الجمعة 29 يوليو تم إعلانها كجمعة الشرعية ووحدة الصف في محاولة لرأب الصدع الذي حدث بين المتظاهرين والأطياف السياسية وفوضى الإئتلافات التي عجت بها الميادين والحياة السياسية المصرية في الفترة الاخيرة والتي أصابتنا جميعاً بالصداع مما أدى بالبعض "وانا منهم " بمحاولة الابتعاد جزئياً عن صداع الصراعات العقيمة الذي ساد الموقف في الفترة الأخيرة والإكتفاء بمتابعة الأخبار من بعيد ولعب "الجيمز" في محاولة للخروج من (وش) الصراعات الذي لاينتهي
وكان من الواضح أن الذي سيسيطر على الساحة هو التيارات الإسلامية في محاولة للإعلان عن الذات ورفض المبادىء فوق الدستورية والتأكيد على الهوية الإسلامية وكشف المتظاهرين (المضروبين ) وايضاح حجمهم الحقيقي مع إرسال رسالة لبقة للمجلس العسكري أن من قال نعم في الاستفتاء هم الأغلبية وأنهم لازالوا على العهد (الغير معلن)ويعطون الفرصة كاملة لتحقيق المطالب وأن خسارتهم على المستوى السياسي تعني خسارة المجموع الذي يعطي له الشرعية الحقيقية
وهذا الكلام قد اتفق معه في مجمله مع بعض التحفظات على جزئيات معينة مثل الفصل بين المطالب المشروعة وضرورة التاكيد عليها والتي يطالب بها متظاهري التحرير وإن كنت أرى أن انخفاض (جودة المتظاهرين) يعوق تحقيق المطالب بالشكل المطلوب وكذلك سوء إدارة عملية التظاهر والإعتصام وسيطرة الفوضى في كثير من المواقف يعكس الكثير من علامات الاستفهام ومحاولة الصدام المباشر مع الجيش من جانب المتظاهرين تثير الكثير من علامات الدهشة كذلك
لذلك فقد كانت جمعة الشرعية كاملة العدد ولكنها ناقصة الكثير من وجهة نظري القاصرة ، فانا وإن كنت من داخل التيار الديني وأعتبر نفسي في وسطه تماماً على الأقل من ناحية الانتماء الفكري إلا أن وجود كافة الأطياف التي شاركت في صنع الثورة والتي تمثل قطاع طولي في الشعب المصري هي من يعطي الشرعية وليس فقط الإتجاه الذي انتمي اليه ، فمنذ اللحظة الأولى من انطلاق الثورة كانت الأطياف المشاركة وانصهارها في قالب واحد يجمع المصريين في وجه الطاغية هو ما يعطي شرعية ، وكذلك إذا نظرنا لنوعية الشهداء الحقيقيون (وليس سارقي السلاح من أمام أقسام الشرطة الذين لقوا حتفهم ) ستجد أنهم أناس لاينتمون لأي تيار سياسي أو أي فصيل له ايديلوجية معينة لذلك فقد وجب أن تكون عملية التغير والشرعية تحتوي تلك العناصر وليس عنصر واحد فقط وإن كنت أرى أنه على الحق
لأن ذلك يعكس مؤشراً خطرًا وهو بداية انفصال مايسمى الإسلاميون وانا أرفض هذه التسمية بكل تفصيلاتها سواء السلفية أو الإخوانية أو غيرها فكل من يدين بالإسلام من الإسلاميين ولايمكن الفصل بين مسلم ومسلم على أي أساس إلا إذا ارتضى هو لنفسه الفصل
لذلك فلازلت حتى الآن وبعد مرور خمسة أشهر أبحث عن روح التحرير المفقودة ولا اجدها للأسف فهل ذاب هؤلاء في خضم الصداع وال"وش"الإعلامي وفوضى الإئتلافات وصراعات تخوين الآخر على كافة المستويات ؟؟
وبمناسبة الكلام عن التخوين وحركة 6 ابريل
القاصي والداني في أيام المخلوع وأي شخص له نصف دراية بما يحدث في العالم يعلم أن كل مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقية والحركات الغير اسلامية التي تتفق مع الرؤية الأمريكية في الإدارة تحصل على دعم وتمويل الغرب بنسب متفاوته (حتى الحكومة المصرية نفسها تحصل على معونة امريكية مشبوهة وقذرة الرائحة) فما هو الفارق وما هو الحدث الذي يجعلنا نخون فصيل بعينة من وسط مئات الفصائل التي تحصل على أموال الغرب لخدمة مشروعه ، فكلنا نعلم أن النخبة المثقفة تحصل على دعم غربي للترويج للمشروع الغربي ثقافياً وأنهم ولو تركوا بلا دعم سيموتون جوعاً لإفلاسهم الثقافي والفكري وعدم وجود رصيد في الشارع لديهم ، وكلنا يعلم أن منظمات حقوق الإنسان بكل توجهاتها ماهي إلا ثقب للتجسس على الداخل المصري وورقة للضغط على النظام لتحقيق مطالب معينة عكس رغبة الشارع المصري وقد تفقده رصيد جماهيري ، وكلنا يعلم أن معظم منظمات حقوق المرأة ما هي إلا أداة للترويج للرذيلة وحض المراهقات على ممارسة الجنس الآمن وتوعيتهن بحقهن في الإجهاض وحرية إمتلاك الجسد وكل ما يتعارض مع الشرع وكان الراعي الرسمي لهذا المشروع القذر زوجة المخلوع السابق والكل يعلم ذلك
ما الذي جد حتى يتم تخوين حركة 6 أبريل في هذا التوقيت ؟ وهل هناك قاعدة تفيد بأن كل من يحصل على تمويل غربي فهو خائن وعميل ؟؟ أتمنى أن يتم إقرار هذه القاعدة قريباً :)
الكثير من التساؤلات ولا تزال روح التحرير غائبة حتى ساعته وتاريخه