الثلاثاء، فبراير 16، 2010

الإمـتــاع والمؤانســة + أنس وفرفشة



كنت قد بدأت منذ فترة في قراءة كتاب "الإمتاع والمؤانسة" لأبي حيان التوحيدي وقد قاربت على الإنتهاء منه لذلك فقد قررت أن ألخص الكتاب في بوست متوسط الحجم لأني متأكد أن أحداً لن يقرأ هذا الكتاب ولو بعد 30 سنه نظراً لأن لغته قد انتهى وقتها وأصبحت جافة ومنتقدة حتى بين المتخصصين حالياً
وهذا الكتاب متعلق بشدة بشخصية كاتبه حيث أن هذا الرجل كانت له شخصية ومزاج خاص جداً 
فهومن الكتب القيمة الجامعة وإن غلب عليه الطابع الأدبي حيث أن به من الأخبار والتحليلات والحكم والأشعار ما يعد كنزاً أدبياً في سياق خفيف وهو المنادمة والمسامرة وليس على سبيل التلقين الممل


وهذا الكتاب حصيلة مسامرات سبع وثلاثين ليلة نادم فيها الوزير أبا عبد الله العارض ... فقد كان أبوحيان  صديقاً لشخص يدعى أبا الوفاء المهندس وقد كان هذا الشخص صديقاً للوزير العارض وكان يعرف منزلة أبو حيان الأدبيه فذكره لدى الوزير وذكر أدبه وحكمته فقرر الوزير أن يجعله من سماره لمدة دامت لسبع وثلاثين ليلة بعدها غضب صديقه أبا الوفاء غضباً شديداً على أبي حيان لظنه أنه يخبىء ما يدور بينه وبين الوزير في الجلسات المشتركة عليه ولا يطلعه على ما يدور بينهما فعنفه على ذلك وقرّعه وذكره بأنه صاحب الفضل عليه وهو قد لاقى ذلك بالجحود والنكران فما كان من أبي حيان إلا أن اعتذر منه وكان هذا الكتاب ثمرة هذا الإعتذار فقد قرر أن يكتب له هذا الكتاب بكل ما دار بينه وبين الوزير حتى لايغفل شيء أو ينسى شيء فكان هذا الكتاب الرائع  .
 وبالإضافة إلى قيمة الكتاب الأدبية، هو أيضا يتفرد بنوادر لم يوردها غيره كما يكشف -وعلى امتداد ثلاثة أجزاء -ضخمة- عن بعض
جوانب الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية لتلك الأيام.. .وقد كان أبو حيان شخصاً غريباً جداً اختلف فيه المؤرخين والكتاب وعلماء الرجال فمنهم من قال بأنه زنديق كافر ملحد يبطن الكفر كابن الجوزي وبن حجر ومن المؤرخين من قال بأنه شيخ المتصوفة وفيلسوف الفلاسفة كياقوت الحموي مؤلف كتاب معجم البلدان , لكن الغريب جداً هو تجاهل علماء عصره له تجاهلاً عجيباً حتى أنهم لم يتعرضوا له وكأنه لم يكن موجوداً وقد أدى به ذلك لأن كان فقيراً جداً وعاش مكتئباً وكانت حياته مزرية حتى أنه قد قيل أنه أحرق كتبه في آخر حياته وقال أنه قد كتب الكتب وصنف التصانيف لنفع الناس وعقد الرياسة بينهم ومدة الجاه لديهم وقد حرمت ذلك كله فكأنه ضن بكتبه على الناس كما ضنوا عليه بالإعتراف بفضله وعلمه , ولم يبق من كتبه مما وصل إلينا سوى هذا الكتاب وكتاب البصائر والذخائر وكتاب أخلاق الوزيرين وكتاب الهوامل والشوامل وكتاب المقابسات وكذلك كتاب الإشارات الإلهية 
وما وصل إلينا من كتبه يجعلنا لانقرر في شخصه قراراً إلا الإعتراف له بالعلم الواسع والإطلاع الغزير والأدب الشامل أما دينه وعقيدته فكتبه لاتشف عن شيء منها.


