السبت، يوليو 30، 2011

جمعة الشرعية ووحدة الصف ... ولا زلت أبحث عن روح التحرير الغائبة




الجمعة 29 يوليو تم إعلانها كجمعة الشرعية ووحدة الصف في محاولة لرأب الصدع الذي حدث بين المتظاهرين والأطياف السياسية وفوضى الإئتلافات التي عجت بها الميادين والحياة السياسية المصرية في الفترة الاخيرة والتي أصابتنا جميعاً بالصداع مما أدى بالبعض "وانا منهم " بمحاولة الابتعاد جزئياً عن صداع الصراعات العقيمة الذي ساد الموقف في الفترة الأخيرة والإكتفاء بمتابعة الأخبار من بعيد ولعب "الجيمز" في محاولة للخروج من  (وش) الصراعات الذي لاينتهي 
وكان من الواضح أن الذي سيسيطر على الساحة هو التيارات الإسلامية في محاولة للإعلان عن الذات ورفض المبادىء فوق الدستورية والتأكيد على الهوية الإسلامية وكشف المتظاهرين  (المضروبين ) وايضاح حجمهم الحقيقي مع إرسال رسالة لبقة للمجلس العسكري أن من قال نعم في الاستفتاء هم الأغلبية وأنهم لازالوا على العهد (الغير معلن)ويعطون الفرصة كاملة لتحقيق المطالب وأن خسارتهم على المستوى السياسي تعني خسارة المجموع الذي يعطي له الشرعية الحقيقية 
وهذا الكلام قد اتفق معه في مجمله مع بعض التحفظات على جزئيات معينة مثل الفصل بين المطالب المشروعة وضرورة التاكيد عليها والتي يطالب بها متظاهري التحرير وإن كنت أرى أن انخفاض (جودة المتظاهرين) يعوق تحقيق المطالب بالشكل المطلوب وكذلك سوء إدارة عملية التظاهر والإعتصام وسيطرة الفوضى في كثير من المواقف يعكس الكثير من علامات الاستفهام ومحاولة الصدام المباشر مع الجيش  من جانب المتظاهرين تثير الكثير من علامات الدهشة كذلك 
لذلك فقد كانت جمعة الشرعية كاملة العدد ولكنها ناقصة  الكثير من وجهة نظري القاصرة  ، فانا وإن كنت من داخل التيار الديني وأعتبر نفسي في وسطه تماماً على الأقل من ناحية الانتماء الفكري إلا أن وجود كافة الأطياف التي شاركت في صنع الثورة والتي تمثل قطاع طولي في الشعب المصري هي من يعطي الشرعية وليس فقط الإتجاه الذي انتمي اليه ، فمنذ اللحظة الأولى من انطلاق الثورة كانت الأطياف المشاركة وانصهارها في قالب واحد يجمع المصريين في وجه الطاغية هو ما يعطي شرعية ، وكذلك إذا نظرنا لنوعية الشهداء الحقيقيون (وليس سارقي السلاح من أمام أقسام الشرطة الذين لقوا حتفهم ) ستجد أنهم أناس لاينتمون لأي تيار سياسي أو أي فصيل له ايديلوجية معينة لذلك فقد وجب أن تكون عملية التغير والشرعية تحتوي تلك العناصر وليس عنصر واحد فقط وإن كنت أرى أنه على الحق 
لأن ذلك يعكس مؤشراً خطرًا وهو بداية انفصال مايسمى الإسلاميون وانا أرفض هذه التسمية بكل تفصيلاتها سواء السلفية أو الإخوانية أو غيرها فكل من يدين بالإسلام من الإسلاميين ولايمكن الفصل بين مسلم ومسلم على أي أساس إلا إذا ارتضى هو لنفسه الفصل 
لذلك فلازلت حتى الآن وبعد مرور خمسة أشهر أبحث عن روح التحرير المفقودة ولا اجدها للأسف فهل ذاب هؤلاء في خضم الصداع وال"وش"الإعلامي وفوضى الإئتلافات وصراعات تخوين الآخر على كافة المستويات ؟؟
وبمناسبة الكلام عن التخوين وحركة 6 ابريل 
القاصي والداني في أيام المخلوع وأي شخص له نصف دراية بما يحدث في العالم يعلم أن كل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والحركات الغير اسلامية التي تتفق مع الرؤية الأمريكية في الإدارة تحصل على دعم وتمويل الغرب بنسب متفاوته (حتى الحكومة المصرية نفسها تحصل على معونة امريكية مشبوهة وقذرة الرائحة) فما هو الفارق  وما هو الحدث الذي يجعلنا نخون فصيل بعينة من وسط مئات الفصائل التي تحصل على أموال الغرب لخدمة مشروعه ، فكلنا نعلم أن النخبة المثقفة تحصل على دعم غربي للترويج للمشروع الغربي ثقافياً وأنهم ولو تركوا بلا دعم سيموتون جوعاً لإفلاسهم الثقافي والفكري وعدم وجود رصيد في الشارع لديهم ، وكلنا يعلم أن منظمات حقوق الإنسان بكل توجهاتها ماهي إلا ثقب للتجسس على الداخل المصري وورقة للضغط على النظام لتحقيق مطالب معينة عكس رغبة الشارع المصري وقد تفقده رصيد جماهيري ، وكلنا يعلم أن معظم منظمات حقوق المرأة ما هي إلا أداة للترويج للرذيلة وحض المراهقات على ممارسة الجنس الآمن وتوعيتهن بحقهن في الإجهاض وحرية إمتلاك الجسد وكل ما يتعارض مع الشرع وكان الراعي الرسمي لهذا المشروع القذر زوجة المخلوع السابق والكل يعلم ذلك 
ما الذي جد حتى يتم تخوين حركة 6 أبريل في هذا التوقيت ؟ وهل هناك قاعدة تفيد بأن كل من يحصل على تمويل غربي فهو خائن وعميل ؟؟ أتمنى أن يتم إقرار هذه القاعدة قريباً :)

