الثلاثاء، أبريل 27، 2010

ماليش في السياسة

هذه الجملة البغيضة تتصدر قاموس التخلف البغيض الذي يسيطر على أدمغة الكثيرين منا وعلى كافة المستويات الفكرية والتعليمية والثقافية ففي هذا العصر الذي تفشى فيه الجهل وقل فيه العلم ونطق الرويبضة وتكلم في أمر العامة , بل أنك قد تجد هذا الرويبضة قد تحول إلى شخص معظّم في النفوس تحتفي به العامة وتوقره ويظهر على الشاشات ليقول كلمات لايدري معناها ولا مدلولها فتارة تجد شيخ معمم ذو منصب في المؤسسة الدينية يعلن أن المؤسسة الدينية الرسمية تتبع الحكومة سياسياً لأنها تتبعها مالياً وهو ما يعني بالضرورة أن المؤسسة الدينية الرسمية تقر الفساد والظلم والتزوير والاحتكار والقتل والتعذيب حيث أننا لم نسمع ولو مرة من المرات أن المؤسسة الرسمية الدينية تعترض على أي من هذه الأفعال التي يكفي إقرار إحداها فقط ليتحول الشخص لمشارك في إثمها فما بالك بإقرارها جميعاً بل وما بالك بالافتخار بالانتماء السياسي لها , ماذا يتبقى بعد ذلك للحديث في الدين عنه ..إن أي كلمة في الدين بعد إقرار المعاني السابقة لايعدو كونه هرطقة ليس إلا
ثم تجد آخر له من المواقف المخزية ماله ثم لايزال معظماً في نفوس الناس ويظهر على القنوات الفضائية ليعلن معاداته الشديدة للبرادعي حيث أنه سيغير المادة الثانية في الدستور "على حد زعمه" التي يستقي منها الدستور التوافق مع الشريعة ...ويعلن تأييده التام للنظام الذي يقر هذه المادة ويشدد على أهمية وجودها ... ولا أدري حين أسمع هذا الخبال هل أضحك أم أنوح على هذه النكبة التي ابتلينا بها فحين أرى الحماسة التي يتكلم بها هؤلاء لاأدري هل هم منافقون معلومي النفاق أم جهلة يعذروا بجهلهم أم في منزلة بين بين فنحن في زمان يدع الحليم حيران... هل بلغت الحماقة بهؤلاء أن يتصوروا أن المادة الثانية في الدستور ووجودها مبرر لسفك الدماء وهتك الأعراض واستحلال الأموال ومعاداة كل معارض يخرج عن هوى النظام ...هل بلغ الخرق بهم أن يتصوروا
أنهم بذلك يقدمون خدمة جليلة لهذا الدين برفضهم للتغيير من أجل شعار أجوف لاقيمة له بإهدار كليات الدين والابقاء على جزئيات لايقوم بها أود الدين 

ثم تجد ذي لحية طويلة يفتي بحرمة المظاهرات والاحتجاجات لأنها لم تكن على أيام النبي وكذلك يفتي بحرمة ممارسة العمل السياسي على إطلاقه لأن الأحزاب والأنظمة السياسية لم تكن موجودة على أيام النبي وكذلك بحجة الحرص على الدعوة واستمرارها وعدم تعريض الذات للخطر ... وينسى أن حاجة الناس لعالم عامل يكون قدوة فعلية أكثر ألف ألف مرة من حاجتهم لخطيب مفوه يؤثر لحظياً ثم لايبقى في الوجدان من أثره  شيء بعد لحظات من انتهاء خطبته العصماء ولا عجب في أن تجد معظم أتباع هذا الاتجاه كغثاء السيل

لذلك لا أعجب كثيراً عندما أرى ما آل إليه حالنا فإذا كانت مرجعياتنا الدينية بهذا الشكل فلاعجب أن يكون تخلفنا بلا حدود ولا عجب أن نصير في ذيل الأمم بل العجب كل العجب أننا لازلنا بعد هذا في حيز الوجود فمن يحمل مثل هذه الأفكار لابد وأن يكون مصيره الزوال ... ومن يحتمل الذل والقهر والمهانة وضياع الكرامة من أجل مجرد الاستمرار في حياة مهينة فهو أقل شأناً من الكثير من الدواب

