السبت، ديسمبر 17، 2011

لتكن تلك الدماء لعنة على القتلة ومن شايعهم ولو بقلبه





لا يزال المرء في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما " صدق

 رسول الله صلى الله عليه وسلم .



"

عن بن عمر قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف


بالكعبة ويقول : ما اطيبك واطيب ريحك ما اعظمك واعظم


 حرمتك والذي نفس محمد بيدة لحرمة المؤمن اعظم عند الله 


حرمة منك , ماله ودمه وان نظن به الا خيرا " صدق رسول الله

صلى الله عليه وسلم "




عندما يستحل النظام التابع لدولة دماء الناس بغير أمر من 
 
 
هذه الأمور المحددة
 
 
والتي نص عليها الشرع "عن ابن مسعود -رضي الله عنه- 
 
 
قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا يحل دم

 
 
امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، 
 
 
والتارك لدينه المفارق للجماعة" صدق رسول الله صلى الله 
 
 
عليه وسلم"
 
 
 
فلا سمع لهذا النظام ولا طاعة ومن والاه في هذا فهو معه واقع
 
 
في حرمة الدماء وليقف من يقف أمام الله وفي رقبته جريرة
 
 
 
 
 من دماء المسلمين وليقل حينها أن الدماء حلال "علشان البلد
 
 
تستقر " وأنا أعلن بما في يدي وهو قليل أنني بريء من 
 
هؤلاء 
 
 
ومن شايعهم ولو بقلبه وإنا لله وإنا إليه راجعون






الأحد، ديسمبر 04، 2011

الإسلام والحقيقة الغائبة

لعل كل ما هو دائر على الساحة من تطاحن حول الإسلام السياسي وهل يجوز التداخل بين الإسلام والسياسة مع كل تلك المخاوف والتوترات السائدة بين التيارات المشاركة في العملية الانتخابية والتي يستتبعها مخاوف بين أوساط الناس على مختلف توجهاتهم ومع كل هذه المناظرات التي سمعتها وكل هذا التطاحن فإنني للأسف لم أجد بين الردود والنقاشات ما يشفي صدري وما يقوم مقام الحجة الدامغة التي تمثل الإسلام كما أفهمه والتي تنطلق للجدل والنقاش من واقع أسس واضحة المعالم جدًا بحيث لايبقى للأسئلة بعد وضوحها محل  من الإعراب
بعد كل هذا الزخم من الأسئلة المكررة السخيفة عن المايوه بين السلفية والإخوانية وأنا بدوري اتسائل عن المايوه أبو فتله حكمه ايه في ظل دولة دينيه ؟ والفنون بين هدم الأصنام وقبلات السينما الصامته والسياحة بين سكرة يني وشط بحر الهوى والعراك الذي يتم "جرجرة" المنتمين للتيار الديني له حول حقوق المرأة  الكتكوتة بين الانتخاب الحر والكوته  وحقوق المسيحين في ظل غياب المواطنة وحقوق الأقليات  وهل سيتم إقامة حد الردة على المسيحيين وفي هذه الحالة هنجيب ردة منين علشان العيش البلدي ؟ وأين حقوق الغير مسلمين في ظل سطوة الإسلاميين المتربصين للوثوب على الحكم  وهل سيكون هذا الوثب وثب عالي أو وثب بالزانة حسب قانون  الاتحاد الدولي لألعاب  القوى الإسلاميه ؟ وهل يجوز تولي مسيحي الرئاسة  ولا هتشفطوها كلها في كرشكم ؟ أو أن تتولاها امرأة  أو طفل صغير أو  مواطن اجنبي تتوافر فيه شروط القدرة على الإدارة وحب جارف لهذا البلد  بشرط أن يحفظ نشيد حب الوطن فرض عليا أفديه بروحي وعنيا  صم لأن حسني مبارك وكل وزراءة كانوا مزدوجي الجنسية !! وماذا سيفعل الإسلاميون بالتعليم ؟ هل سيتم تعميم تجربة الكتاتيب وإلغاء المدارس وهل سيتحول الأستاذ الجامعي إلى شيخ عامود ؟ طيب واللي معندهوش عامود هيعمل إية ؟ وما هي الشروط الواجب توافرها في العامود ؟ رخام ؟ مرمر ؟ عامود كردان ؟  وهل سيصادر الإسلاميون الكتب والروايات وأدب الرحلات باعتبار أن الرحلات يجب توافر "محرم" فيها وإلا تصادر ؟ وماذا سيفعل الإسلاميون بالديموقراطية ؟ هل سيتم الغاؤها واستبدالها  بالديمو فدانية على اعتبار أن الفدان أوسع من القراط وشرح وبرح وسرح ؟ في  تلك الحالة من أين سنشتري ديموقراطية جديدة في ظل الإرتفاع الرهيب في الأسعار ؟ انتو عارفين سعر القيراط وصل كام؟ وماذا سيفعل الإسلاميون بالإقتصاد ؟ هل سنسرح جميعاً بالسواك والعطور الزيتيه؟ حيث أن الكحول الإيثيلي محرم شرعاً ومنه تصنع الكالونيا المحرمة والأفترشيف المحرم ؟ أم هل سوف نبيع بلح للدول الأخرى ونتنوع في انتاج البلح هذا بلح بداخله سوداني وذاك بلحون بداخله فستق أو خوذدق ؟ وهل سيتم إلغاء البنوك واستبدالها بحوانيت لتوظيف الأموال على الطريقة الريانية والسعدية (مع الإعتذار لسعدية) ؟؟ 
ولو شئتم لاستطردت في هذا السخف إلى ما لانهاية ولكن الملحوظة الهامة هي
كيف ينجرف الاشخاص ذوي المرجعية الإسلامية لهذا الخبال؟ هل هو نقص في الإحاطة بالأسس الفكرية للديانة وبالتالي يسهل سحبهم وجرهم لهذا المستنقع ؟ وبالتالي فهم لايصلحوا فعلاً لتسيير المنظومة الإسلامية على الوجه الصحيح الذي يضمن الخروج من الحالة الكارثية الحالية فعليًا
أم هو نوع من أنواع المسايره والرغبة في الجدل بالتي هي أحسن (وساعات أوحش )  تجنبًا للصدام الفكري باتباع نفس أفكار الخصم في الحوار؟

إن الإجابة على كل تلك الأسئلة تنحصر في محور واحد فقط ينتهي به الصراع وتحسم به كل القضايا وتختفي به الصدامات 
فالإسلام عبارة عن منظومة عقدية وفكرية وفقهية متكاملة فلا تسأل عن وضع بعينه فواضع الشرعة والمنهاج جعله صالحًا لكل زمان ومكان وحال فلا تنظر تحت قدميك  فالإسلام لم يأت "مستقصدك"بل هو نظام متكامل دعه يعمل بشكل صحيح ثم احكم على النتائج التي سيكون أولها تغير حالك انت شخصيًا وإن لم يتبدل فلتعلم أن هذا ليس الإسلام الصحيح
هل تريد دليلاً قاطعًا؟
ماذا فعلت المسلمات عند نزول الحجاب؟؟؟
ماذا فعل المسلمون عند نزول تحريم الخمر ؟؟؟
هذه هي الحالة النموذجية التي يجب أن يحتذى بها فعندما ثبتت أصول العقيدة والأصول الفكرية للديانة في أذهان الناس نزل إفعل ولا تفعل فانصاع الناس (كلهم) بدون أي خلاف له وبالتالي فيجب على من يريد تفعيل نفس المنهج ألا يحمل الناس عليه بالقهر وإلا سيحدث كما قالت السيدة عائشة لو كان أول ما نزل من القرآن لاتشربوا ولا تزنوا لشربنا ولزنينا لذلك فلا يجب الحياد عن الأصل من يريد تفعيل المنظومة (كليًا) لايجتزىء منها حلول أبدًا ولابد وأن يبدأ بنفسه ويستقيم هو على المنهج كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم ويشرع في العمل الصحيح ويدع الناس في حالهم وبعد أن تعمل المنظومة بشكل صحيح فمن المؤكد الغير قابل للشك أن الناس ستستقيم من تلقاء نفسها على الطريقة التي تحقق لها السعادة الكاملة وسيبقى في نهاية الأمر المعادي والمخالف في دائرة صغيرة جدًا لن يقف في وجهها إلا عموم الناس وليس الحاكم وفي هذا الوقت  الذي تتحقق فيه هذه المعادلة لن تكون هناك أية اشكالية جدلية حول الحدود أو المرأة أو الغير مسلمين أو أي مشكلة من المطروحة حيث سيحصل كل فرد (أولاً ) على حقوقه كاملة وفوق العدل الرحمة وعندها ستتلاشى كل المشكلات من تلقاء نفسها

