الاثنين، يناير 25، 2010

على كل أرض تركنا علامة ...(45×3).. المأساة




في رمضان تتزايد الفرحة والبهجة والجو العائلي اللطيف والنفحات اللذة الحسية والروحية بالعبادة والأكل والشرب .... أما ما حدث في أول أيام التجنيد بعد يوم شاق من التمامات والطوابير والسفالات التي لاتنتهي من مخلوقات قميئة تسمى "صف الضباط" وهم أشخاص فشلوا في حياتهم ولم يبرعوا في مهنة ولم يفلحوا في التعليم فلم يجدوا من يقبل بوجودهم سوى العسكرية ...وحل الليل بعد يوم عصيب ووقفنا أمام "الميس" وهو مكان تناول الطعام للعسكريين وكان عددنا كبيراً وقد استبد بنا الجوع والتعب وكنا على استعداد لأكل أي شيء وإذا بنا نتأخر نظراً للأعداد الكبيرة حتى بعد العشاء في طوابير أمام "الميس" وبعد أن دخلنا وجلسنا وجدت أن الطعام عبارة عن كسر أرز وطبيخ لونه أسود قيل لنا أنه "خبيزة" ولأني لا أعرف الخبيزة فقد تناولت ملعقة أرز ولم أكمل بعدها ولأنه ممنوع الإنصراف إلا بعد الإنتهاء فقد ظللت أستمع لشتائم صف الضابط المسؤل طوال الوقت ولا أدري سبباً لهذا الكم من السباب والشتائم المتتابعة التي كان يصبها علينا هذا الكائن حتى الآن وبعد الإنصراف تم توزيعنا على أماكن أشبه بالخرائب لايوجد بها أي شيء سوى الغبار ...قيل لنا أن السرر في الطريق وكذالك المراتب ولم يصل شيء فقيل لنا أن يذهب كل منا لمكان الكهنة ويحضر سرير مؤقتاً ومرتبة ... وكانت المحصلة أن ظللنا حتى منتصف الليل في نقل هذا الحطام وكونا منه ما يشبة السرر وفرشنا عليه مناشفنا وقيل لنا ان الطابور الصباحي سيبدأ في الخامسة أي بعد 4 ساعات من هذا الوقت ... ليلتها لم استطع النوم وخرجت أبحث عن شيء يؤكل  ولم أكن أعرف أي شخص في المكان فسألت عمن يبيع الطعام فقيل لي في "الكانتين" بالقرب من نهاية المكان وكانت المسافات شاسعة جداً في هذا المكان فسرت في الإتجاه حتى وصلت للمكان فكان الكانتين يبيع فقط "السلامون والفطائر قديمة الصنع وعصائر ذات عبوات صفيحية صدئة" هذا كل المتاح فأحضرت فطيرة وعلبة عصير وجلست في مكان موحش وحيداً غير مصدق ما أنا فيه فبالأمس فقط كنت مع الأصدقاء نلعب البلياردو ونأكل من أفضل الأماكن ولا يستطيع شخص مجرد  النظر لنا بسوء لأننا كنا في عنفوان الشباب وأقلنا بطل رياضي منذ زمن بعيد ... ماالذي حدث ؟؟ هل هذا حلم .... أحسست بمعنى القهر والوحدة والصغار ولم استطع أن أمنع نفسي من البكاء للحظة فالمكان يسمح بذلك جداً فأقرب شخص على بعد أميال ولا توجد كهرباء والبرد قارص ولا أحد يعبأ بشيء أصلاً ... تذكرت في تلك اللحظة أن الأيام دول وأن من سره زمن ساءته أزمان وإن كنت أعرف ذلك قبلاً بالوهم فقد عرفته فعلاً وهنا عرفت الفرق بين ذاق ومن سمع ولكني قلت لنفسي أن هذا الأمر سينتهي عاجلاً ان شاء الله فكل الأمر 45 وأربعون يوماً هي عمر مركز التدريب وبعدها سنجد مخرجاً من هذا الوضع ... لم أكن أعلم حينها أن ال45 يوم ستكون 135 يوماً بالتمام والكمال أي سيكونوا 45×3 ومضى أول يوم لي في العسكرية غير مأسوف عليه.

هناك 9 تعليقات:

يــوم جــديد يقول...

يوم عصيب فعلا
لكن ليس الجيش فقط هو من يذيق الناس القهر والصغار فهي منظومة كاملة لا علاقة لها ب "اخشوشنوا" ولا علاقة لها بتعويد المجندين على تحمل المسئولية وإنما بكسرهم

تدوينتك السابقة كانت ذات طابع ساخر لكن هذه التدوينة ذات طابع مبكٍ
جعل الله تلك الأيام في ميزان حسناتك

حفيدة عرابى يقول...