السبت، أبريل 10، 2010

فلاشـــــــــات بلا هوية



ما كل هذا الزخم المكتوم المتكوم في رأسي ... عندما فكرت في كم ما أحمله في رأسي من أمور أشفقت على رأسي كثيراً من هذه الأثقال .... لذلك لا أتعجب كثيراً من رؤية شخص ما , يمشي وقد مال كثيراً عن الحد   ...   أعلم عندها أن الثـقل قـــــد أصبح لا يحتــمل ... أذهب لأحمل عنه بعض الثقل ثم نمضي بعد فترة قليلة وقد حمل كلانا المزيد من الأثقال .... ولكن رؤسنا لم تعد تميل في أي من الاتجاهات



قليل هم الذين تحس معهم بأنك في مأمن من سوء الفهم .... عندما تسترسل في الكلام , عندما تتساقط منك الكلمات فقلما تتطاوعك الحروف عند الحاجة ... تجده هناك ممسكاً بزمام عقلك , راحل في تلافيف مخك ... يستخرج الألم من بين شتات حروفك ويجمع كل معان الألم لينسج خيطاً حديدياً جديداً يرفعك به فوق تلال القهر , الأمان من ســـوء الفهم هو شيء نادر أن تحظى به مع نفسك .... كثيراً ما تفهم نفسك بالخطأ ثم تحاسب الآخرين على سوء الفهم



أصبحت الأمور كلها بيدي , لم تعد أي من مشاكلي تؤرقني ... كل الصعاب قد زللت و كل المعضلات قد اختفت حتى آخر شعاع من ظلام الليل قد آذن بالرحيل , أخيراً قد أصبحت ..... وحيداً



أداعب الكلمات بالقلم .... فتضحك الكلمات ... فقد دغدغتها أسنان القلم ... لكن القلم يبكي .... لا أدري ما أصابه .... هل أزعجته الكلمات ؟... لا أظن ذلك .... هل أقسو عليه بيدي ؟ .... لا أظن ذلك أيضاً ..... إنه نوع المداد ولا شك

 

 

" إن قدري كدقيق فوق شوك نثروه : ثم قالوا لحفاة يوم ريح اجمعوه"

كلما قرأت هذا البيت اعتقدت أنه من السهل علينا جداً أن نتفاهم مع لأنفسنا ... حتى بحكم الأمر الواقع

"وبعدما انتهيت من صنع السفينة جفت مياه النهر"

كلما قرأت هذه العبارة أتفهم أولئك الناس الذين لا يصابون باليأس أبداً ... إذ أن لديهم أسباب مقنعة لعدم الوصول لمآربهم

"إياك وما يسبق في القلوب انكاره ولو كان عندك اعتذاره"

كلما قرأت هذه العبارة أعلم تماماً لماذا أحياناً أصر إصراراً شديداً على أخطائي

" يستطيع الناس أن يعيشوا بلا هواء بضع دقائق وبلا ماء أسبوعين وبلا طعام حوالى شهرين وبلا أفكار سنوات لا حصر لها"

كلما قرأت هذه العبارة تيقنت من قدرتنا على البقاء دوناً عن كل الشعوب ... فنحن نتنفس الحرية .... ونشرب الكرامة ... ونأكل التقدم ... أما عن الأفكار فحدث ولا حرج