طبعًا قد يظن البعض أن هذه هي الحالة الرومانسية في التطبيق وأن الفهم لللإسلام يختلف بين الإخوان والسلفيين والجهاد والتكفير كما هو حادث وكما يروج البعض أي إسلام سوف نطبق ؟ إسلام أفغانستان أم الصومال أم إيران أم السعودية والإجابة واضحة وقاطعة وهي أن عمرالإسلام 1400 عام ظهر فيها هذا الدين على العالم وعمره كله خلال 1200 عام فقط هي عمر ازدهار الحضارة الإسلامية ووصولها للذروة الأولى وحينها  لم يكن هناك وجهات نظر في الإسلام  رغم كل السقطات والخلافات والسلبيات التي كانت تتخلل الفترات التاريخية لذلك فلا يوجد خلاف حقيقي في الأصل العقدي والفكري وكل ما نحتاجه لضمان سير المنظومة على النحو الصحيح هو أن نشرع في العمل فقط لتحقيق هذا الهدف لا أن نقف لنشاهد فشل التجربة ونشمت في أنفسنا
لذلك فكل شخص ينتمي للإسلام ولو بالبطاقة ااشخصية فقط قد ألقيت عليه مسئولية جسيمة في المرحلة القادمة قد يتحدد مصيرة بناء على نتائجها وقد يكون هذا هو اختباره في الدنيا .. فهل ستعمل على أن تعمل المنظومة بالشكل الصحيح؟ بغض النظر عن من سيقوم بالحكم  وتقدم معذرتك إلى الله بأنك لم تشارك في فشل التجربة التي تحمل اسم عقيدتك وأنك استقمت على الطريقة في ذاتك وفي مجتمعك وليس عليك إدراك النتائج فليتحمل مسئوليتها من تصدى للحكم "وأنا أشفق على كل من تصدر له " أم ستقف وتنتقد الإخوان والسلفيين ؟؟؟؟؟

السبت، نوفمبر 26، 2011

لهذه الاسباب سأنتخب الاخوان المسلمون .. مع الأسف

على الرغم من المرارة الشديدة الحالية وعلى الرغم من الخلاف السياسي العميق جدًا في جذور التاريخ بين رؤيتي النظرية وأفعال الإخوان إلا إنني بحساب العقل أجد نفسي مضطرًا لانتخاب الإخوان ودعمهم في المرحلة القادمة ، وبالرغم من شدة الهجوم عليهم بعد الأحداث الأخيرة  منذ جمعة 18 نوفمبر حتى تاريخة والتي أعتقد أنها ستكون حلقة مفصلية في التاريخ الشعبي ضد الإخوان ورغم تبريراتهم غير المقنعة بالمرة لهذا الموقف إلا إنني وبحسابات أخرى سوف انتخب الإخوان المسلمون وهذه هي الأسباب
بنظرة عن كثب إلى المشهد السياسي الحالي سنجد أن هناك تياران فقط على الساحة السياسية وهم التيار الإسلامي بكل فصائله من اخوان وسلفيون ومنشقين عنهما وجماعات أخرى والتيار الليبرالي أو العلماني الذي لا يقتنع بتفعيل المنظومة الإسلامية ويختلف معنا ابتداًء في الرؤية السياسية ويجب علينا احترام الاختلاف ، لذلك سنجد أنفسنا كناخبين محصورين في دائرة التيار الإسلامي الذي نتبعه فكريًا إن كانت لنا قناعات إسلامية أو داخل التيار الليبرالي العلماني إن كنا لا نقتنع
وبما أنني من داخل التيار الأول فسوف أتكلم عن التيار الذي أنتمي له فقط وأحاول ان ألقي نظرة عن كثب للمشهد الحالي قبيل الانتخابات بيوم واحد ، وبالنظر للساحة داخل التيار سنجد أن العامة لاتعرف توجهات الجماعات الإسلامية أو المنشقين عن التيارين الأصليين المتمثلين في الإخوان والسلفيين بل لا نبالغ إذا قلنا أنه يوجد تخوفات شديدة بشأنهم من الجميع فبالرغم من عدم توافر معلومات واضحة عن الأفراد إلا إن هناك غموضًا لاينكره مدقق حول التوجهات الفكرية لكل الأحزاب والتيارات الأخرى عدا الإخوان والسلفيون باستثناء واحد فقط هو حزب الوسط حيث أن له تاريخ سياسي معروف للمهتمين بالسياسة وله مواقف جيدة على المستوى السياسي بل لا نبالغ إن قلنا أن الاتجاه السياسي لحزب الوسط يكاد يفوق وضوحًا وصراحًة وجودًة اتجاه الإخوان أنفسهم 
لذلك لن يتبقى على الساحة سوى حزب الحريًة والعدالة الممثل للإخوان وحزبي النور والأصالة الممثلين للتيار السلفي وحزب الوسط 
وقد يبدو لأول وهلة اختيار حزب الوسط هو الأصوب إن كنا نختلف سياسيًا مع الإخوان ونتفق مع توجهات الحزب في الفترة الضيقة الماضية ولكن مع الأخذ في الاعتبار أن حزب الوسط لم يختبر إداريًا حتى الآن فالمسألة ليست مسألة توجهات نظرية فقط ولكن يجب الأخذ في الاعتبار المواقف الحقيقية على أرض الواقع حتى يمكننا الحكم عندما نختلف ونرى ردة الفعل وهذا ما لم يحدث مع الوسط أضف إلى ذلك الخلاف الفقهي مع التوجهات الفكرية للحزب التي تجعله أقرب للتيار الليبرالي منه للإسلامي كقضايا غير المسلمين والمرأة في الولاية العظمى والتي فيها نصوص قطعية الثبوت وقضايا الحدود وأهل الذمة التي عليها إجماع فعلي في التاريخ الإسلامي مما يجعل الحزب أقرب إما لتيار ليبرالي محترم  ونبيل المواقف وهو موجود بالفعل في صور اخرى أو أقرب لفكر المعتزلة الجدد ويظل الخلاف الفقهي قائم في الرؤية والتطبيق 
أما بخصوص التيار السلفي فلا أظن أن المصوتين له سيتعدون من يؤمن بالفكر السلفي كمنهج للحياة ويرى فيه الاسلام الصحيح أو من يحب ويتبع شيخ بعينه من العامه المحبين لبعض شيوخ المنهج المعروفين كمحمد حسان ومحمد حسين يعقوب على سبيل المثال  وبتقييم التيار من الناحية السياسية سنجد أن رصيده الحالي لايزيد عن العدم كثيرًا أضف لذلك الخلاف الفكري القائم قبل الخلاف الفقهي المعتبر في المسائل الخلافية العادية كاللحية والنقاب والإسبال وتحريم الغناء والتي يعتبرها اتباع الإتجاه السلفي من العقائد ويوالون ويتبرؤن على اساسها مما يرشحهم لأن يكونوا منهجًا صداميًا من الناحية الفكرية أو غير ناضح لقراءة الواقع فضلاً عن التعامل معه التعامل الأمثل في المرحلة شديدة الحرج القادمة 
ثم نأتي للإخوان وما هي أسباب التصويت لهم سنجد أنها محصورة في النقاط الآتية 
الاخوان هم الإتجاه الوحيد القادر على إدارة عملية انتخابية على مستوى الجمهورية وفرز أفراد لهم كفاءة تمكنهم على العمل الجماعي يدفع في اتجاه واحد على عكس باقي التيارات التي سيكون تركيزها متباينًا بين القوة في موضع جغرافي وجودة أشخاص ووحدة الفكر 
الاخوان هم الاتجاه الوحيد الذي له سابق خبرة في الحياة النيابية تمكنه من قراءة آليات التحرك السريع المطلوب في المرحلة الكارثية القادمة في حين أن بقية التيارات ستأخذ وقتًا مكلفًا حتى تتعامل مع الواقع بالشكل الصحيح بافتراض قدرتها على الإدارة وجودة عناصرها 
الإخوان هم الاتجاه الوحيد القادر على إدارة العملية الانتخابية وحماية الصناديق والتعامل مع صور البلطجة والتزوير والفطنة لمحاولات الإلتفاف من جانب النظام أو القضاة غير المؤتمنين في حين أن بقية التيارات ليس لها نفس القدرة 
يوجد داخل الإخوان أشخاص بعينهم لهم توجهات محترمة أو شبه محترمة يمكنهم تولي ادارة الأمور والإصلاح الداخلي وانهاء الخلاف معهم كالدكتور محمد البلتاجي أو الدكتور عصام العريان (على الترتيب في الوصف ) كما يوجد علماء مخلصون داخل الجماعة يقوموا بمهمة النصح والتصحيح الداخلي وهو ما قد لايتوافر لغيرهم  وإن كان لدى السلفيون أشخاص كالدكتور محمد عبد المقصود أو الشيخ نشأت أو حسن أبو الأشبال أو فوزي السعيد لهم من النضج الكافي إلا أن الإتجاه يتجاوز أشخاصهم بكثير 

