الثلاثاء، يوليو 21، 2009

استنساخ الفساد





في الفترة الأخيرة لاحظت بشكل لافت تراكم القمامة في الشوارع سواء في الأحياء الراقية أو الشعبية على السواء ... وبسؤال البعض تبين أن "الزبال" قد انحسر دوره التاريخي في حياة الشعب المصري في الفترة الأخيرة بعد القرارات الحكيمة للحكومة "الرشيدة" التي قررت حرصاً على نظافة الشوارع وتجميل الأماكن ومنع انتشار الأوبئة وزيادة أعداد الحيوانات الضالة كالقطط والكلاب والفئران والفيل أبو زلومه ... قررت أن تجمع "فلوس" الزبالة بنفسها ولنفسها وأن تكل الأمر لشركة "زبالة " بمبلغ زهيد "آخر" بالإضافة للمبالغ المحصلة من الناس ... وأهو كله بثوابه .. "يمكن الناس تنضف " وبما أن كل الأمور قد تحولت لتجارة فقد انتشر "الزبالين" المتخصصين في المناطق .... فهذا تخصص "كارتون وورق" وهذا تخصص "زجاج وبلور" وهذا تخصص " لبيسة قلم جاف" وأصبحت الشوارع تعج بالزبالة والزبالين في آن واحد ... وبرغم حكم المحكمة بعدم شرعية تحصيل القمامة "اجبارياً" مع الكهرباء أكثر من مرة إلا إن الحكومة اعتمدت على أن "الناس طيبة وبتنسى" وأقرت الأمر الواقع وسكت الناس واستمتعوا بالزبالة .
كانت الحكومة منذ فترة قد قررت استثمار أموال التأمينات والمعاشات للناس "وأهو كله بثوابه برضو" وبالفعل وضعت يدها على تلك الأموال التي صارت "مجهولة" وكعادة الحكومة الصريحة في انحيازها للفقراء ومحدودي الدخل ستترك "الأجيال" القادمة تحل هذه المشكلة لثقتها التامة في حكمة الأجيال القادمة .
صفحة جديدة فتحتها الحكومة مع المواطنين في حسابات الضرائب نتج عنها زيادة متحصلات الضرائب في الفترة السابقة عشرات المليارات تم توظيفها كأحسن مايكون في خدمة الشعب "اللي بياكل وينكر"
لحماية المنتج المحلي المتميز جداً تقوم الحكومة بفرض ضرائب وجمارك باهظة على مستوردي السيارات تصل أحياناً ل 300% من السعر الأصلي للسيارة لايتحمل منها التجار أي شيء "ونعم الحماية" فيتم معاقبة الشعب كلة لحماية "الصناعة "المحلية ... وفي الوقت الذي تنهار فيه صناعة السيارات في العالم مازال السوق المصري يقف "بكل اقتدار " في مواجهة الأزمة العالمية التي صرح المسؤلين في بلادنا المحروسه بأنها لن ثؤثر على السوق المصري ولا السياحة المصرية ولا الإقتصاد المصري في الفترة المقبلة ولكن قد يكون لها آثار شديدة "جداً" في الفترة المقبلة "برضو" لأن هذه المسائل في علم الغيب واحنا مؤمنين والكلام في الحاجات دي حرام .
انظر لكل المؤسسات الحكومية أو الخاصة أو حتى محلات الكشري والبقالة وأكشاك السجائر .... سوف يطل الفساد برأسه القبيح من كل زاوية .... فساد تم استنساخه من دائرة أعلى حتى وصل للقاع .... فساد قام بخلق بيئة طاردة لأي عنصر اصلاحي وجاذبة لكل عناصر الإفساد بكل أنواعها .... رشوة .... محسوبيات ..... ربا ..... أنانية ..... نزعات فردية متوحشة لا ترحم .... انعدام ضمير .... انعدام الذوق والنظافة واللياقة حتى صارت كلمات لاترد في القاموس .....من أين يأتي الفساد "وكلنا كويسين " ..... لابد أن هناك "ناس وحشين" أقروا الفساد وجبنوا عن مواجهته بكل أشكاله حتى صاروا جزءاً لا يتجزء منه ولو أنكروه بألسنتهم ..... هؤلاء "الناس الوحشين" قد حكم عليهم بالإعدام جوعاً وجهلاً وبطشاً وحسرة وثلوثاً ...... حكم عليهم أن يحيوا بلا كرامة ..... "الناس الوحشين" لا ترى منهم أي شحص ..فكلنا "والحمد لله " زي الفل .... عندما أجلس مع أي شخص تتحول الجلسة إلى محاضرة في الأخلاق الحميدة ... وأيام زمان .... وأيام الخير والعز .... والأحوال السيئة الحالية وكيفية التغلب عليها .... كلنا طبيب يصف الداء والدواء .... أقوم لأبحث عن المرضى وسط الآخرين فلا أجد إلا القليل من المرضى ..... ثم أتسائل هل أنا من الناس "الوحشين" ؟؟؟؟؟
لا تتعجل الإجابة ..... الإجابة صعبة جداً .... أكثر مما تتخيل .

