الثلاثاء، نوفمبر 30، 2010

انتخابات 2010.. نظرة من بعيدعلى عرس الديمقراطية



المولد الانتخابي الذي تعيشه البلد كل خمس سنوات بدأ وأوشك أن ينفض .. ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر (والعكس صحيح تماماً ) إذ أنه من المؤكد أن الانتخابات الماضية قد أعطت الأطراف كلها حنكة عظيمة ومكنتهم من الاستعداد الجيد لهذا الحدث الجلل وإذا أمكننا أن نصنف أطراف المولد الانتخابي إلى أربعة فئات وأولهم فئة الحزب الحاكم ومن شايعهم , ثم المعارضة بأحزابها عديمة القيمة والنفع والتأثير والتي تم شقها لنصفين وتم إحراقها بزيت الصراعات بعد الانتخابات السابقة مباشرة كما يعلم الجميع , ثم فئة الاخوان بمقاعدها التي لن تتكرر أبداً وفرصها الضائعة والجدل الذي لاينتهي حولها , والفصيل الأخير وهو الشعب المغلوب على أمره كثيراً الذي يرضى بأن يصفر ويهلل ويطبل لمن يقوم بسحله من أجل كيلو من اللحم أو مبلغ مالي زهيد أو حتى تي شرت ذو ماركة مجهولة (وللحق فهؤلاء لايمثلون المجموع فالمجموع ينطبق عليه المؤيدون بالسلبية ) والكثير منا ينتظر التغيير ويتطلع له ويكتفي بالانكار بالقلب وهو أضعف الايمان
بالنظر لهذه التوليفة الغريبة والعجيبة التكوين يمكن للمتأمل أن يرى أعاجيباً كثيرة  جداً بعضها مضحك والآخر مبك  والبعض يسبب الاثنين معاً.. فعلى سبيل المثال نجد أن البعض قد وصف الانتخابات بأنها "عرس الديمقراطية " ونحن وان كنا نتفق مع هذه الجملة من الناحية  اللفظية من وجه ما ... فإننا نرى وبوضوح كامل أن أحداً من المشاركين في هذا العرس لم يفعل أي خطوة صحيحة بخبرة آلاف السنوات من استقراء التاريخ أو بخبرة 30 عاماً من التعامل مع الطرف الأول (صاحب العرس بلا منازع ) فنجد أن المعارضة بأحزابها قد رضت بما ألقي إليها من فتات موائد شخصية لبعض المنتفعين والمتاجرين بآلام الناس وآمالهم باعتبارهم أصحاب الخبرة في البرلمان حيناً وباعتبارهم أصحاب فضل عميم على الناس نظراً لتوسطهم لبضعة اشخاص للحصول على عمل أو للذهاب للحج أو في رفع المخلفات من الميادين العامة وبهذا نجد المعارضين قد تحولوا إلى وجه آخر للنظام , وعلى صعيد آخر نجد أن الإخوان كالعادة قد أجمعوا أمرهم على المشاركة لا المغالبة وهم بذلك قد حزموا أمرهم على عدم الحصول من النظام إلا على ما يجود به وهو لايرضى بأية حال بغير أن يكونوا مجرد فزاعة للغرب بطرحهم كبديل افتراضي وهمي عبثي من وجهة نظره أو كفزاعة داخلية للنخبة الليبرالية  والأقليات التي لاترتضي بأي معلم اسلامي على الساحة وفي المقابل .. وذراً للرماد للعيون قد يسمح لهم النظام هذه المرة بالحصول على 3 أو 5 مقاعد إن كان سيسمح لهم هذه المرة بمقاعد أصلاً ولذلك أرى أنه كان من الأولى لهم المقاطعة ومحاولة حشد القوى الوطنية في هذا الإتجاه ولكن من يدري ... ثم نأتي لصاحب العرس الحقيقي وهو الشعب البائس اليائس اللاهث وراء العدم في كل اتجاهاته الأصلية والفرعية والذي يمارس ضده كل أنواع المؤامرات والمصالحات والتطمينات والتهديدات والسحل والهدهدة كلها في آن واحد  للحصول منه على شبه حالة سكوت تزيد الطين بلة إلى أن تمضي 5 سنوات أخرى ويتجدد العهد معه من جديد 
