السبت، يوليو 09، 2011

8 يوليو والثورة المترنحة


بعد ستة أشهر كاملة من إعطاء الفرص والصبر والانتظار أدركنا أن ما يحدث على الصعيد الداخلي ما هو إلا عملية امتصاص لغضب الجماهير والسماح للوقت أن يمر دون حدوث أي تغيير فعلي وحقيقي أو حتى مرضي للجماهير ، وأن كل ما هنالك هو عبارة عن محاكمات صورية لبعض رؤس النظام السابق في قضايا بعيدة تماماً عن التهم الحقيقية الموجهة إليهم يمكن للقضاء (الغير مستقل حتى تاريخه) أن يجد لتلك القضايا الصورية مخرجاً قانونياً لتبرئتهم  حتى تصل بنا السفينة بعد انقضاء المزيد من الوقت إلى الرهان على انطفاء جذوة الثورة في وجدان الشعب ومن ثم يخرج البطل والسوبرمان ويقضي على الانفلات الأمني ويأمر الشرطة فتعود لسابق عهدها ويأمر الجيش فيعود إلى ثكناته ويأمر الشعب مع وعد جديد بالإصلاح فيعود إلى الجحور من جديد على أمل الإصلاح المرتقب ، هذا السوبرمان لايخفى على أحد فهو يراقب من بعيد ولايذكر اسمه كثيراً في وسائل الإعلام ويضمن ولاء المجلس العسكري بطببيعة الحال ويضمن ولاء مؤيدي النظام السابق فهو من نفس الفصيل ويضمن ولاء الفلول بكل إمكاناتها وعتادها وعدتها فهو يستطيع توفير نفس البيئة الجاذبة لأمثالهم ولكن تبقى العقبة الصغيرة الوحيدة التي يجب أن تدار طريقة التعامل معها بحنكة وروية 
الثورة التي أطاحت بمبارك ورموز الحزب الوطني 
ونأتي لدراسة المعطيات 
ماذا لدينا هنا 
لدينا شباب متحمس مقبل على العمل السياسي لديه أمل في الإصلاح الحقيقي 
لدينا شعب كعادته ينحاز للطرف الفائز وهو "صورياً  " طرف الثورة 
لدينا أحزاب لها مطامع واضحة وشراهتها تزيد ونواياها مجهولة 
لدينا جماعة الفرص الضائعة 
لدينا معادلة صغيرة تقول بأنه كلما طالب البعض بأشياء ما ولم تتحقق يهرعون إلى الاعتصام سواء للتحرير أو ماسبيرو
لدينا حكومة لاتحظى بأن تأييد شعبي في الفترة الأخيرة 
لدينا إعلام مازال كما هو مع القليل من مساحيق التجميل التي زادته تشوهاً
لدينا قطاع كبير يتمنى الإنصراف ولو إلى النار (يتمنى رجوع حالة الإستقرار الصوري بأي سيناريو)

والمطلوب في ظل هذه المعطيات شيء واحد فقط 
هو الاحتفاظ بالسلطه مع محاولة عدم الصطدام الجماهيري ما أمكن 

وقد تمت حتى الآن عدة تجارب لاستقراء الحالة الشعبية وتم وضع عدة بالونات اختبارية لمعرفة حقيقة الأمر
فالواقع صعب فعلاً ولايوجد أي عائق حقيقي سوى الرفض الشعبي لاستمرار الحكم العسكري وعليه فإن المطلوب محاولة تغيير الاتجاه الشعبي من الرفض للقبول وإليكم الطرق المؤدية إلى روما 

الشعب المصري معروف بعاطفيته الشديدة وكذلك بجبنه الشديد فلو توصلنا لمعادلة تقلب انحياز الشعب للثورة لأصبحت الثورة غير ذات تأييد جماهيري وبذلك تفقد شرعيتها ويمكن مواجهتها ولو بالقوة  لذلك 

التلويح بالانهيار الاقتصادي يخدم هذا الاتجاه 
التركيز على نقاط خلافنا السياسية ونشر تشوهاتنا الفكرية يخدم هذا الاتجاه 
ابراز المنتفعين في وسط الثورة وطمس الشرفاء يخدم هذا الاتجاه
اعادة روح الفتنة الطائفية بين الحين والآخر يروج لهذا الاتجاه
محاولة الاحتفاظ بالمنظومة الإعلامية على حال فسادها من أكبر داعمي هذا الاتجاه 
تسليط الأضواء دائماً على غير الوجه الحقيقي للثورة يجعل الحق مطموساً دائماً مثل التلبيس المتعمد دائماً بين الشهداء الحقيقين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وبين القتلى الذين ماتوا في مواجهات مع الشرطه في محاولاتهم لسرقة السلاح أو ما شابه ومحاولة الايعاز بأن هذه هي نوعية الشهداء وأسرهم (مسجلين خطر) 
استخدام نفس اسلحة النظام البائد في الدس والتثبيط والتعتيم وأمن الدولة والمخبرين وكل أدواته ولكن بصورة مختلفة وبمسميات أخرى لخدمة نفس الاتجاه
تهيئة المناخ الاعلامي والاقتصادي والجماهيري للمهدي المنتظر ، للمخلص ، لمسيح هذا البلد ، الذي سيهبط ليحل كل المشكلات بجرة قلم وبأمر شديد اللهجة ليصلح ما أفسده الناس ويدخل الوحوش للأقفاص ويرجع العمال للمصانع والفلاح إلى الحقل والراقصة إلى الملهى والعجل إلى بطن أمه 

