إذا كان لكل عمل أهداف وغايات ووسائل ، وإذا كان لكل عمل صحيح ناجح خطط وأصول ومبادئ وأسس ، فكيف لم يكتب أي من السادة النخبوين أو المنظرين أهداف أو مبادئ أو ميثاق معلن لثورة 25 يناير التي أطاحت بنظام مبارك ؟ وأنهت حقبة ثقيلة من الحكم الجبري (حسبما يرى الكثير من الناس وأنا منهم ) وأنهت كذلك فترة عصيبة من التبعية المقيتة المطلقة لأى قوىً خارجية
وإذا نظرنا مثلاً لأهداف ثورة يوليو التي قام بها الضباط الأحرار وهي أهداف الحركة المباركة كما اطلق عليها نجد أنها تتلخص في الأهداف الست الآتية
القضاء على الاستعمار
القضاء على الاقطاع
القضاء على سيطرة رأس المال
إقامة جيش وطنى قوى
إقامة حياة ديمقراطية سليمة
إقامة
عدالة إجتماعية
وبغض النظر عن أن شيئاً من هذا الأهداف تحقق أم
لا حيث أن
الجدل حولها تاريخي ولن تحسمه النقاشات أبداً
ولكن على الأقل كانت هذه الأهداف المعلنة تمثل الأساس النظري أو الفلسفي للعمل
والتي تبلورت حولها الثورة وحظيت بالقبول الشعبي في ذلك الوقت
وبالنظر لثورة 25 يناير نجد أن الجميع قد اتفق
على اسقاط النظام وكانت هناك مطالب كثيرة بعضها تحقق كحل مجلسي الشعب والشورى
والغاء المحليات ومحاكمة رموز النظام السابق وبعضها لم يتحقق كاستعادة الأموال
المنهوبة والغاء قانون الطوارىء ونقل السلطة للمدنيين في اطار جدول زمني محدد
وكثيرًا ما كنت اتسائل ... هل تحقق فعلًا الهدف
الرئيس للثورة وهو اسقاط النظام ؟؟؟ هل سقط النظام الفاسد ؟؟؟ هل سقط نظام مبارك
أم سقط مبارك نفسه (والفارق بين سقوط مبارك وسقوط نظامه كبير ) هل حدث ذلك بالفعل
؟
أم أن ما حدث هو امتصاص لزخم الثورة من جانب
النظام الذي يحمي نفسه ولو بالتضحية برأسه وتحقيق مطالب صورية ليعيد انتاج رأس
جديد كما تفعل الفيروسات المتحورة والطفيليات المتحولة وما هي أسلحة النظام الفاسد
في مواجة الثورة وامتصاصها ؟
بالبحث والتمحيص وجدت أن السلاح الأمضى الذي
استخدمه النظام الفاسد لامتصاص الثورة هو سلاح الشرعية .. لاتتعجب كثيرًا من اللفظ
فهذا ما حدث فخلال فترة الثلاثين عامًا السابقة كان النظام يعلم جيدًا
أنه نظام فاشل ضعيف لاجذور له وأن أية عاصفة حقيقية يمكن أن تخلعه من جذوره تمامًا
.. فكان عليه أن يحصن نفسه كما يفعل السرطان بجسد الانسان ... انتاج خلايا من
الجسد نفسه (ولكنها فاسدة) تحظى بشرعية الجسد ولكنها تعمل على إهلاكه فالجسد
لايقاوم نفسه ... وهكذا أخذ النظام السابق في تقنين الفساد وتثبيت أوضاعه
القانونية وتدعيم أركانه بحزمة قوانين باتت متأصلة في شرعية البلاد وهكذا أصبح
الفساد دستورياً والإفساد شرعياً ، وهكذا تم بيع شركات البلاد
بشكل شرعي وهكذا تم دعم العدو الاستيراتيجي بالغاز الذي نحن في أمس
الحاجة إليه في إطار اتفاقيات دولية تحميها الأطر الشرعية وهكذا لن يكون هناك طائل
وراء الملاحقات الرسمية فالكل يعرف أن هناك حالة من توفيق الأوضاع وإحراق
المستندات و(فرم) الأوراق وتغيير الشهادات أصبحت تسيطر على الموقف
وهل الخروج عن الشرعية هو الحل ؟؟؟
هكذا يردد العقلاء وهكذا يتم وضعك داخل
المعضلة والمتاهة
هكذا أرجع بالذاكرة إلى الميدان وتداعبني
الذكريات الجميلة ، من هنا تخرج الشرعية ... من هنا يجب أن تكتب أهداف