الاتجاه الشبابي داخل الإخوان يتوافق كثيرًا مع الأوضاع الشعبية سياسيًا ولهم مشاركات فردية في جميع المواقف لاتخفى على أحد مما يعطي أمًلا كبيرًا في مستقبل لن يكون الإصلاح الحقيقي إلا فيه بعكس الإتجاهات الأخرى التي يغلب عليها مجهولية الحال

استطيع أن أؤكد أن تفتيت الأصوات الناتج عن حالة الإحتقان ضد الإخوان لن يضر الإخوان أكثر مما سيضر التيار الإسلامي حيث أن عدم الدفع في اتجاه أغلبية بحيث تتمكن من التغيير سوف يذهب بنا إلى حسابات أخرى سوف ننتظر فيها إلى ان تواتينا فرصة أخرى ( قد لاتأتي لجيلنا ) حتى نتمكن من التوحد حول فصيل متفق في المنهجية ويكون اصلاحه "داخليًا " في حالة الخلاف حيث أنه من الواضح جدًا أن الاتجاه المخالف حتى المنصفين فيه يرى في أصول قناعاته أن تفعيل المنظومة الإسلامية سوف يقود إلى الخلف وبالتالي يرى أن الإقصاء أمر طبيعي وإن لم يعلن ذلك وهو ما يبدو واضحًا جدًا من كلام شخصيات مثل ابراهيم عيسى أو علاء الأسواني أو بلال فضل حين يتكلم عن السياسة نتفق ونختلف في إطار واحد ولكن إن اقترب الأمر من تمكين تفعيل الشريعة قد لايتواني عن استدعاء المجلس العسكري  نفسه لتأمين حفظ علمانية الدولة بوثيقة حاكمة أو بقرارات سيادية كما رأينا وإن كان سيخالف بذلك ما يتشدق به من قواعد الديمقراطية 
لذلك أجد نفسي محدود الخيارات في انتخابات الاثنين القادم وقد عزمت على اختيار الإخوان رغم كل المرارات والتحفظات والخلافات 
والأمر مرفوع لسيادتكم لاتخاذ ما ترونه مناسبًا بهذا الصدد :D

باب النقاش مفتوح في الردود او على الفيس بوك أو تويتر لمن يخالف

الثلاثاء، نوفمبر 08، 2011

نظرات نحو إتجاه الثالث

كثيرًا ما كنت أسمع خطب الدعاة والوعاظ ودروسهم وأنبهر بهم في مرحلة البناء الفكري الأول فمعظمنا قد جُبل على حب الدين والمتكلمين بلسان العلماء وإن كنا من أصحاب المعاصي والذنوب ، وكثيرًا ما وضَعتُ تلك الهالة البرّاقة حول رأس كل متحدث في أمور الدين وحففتهُ بذلك الأثير المقدس بقدسية الدين لكل من زعم الكلام بلسان الشريعة أو رأيت فيه تمسكًا ظاهرًا بها
ثم  بعد أن تسنى لي الإطلاع على كتب العلماء الأقدمين والنظر في سيرهم وتراجمهم حاك في صدري كثيرًا ذلك النقد الذي يصل إلى حد التجريح الشديد جدًا في أعلام لهم من الإخلاص والقبول لدى الأمة ما لاينكره إلا جاحد ، وبالسؤال والنظر في تلك المبررات التي تصل بالعالم للنقد والتجريح الشديد في الآخر قيل لي بأن هؤلاء العلماء المتقدمين يتكلمون بلغة تستعصي على فهمنا الآن إلا لمن كانت له القدرة على استيعاب تلك اللغة والنظر فيها بعقل العالم المدقق ، فالعلماء يعرفون أن كتبهم ومصنفاتهم ليست حكرًا على زمانهم أو قبائلهم أو عشائرهم فكل من تصدى للعلم ووضع له القبول بين الناس وطارت أفكاره واجتهاداته ومصنفاته بين البلاد ستتداولها الأجيال إلى أن يشاء الله ومن ثم فقد اقتضت الضرورة العلمية جمع "كل ما قيل" عن العلماء لأن "كل ما قيل" لايمكن الحكم على فقه العالم وتوجهاته الفكرية واجتهاداته بمعزل عنه سواء بالإيجاب أو بالسلب 
وسأذكر مثالًا واحدًا يتضح به المقال وهو الإمام المجاهد شيخ الإسلام بن تيمية ، إذا قرأت عنه قبل أن تقرأ له فلن تقرأ له وإذا قرأت له قبل أن تقرأ عنه فلن تقرأ عنه وهذا هو الحال دائمًا هناك لغط شديد وجدل محتدم وطنطنة عارمة حول الإمام منهم من يقدسه ويقول بالحرف الواحد أنه "لم يخطىء قط" وهناك من يكفره بالكلية ويخرجه عن ملة الإسلام ويصفه بالزندقة 
وهذا إنما يرجع لأمرين لاثالث لهما ، إما اتباع وتقليد بغير نظر وبغير قراءة لواقع الفترة التي عاش فيها الإمام والمؤثرات والمحن التي تعرض لها وإما النظر بعين العوار إلى أشياء بعينها والحكم على أساسها بغض النظر عن التقييم الإجمالي للأمور
وأما أهل النظر والإعتبار فلا يعنيهم "شخص" الإمام في شيء فحسابه عند ربه وجل اهتمامهم بما ترك وأخرج من علوم ينتفع بها ولا يضعون الهالات المقدسة على رؤس العلماء فما قاله العالم يخالف به الدليل ضربنا به عرض الحائط وما قاله يوافقه فنعله حينها على الرؤس 

جالت هذه الأفكار في رأسي وأنا أتابع أخبار ما يجري في مصر وهالني بعض ما يحدث  ، فعلى صعيد عرفات رأيت داعية معروفًا له في نفوس الناس حظ يقسم بأيْمان مغلّظة على أباطيل يراها من هم أقل منه شأنًا ودراية وعلمًا رأي العين بل قد يراها فاسق أو حتى كافر رأي العين فما الذي حجب الحق عن هذا المتكلم باسم الدين الذي له حظوة في نفوس العامة حتى أخذ يتكلم بالباطل ويقسم عليه الأيمان المغلظة على صعيد عرفات ؟ أثار هذا التأمل مخاوفي بشدة  فأنا وإن كنت أرى في التيار السلفي تيارًا غير ناضج  فكريًا ولا يصلح لتمثيل الإسلام بمفهومه الشمولي الذي اختاره الله تعالى للعالمين ولم يختاره لقبيلة من القبائل ولكنني في نهاية الأمر انتمى لنفس المرجعيات ذات الأسس الواحدة والتي باتباعها يتجنب الشخص العادي الزلل والشطط والتخبط في لجج الزلل فكيف بشخص يفترض فيه حسن النية (ولانشكك في ذلك أبدًا) ويفترض فيه حسن النظر في النصوص على الأقل الثابتة منها ، فما الذي سيحدث لو وصل تيار كهذا إلى سُدة الحكم مثلاً ( وهو أمر مستبعد ) كيف سيقود الأمة بهذا الفهم وكيف لمن لايرى الحق الذي هو كالشمس أن يتعامل مع عوالم أخرى على الصعيد الداخلي والخارجي لاقدرة له على فهم واقعها أصلاً فكيف بالتفاعل معها التفاعل الصحيح؟   