هذه هي المعادلة السحرية وها نحن نحاول أن نستلهم روح التحرير من جديد في محاولة لارسال رسالة ضمنية للمخلص وأمير الزمان أننا نفهم المعادلة ولن نتنازل عن حل حقيقي وعدل حقيقي وحياة حقيقية 

بعد اول يوم في التحرير وأنا وسط الميدان تذكرت مقطع ورد في سفر الرؤيا يقول " سقطت سقطت بابل العظيمة وأصبحت مرتعاً للشياطين " مع تعديل بسيط يمكن القول "وسقطت القاهرة وأصبحت مرتعاً للزبالين " ، ما كل أكوام القمامة هذه في الميدان ؟ ما كل هؤلاء الباعة الجائلين واسلوبهم السوقي المنحط ؟ ما كل  هؤلاء (الشناتل) * (شناتل جمع شنتل مان وهو كائن أنوي مصري صميم في يده سيجارة وفي الأخرى مزه لابسه ايشارب وبادي وشبشب بصباع وحاطط ايده على كتفها وشعره مليان جل وتظهر عليه آثار عدم الاستحمام ) 
بصراحة شديدة لم أجد روح التحرير يوم الجمعة ولكن الاعداد في الليمون والكم يغلب على الكيف هذه المرة 

من المؤكد أنني متشائم بطبعي وأن الملحوظة الأخيرة تنبع من طبعي العكر :)

وما زلنا في انتظار الثورة أو سوبرماريو الجديد وعندها سننتقل إلى مقاعد المعارضة مرة أخرى فلا يأس مع الحياة
ولا يزال الأمل في التحرير 


هناك 13 تعليقًا:

فتــافيت (رحاب الخضري) يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
فتــافيت (رحاب الخضري) يقول...

كفاية ما تبسطهاش اكتر من كده :|
هايبقى انت يا فندم واحبالي الصوتية وتعب ماما،، لا كده انا ممكن اتشل
وساعتها الثورة هاتخســـر
كتير اوي بشللي :))

بصراحة البوست في الصميم
وبرغم اني نقيض شخصكم الكريم،، فانا قوسية (من برج القوس يعني) يعني التفاؤل الاعمى اللي بيخلي كل الدنيا بمبي بمبي،، الا اني غير متافئلة لكن ونحمد ربنا لم اصل بعد للتشاؤم!

بالنوسبة للشنتل،، :)))
قومت نفسي على الصبح ربنا يسامحك ^_^

بس من وجهة نظرك،، السوبر فار ده
هايبقى مين ابو بلوفر ولا موشي؟؟

صباح سعيد،، شـــريف
وإن شاء الله خير،، :)

شمس النهار يقول...

ليه كده ياريس ماكنت ماشي زي الفل
وبتقول كل اللي نفسنا فيه واكتر

ليه بس كده ياريس

انا معااااااك في كل كلمة الالالالالا
التشاؤماية الاخيرة دي
لا
روح الميدان كانت موجودة
والصورة الكاريكاتورية اللي وصفتها اه كان في ناس كده جاية تتفرج وتشارك من باب المنظرة انه حيلت الست الوالدة من ثوار التحرير ويتمنظر علي الجو بتاعه
بس
لا
التحرير رجع تاني ميدان الثوار علي حق
ولو تفتكر ان ايام التحرير الاولي كان برضوا في ناس بتيجي من باب الفرجة علينا وحصل حوار كوميدي سودوي بين صديقتي وبين ست من اللي كانوا جايين يتفرجوا علينا ولا اللي رايحين حديقة الحيوان
الست دي بصت لنا وقالت ونبي انتوا عالم فاضية
راحت صديقتي ردحلها بمعني ردحالها
:)))
ماتخافش الشعب المصري مش هيضحك عليه تاااااااااااني
وموعدنا يوم الزينة

ستيتة يقول...

