السياسة بوجه عام تنقسم إلى سياسة داخلية وهي معنية بأمر الشعب وأحواله وتنظيم الدولة من الداخل وتنظيم سلطات الدولة والهيكل العام للنظام الداخلي وترتكز في داخلها على السلطات الثلاث المعروفة وهي السلطة القضائية لتطبيق القانون والسلطة التشريعية لاصدار القانون والسلطة التنفيذية وهي المنوط بها تنفيذ القانون وتبدأ معالم شخصية الدولة الداخلية في الظهور في ظل وجود مجالس تشريعية ونيابية كمجلسي الشعب والشورى والمؤسسات القضائية والمحاكم الدستورية والمحاكم العامة بالاضافة إلى الشرطة والقوات المسلحة كسلطة تنفيذية ، أما السياسة الخارجية فهي معنية بتواصل الدولة مع العالم الخارجي وهي بذلك تحمي مصالحها الخارجية وأمنها الداخلي وأهدافها الفكرية وتحاول انعاش اقتصادها ايضاً وذلك لا يتأتى إلا بطريقتين إما التعاون السلمي مع الدول من خلال اتفاقيات تعاون مشترك أو بالعدوان على الدول الأخرى واستعمارها لتحقيق مكاسب وفرض ثقافات
وقد كانت هناك مدرستان فقط لتنظيم السياسات الخارجية في العصر الحديث هما المدرسة الأخلاقية أو المثالية والمدرسة الواقعية والمدرسة الأولى ينظر لها الليبراليون على أنها لعبة يربح فيها الجميع عبر التعاون الاقتصادي ونشأت بعد الحرب العالمية الأولى مع تأسيس عصبة الأمم ، أما المدرسة الواقعية (فهي مصيبه :) ) فهي تعتبر أن السياسة الخارجية يجب أن تعبر عن فهم جيد للواقع وتبني على المصلحة الذاتية فقط والحسابات المادية وتسعى لتحقيق المصالح لأي وسيلة وإن كانت القوة او الاستعمار لذلك فهي ترتكز على تأصيل وجود القوة العسكرية وهي لاتعتبر ذلك مخالف للقيم الانسانية بل تعتبر ذلك شيء حتمي تفرضه الظروف لأن المصلحة والمنفعة مرتبطة بالقوة والسلطة .. ملحوظة هامة هذه النظرية تنظر للسياسات الخارجية للدول على انها منظومة خاصة مستقلة عن اي منظومة أخلاقية أو اقتصادية وتقوم على المنفعة المرتبطة بالسلطات والقوة لاحظ الانفصال التاريخي للنظريات السياسية عن القيم الدينية ، ولاحظ سلوك الدول الامبريالية الحالية كأمريكا وأوروبا واسرائيل سيمكنك ذلك من تتبع الآثار السياسية لهذه الدول ويمكنك أيضاً من التنبؤ بما سيأتي لا محالة
ولمحاولة ربط هذه التوجهات السياسية بالمشروع الإسلامي يجب فهم المشروع الإسلامي من ناحية السياسة الخارجية لمقارنتها بالتوجهات السياسية المذكورة وسوف يتضح لنا جلياً بعض المغالطات الفكرية الملصقة بالاسلام
تنطلق فكرة السياسة الخارجية في الاسلام من جهتين أساسيتين
الجهة الأولى هي الجانب الدعوي وفيه تكليف إلهي لكل المسلمون بإيصال دين الله كما هو (بلاتشويه أو نقصان) إلى كافة الناس بكل الطرق المتاحة حيث لابديل عن إيصال الدعوة للناس لتتحقق فكرة الخيارات لأن من لم تبلغه الدعوة كما هي له عذر امام الله لذا وجب على المسلمين تبليغ كلمة الله للناس بالحسنى كما هي عن طريق طرق الدعوة والخطاب المعروفه فإن حال دون ذلك حائل وجب إزالته وهذا هو طريق الأنبياء منذ بدء التاريخ ، رسول يدعو الناس لدين الله ويعرضه عليهم فقط بالحسنى فيؤمن القليل ويأبى باقي الناس فيستمر الرسول في الدعوة فيحول بينه وبينها كبارالقوم حتى لايزيد من اتبعوه ومن ثم يبدؤن باستخدام السلطة والقوة لفرض ايدلوجيتهم الخاصة بالسلطة والقوة الموضحة أعلاه وهنا يظهر الدور الإلهي حيث يتحمل الرسول في ذلك مشقة القتل أو النفي أو القهر حتى ينزل الأمر الإلهي بنصرته أما في حالة الإسلام ولأنه خاتم الرسالات فقد جعل الله لهذه الامة خاصية أخرى وهي أن النصر لايأتي بواسطة إهلاك الأمم الكافرة بعذاب عام ولكن الله قد أباح للمسلمين الجهاد دفاعاً عن انفسهم ثم لإزالة الطواغيت الذين يحولون بين الناس والحق فيستمر الصراع بين الحق والباطل إلى قيام الساعة وهذا هو محور الجهة الأولى
أما الجهة الأخرى فهي جانب المعاهدات والعلاقات الخارجية والاتفاقيات الدولية وهي متروكة للمسلمين لإدارتها بما يحقق المصلحة العامة