وكذلك عندما أنظر للأداء السياسي لجماعة كبيرة مثل الإخوان المسلمين لها من التجربة والحنكة السياسية ما لها على مدار عشرات السنين ويفترض بها أن لاتقع في نفس الأخطاء وألا تسير على نفس الدرب الذي تبين خطأه منذ نشأتهم وهو عدم الانحياز الكامل للشعب بمبررات سياسية تكون بلهاء في كثير من الأحيان ومتبين عوارها للقاصي والداني وإذا بتنظيم كبير له في مجال العمل القدر الوافر يقع في أخطاء الماضي التي ادت مرارًا إلى ذبحه المرة بعد الأخرى ويصر حتى الآن على السير على نفس الدرب !! ما الذي أحاط بهم فأفقدهم القدرة على الوصول للمأمول بدون الوقوع في المحظور ؟ 
وعلى أية حال فأنا لا اشكك في النوايا وسوف أدعمهم  ما داموا الأقرب للصواب من غيرهم ولكنها التأملات نفسها 

عندما أُرسل الرسول صلى الله عليه وسلم إلى قومه أخذ على عاتقه همّ البشرية جميعًا حمل تنوء به الجبال لنقل الناس من الكفر إلى الإيمان وذاق في سبيل ذلك ما ذاق ولاقى في سبيله ما لاقى فواصل الجهاد ضد النفوس ثلاثة عشر عامًا لاهمّ له سوى التعريف بالله ووضع اسس المعتقد السليم بمحو آثار الضلالات القديمة عن العقول لم ينزّل الله عليه فيها من التشريعات والتكاليف إلا النظر والإعتبار والجدل بالحق ليدحض به الباطل وعندما تم تأصيل تلك الأمانة في جذر قلوب الرجال وضعت لبنة المجتمع الأول الذي خالطه فيه المنافقين الذين هم أشد خطرًا من الكفّار والحاقدين الحاسدين واضعي المكائد والمؤامرات من اليهود الذين هم أشد فتكًا وأعمق أثرًا من صناديد الكفر فجاء التشريع الإلهي بوضع الأسس الفكرية قبل الفقهية التي يكون بها ميزان المقال والتي يعقل بها الأمر ويحسن بها التدبير فكان المجتمع به من الناس والكوادر والقادة الذين فهموا عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ووعوا من حمل أمانة التشريع الفقهي الذي نزل أخيرًا ليكتمل به الدين وتكتمل به الشرعة والمنهاج على الوجه الأكمل والأجمل والأنضج ليفتحوا به  العالم ويبلغوا به كلمة الله كما أرادها الله منزهة عن الأهواء والجهالات والضلالات صافية المشرب من  كدر أهواء النفوس المريضة والأعراف البالية التي لاتعرف من الإسلام إلا ما أشربت من هواها ذلك الفهم  هوالذي يجعل المسلمين في نعيم لو علمه غيرهم لقاتلوهم عليه بالسيوف ولكن كيف وهم اليوم لايعملونه هم أنفسهم ؟

لا أخفي سرًا فأنا حتى الآن من أنصار حازم صلاح ابو اسماعيل وأراه يسير على المنهاج الصحيح بدون الحياد عن الأصل وبدون  التخلي عن الفهم الواقعي والعملي لمصلحة خاصة وقد تابعت كل ما قاله أو كتب عنه منذ بدء حملته وأراه الأصلح حتى الآن للفترة القادمة التي يجب إحداث توازنًا فيها بين ما كان من تفريط شديد وما هو كائن من جمود فكري كمرحلة انتقالية يمكن أن تهيء الطريق لقادم أفضل ، وأرى أن هناك فرصة ذهبية لن تتكرر آتية في الطريق للإلتفاف حوله ودعمه والتكريس لمطالب نقل السلطة في موعد محدد كمطلب ثابت للجميع ثم ترك الحرية للناس ليختاروا من يرونه مناسبًا في مناخ صحيح   "خلّوا بيني وبين الناس" كما جاء في الأثر

الله أكبر "قالها الجيش الطائفي في سلالم ماسبيرو :)

الله أكبر ولله الحمد 


السبت، أكتوبر 08، 2011

نقابة للمدونين

منقول من مدونة "شمس النهار" كمشاركة وتأييد للمشروع  :)
===




كل مدون بيحلم بحفظ حقوقه الأدبية والفكرية
كل مدون بيحلم إنه مايلا
قيش تدوينته منشورة باسم
شخص تاني بعد ماتعب فيها

إحنا كمدونين 
من حقنا يكون في جهة
تحمي حقوقنا الأدبية والفكرية من السطو عليها

الجهة دي لازم تكون نقابة

أيوة نقابة للمد
ونين ماتستغربوش

دي مجرد فكرة بدأت بحوار عادي بين أخوة مدونين

مصطفى سيف
صاحب 
مدونة طير الرماد
رحاب الخضري
صاحبة مدونة فتافيت ربع قرن
نهى 
صالح
صاحبة مدونة كلام فاضي

وتحــــولت لحلــــــم كبيـــــر
بنحلم بيه ون
فسنا نحققه
علشان نحفظ حقوقنا بشكل محترم

لــــــو الف
كرة عجبتكم
أنشروا البوست ده في مدوناتكم ...
ولو إنتشرت الفكرة ولاقت ترحيب..
ساعتها هنقدر ننشر التفاصيل وندخل في تنفيذ الفكرة


مش هنقدر ننفذ فكرتنا لوحدنا
شاركونا بأرائكم وأفكاركم وأي استفسارات لكم
على أي مدونة من
 المدونات التلاتة

كلام فاض
ى
طير الرماد
فتافيت 
ربع قرن

يمكن الفكرة تكون مستحيلة
بس لو حاولنا مع بع
ض هنقدر نحولها لواقع 
ودي الفان بيج
اضغط 

.. بتاعة المشروع،،
شــــاركونــــا،،!

السبت، أكتوبر 01، 2011

ميثاق وأهداف ثورة يناير التي لم يكتبها أحد



إذا كان لكل عمل أهداف وغايات ووسائل ، وإذا كان لكل عمل صحيح ناجح خطط وأصول ومبادئ وأسس ، فكيف لم يكتب أي من السادة النخبوين أو المنظرين أهداف أو مبادئ أو ميثاق معلن لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك ؟ وأنهت حقبة ثقيلة من الحكم الجبري (حسبما يرى الكثير من الناس وأنا منهم ) وأنهت كذلك فترة عصيبة من التبعية المقيتة المطلقة لأى قوىً خارجية 

وإذا نظرنا مثلاً لأهداف ثورة يوليو التي قام بها الضباط الأحرار وهي أهداف الحركة المباركة كما اطلق عليها نجد أنها تتلخص في الأهداف الست الآتية 

القضاء على الاستعمار
القضاء على الاقطاع
القضاء على سيطرة رأس المال
إقامة جيش وطنى قوى
إقامة حياة ديمقراطية سليمة