الكثير من التساؤلات ولا تزال روح التحرير غائبة حتى ساعته وتاريخه

السبت، يوليو 09، 2011

8 يوليو والثورة المترنحة


بعد ستة أشهر كاملة من إعطاء الفرص والصبر والانتظار أدركنا أن ما يحدث على الصعيد الداخلي ما هو إلا عملية امتصاص لغضب الجماهير والسماح للوقت أن يمر دون حدوث أي تغيير فعلي وحقيقي أو حتى مرضي للجماهير ، وأن كل ما هنالك هو عبارة عن محاكمات صورية لبعض رؤس النظام السابق في قضايا بعيدة تماماً عن التهم الحقيقية الموجهة إليهم يمكن للقضاء (الغير مستقل حتى تاريخه) أن يجد لتلك القضايا الصورية مخرجاً قانونياً لتبرئتهم  حتى تصل بنا السفينة بعد انقضاء المزيد من الوقت إلى الرهان على انطفاء جذوة الثورة في وجدان الشعب ومن ثم يخرج البطل والسوبرمان ويقضي على الانفلات الأمني ويأمر الشرطة فتعود لسابق عهدها ويأمر الجيش فيعود إلى ثكناته ويأمر الشعب مع وعد جديد بالإصلاح فيعود إلى الجحور من جديد على أمل الإصلاح المرتقب ، هذا السوبرمان لايخفى على أحد فهو يراقب من بعيد ولايذكر اسمه كثيراً في وسائل الإعلام ويضمن ولاء المجلس العسكري بطببيعة الحال ويضمن ولاء مؤيدي النظام السابق فهو من نفس الفصيل ويضمن ولاء الفلول بكل إمكاناتها وعتادها وعدتها فهو يستطيع توفير نفس البيئة الجاذبة لأمثالهم ولكن تبقى العقبة الصغيرة الوحيدة التي يجب أن تدار طريقة التعامل معها بحنكة وروية 
الثورة التي أطاحت بمبارك ورموز الحزب الوطني 
ونأتي لدراسة المعطيات 
ماذا لدينا هنا 
لدينا شباب متحمس مقبل على العمل السياسي لديه أمل في الإصلاح الحقيقي 
لدينا شعب كعادته ينحاز للطرف الفائز وهو "صورياً  " طرف الثورة 
لدينا أحزاب لها مطامع واضحة وشراهتها تزيد ونواياها مجهولة 
لدينا جماعة الفرص الضائعة 
لدينا معادلة صغيرة تقول بأنه كلما طالب البعض بأشياء ما ولم تتحقق يهرعون إلى الاعتصام سواء للتحرير أو ماسبيرو
لدينا حكومة لاتحظى بأن تأييد شعبي في الفترة الأخيرة 
لدينا إعلام مازال كما هو مع القليل من مساحيق التجميل التي زادته تشوهاً
لدينا قطاع كبير يتمنى الإنصراف ولو إلى النار (يتمنى رجوع حالة الإستقرار الصوري بأي سيناريو)

