الأربعاء، نوفمبر 07، 2012

الواقع المصري الأمريكي



لعله  ليس  من العدل ان نعقد مقارنة بين الانتخابات المصرية والانتخابات الامريكية في هذا التوقيت الزماني بالذات والذي تتعثر فيه مصر في طريقها نحو الحرية والذي تذرح فيه الولايات المتحدة تحت سلسلة من المعضلات السياسية والإقتصادية لانبالغ إن قلنا بأنها تهدد وجودها بالكامل خلال الفترات القادمة 
وبإلقاء نظرة سريعة على الاوضاع في البلدين سنجد بأن الأوضاع في مصر تعكس صورة معقدة للغاية فقد وصلنا حتى الآن لوضع (ما بعد انتقالي) غريب تتجمد فيه اللحظة بين فصيل غير ثوري آلت إلية مقاليد الحكم بعد ثورة شعبية وفصائل أخرى يمكن حصرها في تيارات نخبوية وكل إليها مهمة مقاومة التوجه الشعبي العام نحو تطبيق منظومة إسلامية وتفعيلها من خلال استخدام الطاقة القصوى للإعلام الذي لايزال مضلالاً للأسف الشديد بالرغم من وجود سلطة ذات مرجعية اسلامية في الحكم ، وتنحصر مهمة ذلك التيار في تشويه التيار الحاكم قدر الإمكان وتنفير عامة الناس منه وشيطنته والعمل على إفشاله قدر المستطاع ، بينما يوجد بذات التيار بعض المخلصين الذين يريدون فعلياً الصالح العام ولكنهم اكتفوا بدور المشاهد والمتمني فقط للتيار الحاكم بالفشل دول العمل على ذلك ولكن ، بدون دعمه للنجاح، هذا بالإضافة لوجود التيار القديم المتمثل في بقايا نظام مبارك المسيطر فعلياً على جزء كبير من السلطة التنفيذية الحقيقة والتي لايمكن استبدالها بين ليلة وضحاها وهذا التيار لن يتورع عن فعل أي شيء مقابل استمراره في الحياة والاكتفاء بخسارة الرؤس فقط التي يعول على أنها قد تنمو بمعدل أكبر من ذي قبل أسوة بوحوش الأساطير الإغريقية ويعضد هذا التيار عدم وجود فصيل   ثوري في سدة الحكم بل فصيل إصلاحي يمكن ممارسة كل الاعيب السياسة عليه والعمل على التهامه سياسياً بهدوء وبمرور الوقت كما يؤكد التاريخي السياسي الطويل والممتد بين الفصيلين منذ عهد الملك فاروق حتى الآن ، اما الفصيل الثالث فهو شباب ثوري أو غير ثوري ينتمي لكل الفصائل السابق ذكرها يتميز بقلة الخبرة السياسية وعدم القدرة على قراءة الواقع وهضمه جيداً مع القدرة الشديدة على إبداء عكس ذلك باستخدام التقنيات الحديثة وبالإضافة لذلك فهو غير قادر للوصول لصيغة مناسبة للوصول لعامة الناس .
وبالحديث عن عامة الناس فستجد أن اكثرهم قد مل من كل ذلك ومل من الوجوه الكئيبة التي تطالعه كل ليلة في برامج العك الفكري اليومي ومل من المرحلة الانتقامية والانتقالية ومابعد انتقالية وتوصل لصيغة مناسبة تتلخص في جملة "يتحرقوا في بعض" والبعض من العامة قد تم استقطابه لأحد الفصائل السابقة والبعض يعتبر المسألة كلها لاطائل من ورائها وستنتهي بالوقت الذي "بينسي حزن وفرح ياما "، في هذا الخضم تأتي الانتخابات البرلمانية القادمة وفي هذا الخضم نبحث عن طائر الرخ في صورة شيء مبهم يسمى "توافق" على دستور البلاد وفي هذا الخضم أتت الانتخابات الرئاسية ..والبعض يردد سيبها لله هو اللي سترها في الأول وهو اللي هيسترها في الآخر .. ومع ايماني الكامل والعميق بتلك المقولة إلا إنني أرى أنها تتعارض مع السنن الكونية التي وضعها الله تبارك وتعالى في ناموس الكون وفي القوانين التي تحكم البشر .. فقد يسترها الله مرة وثانية وثالثة ولكنها إن أبت إلا بالفضيحة فهذا هو اختيارها ولاشك ولا تلومن إلا نفسك 
هذا هو ملحض الحال في مصر والذي يمكن تلخيصه في عبارة واحدة موجزة  قالها 
المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة الأخيرة وهي ""إييييييه؟؟؟