إقامة عدالة إجتماعية


وبغض النظر عن أن شيئاً من هذا الأهداف تحقق أم لا حيث أن

الجدل حولها تاريخي ولن تحسمه النقاشات أبداً ولكن على الأقل كانت هذه الأهداف المعلنة تمثل الأساس النظري أو الفلسفي للعمل والتي تبلورت حولها الثورة وحظيت بالقبول الشعبي في ذلك الوقت
وبالنظر لثورة 25 يناير نجد أن الجميع قد اتفق على اسقاط النظام وكانت هناك مطالب كثيرة بعضها تحقق كحل مجلسي الشعب والشورى والغاء المحليات ومحاكمة رموز النظام السابق وبعضها لم يتحقق كاستعادة الأموال المنهوبة والغاء قانون الطوارىء ونقل السلطة للمدنيين في اطار جدول زمني محدد
وكثيرًا ما كنت اتسائل ... هل تحقق فعلًا الهدف الرئيس للثورة وهو اسقاط النظام ؟؟؟ هل سقط النظام الفاسد ؟؟؟ هل سقط نظام مبارك أم سقط مبارك نفسه (والفارق بين سقوط مبارك وسقوط نظامه كبير ) هل حدث ذلك بالفعل ؟
أم أن ما حدث هو امتصاص لزخم الثورة من جانب النظام الذي يحمي نفسه ولو بالتضحية برأسه وتحقيق مطالب صورية ليعيد انتاج رأس جديد كما تفعل الفيروسات المتحورة والطفيليات المتحولة وما هي أسلحة النظام الفاسد في مواجة الثورة وامتصاصها ؟
بالبحث والتمحيص وجدت أن السلاح الأمضى الذي استخدمه النظام الفاسد لامتصاص الثورة هو سلاح الشرعية .. لاتتعجب كثيرًا من اللفظ فهذا ما حدث    فخلال فترة الثلاثين عامًا السابقة كان النظام يعلم جيدًا أنه نظام فاشل ضعيف لاجذور له وأن أية عاصفة حقيقية يمكن أن تخلعه من جذوره تمامًا .. فكان عليه أن يحصن نفسه كما يفعل السرطان بجسد الانسان ... انتاج خلايا من الجسد نفسه (ولكنها فاسدة) تحظى بشرعية الجسد ولكنها تعمل على إهلاكه فالجسد لايقاوم نفسه ... وهكذا أخذ النظام السابق في تقنين الفساد وتثبيت أوضاعه القانونية وتدعيم أركانه بحزمة قوانين باتت متأصلة في شرعية البلاد وهكذا أصبح الفساد دستورياً والإفساد شرعياً   ،  وهكذا تم بيع شركات البلاد  بشكل شرعي وهكذا تم دعم العدو الاستيراتيجي  بالغاز الذي نحن في أمس الحاجة إليه في إطار اتفاقيات دولية تحميها الأطر الشرعية وهكذا لن يكون هناك طائل وراء الملاحقات الرسمية فالكل يعرف أن هناك حالة من توفيق الأوضاع وإحراق المستندات و(فرم) الأوراق  وتغيير الشهادات أصبحت تسيطر على الموقف
وهل الخروج عن الشرعية هو الحل ؟؟؟
هكذا يردد العقلاء   وهكذا يتم وضعك داخل المعضلة والمتاهة
هكذا أرجع بالذاكرة إلى الميدان وتداعبني الذكريات الجميلة  ، من هنا تخرج الشرعية ... من هنا يجب أن تكتب أهداف وميثاق ومبادئ الثورة من جديد ... ويستبد بي الخيال فأتصور أن القوى الوطنية الحقيقية قد عادت إلى الميدان طارحة الخلاف المبكر الذي لامعنى له في هذه المرحلة خلفها حيث تنبهت للشرك الذي يحاك ضدها والذي لن يلبث أن يفتك بها مجتمعة
عادت لتنتخب في الميدان نفسه وبنفس الآليات التي حمت الثورة من بطش زبانية مبارك والعادلي لتجري انتخابات حقيقية تضمن تمثيل كافة أطياف الثورة بداخلها وتكتب أهدافاً حقيقية للثورة وتنطلق من رحم الميدان لمواجهة الشرعية الزائفة بشرعية حقيقية تلغي ما اتفق عليه ضد إرادة  الشعب من قوانين تحمي الفساد وتضع ما ترى من قوانين تعيد الحقوق المنهوبة باسم الشرعية   , لقد تمت محاكمة مبارك في الميدان قبل أن يحاكم .. وأجمع الشعب على شرعية المحاكمة فكانت المحاكمة واقعاً نعيشه (بغض النظر عن السقوط في شرك الشرعية الزائفة)ومن هنا استمدت الشرعية لنفسها شرعية
يستبد بي الخيال أكثر وأكثر فأتصور أنه قد تم انتخاب مجلس ثوري مكون من 50 شخصاً نصفهم من الشباب النقي الذي كان عماد الثورة ونصفهم من الرموز الحقيقة ذات التاريخ المشرف في الوقوف في وجه الفساد
وتنطلق هذه النخبة (الحقيقية وليست النخبة المزيفة) في وضع اساس توافقي نظري يشمل مطالب الشعب وطوائفه بعيداً عن الأحزاب والانتمائات التي لم يحن وقتها بعد ، ثم ينطلق لتحقيق هذه المطالب المجمع عليها على أرض الواقع بطريقة شرعية حقيقية وليست شرعية مزورة
يستبد بي الخيال أكثر وأكثر فأرى بعضاً من مبادىء الثورة التي تناثرت أوراقها في كل مكان في الميدان فأرى بعضها

جدول زمني متفق عليه للانتخابات
منع رموز النظام السابق من مزاولة السياسة نهائياً
تكوين جيش من المتطوعين أو النظامين هدفه القضاء على بلطجة النظام السابق وتأمين أي عملية انتخابية
إرجاء النظر في كل قضايا رموز النظام السابق لما بعد تسليم السلطة لإدارة شرعية منتخبة
تكوين حكومة إدارة أزمات حقيقية معينة من قبل المجلس الثوري
تكوين لجان متخصصة لتلقي شكاوى كل فئات  المجتمع والبت فيها وفق جدول زمني محدد

وهكذا يستبد بي الخيال الجامح لأرى ميثاق الثورة رأي العين على الرغم من أنه لم يكتب بعد

ملحوظة :
تحية إعزاز وتقدير لرجال القوات المسلحة البواسل الذين حموا   ثورة يناير(واحد خبيث سألني : من ميييييين  ؟؟؟؟ مش مهم بقا ناس معندهاش اعتراف بالجميل صحيح:)

الجمعة، أغسطس 12، 2011

باد هواك " للمتنبي "




أنا   زهقت من السياسة والسياسين واللي بيحصل لحد ما جالي انشكاح في اللابوريا والدكتور قالي امتنع عن السياسة وأكل الأونطة لمدة شهر  وبناء عليه  هرجع  للأدب بالأدب أحسن ما ارجعله بالعافيه والمقطع التالي من قصيدة للمتنبي بيمدح فيها ابن العميد وطبعاً أنا ماليش دعوة بابن العميد ولا بابن اللوا  علشان كده هاخد اول القصيدة بس علشان العملية مش ناقصة تدخل المجلس العسكري دفاعاً عن ابن العميد ، ما علينا الراجل المتنبي ده كان منافق كبير بس كان موهوب جداً الحقيقة وهو في نظري اشعر انسان على وجه البسيطة أو في قلب البسيطة باعتبار ماهو كائن  واليكم جزء من القصيدة واللي ميبلعهاش يقول علشان اكتب تحديث اشرحها فيه 






