الجمعة، ديسمبر 14، 2012

لماذا سأقول نعم للدستور



 بعد قراءة الدستور أزعم أن أهم من قراءته  يجب قراءة الوضع الراهن والوضع على الأرض فالدستور والتصويت عليه ليس بمعزل عن الواقع ... وبعيداً عن أقول المنحرفين من الطرفين الذين يزعمون أن من سيصوت بلا (آثم ) أو الذين يزعمون أن التصويت بنعم  خيانة لدم الشهداء ، وبعد القراءة الأولية للدستور وجدت نفسي أميل للتصويت بلا حيث أن تصوري لوضع الشريعة في الدستور مخالف لما هو موجود بالفعل وكذلك الوضع الخاص للعسكر في الدستور والمنصوص عليه في الدستور لايقارب حتى الوضع الآمن الذي نرجوه جميعاً لإبعاد العسكر عن ميدان السياسة .. وكذلك بعض النصوص الأخرى تحمل إمكانية لتفسيرات قد تتعارض مع صريح التشريع الإسلامي الذي يشكل قناعاتي الفكرية .. وبمحاولة تصور مايمكن أن يكون فيما بعد التصويت بلا  وجدت أن ما أريد له أن يتحقق في الدستور لن يتأتى إلا من خلال سيطرة الفصيل الإسلامي (الواعي) على لجنة الإعداد مثلاً والتي ستكون بالانتخاب وهو ما يبدو مستبعداً لانحسار المد الانتخابي للاتجاهات الإسلامية للأسباب التي سيأتي ذكرها وكذلك فتعديل المواد المتعلقة بالعسكر يحتاج لمواجهة مباشرة أو حنكة سياسية معينة يجب الإعتراف بعدم توافرها في الوقت الراهن مع عدم القدرة على فرض وضع دستوي على العسكر في الوقت الراهن وهذه هي النقطة الأولى ... النقطة الثانية تتعلق بوضع الفصيل المعادي للتيار الإسلامي والمتمثل في حزب (عبده مشتاق) وبقايا النظام السابق مع أصحاب القناعات التي تقدس العملية الديمقراطية أكثر من معتقداتها الشخصية والمتمثلة في بعض التيارات الثورية والتي تعادي أي مساس بمظاهر الديمقراطية حتى وإن كانت في صالح مطالب ثورية !! ويغذي تلك الإتجاهات على أرض الواقع الإعلام الفاسد المنحاز لأي تيار ضد المشروع الإسلامي وإن كان الشيطان نفسه مما يعكس وضعاً معقداً على الأرض فالتيار العام الذي كان يعتمد عليه اصحاب الرؤية الاسلامية يتراجع ولكن استعداده لقبول وضع مستقر حتى تحت قيادة اسلامية عالٍ .. والرهان على الحصول على وضع دستوري أفضل للشريعة و تحييد المؤسسة العسكرية شبه منعدم والدخول في صراعات طويلة يتطلب اعادة ترتيب أوراق .
 لذلك  فإننا يجب أن نعترف في نهاية الأمر أن الأداء الخاص بنا كتيار اسلامي وإن كان يبدوا ذا قوام واحد إلا أن الأداء السياسي والخطاب العام لدينا متدني للغاية ونفتقر فعلياً لكوادر لها قدرة على التوجيه والقيادة والإدارة والخطاب العام على كافة المستويات وهذه حقيقة يجب إلا نتغافل عنها حيث أنه يسهل جداً تشويه التيار كله في الوقت الحالي بالتركيز على بعض المنحرفين فكرياً وتسليط دائرة الضوء عليهم والإعلام يستغل ذلك أسوأ استغلال ممكن ، وقد رأيت بالفعل انقلاب بعض المحايدين في الماضي إلى أعداء صرحاء للفكرة الإسلامية ككل بدعوى الكذب والتجارة بالدين والانقضاض على السلطة كما يروج له الإعلام بالضبط ، بل وقد رأيت فريقاً آخر قد انحرف كلياً عن ثوابت الدين متأثراً بجراحه الإعلامية وضحالة تحصيله العلمي من العلوم الشرعية فأخذ يردد كلمات مثل "مصلحة مصر قبل مصلحة الإسلام" و "الفاشية الدينية" وكل هذه المصطلحات التي لم تكن تستخدم من قبل والتي غذاها للأسف تسليط الضوء على بعض اصحاب الأمزجة المنحرفة داخل التيار الاسلامي العاجز أصلاً عن التعبير عن نفسه بالشكل اللائق والمفتقر من الأساس لتسليط الضوء على من يستطيع مواجهة الزخم الإعلامي الحقير الذي يسعى لتشويه التيار ككل..  لذلك فقد قررت التصويت بنعم في محاولة لالتقاط الأنفاس والاستعداد لمعارك ضارية من موقع أكثر تحصيناً بفض حالة الزخم الاستعدائي (عند التيار العام ) والتي لن تنفض عند تيار النخبة العرجاء إلا بمواجهة حتمية صريحة ولن ينفعنا حينها إلا الله ثم الإستعداد لجولة لن تكون الأخيرة 

هناك تعليق واحد:

mahasen saber يقول...

لى ملاحظات على بعض مواده واهمهم بند المواطنه الا انه باقى المواد مقبوله