***
أما عن الانتخابات الأمريكية فسنجد بأن الأوضاع في الولايات المتحدة  تحتاج لدراسة تفصيلية للفهم فهذه الدولة  أو القارة المكونة من ولايات بعضها أكبر من كثير من الدول من حيث المساحة ومن حيث عدد السكان والتي تواجه أعاصير عاتية وتقوم بشن حملات  عسكرية خارج البلاد على أعداء الديمقراطية وتتحكم في اقتصاديات العالم وهي مدينة بما قيمته 14 تريليون دولار (14000000000000 ايوه اتناشر صفر) ومع هذا فهي لاتزال تتحكم باقتصاد العالم ولايزال شعبها ينعم بالرفاهية من خلال تأمينها ووضع يدها على مصادر الطاقة في العالم والتي تتركز في الدول العربية الشقيقة  وبمساعدة عباقرة الإقتصاد اليهود الذين يحركون اقتصاديات العالم من خلال الدولار الامريكي بعد قيامهم بخداع العالم وتحويله لاقتصاديات غير حقيقية واستحواذهم على الثروة الحقيقية المتمثلة في الذهب والمعادن النفيسة حقيقية القيمة وتوجيه العالم للنقود البلاستيكية والخدمات والدوران في عبودية الوظائف للحصول على مستوى معيشي متوسط مقابل الغاء العقل والانصياع للإعلام في لحظات الاسترخاء من عناء الدوران في السواقي ، وبإلقاء نظرة على النظام الانتخابي الامريكي سنجد أنه لايقوم على الانتخاب المباشر للأفراد كما هو الحال عندنا بل من خلال انتخاب  مجمع انتخابي هو الذي يقوم بانتخاب الرئيس وهو نظام قديم مر عليه قرابة المائتي عام ينتخب فيه الناس 538 مندون عن الولايات بحسب حجمها يزيد عدد مندوبيها بحيث لو صوت 3 من 5 مندوبين عن فلوريدا مثلاً لصالح اوباما تذهب أصوات فلوريدا كلها لاوباما وللنجاح يجب الحصول على 270 صوت للمندوبين وقد حدث من قبل أن فاز مرشحين بأغلبية أصوات الشعب الأمريكي ولكنهم هزموا لعدم حصولهم على أصوات المندوبين بهذا الشكل ، وهو نظام يشير الكثير من علامات الاستفهام عن مدى مناسبته لدولة بحجم الولايات المتحدة ومدى إمكانية التلاعب فيه خصوصاُ أن التصويت يكون الكترونياً وبعيداً عن هذا وذاك عن دور التكتلات السياسية والمصالح الاقتصادية في التأثير على المجمع الانتخابي الذي يحسم النتيجة ... وما هو دور العرب فيها باعتبارهم جزء من النسيج الآمريكي وما هو المانع من وجود لوبي عربي موازي للصهيوني يتم دعمه من أباطرة النفط والجاثمين على ثروة العالم من الطاقة الذين يساقون بأيدي أعدائهم كالماعز 
الجبلي والخروف البري
 اي أنه يمكنك  وانت مدين بمبلغ وهمي مواجهة الأعاصير والكوارث إذا كنت قادراً على (الإدارة) كلمة السر في النظام العالمي الجديد الذي يعتبر الإسلام هو خصمة الجديد بعد سقوط الشيوعية وبلا مواربة إلا تحت شعار (الإرهاب) فالاسلام كما نفهمه نحن هو الإرهاب الذي تعنيه الامبراطوريات الحاكمه الآن والإسلام كما تفهمه الإمبراطوريات الحاكمة هو ان تعيش في سلام مع نفسك وتسلم مقاديرك كلها للإدارة الحكيمة للعالم وترضى بالدور المناسب كحليف وإلا تنضم لمحور الشر الوهمي مع دول تستطيع لعب لعبة السياسة ببراعة وبأصولها كإيران وكوريا الشمالية وتظل عدواً وهمياً وحليفاً في السر أو تنضم لمحور الشر الحقيقي وتكون حليفاً معلناً وعدواً سرياً يتم مص دماؤه بلعبة ثلاثية الأبعاد لايرى هو فيها إلا بعداً واحداً
ومما سبق تتضح معالم الأمور فمن يجهل التاريخ لايمكن أن يكون جزءاً من المستقبل بل يمكن أن يكون ترساً في عجلة الحاضر وفقط ، كما انك لاتستطيع أن تتفاوض على أبعد  مما تصل إليه دانة مدفعك فماذا إن لم تكن تمتلك مدفعًا من الأساس ، ومن يجهل اسس لعبة السياسة في الوضع الحالي للعالم فهو غر ساذج لا يعرف الثمن الذي دفعه العالم خلال الحروب لإفراز القوى التي تحكم وكم من الوقت تكبد حتى ترث القوى الجديدة القوى المنهارة وكم الوقت تكبدت الامبراطورية الحديثة حتى ترث المملكة التي لا تغيب عنها الشمس وكم من الوقت والعلم والدماء تكبدها من يدير تلك الإمبراطورية ، فالأمر ليس بالبساطة التي نعتقدها فهناك ملاحم وحروب يمر عليها البشر للحصول على الحرية الحقيقة من خلال  الحكم ... وأي حكم تريده لنفسك ؟
أي قرار ستقرره في الانتخابات القادمة وبعد القادمة؟ 
بمن ستأتي ليمثلك في هذا الخضم؟
ومن سيحكم؟