بَادٍ هَوَاكَ صَبَرْتَ أمْ لم تَصْبِرَا                   
                   وَبُكاكَ إن لم يَجْرِ دمعُكَ أو جَرَى
كمْ غَرّ صَبرُكَ وَابتسامُكَ صَاحِباً                   
                   لمّا رَآهُ وَفي الحَشَا مَا لا يُرَى
أمَرَ الفُؤادُ لِسَانَهُ وَجُفُونَهُ                   
                   فَكَتَمْنَهُ وَكَفَى بجِسْمِكَ مُخبِرَا
تَعِسَ المَهَاري غَيرَ مَهْرِيٍّ غَدَا                   
                   بمُصَوَّرٍ لَبِسَ الحَرِيرَ مُصَوَّرا
نَافَسْتُ فِيهِ صُورَةً في سِتْرِهِ                   
                   لَوْ كُنْتُهَا لخَفيتُ حتى يَظْهَرَا
لا تَترَبِ الأيْدي المُقيمَةُ فَوْقَهُ                   
                   كِسرَى مُقامَ الحاجِبَينِ وَقَيصَرَا
يَقِيَانِ في أحَدِ الهَوَادِجِ مُقْلَةً                   
                   رَحَلَتْ وَكانَ لها فُؤادي مَحْجِرَا
قد كُنتُ أحْذَرُ بَيْنَهُمْ من قَبْلِهِ                   
                   لَوْ كانَ يَنْفَعُ خائِفاً أنْ يَحذَرَا
وَلَوِ استَطَعتُ إذِ اغْتَدَتْ رُوّادُهمْ                   
                   لمَنَعْتُ كُلَّ سَحَابَةٍ أنْ تَقْطُرَا
فإذا السّحابُ أخو غُرابِ فِراقِهِمْ                   
                   جَعَلَ الصّياحَ بِبَيْنِهِمْ أن يَمطُرَا
وَإذا الحَمَائِلُ ما يَخِدْنَ بنَفْنَفٍ                   
                   إلاّ شَقَقْنَ عَلَيهِ ثَوْباً أخضَرَا
يَحْمِلْنَ مِثْلَ الرّوْضِ إلاّ أنّها                   
                   أسْبَى مَهَاةً للقُلُوبِ وَجُؤذُرَا
فَبِلَحْظِهَا نَكِرَتْ قَنَاتي رَاحَتي                   
                   ضُعْفاً وَأنْكَرَ خاتَمايَ الخِنْصِرَا

السبت، يوليو 30، 2011

جمعة الشرعية ووحدة الصف ... ولا زلت أبحث عن روح التحرير الغائبة




الجمعة 29 يوليو تم إعلانها كجمعة الشرعية ووحدة الصف في محاولة لرأب الصدع الذي حدث بين المتظاهرين والأطياف السياسية وفوضى الإئتلافات التي عجت بها الميادين والحياة السياسية المصرية في الفترة الاخيرة والتي أصابتنا جميعاً بالصداع مما أدى بالبعض "وانا منهم " بمحاولة الابتعاد جزئياً عن صداع الصراعات العقيمة الذي ساد الموقف في الفترة الأخيرة والإكتفاء بمتابعة الأخبار من بعيد ولعب "الجيمز" في محاولة للخروج من  (وش) الصراعات الذي لاينتهي 
وكان من الواضح أن الذي سيسيطر على الساحة هو التيارات الإسلامية في محاولة للإعلان عن الذات ورفض المبادىء فوق الدستورية والتأكيد على الهوية الإسلامية وكشف المتظاهرين  (المضروبين ) وايضاح حجمهم الحقيقي مع إرسال رسالة لبقة للمجلس العسكري أن من قال نعم في الاستفتاء هم الأغلبية وأنهم لازالوا على العهد (الغير معلن)ويعطون الفرصة كاملة لتحقيق المطالب وأن خسارتهم على المستوى السياسي تعني خسارة المجموع الذي يعطي له الشرعية الحقيقية 
وهذا الكلام قد اتفق معه في مجمله مع بعض التحفظات على جزئيات معينة مثل الفصل بين المطالب المشروعة وضرورة التاكيد عليها والتي يطالب بها متظاهري التحرير وإن كنت أرى أن انخفاض (جودة المتظاهرين) يعوق تحقيق المطالب بالشكل المطلوب وكذلك سوء إدارة عملية التظاهر والإعتصام وسيطرة الفوضى في كثير من المواقف يعكس الكثير من علامات الاستفهام ومحاولة الصدام المباشر مع الجيش  من جانب المتظاهرين تثير الكثير من علامات الدهشة كذلك 
لذلك فقد كانت جمعة الشرعية كاملة العدد ولكنها ناقصة  الكثير من وجهة نظري القاصرة  ، فانا وإن كنت من داخل التيار الديني وأعتبر نفسي في وسطه تماماً على الأقل من ناحية الانتماء الفكري إلا أن وجود كافة الأطياف التي شاركت في صنع الثورة والتي تمثل قطاع طولي في الشعب المصري هي من يعطي الشرعية وليس فقط الإتجاه الذي انتمي اليه ، فمنذ اللحظة الأولى من انطلاق الثورة كانت الأطياف المشاركة وانصهارها في قالب واحد يجمع المصريين في وجه الطاغية هو ما يعطي شرعية ، وكذلك إذا نظرنا لنوعية الشهداء الحقيقيون (وليس سارقي السلاح من أمام أقسام الشرطة الذين لقوا حتفهم ) ستجد أنهم أناس لاينتمون لأي تيار سياسي أو أي فصيل له ايديلوجية معينة لذلك فقد وجب أن تكون عملية التغير والشرعية تحتوي تلك العناصر وليس عنصر واحد فقط وإن كنت أرى أنه على الحق 
لأن ذلك يعكس مؤشراً خطرًا وهو بداية انفصال مايسمى الإسلاميون وانا أرفض هذه التسمية بكل تفصيلاتها سواء السلفية أو الإخوانية أو غيرها فكل من يدين بالإسلام من الإسلاميين ولايمكن الفصل بين مسلم ومسلم على أي أساس إلا إذا ارتضى هو لنفسه الفصل 
لذلك فلازلت حتى الآن وبعد مرور خمسة أشهر أبحث عن روح التحرير المفقودة ولا اجدها للأسف فهل ذاب هؤلاء في خضم الصداع وال"وش"الإعلامي وفوضى الإئتلافات وصراعات تخوين الآخر على كافة المستويات ؟؟
وبمناسبة الكلام عن التخوين وحركة 6 ابريل 
القاصي والداني في أيام المخلوع وأي شخص له نصف دراية بما يحدث في العالم يعلم أن كل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والحركات الغير اسلامية التي تتفق مع الرؤية الأمريكية في الإدارة تحصل على دعم وتمويل الغرب بنسب متفاوته (حتى الحكومة المصرية نفسها تحصل على معونة امريكية مشبوهة وقذرة الرائحة) فما هو الفارق  وما هو الحدث الذي يجعلنا نخون فصيل بعينة من وسط مئات الفصائل التي تحصل على أموال الغرب لخدمة مشروعه ، فكلنا نعلم أن النخبة المثقفة تحصل على دعم غربي للترويج للمشروع الغربي ثقافياً وأنهم ولو تركوا بلا دعم سيموتون جوعاً لإفلاسهم الثقافي والفكري وعدم وجود رصيد في الشارع لديهم ، وكلنا يعلم أن منظمات حقوق الإنسان بكل توجهاتها ماهي إلا ثقب للتجسس على الداخل المصري وورقة للضغط على النظام لتحقيق مطالب معينة عكس رغبة الشارع المصري وقد تفقده رصيد جماهيري ، وكلنا يعلم أن معظم منظمات حقوق المرأة ما هي إلا أداة للترويج للرذيلة وحض المراهقات على ممارسة الجنس الآمن وتوعيتهن بحقهن في الإجهاض وحرية إمتلاك الجسد وكل ما يتعارض مع الشرع وكان الراعي الرسمي لهذا المشروع القذر زوجة المخلوع السابق والكل يعلم ذلك 
ما الذي جد حتى يتم تخوين حركة 6 أبريل في هذا التوقيت ؟ وهل هناك قاعدة تفيد بأن كل من يحصل على تمويل غربي فهو خائن وعميل ؟؟ أتمنى أن يتم إقرار هذه القاعدة قريباً :)

