الثلاثاء، مايو 24، 2011

27 مايو والناس الحيرانه دائماً



دائماً ما يحدث نقاش وخلاف في الرأي قبل أي قرار بحشد جماعي وينقسم الناس إلى فرق وجماعات وكل فريق له مبرراته وقناعاته والآن يحدث نفس الشيء بخصوص الثورة الثانية يوم 27 مايو لذلك لا عجب أن ترى نفس المشهد يتكرر بنفس التفاصيل مع اختلاف الوجوه والدوافع ولكن ما يعنينا في هذا المقام هو إلقاء الضوء على الفئة " المحتاره" في اتخاذ قرار وترى دائماً وجاهة ما في كلا الخيارين ولكي نتعرف على طريقة تفكير تلك الفئة لابد من استعراض الواقع من أوله حتى تتضح الصورة أكثر 
فمع أول ظهور لملامح الثورة يوم 28 يناير الماضي في جمعة الغضب ظهر في اللوحة الجيش المصري العظيم بموقفه الرائع بعدم التعرض للمتظاهرين وموقفه المؤيد لمطالب الشباب الثائر , مع الأخذ في الاعتبار عدم تدخله ضد أو مع أي من الجانبين بشكل عملي ورفع الشعب حينها شعار  " الجيش والشعب إيد واحده " ورأى الناس بأعينهم تأييد القطاع التنفيذي للمستوى الأخير في الجيش وهم فئة العساكر والرتب الصغيرة الذين احتكوا بالشعب وأكدوا له أنهم لن يقفوا ضده (حتى لو صدرت أوامر بضرب الثوار) وهكذا سارت الأمور وظل الجيش على موقفه الحيادي وتولى أمر البلاد من الناحية الإدارية ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن كانت هناك خطوات ايجابية وخطوات سلبية لأداء الجيش من الناحية الإدارية .. فعلى سبيل المثال تم تقديم  كبار المسئولين للمحاكمة وتم تغيير قيادات كبيره كان تغييرها مطلب شعبي وتم تعيين وزارة محترمة من الشعب وكذلك التعهد بإجراء انتخابات البرلمان والرئاسة وإقرار دستور جديد وتسليم السلطة لقيادة مدنية , وعلى الجانب الآخر نجد في قائمة السلبيات تباطوء الأداء القضائي والإبقاء على الصف الثاني من الفاسدين وتوجيه الإعلام بشكل واضح والسكوت على افتعال أزمات ينفي وجودها الخبراء كالأزمة الإقتصادية المرتقبة وكمعاملة الفاسد الأكبر مبارك وعائلته معاملة خاصة  هو ما يتضح جلياً في التحقيقات مع زوجته وزوجتي أبنائه والاستمرار في تصدير الغاز لاسرائيل مع وجود احتياج شديد في الطاقة داخلياً وكاستمرار اعتقال بعض شباب الثورة واهمال علاج الكثير والكثير من المصابين والمتضررين وهي الاسباب التي أدت بالبعض للدعوة للنزول والقيام بثورة اخرى لتصحيح مسار الثورة التي باتت على وشك الإنطفاء وفي المقابل يطالب البعض بعدم النزول وعدم الصدام مع الجيش أو استعداؤه واعطاء المزيد من الوقت لتحقيق المطالب والانخراط في العمل الاصلاحي بدلاً من إعاقة المسيرة التي باتت جيدة الملامح في نظرهم  
وبالنظر لكلا الفريقين نجد أنه أصبح من الضروري جداً في تلك المرحلة إعادة التأكيد على مطالب ومكتسبات الثورة التي أضحت مهددة بالضياع فعلاً في ظل وجود المنتفعين القدامي في أماكنهم ورغبتهم الأكيدة أن تظل الأمور على ما هي عليه حتى يستمر نهر الانتفاع يجري , وكذلك قيادات الداخلية التي أصبحت لاتكترث بأمن الشعب كنوع من عقابه على خروجه عن طوع الشرطه ولكنها لازالت مستمرة في ممارسة الدور القديم بكل قذارته كلما سنحت الفرصة إما في الخفاء أو عندما يتعلق الأمر بذويهم مستخدمين في ذلك كافة الصلاحيات والوسائل القديمة ومدعومين برغبة الجيش والشعب في عودة الأمن 
لذلك يتضح من التجربة السابقة أن  الجيش للأسف لا يستجيب للمطالب المشروعة للشعب إلا تلك التي يبرهن الشعب عن أنه لاتنازل عنها بالدليل القاطع وهو المليونيات والمظاهرات الحاشدة ولا أرى مانع من استخدامها في إعلان المطالب بدون الاصطدام مع الجيش أو تخوينه أو محاولة إقصاؤه , لذا فانا وإن كان هناك  تحفظات على بعض المطالب للثورة الثانية إلا إنها في مجملها مقبولة ولا تمثل معوقاً أو تهديداً للأمن أو للاقتصاد أو للمسيرة الايجابية بل على العكس فهي قد تكون حجة  جيدة في مواجهة الضغوط الأخرى التي تواجه الجيش سواء الأجنبية والعربية أو  ( العشمية ) التي ينتظرها الفاسدون القدامى من رموز القوات المسلحة التي يعرفونها عن قرب 
أما عن حرمة النزول وحله فأقول لصاحب كلا الرأيين (إتلهي على خيبتك واسكت ) ولا داعي لاستعراض الجهل السياسي أكثر من هذا الحد فالأمر لايعدو كونه خيارات لتحقيق مطالب ولا علاقة له بأي اجتهاد فقهي أو مذهبي 
وإن غداً لناظره قريب .. والله الموفق والمستعان :)