاك لدينا؟
هل تغيرت ساعات العمل الفعلية للموظفين بعد الثورة؟
هل تغير أس شيء في منظومة البلاد بعد الثورة ؟
الكتير من علامات الاستفهام

***
الرئيس أم الدستور ؟
العربة أم الحصان ؟
البيضة أم الفرخة؟
الحاجة أم الاختراع
الحاجة أمو حسن
مقطع من أغنية قديمة غناها الشيطان في أحد المشاهد 
time is on my side
دائماً الوقت في صالحه هو .. انت الذي تفقد حياتك بمرور الوقت.. الوقت هو حياتك ..والوقت في صالحه
هناك فارق كبير بين الصبر والحلم والأناة والتريث وبين الانهزامية والاستسلام وغرور الأمل بأنك ستتغلب على الشيطان وأن كل ما تحتاجه هو الوقت حتى ولو 5 أشهر فقط

الأربعاء، يناير 04، 2012

سيناريو للمتفائلين فقط :)


أنظر للخريطة دائماً فلا تاريخ بلا جغرافيا "أحد أبطال رواياتي الشهيرة " :)

المشاهد السابقة منذ عام على الثورة  تسير في اتجاه لايبشر بالخير باعتباري متشائم "قليلاً" استطيع ان اعيد صياغة الأحداث لأرى بوضوح أن عملية اجهاض الثورة قد باتت في مراحلها الأخيرة بالفعل ولم يبق على انجازها إلا مراحل متأخرة جداً لكنها ستكون سريعة ومتلاحقة 
بالنظر إلى أطراف الصراع العامة سنجد على يسار الملعب السياسي يقف المجلس العسكري في دور الحاكم الشرعي "أو الذي يبحث عن شرعية ما" ويقف خلفه مباشرة النظام السابق بكل عناصر فساده ورموزه وملياراته التي تبحث عن حل للأزمة وعن وعد بتحرك جديد، كما يقف في  خلفهما الأنظمة المشابهة في المنطقة والتي كانت على علاقات جيدة بالنظام السابق والتي لديها فوبيا الثورات وتربطها علاقات مالية وأسرار علاقات ما وراء الكواليس  بين الأنظمة الاستبدادية ، ويقف خلف الثلاثي السابق الإمبريالية العالمية المتمثلة في اسرائيل كمفكر وصانع للأحداث وأمريكا واوروبا كلاعب أساسي له مصالح في المنطقة لابديل عن الحفاظ عليها سواء مصالح مادية أو مشروع ثقافي خاص يجب ترويجه ونشره على مستوى العالم وفي طليعة المصالح طبعاً حفظ أمن اسرائيل نفسها ونهب ثروات المنطقة وضمان استمرارية نظام عميل إلى آخر المنظومة التي يعرفها الجميع 
ويقف على يمين الملعب السياسي الزخم الثوري الحالي والمتمثل في الثوار الشرفاء والشباب المناضل الشريف الذي يمثل عصب الثورة وهيكلها العظمي والعمود الأساسي في حركة المطالبة  بالتغيير الحالية والذي هو للأسف ولحسن الحظ معاً يعتبر جسد بلا رأس كقوام الثورة نفسها ، كما سنجد في نفس الجزء من الملعب السياسي الفصيل الذي يمثل الإسلام السياسي والذي يعتبر القوام الحقيقي للثورة بالكتلة الشعبية الجارفة التي يمثلها وبمشروعه التاريخي لتطبيق نظام يراعي المرجعيات والقناعات الثابتة للمشروع الإسلامي ، كما سنجد خلف الثنائي السابق وجود وتمثيل للإمبريالية العالمية أيضاً لايخفى على أحد وهو يتمثل في قناعات وتوجهات غير المرحبين بالمشروع الإسلامي والمناوئين له كذلك والذين لهم بالضرورة توجهات لمشروع يستقي قناعاته وأدبياته ويستلهم مرجعات ذات أصول غربية وهو بالضرورة مدعوم من الإمبريالية الغربية بحكم تعزيز المشروع الثقافي  وبحكم حتمية الوجود في طرفي المعادلة لتحقيق والمحافظة على المصالح في حالة رحجان أياً من الكفتين  فلاشيء عند هؤلاء متروك للظروف  كما لايراهنون إلا على كل الأحصنة ... وسنجد أن الفريق الأخير ينقسم إلى قسمين ، الأول له قناعات حقيقية بالمشروع الغربي وهو  صاحب فكر ورؤية ومنهجية جيدة في الطرح والسلوك والثاني ليس له أية قناعات سوى رفض المشروع الاسلامي ومعاداته حتى لو كان الثمن هو الثورة نفسها وقد صرح بعضهم بذلك  صراحة قبل الثورة  مع ملاحظة أننا لانشكك في وطنية أي طرف أو نزاهته حتى يظهر دليل قاطع على ذلك