الكثير من التساؤلات ولا تزال روح التحرير غائبة حتى ساعته وتاريخه

السبت، يوليو 09، 2011

8 يوليو والثورة المترنحة


بعد ستة أشهر كاملة من إعطاء الفرص والصبر والانتظار أدركنا أن ما يحدث على الصعيد الداخلي ما هو إلا عملية امتصاص لغضب الجماهير والسماح للوقت أن يمر دون حدوث أي تغيير فعلي وحقيقي أو حتى مرضي للجماهير ، وأن كل ما هنالك هو عبارة عن محاكمات صورية لبعض رؤس النظام السابق في قضايا بعيدة تماماً عن التهم الحقيقية الموجهة إليهم يمكن للقضاء (الغير مستقل حتى تاريخه) أن يجد لتلك القضايا الصورية مخرجاً قانونياً لتبرئتهم  حتى تصل بنا السفينة بعد انقضاء المزيد من الوقت إلى الرهان على انطفاء جذوة الثورة في وجدان الشعب ومن ثم يخرج البطل والسوبرمان ويقضي على الانفلات الأمني ويأمر الشرطة فتعود لسابق عهدها ويأمر الجيش فيعود إلى ثكناته ويأمر الشعب مع وعد جديد بالإصلاح فيعود إلى الجحور من جديد على أمل الإصلاح المرتقب ، هذا السوبرمان لايخفى على أحد فهو يراقب من بعيد ولايذكر اسمه كثيراً في وسائل الإعلام ويضمن ولاء المجلس العسكري بطببيعة الحال ويضمن ولاء مؤيدي النظام السابق فهو من نفس الفصيل ويضمن ولاء الفلول بكل إمكاناتها وعتادها وعدتها فهو يستطيع توفير نفس البيئة الجاذبة لأمثالهم ولكن تبقى العقبة الصغيرة الوحيدة التي يجب أن تدار طريقة التعامل معها بحنكة وروية 
الثورة التي أطاحت بمبارك ورموز الحزب الوطني 
ونأتي لدراسة المعطيات 
ماذا لدينا هنا 
لدينا شباب متحمس مقبل على العمل السياسي لديه أمل في الإصلاح الحقيقي 
لدينا شعب كعادته ينحاز للطرف الفائز وهو "صورياً  " طرف الثورة 
لدينا أحزاب لها مطامع واضحة وشراهتها تزيد ونواياها مجهولة 
لدينا جماعة الفرص الضائعة 
لدينا معادلة صغيرة تقول بأنه كلما طالب البعض بأشياء ما ولم تتحقق يهرعون إلى الاعتصام سواء للتحرير أو ماسبيرو
لدينا حكومة لاتحظى بأن تأييد شعبي في الفترة الأخيرة 
لدينا إعلام مازال كما هو مع القليل من مساحيق التجميل التي زادته تشوهاً
لدينا قطاع كبير يتمنى الإنصراف ولو إلى النار (يتمنى رجوع حالة الإستقرار الصوري بأي سيناريو)

والمطلوب في ظل هذه المعطيات شيء واحد فقط 
هو الاحتفاظ بالسلطه مع محاولة عدم الصطدام الجماهيري ما أمكن 

وقد تمت حتى الآن عدة تجارب لاستقراء الحالة الشعبية وتم وضع عدة بالونات اختبارية لمعرفة حقيقة الأمر
فالواقع صعب فعلاً ولايوجد أي عائق حقيقي سوى الرفض الشعبي لاستمرار الحكم العسكري وعليه فإن المطلوب محاولة تغيير الاتجاه الشعبي من الرفض للقبول وإليكم الطرق المؤدية إلى روما 

الشعب المصري معروف بعاطفيته الشديدة وكذلك بجبنه الشديد فلو توصلنا لمعادلة تقلب انحياز الشعب للثورة لأصبحت الثورة غير ذات تأييد جماهيري وبذلك تفقد شرعيتها ويمكن مواجهتها ولو بالقوة  لذلك 

التلويح بالانهيار الاقتصادي يخدم هذا الاتجاه 
التركيز على نقاط خلافنا السياسية ونشر تشوهاتنا الفكرية يخدم هذا الاتجاه 
ابراز المنتفعين في وسط الثورة وطمس الشرفاء يخدم هذا الاتجاه
اعادة روح الفتنة الطائفية بين الحين والآخر يروج لهذا الاتجاه
محاولة الاحتفاظ بالمنظومة الإعلامية على حال فسادها من أكبر داعمي هذا الاتجاه 
تسليط الأضواء دائماً على غير الوجه الحقيقي للثورة يجعل الحق مطموساً دائماً مثل التلبيس المتعمد دائماً بين الشهداء الحقيقين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وبين القتلى الذين ماتوا في مواجهات مع الشرطه في محاولاتهم لسرقة السلاح أو ما شابه ومحاولة الايعاز بأن هذه هي نوعية الشهداء وأسرهم (مسجلين خطر) 
استخدام نفس اسلحة النظام البائد في الدس والتثبيط والتعتيم وأمن الدولة والمخبرين وكل أدواته ولكن بصورة مختلفة وبمسميات أخرى لخدمة نفس الاتجاه
تهيئة المناخ الاعلامي والاقتصادي والجماهيري للمهدي المنتظر ، للمخلص ، لمسيح هذا البلد ، الذي سيهبط ليحل كل المشكلات بجرة قلم وبأمر شديد اللهجة ليصلح ما أفسده الناس ويدخل الوحوش للأقفاص ويرجع العمال للمصانع والفلاح إلى الحقل والراقصة إلى الملهى والعجل إلى بطن أمه 

هذه هي المعادلة السحرية وها نحن نحاول أن نستلهم روح التحرير من جديد في محاولة لارسال رسالة ضمنية للمخلص وأمير الزمان أننا نفهم المعادلة ولن نتنازل عن حل حقيقي وعدل حقيقي وحياة حقيقية 

بعد اول يوم في التحرير وأنا وسط الميدان تذكرت مقطع ورد في سفر الرؤيا يقول " سقطت سقطت بابل العظيمة وأصبحت مرتعاً للشياطين " مع تعديل بسيط يمكن القول "وسقطت القاهرة وأصبحت مرتعاً للزبالين " ، ما كل أكوام القمامة هذه في الميدان ؟ ما كل هؤلاء الباعة الجائلين واسلوبهم السوقي المنحط ؟ ما كل  هؤلاء (الشناتل) * (شناتل جمع شنتل مان وهو كائن أنوي مصري صميم في يده سيجارة وفي الأخرى مزه لابسه ايشارب وبادي وشبشب بصباع وحاطط ايده على كتفها وشعره مليان جل وتظهر عليه آثار عدم الاستحمام ) 
بصراحة شديدة لم أجد روح التحرير يوم الجمعة ولكن الاعداد في الليمون والكم يغلب على الكيف هذه المرة 

من المؤكد أنني متشائم بطبعي وأن الملحوظة الأخيرة تنبع من طبعي العكر :)

وما زلنا في انتظار الثورة أو سوبرماريو الجديد وعندها سننتقل إلى مقاعد المعارضة مرة أخرى فلا يأس مع الحياة
ولا يزال الأمل في التحرير 


الجمعة، يونيو 24، 2011

السياسة والمشروع الاسلامي 7



لفهم آليه عمل المشروع الاسلامي هناك عدة محاور اساسية يجب 
الإلمام بها ، ولعل أبرز هذه المحاور هي الفهم الشمولي للإسلام فالفهم الشمولي للإسلام لايتوقف أبداً على تطويع الإسلام ليناسب ثقافة ما أومرحلة تاريخية ما أو مكان ما ، فلعل أحد أهم وأعظم أسباب نجاح المشروع الإسلامي تتركز في كونه بيئة بها من المرونة تسمح لصاحبها بالحذف والإضافة والتجديد والتأصيل والابتكار والمحاكاة في نفس البيئة ، فهو من الغنى بحيث يسمح للإنسان بأن يطلق لاجتهاداته العنان ولكن بشرط وحيد وهو عدم المساس بالصالح العام ومقدرات المسلمين ، والاسلام ينطلق من كافة القواعد القيمية وليس لأحدها أي أهمية عن الأخرى فالمساواة قيمة أصيله ولكنها لاتقل أهمية عن قيمة العدل أو الحرية مثلاً 
لذلك فالمنظومة الإسلامية لايوجد بها تلك النظرة الأحادية التي قامت عليها التيارات ولايوجد بها ذلك الجمود الذي أدى إلى ترهل وتلاشي بعض الأفكار ولايوجد بها ذلك التسيب الذي ادى إلى اضمحلال بعض الحضارات ، ولكن هناك معادلة هامة جداً للبدء في تطبيق ذلك المشروع بنجاح فأنت لاتستطيع أن تحرك سفينة في الماء وإن كانت على أحدث طراز في التصميم والتجهيزات الملاحية مع إغفال أي من أساسيات النظم الملاحية وإن كانت بدائية وصغيرة 
لذلك فيجب على من سيقوم بالبدء في تطبيق المشروع الإسلامي أن تكون له "رؤية واضحة" للمشروع نفسه حتى لايتخبط في عثرات  الطريق ويسيء للاسلام ولنفسه وللمسلمين  ، ولفهم الجملة السابقة يجب إلقاء  الضوء على  معنى المفهوم الشمولي للإسلام وهو ما يتضح بالنظر لبعض جزءيات النظام 

