الاثنين، أبريل 04، 2011

المصريون و الوجه القبيح



قبل أن تبدأ الثورة كان قطاع كبير من الناس ولا أنكر أنني كنت واحداً منهم قد فقد الأمل في أن يتحرك المصريون في اتجاه يصحح مسار حياتهم ويحقق لهم حياة كريمة وقد تولدت حالة فقدان الأمل تلك من كثرة المعروض من البشر ذوي الوجه القبيح كآكلي أموال الناس بالباطل في شكل رشوة أو سرقة أو سلب أو نهب وكالجهلة الهمج الرعاع أتباع كل ناعق الذين لايعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً إلا ما اشربوا من هواهم وكالنخبة الضالة المضلة المسيطرة على الإعلام المقروء والمرئي والمسموع وما يبثونه من سموم ومكر الليل والنهار في أذهان العامة ليتحول الحق في لحظات إلى باطل والباطل في لمح البصر إلى حق مبين وكغالبية سلبية قد ارتضت بأن تعيش كالأنعام وكالأيتام على موائد اللئام يرضون بالفتات التي يضن بها أذناب البقر عليهم فيتقاتلون عليها بعد أن تلقى في مزابل كلاب الكلاب وهكذا كانت الصورة قاتمة للغاية ضبابية الأجواء سوداء كالحة لاتنبىء إلا بالويل والثبور وعظائم الأمور وكنا قد استيئسنا من أن يتغير الحال ومضينا في مركب الزمان وقد رضينا بأن نكون في الشرذمة التي تنكر بقلبها ولسانها بعد عجزها عن التغيير باليد ,, 
وفي لحظة تاريخية خرجت من رحم الزمان بلا ميعاد تفجرت بفضل الله وتوفيقه وستره فقط طاقة من الأمل وانساب منها بصيص من النور في الآفاق بثورة الخامس والعشرين من يناير الماضي وعشنا معها أجواء الترقب والخوف والفرح والعزة والقلق والامل في غدٍ تمنينا أن يكون أفضل بإذن ربنا وإن كنا لا نستأهله بعملنا وبعد ما استقرت الأوضاع نسبياً برحيل الكابوس الطاغية العميل الذي دمر البلاد وقتل العباد ونشر الوباء والغلاء والغباء في ارجاء البلاد وتمنينا أن نبدأ في رحلة الإصلاح الطويلة الشاقة المحفوفة بالمخاطر والأهوال في ظل عدو يتربص بنا الدوائر ويريد أن يمنع عنا الماء وطالما قتلنا بجواسيسه فينا الذين دمروا الزروع وسمموا المعايش وفي ظل ديون وخسائر اقتصادية لايعلم مداها حتى الآن إلا الله وفي ظل قوة امبريالية عالمية لاتريد لهذا البلد أي خير حتى تواصل مسيرة مص دماءه ونهب خيراته وثرواته .. تمنينا أن نتفرغ للعمل عسانا أن نحقق المعادلة المستحيلة ونتغلب على انهيار الداخل وتحديات الخارج 
ولكن للأسف الشديد  إذا بوجهنا الداخلي القبيح يطل كالبوم علينا ويعيق أي محاولة للتقدم أو الإصلاح وكأنه يأبى إلا أن يرانا في الوحل وفي مؤخرة الشعوب ولو على سبيل الانتقام .... وماذا كانت عدته لهذا ؟؟؟ ومن هم جنوده البواسل ؟؟؟ 
جنوده البواسل هم كل المذكورين أعلاه .. ببساطة هم كل الذين ادعوا أنهم معنا ببساطة هم كل الذين نشاهد طلعتهم البهية في كل يوم ونختلف أو نتفق معهم .. ببساطة هم الاعلاميون والرياضيون والفنانون والنخبة التي تخاطبنا يومياً ونستمع لهم ونثق بأنهم معنا ونعذرهم بأن النظام كان جاثماً على صدورهم مثلنا وننسى أو نتجاهل أن من يصفق للطغيان لاعذر له وإن احتج بأن عمله يفرض عليه ذلك لأن النفاق لايمكن أن يتخذ مهنه أو وظيفة لكسب العيش 