وفي الأفق القريب نجد أن الخارج ينظر إلينا بنظرات عجيبة أيضاً فالأمبريالية العالمية يهمها في المقام الأول أن تسير مصالحها وفق الجدول المحدد ويهمها أن يسير الجدول بذات الأشخاص المجربين الذين أثبتوا نجاحاً منقطع النظير في تحقيق مصالحهم ولكن لضمان كل السيناريوهات تمد يدها بين الحين والحين في الخفاء مع كل اطراف اللعبة وإن كانوا مهمشين فالتجربة التاريخية علمتهم عدم إهمال أي نقطة مهما بدت صغيرة وفي ذات الوقت تستخدم هؤلاء كأوراق ضغط على النظام لتحقيق المزيد من المصالح وفي خضم ذلك تبرز عناوين براقة جوفاء عديمة القيمة لاتصلح سوى لاضاعة الوقت وملء ساعات الإرسال منها .. قضايا الأقليات ... قضايا المرأة والتمييز ضدها ... قضايا الحريات ... قضايا حقوق الأطفال وكل هذا الزخم الذي لايراد به أي مصلحة بالقطع إلا الضغط على النظام لتطبيقه على الوجه المراد وطبعاً لايوجد أية مصلحة عامة ترجى من مروجيه ولكن له أهداف يحتفظ بها البعض في أجندة رسمية تنفذ بدقة ..لذلك وكما أعتقد أن الجميع قد اتفق على السيناريو القادم الذي تبدو ملامحه مستقرة جداً وغير مطمئنة أيضاً فالنظام قد عقد النية على العودة لطريقة الثمانينيات في الفوز الكاسح بكل الانتخابات وانتخابات الشورى والجولة الأولى من الشعب وتكنيكات اسكات الأبواق الإعلامية وايقاف البرامج والصحفيين واغلاق القنوات قبل الانتخابات بوقت كاف خير مثال على ذلك فقد تجاهل كل مساحات الحرية التي أعطاها لسبب أو لخطأ ما وقرر أن يمضي في طريقه وسيناريوهاته بغض النظر عن أي طرف أو أي اعتبار داخلي فقد أثبت الجميع صحة وجهة نظره فيهم ... والمعارضة  ذلك الحاضر الغائب اتفقت أيضاً على الاستمرار في ارتداء طاقية الاخفاء بمقابل مادي زهيد يتناسب مع الحجم الضئيل الذي آلت إليه ... وكذلك اتفق الاخوان على الدخول في دائرة انتظار جديدة لذلك القادم الذي لاتبدو له أية معالم  حتى اليوم .... واتفق الناس كذلك على أن ينتفع بعضهم وهم القلة القليلة بمزايا التبعية للنظام والتصفيق والتهليل وأن يظل الباقي خارج نطاق الخدمة في انتظار تغيير يشك الجميع في امكانية وجود أية بادرة له... ومن بعيد بيدو الجميع وهم يلوحون عبر الأفق بعلامات الوداع والسلام في انتظار مرور 5 سنوات أخرى لن تختلف عن سابقاتها في شيء اللهم إلا إن كانت بعض الوجوه المجهولة لنا الآن ولكن ستبديها لنا الفترات القادمة ولا يستعجل أحد منا الأحداث فالوقت أمامنا .... والعدو من خلفنا

الثلاثاء، نوفمبر 16، 2010

عيد سعيد ...خليها سعيد

كل عام وانتم بخير وصحة وعافية
وشفاكم الله وعافاكم جميعاً سياسياً
وهنأكم وأسعدكم اجتماعياً
وزادكم ثقافياً
وأعطى كل منكم سؤله ورزقكم سعادة الدارين