 وطبعاً هذه المعادلة السابقة التي  حيرت الإدارة الحالية لصعوبة امتصاص الزخم الثوري والصمود ضد رياح التغيير العاتية جعلت المراحل الأولى للثورة تشهد شد وجذب حتى استقرت الرؤية على المشهد الحالي وهو تفريغ الثورة من قوامها المتمثل في الاسلاميين والهاؤهم في نصف المعادلة الأول والمتمثل في الشرعية الانتخابية وترسيخ قناعة الانتظار والهدوء وعدم الجرجرة والصبر واحباط المحاولات لنزع الشرعية حتى بات انتزاعهم من المعادلة شبه محقق وبات في الملعب السياسي الطرف الأول  بكل اطرافة في مقابل ممثلي الزخم الثوري والمتمثل في الفئة الايجابية المتحركة بالفعل التي لم ترث الركون والانحناء للعواصف بطرفيها السابقي الذكر والتي تقرر   قتلها لاجهاض كامل للثورة وتمت عدة عمليات اختبارية ممنهجة لفض الزخم الثوري بدأت بالاستخدام البسيط للعنف والاستعانة حتى بالشعب في مواجهة الثورة مروراً بتشويه اعلامي مكثف يتكىء على الرغبة في الاستقرار واعطاء الفرص وكذلك  اذابة الفوارق بين الثوار والمخربين عن عمد وقد وصلت  العملية الاختبارية إلى ذروتها في محمد محمود ومجلس الوزراء لاختبار أقصى ردود الأفعال حال القتل وهتك الأعراض والتعذيب على الملاء وكانت النتائج ايجابية جداً وفعلاً لم يعد الثوار الحقيقيون لهم قدرة على حشد الشارع بالقدر الذي يرقي للوقوف والمطالبة بمطالب يستجاب لها بعد تحييد الاسلاميون ويتم الان اعداد المسرح للضربة القاضية للثورة بترويج   اكاذيب اعلامية عن مخططات لاحراق البلد في ذكرى الثورة والكشف عن مؤامرات وجهات اجنبية وتمويلات بحيث تصبح الضربة القادمة هي القاضية للثورة والتي ستتزامن مع انتهاء انتخابات مجلس الشعب ووجود ممثلين شرعيين للشعب وسحب الشرعية الثورية من الثوار فوراً في حالة مقاومة الأمر الواقع بكل الوسائل 
يبقى أخيراً الدور المزدوج الذي تلعبة الامبريالية العالمية في المنطقة والذي يصعب على الكثير استيعابه  لتعقيده وتشابك خيوطه لأنه مرتبط بنظرية المؤامرة المرفوضه ثقافياً ولانه مرتبط بعلاقات موروثة مع النظام القديم له شكل  الشرعية من جهة ومرتبط بعلاقات دعم الديمقراطية والترويج للمشروع الثقافي الغربي من قديم الأزل من جهة اخرى لذلك لم يبق في المعادلة  إلا القاء عظمة ما لمن تم تحييدهم في الغرف المغلقة وقد سقط خيار الثورة من ايديهم باجهاض الثورة ولانهم اصلاحيون وليسوا ثوريون من قديم الأزل سيرضون بذلك ولم يبق إلا خطوة واحده فقط وهي اعادة انتاج النظام السابق بشكل يرضي المشروع الديمقراطي بعمل اصلاحات ما في البلاد واعطاء مساحات اكبر من الحرية للحفاط على "شكل " المشروع الديمقراطي والتخلص من الاسلاميين إما ببعض المناصب غير المؤثرة التي سيتم سحبها لاحقاً أو بالذبح مرة أخرى :) ثم إعادة انتاج النظام السابق الذي يضمن مصالح الغرب والأشقاء العرب واسرائيل ويضمن للإدارة الحالية استمرار المكاسب المحققة في الحقبة المنصرمة ولكن في شكل يرضي الناس التي تريد أن تنام وتقوم فتجد الاستقرار والأمن والأمان والبورصة والدوري والأفلام وتوم وجيري قد عادوا إلى العمل مرة أخرى 
هذا لايعني أنه لايوجد أمل ولكن الأمل في وجه الله فقط حيث أن الخيارات قليلة والخروج عن المعادلة ثمنه فادح 
وعلى رأي المثل اللي خد منك الفيل قادر يرجعهولك :)