إلى هنا نكون قد إلقينا الضوء على مفهوم السياسة الداخلية والخارجية من المفهوم العام والمفهوم الاسلامي كخطوط عريضه وسوف نبدأ في عرض الطرق التطبيقية للنظريات المخالفة للاسلام مقارنة بالنظرية الاسلامية والمشروع الإسلامي من المرة القادمة حيث أنني صاحي متأخر وأتأخرت على الشغل (معلش بقا أنا طلسقت في البوست ده ) :)))
هناك 9 تعليقات:
جميل جدا
يااااااه لو فيه لايك.. كنت ضغط لايك
لأن حاسة إن الكومنت بتاعي.. مش هايضيف أي حاجة.. بالعكس هايكون زي الزيتون على حتة بسبوسة بالقشطة :)
وبعدين يا فندم
نام بدري .. تصحى بدر.. تدون بدون طلسئة... :P
* مين الأخ بدر ده
أقصدي بـــدري . يعني مبكرا :))
" أخشى أن أحمل الناس على شرع الله جملة واحدة فيدعوه جملة واحده "
احلى حاجه قؤاتها اليوم فى البوست السابق
بصراحه سلسله رائعه
متابعه بس ليا طلب بوست اليوم اعتقد يعتمد على معلومات اكتر اذا ممكن حضرتك تدينى اسم كتاب افهم منه اكتر
جهد مشكور فعلا
سياسه المفهوم الاسلامى للخارج
طيب فكره ان لو حال طاغوت بين نشر الاسلام والناس ايه الاختيارات
يعنى الكلام دا المفروض يطبق حاليا مثلا والاسلام فى محاربه عنيفه ليه واتهامه بالارهاب ؟ انا فاهمه المشروع السياسه الخارجيه بس الجزئيه دى غير مفهومه لانها احيانا بتكون الاساس اللى بيفرض على جماعات الجهاد ويسمى الارهاب بمنطق اخر
فتافيت
دلوقتي المعادلة اختلفت ، نام بدري تقوم متأخر تطلسأ برضو
ده بمناسبة الزيتون الكالاطاطا والبسبوسة بالقشطه :)
GigiWorld
في كتابات كتيرة في السياسة الشرعية للعلماء القدامى والمعاصرين لكن انصح حضرتك بقراءة كتب الغزالي المتعلقة بالسياسة أولاً مثل كتاب الفساد السياسي والاسلام ومواثيق الامم المتحدة و كيف نفهم الاسلام والاسلام والمناهج الاشتراكية
ثم كتب الشيخ القرضاوي السياسيةمثل
الإسلام والعنف. نحن والغرب : أسئلة شائكة وأجوبة حاسمة.الدين والسياسة.
الأمة الإسلامية حقيقة لا وهم.درس النكبة الثانية.لقاءات ومحاورات حول قضايا الإسلام والعصر ( جزءان). قضايا معاصرة على بساط البحث.
وبعد كده ممكن تنقلي على الكتب القديمه
تحياتي
بسنت
الأصل في الدولة الإسلامية الاستقلال وإقامة كليات الدين لكن حالياً لايوجد دولة اسلامية بالمفهوم الشامل ولكن هناك محاولات لاستلهام روح الاسلام في الدول المعاصرة لذلك لايمكن تطبيق وانزال النظرية الاسلامية على الواقع العملي الآن لأن المفاسد ستكون أكثر من منافع بلا شك
وفي حالة وجود دولة اسلامية شاملة تكون الدعوة السلمية وبالحسنى هي الأصل ولكن إذا حال حائل دون ذلك بقوة السلاح والعنف وجب ازالة هذا الحائل بين الناس والمعرفة الصحيحة بالاسلام عن طريق الجهاد بشروطه المعروفه ولايكون ضد المدنيين أبداً بل ضد القوة العسكرية المانعة لإيصال صحيح فكرة الإسلام لعامة الناس
أما الإتهامات للإسلام بالإرهاب فهذه اتهامات معلبة جاهزة حيث أن دماء المسلمين المدنين تسيل في العالم من أقصاه لأقصاه من الصين حتى فلسطين ومع هذا تلصق تهمة الارهاب بالمسلمين لا بالذين يمارسون التطهير العرقي ضدهم ويحتلون اراضيهم ويستولون على ثرواتهم ويسفكون دمائهم .. أي ارهاب يمارسه المسلمون بعد ذلك ؟ :)
يعنى امبارح لقيت الصديقات بيتمنوا يلاقوا لايك زى فيس بوك فأخدت بعضى وروحت مدونتى
ينفع النهارده نيجى مانلاقيش البوست الجديد
السلام عليكم
متابع باستمتاع أخي تامر..
ومشفق عليك من المشروع اللي بدأته.. لأني متوقع المجهود المبذول في الصياغة.. لكن إن شاء الله هتتمه على خير..
اسمح لي بإضافة ربما تزيد موضوع الجهاد وضوحا:
الجهاد في الإسلام نوعان:
1- جهاد دفع: للدفاع عن النفس ضد هجمات الغير (ضد الإمبريالية بالتعبير المعاصر).
2- جهاد طلب: وهو الذي يهدف إلى نشر الإسلام.. وهو -كما تفضلت- يستخدم فقط عندما يحول الطواغيت دون وصول الإسلام إلى أهل بلد ما... وهنا يهمني أن أشير بقوة إلى أن المسلمين عندما يرفعوا السيف لا يكون لفرض الإسلام بالقوة.. بـــــــــل لتوفير حق الاختيار الحر في المعتقد للمقهورين من الناس.. فقط. بدليل الخيارات التي تطرح.
وما أروعه من هدف لم تقم على مثله حروب في التاريخ. لكن من يفهم ومن يعي؟!
إرسال تعليق