ويمكن بعد قراءة الكتاب "إن شاء الله "أن ألخص فوائده لكم لأني أعلم أن أحداً لن يفتح هذا الكتاب حتى لو اشتراه:)


*************************************
من يومين كنت في العمل فإذا بالشباب الزملاء يتناقلون اغنية عبر الهواتف وقد ألحوا على لأسمعها فسمعتها وتعجبت لذلك أيما تعجب 
هذا هو رابط الأغنية
http://www.arabseed.com/vb/showthread.php?p=499462


:وسأترك لكم الحكم عليها فالكلمات تقول 


بتحبني ... لا أشك
مين دول اللي على الفيسبوك
لو مشلتيش العيال دي عليك هسك


تكرار 


وانا .... أنا مش خرونج
لا لا لا.... أنا كينج كونج
دا انا وانا رابط ايدي بالعب بنج بونج


آآآآه ياااا ليليييي يا ..آآآآه ياااا عيييين 


مش ابن هانم ولا ابن لورد
اتفضلي هاتي الباسوورد
دا انا ارجوز متربي فسيرك
مش عيل كاورك


وانا ...انا  مش خرونج 
لا لا لا .. أنا كنج كونج 
دا انا وانا رابط ايدي 
بالعب بنج بونج


تكرار
_____________
والغريب أنني علمت أن مؤلف الأغنية  مؤلف معروف وأسمه ايمن بهجت قمر وواضح أنه لها ملحن محترف أيضاً وكمان المغني اسمه أبو الليف وهذا لم اسمع به من قبل 
طيب....
ما الذي يمكن أن يقال بعد ذلك هل يمكن التواصل الفكري بين قراء الإمتاع والمؤانسة و قراء أيمن بهجت قمر وسميعة أبو الليف؟؟؟
هل يتقاضى المؤلف مالاً على كتابة الكلمات من هذه النوعية "علمت أن المؤلف هو نفسه مؤلف أغنية أطبطب وأدلع للفنانة المعروفة ....وخلاص"الإجابة طبعاً يتقاضى الكثير والكثير 
لماذا لا أكتب أغان من هذه النوعية ؟؟؟ واريح نفسي واستريح :) كان زماني راكب سفينة فضاء مش مرشيدس بس:)
هل تساعد هذه الأغان في ......أي حاجة؟؟؟؟؟؟
سأترك الإجابات للقاريء الكريم  





الجمعة، فبراير 05، 2010

حتى لانكون ألعوبة للإعلام




على الرغم من اتصال الحصار وازدياد الضغط وكثرة العملاء فقد هدأت متابعتنا واتصالنا بقضية القدس وفلسطين , وقد لعب الإعلام دوراً مسموماً في محاولة محو حالة التعاطف العام مع القضية بحصرها في من قتل من المصرين أو في تشويه صورة الفلسطينين أنفسهم وجعلهم يظهرون بمظهر العدو أو الفصائل المتناحرة حتى تموت القضية
وحتى نرضي ضمائرنا وننام في سلام حتى حين ...ونقول : هم يستأهلون ذلك فقد ضيعوا كل فرص الحل , بعدها يأتي دورنا لنضيع كل فرص الحل وهكذا نصبح مصدر للسخرية من العدو المتربص
من فضلك لاتنسى