الاثنين، يوليو 06، 2009

فاصل .... ونواصل

سيداتي آنساتي ...سادتي ...... أهلاً بكم (جمعاء) مجدداً من جديد في مصر .... في ظل القيادة الحكيمة (بتاعة الحقن) والرشيدة (بتاعة بكار) والخفيفة (يتاعة الاوتوبيسات) والقديمة (بتاعة المش) .... وما أحلي الرجوع إلى الوطن ... لا سيما وإن كان الوطن بكل هذا القر من (الحلاوة) ...... بعد فاصل قصير بسبب السفر نعود اليكم في ثوبنا (يعني هدومنا يعني) القصير ... وحالنا العسير ..... وشأننا المرير
ونحب أن نعرفكم أننا قد قمنا بالدعاء لكل من سألنا الدعاء بما طلب ومن لم يطلب دعينا له بالقائمة العامة (راجع ردود البوست السابق واللاحق) .... لكن اللي حازز في نفسي ان في دعوه عامه خاصة بهذا البلد لا تستجاب أبداً وهي أن يخلصنا الله تعالى من كل (بوز إخص) .... وكأننا معاقبين أو ما شابه :)

.... بالنسبة للمأمورية فكانت ميسرة والحمد لله ..... وبالنسبة للعمرة فتم التنفيذ وهناك بعض الملاحظات السريعة منها :

- كما قال الأخ سعد زغلول (مفيش فايزه) فعلاً ..... لن تقوم قائمة لنا بهذا الشكل ...... في ملتقي ديني .... في البلد الحرام .... في شهر حرام .... في أقدس البقع على الأرض ...يجب أن يشعر الإنسان ويحاول تغيير سلوكه على الأقل مؤقتاً .... ولكن هناك تري التباغض والتحزب والتشيع والأنانية في أعتى صورها سواء في التدافع (المقصود وغير المقصود) بشكل قد يفقد الحليم صبره .... أو بالتكالب على المواقع المقدسة التي يرجى عندها الإجابة (كالحجر الأسود والروضة والملتزم والحجر) بشكل بشع من الأنانية والفردية المقيتة وبشكل عااااام بدون أي استثناء....

- زيادة حده النزعات (الفرقية) كالتشيع وغلاة التصوف وغيرهم ووضوح تواجدهم بشكل كبير يوحي بتغير الخريطة الاسلامية في الأعوام القادمة وهو أمر متوقع منذ زمن

- مازلنا نحمل نفس الأفكار البالية ولا نريد التعامل مع الإسلام كديانة عالمية خاتمة للبشر بكل توجهاتهم وثقافاتهم ونصر على حصر الاسلام واجتزائه في ثقافات القبيلة والمجتمعات المغلقة المنغلقة فكرياً وفقهياً .... ولكن هناك إرهاصات كثيرة ومؤثرة توحي بالتحول نحو النقيض (الانحلال الكامل ) تلوح في الأفق (وربنا يستر)

كان هذا فاصل وتقرير بسيط عن الفترة السابقة ................. وسنعود بعد (قليل أو كثير ان شاء الله ) لمواصلة العملية التدوينية البحتة