والمطلوب في ظل هذه المعطيات شيء واحد فقط 
هو الاحتفاظ بالسلطه مع محاولة عدم الصطدام الجماهيري ما أمكن 

وقد تمت حتى الآن عدة تجارب لاستقراء الحالة الشعبية وتم وضع عدة بالونات اختبارية لمعرفة حقيقة الأمر
فالواقع صعب فعلاً ولايوجد أي عائق حقيقي سوى الرفض الشعبي لاستمرار الحكم العسكري وعليه فإن المطلوب محاولة تغيير الاتجاه الشعبي من الرفض للقبول وإليكم الطرق المؤدية إلى روما 

الشعب المصري معروف بعاطفيته الشديدة وكذلك بجبنه الشديد فلو توصلنا لمعادلة تقلب انحياز الشعب للثورة لأصبحت الثورة غير ذات تأييد جماهيري وبذلك تفقد شرعيتها ويمكن مواجهتها ولو بالقوة  لذلك 

التلويح بالانهيار الاقتصادي يخدم هذا الاتجاه 
التركيز على نقاط خلافنا السياسية ونشر تشوهاتنا الفكرية يخدم هذا الاتجاه 
ابراز المنتفعين في وسط الثورة وطمس الشرفاء يخدم هذا الاتجاه
اعادة روح الفتنة الطائفية بين الحين والآخر يروج لهذا الاتجاه
محاولة الاحتفاظ بالمنظومة الإعلامية على حال فسادها من أكبر داعمي هذا الاتجاه 
تسليط الأضواء دائماً على غير الوجه الحقيقي للثورة يجعل الحق مطموساً دائماً مثل التلبيس المتعمد دائماً بين الشهداء الحقيقين الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إعلاء كلمة الحق وبين القتلى الذين ماتوا في مواجهات مع الشرطه في محاولاتهم لسرقة السلاح أو ما شابه ومحاولة الايعاز بأن هذه هي نوعية الشهداء وأسرهم (مسجلين خطر) 
استخدام نفس اسلحة النظام البائد في الدس والتثبيط والتعتيم وأمن الدولة والمخبرين وكل أدواته ولكن بصورة مختلفة وبمسميات أخرى لخدمة نفس الاتجاه
تهيئة المناخ الاعلامي والاقتصادي والجماهيري للمهدي المنتظر ، للمخلص ، لمسيح هذا البلد ، الذي سيهبط ليحل كل المشكلات بجرة قلم وبأمر شديد اللهجة ليصلح ما أفسده الناس ويدخل الوحوش للأقفاص ويرجع العمال للمصانع والفلاح إلى الحقل والراقصة إلى الملهى والعجل إلى بطن أمه 

هذه هي المعادلة السحرية وها نحن نحاول أن نستلهم روح التحرير من جديد في محاولة لارسال رسالة ضمنية للمخلص وأمير الزمان أننا نفهم المعادلة ولن نتنازل عن حل حقيقي وعدل حقيقي وحياة حقيقية 

بعد اول يوم في التحرير وأنا وسط الميدان تذكرت مقطع ورد في سفر الرؤيا يقول " سقطت سقطت بابل العظيمة وأصبحت مرتعاً للشياطين " مع تعديل بسيط يمكن القول "وسقطت القاهرة وأصبحت مرتعاً للزبالين " ، ما كل أكوام القمامة هذه في الميدان ؟ ما كل هؤلاء الباعة الجائلين واسلوبهم السوقي المنحط ؟ ما كل  هؤلاء (الشناتل) * (شناتل جمع شنتل مان وهو كائن أنوي مصري صميم في يده سيجارة وفي الأخرى مزه لابسه ايشارب وبادي وشبشب بصباع وحاطط ايده على كتفها وشعره مليان جل وتظهر عليه آثار عدم الاستحمام ) 
بصراحة شديدة لم أجد روح التحرير يوم الجمعة ولكن الاعداد في الليمون والكم يغلب على الكيف هذه المرة 

من المؤكد أنني متشائم بطبعي وأن الملحوظة الأخيرة تنبع من طبعي العكر :)

وما زلنا في انتظار الثورة أو سوبرماريو الجديد وعندها سننتقل إلى مقاعد المعارضة مرة أخرى فلا يأس مع الحياة
ولا يزال الأمل في التحرير