الإسلام والإقتصاد 

كما سبق ونوهنا فالإسلام يطلق للفرد والمجتمع حرية الإدارة الكاملة للحياة ومنها البعد الإقتصادي بكافة اتجاهاته ولفهم معنى التطبيق السليم للمشروع الإسلامي وانعكاساته على الإقتصاد يجب أولاً إلقاء الضوء على الإطار العام للإقتصاد في ظل مشروع اسلامي شمولي 
وهذا الإطار مثلاً له ثلاثة أبعاد هامة جداً يضعها في عنق  الحاكم والمحكوم بحد سواء وتتمثل في إدارة المنظومة الإقتصادية مع مراعاة الإطار الفقهي الإقتصادي العام ويتمثل في جانب الزكاة بأبوابها واجتهاداتها وجانب الربا بمفاهيمة واصوله المتعارف عليها والبعد الثالث يتمثل في باب المعاملات وما يجوز فيها وما لايجوز 
فالأساس الإقتصادي الإسلامي الشمولي يقوم على عدم جباية أي أموال من المسلمين أو غير المسلمين تحت أي مسمى عدا أموال الزكاة وما يقابلها لدى غير المسلمين وهي الجزية وليس للحاكم أو غيره بعد ذلك  فرض أي إلتزام آخر على الناس سوى الرسوم الخدمية المتعارف عليها وتتسم بالضئالة الشديدة ، وأي أموال تفرض على الناس بخلاف ذلك تسمى المكوس وعقوبتها شديدة جداً حتى أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى الرجل الذي كان يسب الغامدية التي زنت ورجمت بقولة "لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له " (مسلم)ولذلك لايوجد لدينا أية أنواع من الضرائب أو الجمارك أو أي فرض يفرض على الناس سوى الزكاة ومقابلها لغير المسلمين ، ولا يوجد سوى رأي وحيد لبعض أصحاب مالك أنه لو رأى الإمام أن جيش المسلمين بحاجة ماسة للمال ولا يوجد مورد فله أن يجمع من الناس لهذا الغرض ، وطبعاً هذا الإجتهاد تم تحريفه أيام كهنة معبد آمون في عصر المخلوع السابق ليجيز لهم فرض الضرائب والجمارك والجبايات من الناس وسحقهم بها ، فالزكاة هي مصدر من مصادر بيت مال المسلمين الاجبارية ولايوجد أي التزام مالي على الناس بعدها وعلى الحاكم بعد جمعها إعادة تدوير الأموال في المجتمع بما يحفظ على الناس جميعاً حد الكفاية وهو حد الرفاهية المعقول من تأمين وسائل مواصلات انسانية إلى تدبير خدمات عامة انسانية إلى آخره وطبعاً ليست الزكاة هي المصدر الوحيد للأموال فهناك مصادر الدولة الطبيعية نفسها وهناك الاستثمارات العامة وهناك ما يؤديه المسلمون كهبات دون الفريضة ، وعلى الحاكم إعادة ضخ المصادر داخل المجتمع مع مراعاة البعد الثاني تماماً وهو الربا المحرم لأن الربا يهدم الأصل الأول وهو إعادة ضخ الأموال في المجتمع بدون أية أعباء والربا يحمل المجتمع والأفراد أعباء رهيبة تتراكم لتفسد منظومة إعادة ضخ الأموال في المجتمع وتعيد تركيزها في يد صاحب المال مرة أخرى عن طريق خدمات الديون وهو الفوائد المحرمة 
وللتوضيح مثلاً يوجد لدينا حالياً أزمة اقتصادية بسبب الثورة نتج عنها احتياج شديد للأموال وكالعادة لجأت الحكومة للاقتراض بفوائد محرمة وكالعادة زادت أعباء الانفاق الحكومي نظراً لظروف مواجهة الاضرابات الفئوية والاعتصامات بتلبية الاحتياجات المالية للناس وهو ما نتج عنه التوسع في الانفاق والدعم وسد العجز بالدين الداخلي والخارجي المحمل بالفوائد وبالنظر للأمر نجد أن من يتحمل العبء ليست الحكومة بل الشعب الذي زاد دخله بصورة وهمية تلاها مباشرة وصول الاعباء الخاصة بالديون لمرحلة الضغط على العملة المحلية لأن الديون يشترط للحصول عليها تعويم الجنيه المصري وتركه لقوى العرض والطلب فتقل قيمته وتزيد اسعار الاستيراد وتزيد أسعار السلع وهكذا يصبح المتضرر هو الشعب وتغرق الحكومة في خدمة دين كبيرة لاتقدر على سداد الالتزام المطلوب فتزيد التبعية للدائن ونعاني من الاحتلال الاقتصادي 
وهنا تبرز قيمة النظرة الاسلامية التي لاتحمل الفرد ولا المجتمع أية أعباء فمصادر الدخل بها كافية لمواجهة أية أعباء وتفيض عن الحاجة فالزكاة والمصادر الطبيعية والمعاملات غير الربوية مع البلاد الاسلامية المشتركه في نفس المنظومة كفيلة بحل أية مشاكل ناجمة حلاً داخلياً بعيداً عن كل الحلول المعتادة التي تؤدي إلى الخسران في الدنيا والآخرة , فالتكامل مع البلاد الإسلامية بتعامل شرعي غير ربوي قائم على تبادل المصالح واعطاء الامتيازات أوحتى على القروض الحسنه كفيل بتحقيق الإكتفاء الذاتي للمجتمع المسلم 
لذلك فلايمكن حل أية أزمة اقتصادية حلا حذرياً بعيداً عن تلك المنظومة التي تكفل إعادة ضخ وتدوير الأموال داخل المجتمعات الإسلامية بدون أية أعباء إضافية في إطار معاملات شرعية جائزة 
تلك هي القاعدة الإقتصادية الذهبية التي يجب تطبيقها للخروج من الازمة 

وطبعاً لايمكن تطبيق هذه القاعدة بمفردها فهي لن تعمل في ظل وجود نظام غير اسلامي بل قد تؤدي لنتائج عكسيه أحياناً لعملها خارج البيئة المناسبة ، فمثلاً لايمكن تطبيق تلك القاعدة في ظل وجود فساد وسرقات وخيانة أمانة لذلك تجد أن النظام يحمي نفسه بوضع عقوبات رادعة للمخالف وقد سبق التنويه عليها في محلها وكذلك لايمكن تطبيق القاعدة في ظل تهرب الناس من أداء الزكاة لذلك يجب توعية الناس على المستويين المعنوي والمالي بضرورة أداءها وردعهم في التجاوز (انظر حرب الصديق أبوبكر لمانعي الزكاة في حروب الردة ) وذلك لضمان عدم استفادة شريحة بالتهرب أو بالمحاباة والواسطة على حساب باقي المجتمع  , 

لذلك فعندما ننادي بحكم اسلامي او مرشح اسلامي لايكون ذلك من فراغ ولايمكن أن يكون أي شخص يصلح لتلك المهمة الخطرة ولكننا نبحث عن من يصلح لدفع السفينة إلى الماء لكي تعمل المنظومة ككل وليست في اتجاه ما لمصلحة فصيل أو أفراد بعينهم 

الإسلام  والاجتماع 
يتبع