الأربعاء، فبراير 03، 2010

على كل أرض تركنا علامة ... أخيراً




بعدما انتهى العرض العسكري وتم بنجاح وعاد الجنود لأماكنهم عاد الجميع إلا أنا ... تأخر توزيعي لفترة طويلة إلا أنها مرت على أي حال وبعد تلك الفترة ذهبت للوحدة التي سأخدم بها لباقي الفترة , وللحظ السعيد كان هناك ضابط في نفس الوحدة من جيراننا الملاصقين ولكني لم أكن أعرفه جيداً فأخبرت بعض الجيران الآخرين بالوضع وذهبنا إليه , فطمأنني وقال : إعتبر جيشك خلص . وطبعاً طرت من فرط السعادة وبالفعل ذهبت إليه بعدها فقال لي أنني سأكون معه (معه اتضح بعدها ان معناها سيء حيث أن لكل ضابط عسكري أو أكثر يسمونه في الجيش عسكري سيكا يقوم على خدمة الضابط في كل شيء ) ولم اتوقف كثيراً في حينها وفرحت بالأجازة ال10 أيام التي اعطاني اياها وقال لي انني سأقضي الجيش 10 أيام × عشرة أيام أجازات كله .... ومرت ال10 أيام كالبرق وذهبت لكي استعيضها فإذا بالعساكر يخبرونني بأن الضابط اياه قد تعب فجأة وتم نقله للمستشفى وبالسؤال تبين ان عنده ورم خبيث وأنه لن يواصل العمل خلال الفترة الحالية .
وأسقط في يدي ... ما العمل ؟ .. ذهبت لأحد صف الضباط المقربين من الضابط وسألته عن وضعي فقال لي : انت غير معروف لدى القادة لتأخر توزيعك فترة طويلة ستظل هكذا تأتي كل يوم وتخرج مع الأوتوبيس اليومي حتى يجد جديد وتصادف أن طبيب الوحدة كان في مأمورية طويلة فكنت أجلس في العيادة منتظراً مرور اليوم على خير , وكانت هذه من أكبر أخطائي فقد أمضيت فترة طويلة في توتر نفسي شديد بسبب الوضع المتأرجح وكان الأجدر بي أن أواجه الموقف وأقف على أرضية مستقرة حتى أنعم بالهدوء النفسي الذي سلب مني في تلك الفترة , فلم أكن أستطيع القراءة او الكتابة أو عمل أي شيء أو حتى النوم كل ما علي سوى الإنتظار حتى يمر اليوم على خير , ومن المواقف التي لا انساها أنه ذات مرة فاتني اوتوبيس اليوم فقررت الذهاب للمنزل بالطرق التقليدية وهي المشي لمسافة 15 كيلو حتى الطريق العمومي وركوب أي مواصلة أخرى , ونظراً لأأني كنت "لسه بصحتي " فقررت اختصاراً للوقت لبس التريننج سوت والجري حتى الطريق العمومي وعليه حزمت الحقيبة على ظهري وخرجت من المكان وظللت أجري لمدة ساعة بعدها تعجبت لأن معالم الطريق لم تكن كعهدي بها , لكني لم اتوقف نظراً لأن الصحراء كلها متشابهة ولحداثة عهدي بالمكان وبعد ساعة أخرى من الجري لم يتضح أي سيء من معالم الطريق فتسرب القلق بداخلي وقررت اعتلاء أي تل مرتفع وتفحص الطريق من أعلى كما نصحونا في حالة "التوهان" وعندما اعتليت التل المجاور اسقط في يدي .. فقد كان الطريق ممتد بلا نهاية وكأن آخره في دولة أخرى فعرفت أنني جريت في الإتجاه المعاكس للطريق الصحيح , وقاربت الشمس على الغياب ولا أدري ماذا أفعل ... وكان في ذلك الوقت ينتشر في البلاد حوادث اعتداء لحيوان جبلي يسمى "السلعوة" على البشر وقد أعلن في الجرائد ظهوره في المكان الذي أنا فيه في نفس اليوم , وكانت الخيارات كما يلي – إما الجري في اتجاه الوحدة وهو ما سيتطلب أكثر من ساعة ونصف على أحسن تقدير – أو الإستمرار في نفس الطريق وهو خيار مخيف ولكني كنت أفكر فيه بشكل جدي في ذلك الوقت (لا أعرف سبباً لذلك حتى الآن) – أو المبيت في