وميثاق ومبادئ الثورة من جديد ... ويستبد بي الخيال فأتصور أن القوى الوطنية
الحقيقية قد عادت إلى الميدان طارحة الخلاف المبكر الذي لامعنى له في هذه المرحلة
خلفها حيث تنبهت للشرك الذي يحاك ضدها والذي لن يلبث أن يفتك بها مجتمعة
عادت لتنتخب في الميدان نفسه وبنفس الآليات التي
حمت الثورة من بطش زبانية مبارك والعادلي لتجري انتخابات حقيقية تضمن تمثيل كافة
أطياف الثورة بداخلها وتكتب أهدافاً حقيقية للثورة وتنطلق من رحم الميدان لمواجهة
الشرعية الزائفة بشرعية حقيقية تلغي ما اتفق عليه ضد إرادة الشعب من قوانين تحمي الفساد
وتضع ما ترى من قوانين تعيد الحقوق المنهوبة باسم الشرعية , لقد تمت محاكمة
مبارك في الميدان قبل أن يحاكم .. وأجمع الشعب على شرعية المحاكمة فكانت المحاكمة
واقعاً نعيشه (بغض النظر عن السقوط في شرك الشرعية الزائفة)ومن هنا استمدت الشرعية
لنفسها شرعية
يستبد بي الخيال أكثر وأكثر فأتصور أنه قد تم
انتخاب مجلس ثوري مكون من 50 شخصاً نصفهم من الشباب النقي الذي كان عماد الثورة
ونصفهم من الرموز الحقيقة ذات التاريخ المشرف في الوقوف في وجه الفساد
وتنطلق هذه النخبة (الحقيقية وليست النخبة
المزيفة) في وضع اساس توافقي نظري يشمل مطالب الشعب وطوائفه بعيداً عن الأحزاب
والانتمائات التي لم يحن وقتها بعد ، ثم ينطلق لتحقيق هذه المطالب المجمع عليها
على أرض الواقع بطريقة شرعية حقيقية وليست شرعية مزورة
يستبد بي الخيال أكثر وأكثر فأرى بعضاً من مبادىء
الثورة التي تناثرت أوراقها في كل مكان في الميدان فأرى بعضها
جدول زمني متفق عليه للانتخابات
منع رموز النظام السابق من مزاولة السياسة
نهائياً
تكوين جيش من المتطوعين أو النظامين هدفه القضاء
على بلطجة النظام السابق وتأمين أي عملية انتخابية
إرجاء النظر في كل قضايا رموز النظام السابق لما
بعد تسليم السلطة لإدارة شرعية منتخبة
تكوين حكومة إدارة أزمات حقيقية معينة من قبل
المجلس الثوري
تكوين لجان متخصصة لتلقي شكاوى كل فئات
المجتمع والبت فيها وفق جدول زمني محدد
وهكذا يستبد بي الخيال الجامح لأرى ميثاق الثورة
رأي العين على الرغم من أنه لم يكتب بعد
ملحوظة :
تحية إعزاز وتقدير لرجال القوات المسلحة البواسل
الذين حموا ثورة يناير(واحد خبيث سألني : من ميييييين ؟؟؟؟ مش مهم بقا ناس معندهاش اعتراف بالجميل صحيح:)
هناك تعليقان (2):
اخيرااااااااااا
كنت بسأل نفسي تامر ساكت ليه
وقلت اللي رجع ستيته يرجع تامر
شوف البوست رااااااااائع
وعجبتني اوي فكرة تكوين جيش من المتطوعين دي
بس عارف هيقولك ايييييييييه؟؟
دول هيبقوا جبروت عن الشرطة كمان
وهيدوروا علي الشعب
هو فعلا ياتامر القوي السياسية بتناحرها علي تقسيم التورته بوظ الدنيا فعلا
بس برضوا عندي امل وامل كبييييييير
جاي منين مااعرفش
ايماني بربنا كبير انه يقف جنبنا
هاخد لينك البوست اشيره
شمس النهار
والله يا فندم اللي كان بيحصل في البلد كان عامللي احباط شامل على الرغم من المشاركة في كل الأحداث لكن زي ما حضرتك قولتي المفروض اننا منفقدش الامل في ربنا ونتوكل على الله وادراك النجاح مش واجب علينا
لو الاردادة الثورية حكمت محدش هيقول اي حاجه :)
تقسيم التورتة بدأ قبل خبز التورتة فعلاً :)
تحياتي دائماً
إرسال تعليق