السبت، نوفمبر 21، 2009

نظرة على الأحداث





ما حدث في مباراة كرة القدم بين مصر والجزائر أثارت الكثير والكثير من الآراء والمواقف المتضاربة وبغض النظر عن موقفنا الشخصي الذي لن يعني الكثيرين فسوف نحاول فيما يلي استعراض الأصوات التي تتردد في الإعلام والأوساط الشعبية حول ما جرى وحقيقة ما جرى وما يحب أن يكون مع ملاحظة أننا لن ندلي بدلونا في هذا الموضوع لأن دلونا قد امتلاء ورفض الكثير من الجيران إعارتنا دلوهم حيث أننا نماطل في إعادة الدلاء

 وجهة النظر الأولى وجهة نظر الجمهور المتحمس وغالبية الأفراد

ويقود هذه الفكرة الإعلام الرياضي على الفضائيات وتجد رواجاً في الأوساط الشعبية خاصة بعد المشاهد التي تم عرضها على الفضائيات والأحداث المؤسفة التي يرويها شهود عيان بالتعديات على المشجعين المصرين بالأسلحة البيضاء وحرق العلم المصري وتوجيه اتهامات بالعمالة والخيانة للنظام الحاكم في مصر واتهام المجموعة المشجعة بأنهم حفنة راقصات إلى آخره من المشاهد المؤسفة التي تذيعها وسائل الإعلام عندنا وتقول وجهة النظر هذه بأننا يجب أن نرد اعتبارنا وكرامتنا المهدرة في أم درمان وذلك بعدة وجهات نظر ... منها طرد السفير الجزائري بمصر ... وطرد الجالية الجزائرية بمصر ... وقطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ... وسحب الاستثمارات المصرية هناك ووقف التبادل التجاري بين البلدين ...واستدعاء الرعايا المصرين بالجزائر وتنادي هذه الوجهة بالإلتفاف حول النظام الحاكم والقيادات السياسية التي ظهرت بوضوح في الأحداث وأعطت ضوءاً أخضر للحديث والكلام في هذا الإتجاه .... وهؤلاء ينتظرون قرارات يتم بها رد الإعتبار والكرامة للمصرين المعتدى عليهم وكافة المصريين عموماً ... كما يتزعمون حملة اعلامية كبيرة للترويج للقضية

وجهة النظر الثانية وهي وجهة نظر البعض الآخر غير المتحمس للرياضة

ترى هذه الفئة أن المسئول الأساسي عن ضياع الكرامة المصرية في كل مكان هم القادة والمسئولين حيث لايتحرك هؤلاء إلا بعد وقوع الكوارث وتكون دائماً محصلة تحركاتهم تزيد عن العدم بقليل ... وأن الكرامة المصرية إنما أهدرت في الداخل قبل الخارج وبعدها استبيحت بيضة المصرين في كل مكان ولم يكن ما جرى في أم درمان سوى نتيجة طبيعية لسوء الإدارة والتخطيط والمتابعة والتمثيل الخارجي للقنصليات والسفارات كان على أعلى درجات الانحطاط .. وهذه الضجة إنما مصدرها يعزو لأن الجمهور المعتدى عليه هو جمهور النخبة المنتقاة لكرة القدم المُسيّسة في الوقت الحالي لكسب تأييد شعبي للنظام من خلال الحب والتشجيع الجارف للجموع المصرية التي لاتجد متنفس للتعبير عن الغضب والفرح والجنون إلا من خلال كرة القدم .. بالإضافة إلى أن مرارة الهزيمة قد دفعت هؤلاء المنتفعين من مط أحداث ومواد اعلامية خصبة للحديث والجدل وإثارة الجمهور حتى المحطة التالية وهي البطولة الأفريقية التي سينشغل بها العامة والغوغاء عن الحدث الجاري ثم ينجرفون رويداً رويداً مع الدوري العام وكأس العالم وفي هذه الأثناء يخطط البعض لسيناريو مابعد انتهاء فترة الرئاسة الحالية ووضع أكثر من سيناريو لانتقال الحكم حيث باتت السيناريوهات القديمة (محروقة) ولابد من ايجاد سيناريوهات جديدة ومفاجاءات سارة للشعب الحبوب المحتقن ضد طواحين الهواء المتمثلة في الجزائرين الذين يمكن تحويلهم بسهولة للعرب المستبدين المستبيحين لكرامة المصريين البسطاء فتتعالى الأوات أن كفى ماتفعلونه بالمصريين الذين لهم الفضل كل الفضل على كل عربي ومن هنا تلتف الشعوب حول القيادة الحكيمة في مبايعة جديدة لكل ماتره بعد التوحد حول عدو مشترك واحد .... ليس اسرائيل بالطبع التي تتربص وتضحك وتهزأ بنا ... وليست أمريكا بالطبع التي تزداد احتقاراً لنا وتزداد شراهتها ونهمها لاشباع مصالحها في المنطقة بنسبة 100% بدلاً من 80% فقط ولكنها طواحين الهواء التي تتربص دائماً بالكرامة المصرية 

وطبعاً نحن نشاهد ونستمع لوجهات النظر ولانحرك ساكناً (وأنا بالطبع من هؤلاء) لأن الخرق قد اتسع على الراتق فلم يعد بالثوب مكان (للترقيع) حيث أصبحت الحلول غير ممكنة في هذه المرحلة وفعلاً لايوجد حل إنما هو التعامل مع آثار الكوارث المترتبة على الفساد والانهيار الذي ضرب كل المجالات فلم تعد تجدي الحلول ولم يعد هناك سوى محاولات التخفيف من وطأة الكارثة والتعامل معها بنظام الأمر الواقع حتى تمر وهو ما تفعله الإدارة الحكيمة بالضبط حيث أدركت عدم جدوى محاولة الحل لأن أول من ينتبه للكارثة وحجمها وأبعادها عادة هو المتسبب فيها لذلك تجده فعلاً يتعامل معها بخبرة شديدة

كان هناك شخص مصري ذهب للجزائر فوجد كل الجزائرين ينادون بعضهم ..بومدين ..بوتفليقة ... بوعلام ... بوعباس...فما كان منه في محاولة جميلة للانخراط في مجتمعه الجديد إلا ان أطلق على نفسه ... بو كيمون

أرأيتم أيها السادة كيف أن المصرين ودودين ومهذبين 
يا لعبة الأيام :)
في انتظار رد الفعل المزلزل للقيادة الحكيمة

ملحوظة : هناك وجهة نظر أخرى ولكن لايجوز نشرها على الانترنت حرصاً على الاخلاق الحميدة :) أ.هــ