المكان حتى الصباح نظراً لأن الحركة في الظلام غير مأمونة تماماً حيث أن ليل الشتاء معتم والطريق على ما يسمى "خور" وهو جرف منحدر جداً من الجانبين . وكدت أفقد أعصابي ولكنني استعنت بالله وبدأت الجري في اتجاه الوحدة وأنا أردد "لا إله إلا انت سبحانك إني كنت من الظالمين" ولم أبدأ في الجري حتى شاهدت سيارة عسكرية بها شخصين يقفان بجانبها ويتحدثان في أمر ما فلم أدر هل أذهب إليهما وأطلب المساعدة أم ماذا نظراً لأن تلك المنطقة لو قتل فيها 1000 قتيل فلن يسمع بهم أحد , ولمحني الرجلان وظلا لدقيقة في ذهول وناداني أحدهما فما إن اقتربت حتى عرفتهما . القائد العام للوحدة ومساعده المباشر , ... لكن ماالذي اتى بهما إلى هنا ؟ الله أعلم ... كنت في غاية الخوف حيث سألوني في عصبية شديدة ... من أنت ؟ وماذا تفعل هنا ؟ ومن أين أتيت في هذا الإتجاه ؟؟؟ وشرحت لهما الوضع بسرعة وآثار الموقف لاتخفى عن وجهي فأمراني بالركوب بعد الاطلاع على تصريح الخروج الخاص بي وركبت السيارة وأنا غير مصدق لما حدث . هل نجوت من هذا الموقف فعلاً ؟ بعدها طلب مني القائد أن التحق بمجموعة "السيكا" الخاصة به , لكنه نسي الأمر بعدها بقليل ورجعت للوحدة غير مصدق لما حدث وهناك عرفت مدي حماقتي فعلاً , فقد خلا المكان من الجميع وأضافت شمس الأصل الراحلة على المكان ألقاً أسطورياً , صار المكان الصحراوي آية من الجمال كل شيء جميل , الهواء المنعش صوت الرمال التي يحركها الهواء , الهدوء المتناسق . لا أدري هل شاهدت المكان على حقيقته أم هي "حلاوة الروح" بعد النجاة من الموقف العصيب , لكنني بعدها وحتى بعد زوال آثار الموقف كنت أتأمل المكان وأتحسر على ما أضعته من الوقت في القلق وما أضعته من فرصة للاستمتاع بهذا السحر , فلايوجد فرصة في الكون أعظم منها للتواصل مع النفس والاختلاء بها وإعادة ترتيب الأفكار والأوراق من صحراء كهذه ... ترى هضبة المقطم منها تحتك بأميال كتيرة . وللأسف فقد أضعت الفترة اللاحقة أيضاً دون الاستمتاع بها , فلم أكن في حالة نفسية تسمح لي بالاستمتاع أصلاً . بعد هذا الموقف صادقت طبيب الوحدة وأتقنت عمله بصورة رائعة ... أي مجند يشتكي من أي شيء أعطي له "برشام الصداع + مسكن + مرهم لعلاج التنيا" هذه هي الوصفة السحرية في الجيش ... أما إن جاء محمولاً على الأعناق فما علي إلا تفحصه قليلاً باهتمام ثم ترديد عبارة "لازم يتنقل المستشفى حالاً" فغالباً هو مصاب بضربة شمس أو "بيستهبل" وفي الحالتين سينال العلاج اللازم هناك .
ومرت الأيام والجميع ينادونني بلقب "الدكتور راح , الدكتور جه " حتى أنني فكرت في فتح عيادة بعد انتهاء فترة التجنيد لكن القدر لم يمهلني
أهم ما استفدت من الجيش
  1. أن هناك شخصيات تستحق الذبح بسكين بارد قد تضطر للتعامل معها لذلك حاول أن تتدرب على ذلك كلما سنحت لك الفرصة حتى تكن مستعداً
  2. لا تدع القلق لأمر قد يحدث وقد لايحدث يفسد عليك حياتك فلن يمكنك مهما حاولت معرفة القادم أو تغييره
  3. لاتذهب للجيش كلما سنحت لك الفرصة
  4. من فضلك إن قابلت أحد شخصيات هذا البوست في الحقيقة (غيري بالطبع) ابصق لي في وجهه حيث أن ريقي قد جف تماماً
  5. استمتع بحياتك كلما سنحت لك الفرصة حتى في احلك الظروف J


تمت ...