متابعة ومش عارفة أقول ايه؟
العلامات مش فى الارض
دى فى القلب ليوم القيامة
اخويا حظه انه راح مركز التدريب ليلا
وزرناه صباح اليوم التالى
شكله كان بشع
ولما بنسأله بحسن نية عامل ايه؟
هو يادوب بات الليل فقط
قال
زفت..!
بصرف النظر عن ان التجنيد فى صدر الاسلام كان تطوعى
بس الاهانة عمرها ماتخلق شدة وانتماء ورجولة
ده الاطفال كانوا بيتنافسوا للالتحاق بالجيش

حازم النبراوي يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
ستيتة يقول...

عاوزة اسأل كام سؤال من باب من جهل شيء فاليسأل علشان ميعكش

1- صف الضابط حتى في الدول الأجنبية كده وده شفناه في افلام كتير منها واحد جاي قريب أسمه
a gentleman and an officier ومش فاهمة هل ده اللي بيصنع جندي جيد؟
هل هي منظومة متفق عليها

2- كل قرايبيني اللي دخلوا الجيش فافي ويقرفوا كرجال خرجوا بعد السنة دي رجالة فعلا .. فهل ده بسبب منظومة سيئة متكاملة والا برضه لها حسنات؟

3- لولا بقايا التجنيد اللي سابتها لنا اتفاقية السلام المعيوبة وتلات اربع الشباب بياخد اعفاء .. واحنا دولة جنبنا عدو غادر بروتوكولات حكماءه المهوسين بيقول من النيل إلى الفرات طب نعمل ايه؟

4- هو فعلا الجيش ده مش مصنع الرجال؟ ولولاه كنا رحنا في توكر حالا بالا؟

واخيرا الحمد لله إني أنثى :)

تامر علي يقول...

يــوم جــديد
الوضع ليش اشبه بالمنظومة أصلاً الموضوع اشبه بفساد له قواعد وأصول :)
ربنا لايعودها أيام :)

تامر علي يقول...

حفيدة عرابى

مفيش علاقة بين الذل والقهر الحاصل وبين الوضع في السابق ودي أحد الصدمات التي تلقيتها ان شعار المجندين والضباط "الجيش تهريج منظم"
صدمة كبيرة :)

تامر علي يقول...

د/ستيته حسب الله الحمش
أنا كنت جايلك في الكلام بس براحتي شوية :)))) وعلشان خاطر حضرتك هجاوب
1- صف الضباط مهمتهم نقل الأفراد المدنيين من حياة المدنية للحياة العسكرية وذلك بعدة طرق الصحيح منها هو كسر فكرة التصرف "بالمزاج" وتهيئة الفرد على طاعة الأوامر والتدريب في أي وقت حتى في منتصف الليل وتعويده على الحياة في أحلك الظروف وبما أنه لاسبيل إلى ذلك بالطرق السلمية فالعامل المشترك بين جميع الناس هو الخوف ومن هنا يبدأ دور تلك المخلوقات

2- طبعاً كل شخص على حسب تركيبته النفسية أما أنا عن نفسي وبشهادة الآخرين فلم أستفد من التجربة إلا المعرفة بحجم الفساد والمصائب المنتظرة والمخاطر المهددة لهذا البلد وأن هناك مخلوقات لها تركيبات نفسية لم أكن أتصور إمكانية وجودها أصلاً فضلاً عن اضطراري للتعامل المباشر معهم بالاضافة لمضيعة الوقت بالتأكيد
3-السؤال ده مش مجاوب عليه علشان متعرضش لمحاكمة عسكرية بلوجرية:)))))))
لكن الوضع ............
4- هو ممكن جداً يتحول لمصنع رجال لكن الوضع الحالي ممكن مصنع طوب واسمنت وزلط وأي حاجة تانية غير الرجاله :))
تحياتي :)

ebn roshd 777 يقول...

فضفض
الفضفضه ممكن تكون علاج لانسان
كل مشكلته في الحياه ان له عقل
واعي يعلم مدي الانحطاط الذي وصلنا اليه
ولكن متنساش تقول كله تمام يا افندم

بحر الإبداع يقول...

السلام عليكمـ

الانتماء للعسكرية بجعل الانسان رجلاً يتحكم في تصرفاته يفكر بعقله لابقلبه ، بالفعل يجعل منه رجلاً مع كل الصعاب والمشاق التي يواجهها في دورته العسكرية..

أعانك الله وسدد على الخير خطاك