"  الخلاصة أن         " من يعلم يحكم 

والله من ورائهم محيط

هناك تعليقان (2):

شمس النهار يقول...

يااهلا يااهلا
بلوجر نور

مشكلة نحن المصريين
اننا عايزين الان وبعد كده اعمل اللي انت عايزه

بمعني ان الاخوان جم الحكم
اهلا وسهلا
هتعملي ايه بقا
ماتقوليش خطه خمسيه ولا ثلاثيه حتي
انا عايزة الان وبعد كده اعمل الخطة اللي تعجب

يعني الاطباء المضربين
اللي بيضربوا وبيتسحلوا وبيموت منهم ناس
في وحده كانت لسه متركبه في معهد القلب بلطجيه دخلووا علي القسم كسروها
تاني يوم اغلب الاطباء ماراحوش
اصلا

الناس مش لاقيه حاجه اتعملت
ممكن يكون اتعمل كتير بس مافيش حاجه ظاهره وماحدش بيتكلم مع حد ولا بيفهم حد

الناس البسطاء مالهمش في السياسه
ليهم في لقمة العيش

الست اللي بتشتغل معايا
قالت لي عملوا ايه بقا اللحمه بكام والسكر بكام والسمك بكام

ونقول ربنا يسترها

تامر علي يقول...

ده نورك يافندم
اكيد يافندم كلامك صح لكن اللي بيتصدر المشهد اكيد كان عارف الكلام ده والمفروض انه كان عامل حسابه وعامل خطة للادارة وعامل حسابه ازاي يواجه مطالب العامة من الناس
مش ممشيها جهجهوني :)
ربنا يسترها علينا وعليكم