انا مش شايفاك متشائم
ولا سوداوي
ولا شنتل طبعاااااااا
انا شايفاك بتهيئنا نفسيا

امبارح الميدان كان مزبلة
ليه؟
لأن نفس المصري اللي نضفه قبل كده علشان فاكر مصر بقت بتاعته
في العقل الباطن رجع لنظرية مفيش فايدة
وانا مروحة على بيتي لقيت رصيف مستخدم كمزبلة وطفل بيرمي كيسين زبالة عليه
وجدير بالذكر ان ده نفس الرصيف اللي اتهرى لم فلوس وابيض واسود وكنس متتابع من اربع اشهر
يبقى مش انت بس اللي فاهم الفولة
الكل فاهم بالعقل الباطن وممكن ميعرفش يعبر بالعقل الواعي
وممكن مش عاوز يعبر بالعقل الواعي
وممكن ها يبكي لو عبر بالعقل الواعي

تبقت كلمة
انا اعبد الله الذي يعلم في نفوسنا ولا نعلم ما في نفسه سبحانه
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
سبحان مقلب قلوب اهل الكنب

تحياتي يا ريس الكل

Haytham Alsayes يقول...

مش معاك ابدا

لسبب بسيط
مرة سألت واحد بسيط مش بيعرف اي حاجة قلتله ايه رأيك ان واحد من الجيش يمسك البلد ويلم البلطجية ويحكم هو قالي ازاى يعني دول كلهم ...... وبتوع مبارك يبقي نخليهم يحكموا

ياسيدى الفاضل ليه بنعتبر ونفرض ان الشعب جاهل ويستاهل حسني مبارك هو الجهل بالكتابة والقراءة ولا بايه بالظبط
الشعب المصري ذكي بفطرته وفطن يمكن ومش جبان او مبقاش جبان اي حد هيعتدى عليه هيرد الصاع صاعين وادينا شايفين
مسألة الاعلام والانهيار الاقتصادى ممكن تأثر بس الناس عارفة الفولة وعارفة مين اللي بيلعب
لازم نعتبر ونتعامل ان الشعب بدأ يفوق بلاش تشاؤم

دة رأى ممكن يكون غلط او صح :))


تحياتي

إيمان يقول...

(فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (

إيمان يقول...
أزال المؤلف هذا التعليق.
تامر علي يقول...

فتافيت

اعتقد ان البلد بيتم اعدادها لحاكم عسكري سوبرمان يحل كل مشاكلها ويكسب التأييد الشعبي صورياً مستغلاً حالة الزهق والقلق ونفاذ الصبر لدى البعض
نفسي الدنيا تبقا بمبي :)

تامر علي يقول...

شمس النهار

والله يافندم ياريت يكون احساسي في غير محله لكن انا كنت شايف الوشوش غير الوشوش خالص يمكن يكون كلام حضرتك صحيح جداً لكن في التوقيت المتأخر , لكن في جمعة الغضب والأيام التالية لها كان التحرير مجرد النظر له يخلى الروح المعنوية تصل للقمة :)

ياريت مينضحكش علينا تاني ياريت

تامر علي يقول...

كلمات حب
اهلاً وسهلاً بالحضور الأول المميز ، وبالكلمات المتألقة وبمدونة من المؤكد ستضيف زيارتها لنا الكثير :)
تحياتي

تامر علي يقول...

ستيتة حسب الله الحمش

اولاً حمد الله على السلامه يا دكتورة رجوعك من معتقل الثانوية العامة :)

اكيد أداء المسؤلين بعدالثورة محبط جداً للجميع لكن المحبط أكتر إني الاقي ناس في وسط ميدان يرمز للثورة المفروض ان يتم ادارته بشكل يعبر عن الثورة المنظنة الملهمة للعالم ولنا بمثل هذا المظهر :(
لكن في الاخر متفق مع حضرتك تماماً اننا لنا دور نقوم به وبس والنتائج مش شغلنا ربنا يسترها علينا :)

تحياتي لك وللأسرة الكريمة فرداً فرداً :)

تامر علي يقول...

أ/ هيثم

اكيد اللي يعتبر الناس كلها جاهلة أو معندهاش وعي يبقا هو المتهم بالتهم دي لكن اكيد الانسان فيه مجموعة صفات بجوار الوعي والفطنه وهي ما أتكلم عنها في معرض الكلام عن السلوك العام فمجموع الشعب فعلاً عاطفي لدرجة سيئة (خد مثلاً تعاطفه مع مبارك نفسه في اكتر من موضع ) وكذلك مجموع الشعب يتميز بالرغبة في الاستقرار وعدم الميل للمجازفة حتى ولو للحصول على حقه وده اللي بعتبره جبن لكنه لايتعارض مع الوعي أو الذكاء
الموضوع هو التقييم العام لكل عناصر المعادلة للوصول لموقف شخصي في آخر الأمر ، وهو ده اللي خلاني محبط من يوم الجمعة بس مش اكتر :)
تحياتي للنقاش المميز والطرح المثمر

تامر علي يقول...

إيمان

صدق الله العظيم

لكن نرجو من الله ان نكون في جانب موسى ومن معه :)))

كتير الواحد بيتلخبط وبيحسبها غلط مع ان الحق واضح جداً , ربنا يلهمنا الثبات على الحق

تحياتي