وهكذا اتخذ جنود الشيطان هؤلاء ستاراً لمعاودة النشاط من جديد فكل شيء قابل للجدل وتحت مسمى حرية الرأي قد يكون هناك آلاف المتهمين فأخذوا يحرقون ملفات فسادهم على مرأى ومسمع من الجميع ويحرقون المباني التي طالما شهدت جدرانها على جرائمهم ويشعلون الفتن وينشرون الفوضى والغوغائية ويندسون فينا ويترحمون على زمن الكلاب البائدة لاشاعة روح اليأس فينا وأن الحياة بعيداً عن الكلاب ليس فيها ثمة نوع من الأمان 
وما نحن إلا صورة كربونية ومثال حي من الأنظمة العربية العميلة للأعداء الخائنة لله ولشعوبها التي استحلت دمائهم ونهبت ثرواتهم وخربت دورهم ويأبون أن يرحلوا إلا إذا خلفوا ورائهم الدمار والخراب


لذا فقد وعت الشعوب من زمن بعيد هذا الدرس الذي طالما تكرر ... الكلاب المسعورة لا علاج لها إلا الموت ... الأعضاء المصابة بالسرطان لا علاج لها إلا البتر.. الخونة الذين شاهدنا خيانتهم لانحتاج لأوراق تافهة لنثبت خيانتهم ... لذا فقد مضت الشعوب الثائرة في طريق تطهير نفسها بأن تخلصت من جلاديها وهو أعدل ما يمكن أن يفعل في حق الخائن ... أما نحن فقد مضينا نبحث عن مستندات تثبت حقنا في هذا البلد ... ومضى بعضنا ينوح على أيام الكلاب وبعضنا يعتذر للكلاب والبعض يطالب بعودة الكلاب 
أيها السادة ما زال بقايا الكلاب بيننا يتكلمون ويتفاعلون ويخططون ويدبرون ويتحكمون مستغلين في ذلك أن كثير منا قد رضي بوجبة أو بمائة من الجنيهات أو حتى بلامقابل أن يبيع نفسه للشيطان تحت مسميات كثيرة منها الجهل والفقر ومنها الحرية في ابداء الرأي ومنها العمل في الظلام حيث ينشرون بيننا في خبث شيطاني أن المصرين لايمكن أن يكونوا شعوباً متحضرة ولايصلح لهم إلا السيف والكرباج وضرب الأحذية واكبر دليل على ذلك هو الفوضى والسلب والنهب والبلطجة حتى بات كثير منا يقتنع بأنه يجب أن يحكم مصر فرعون وأن هذا قدرنا المحتوم الذي لافرار منه 
وحيث أنني لاحيلة لي (كالعادة) إلا الكلمات كسائر الناس فها أنا اقف في الظل واردد مع العصبة القليلة التي تتفق على أن الخلاص لايمكن ان يكون إلا 
بإزالة الوجوه القبيحة إلى الأبد

هناك 3 تعليقات:

شمس النهار يقول...

ليس الان سنكتفي بالكلام والجلوس في الظل

اصبح لنا كلمة وصوت وميدان

ومش هنسكت

والاااااف علامات الاستفهام هتزول ان شاء الله

عارف همه بيفرفروا مش اكتر
هيعفروا بس هيسقطوا
وبعبع الاستقرار خلاص ماعدش بيخوف واللي هيكلمني هقول له طيب ايه رايك في البورصة المصرية

خوفونا عمرنا كله وطلعوا شوية حرميه وخيال مئاته مش اكتر مايستهلوش غير الرمي بالجزم زي ماقال النظيف جدا الشريف جدا الكفراوي

وان شاء الله نازلين يوم الجمعة الميدان
لحد ماالفاسدين يدخلوا السجن
ومصر تبقا حره فعلا
وكل مطالب الثورة يستجاب لها

الازهرى يقول...

إيد لوحدها ما تصقفش

تعالى نتوحد ووساعتها نرجع تانى ونقدر نهد جبال

http://fritend.blogspot.com/

هنا ابيا الموحد ليوم الجمعة يا ريت تشره وتقابل هناك باذن الله

فتــافيت (رحاب الخضري) يقول...

أنا تعبت جدا من اللي بيحصل
كل يوم خبطة جديدة فوق دماغ الشعب اللي حتى هو انشق على نفسه.. كل حاجة بقت ضباب .. بقت ضلمة ومفاهش غير شعاع نور بعيد.. وكل ما نقرب منه بيعبد أكتر.. محدش بقى فاهم حاجة.. ولا بقى فيه حد عارف ايه بيحصل ليه مين بيعمل ايه؟؟ وكل يوم احنا اسفين لصلاح.. وتتعدد الصلاحات والاسف واحد :((