الخميس، أبريل 01، 2010

إلى عزيزتي .... سأرسم حدوداً جديدة

ولأنني منذ قرابة الثلات أسابيع لم أكتب فقد اجتمعت مواضيع شتى أردت أن أكتب عنها لولا بعض الإنشغال ... أردت أن أكتب عن كتاب الإمتاع والمؤانسة وتلخيصه وأردت أن أكتب بعض الفلاشات الجديدة حيث أن بعض الأفكار قد تبلورت وصارت لها مجسمات بمذاقات مختلفة في عقلي .... وأردت أن أكتب قصة جديدة .... وأردت أن أكتب تلخيصاً لروايتي حيث أردت أن آخذ بعض الآراء عن موضوعها وقد شارفت على الإنتهاء منها ... كذلك أردت أن ألخص لكم درس فقهي من أكثر الأبواب الفقهية ملامسة لواقعنا المعاصر وهو درس "الربا"حيث أنني أكتشفت أن معظمنا لايعرف أبعاده بتاتاً حتى معلوماتي القديمة التي كنت أحسبها كافية اكتشفت أنها مجرد قشور في ذلك الباب الواسع الذي يمتلىء بالأفكار والخلافات والآراء التي لابد لنا من الإلمام بها حيث أنها تلامسنا في التعامل اليومي .... لكنني اليوم لن أكتب عن أي من ذلك حيث ظهر على السطح موضوع أكثر استعجالاً من كل هؤلاء ... موضوع يخص أحد أعزائي ... والتي سأكتب عنها اليوم وكلي أسف ولكنه الحق والحقيقة والكلمة التي يجب أن تقال وإن كان مذاقها صبراً أو حتى علقماً ... سأكتب اليوم أيها السادة عن حادث "مقاطعة"وعهد أخذته على نفسي وأريدكم أن تشاركوني فيه ولو جزئياً ... سأكتب اليوم عن "اللــحم" ذلك العنصر الأساسي والمحبوب في حياتنا اليومية والذي تسبب حبنا له في جعلنا ألعوبة في يد التجار والجزارين ومروجي الغلاء والوباء ومستحقي اللعن والهجاء .... فكرت طويلاً عن ما يمكنني أن أفعل حيال تلك العزيزة فأنا لا أتصور الحياة بدونها وقد جاء في الأثر عن بعض الحكماء وقد نسبه بعضهم للإمام عليّ "كرم الله وجهه"أنه قال من لم يطعم اللحم أربعين يوماً ساء خلقه :) وأنا لا أريد لي ولا لكم أن يسوء خلقنا بالتأكيد ففكرت فيما يمكن فعله للتصدي للأشرار من سفلة التجار وداعميهم من حكومة العار والشنار حيث تنباً أحد تنابلة السلطان "خيبه الله خيبة واسعة هو وكل أمثاله من التنابلة" أن على الناس ألا يثوروا لأن اللحم وصل ثمنه ل50 جنيهاً  فغداً سيصل ل200 جنيه على حد زعم هذا الوغد الأثيم اللي مخه عاوز ترميم وقعدت أدرس البدائل والحلول وآثرت أن أناقشها معكم فعقل الواحد ليس كعقل المجموع ولابد أن من هو منكم أكثر مني دراية وحكمة وقدرة على التعامل مع ملمات الحياة وكانت البدائل التالية 
 الإشتراك مع بعض الأصدقاء أو الأهل والمعارف في ذبيحة مناسبة توزع بينهم - لتوفير جشع الجزار وفي هذه الحالة سيتم توفير أكثر من 10 جنيهات في الكيلو جرام على أقل تقدير 
- ذبح جدي خاص كل فترة زمنية والإحتفاظ به في "الديب فريزر" وهو قـــد يـــزن من 10-15كجم من اللحم الصافي وثمنه يتراوح بين ـال500وال600 جم مما يوفر نفس القدر وأكثر 
اللجوء للبدائل الأخرى والإقلال من اللحوم الحمراء كالدجاج والأسماك -والحوت الأزرق
- ان نتحول لأشخاص نباتيين لا نأكل اللحم وهو شيء مفيد للصحة جداً

والاشكاليات في الحلول السابقة تتلخص فيما يلي :
-أننا لا يوجد لدينا ثقافة الشراكة في الطعام حيث أننا نخاف الحسد "والبص  في اللقمة" كما أن هذا سيزيد الطلب على اللحوم الحية وبالتالي ارتفاع اسعارها ويضيع التوفير وتبقى المشقة
- ذبح جدي أو خروف كل فترة يوجب على الأسرة أكل الضأن وقد يوجد منهم من لا يستسيغه كما أن وجوده لفترة في الديب فريزر قد تقلل قيمته الغذائية 
- البدائل الأخرى سترتفع تلقائياً مع اللحوم وأولها لحم الحوت الأزرق 
- لايوجد لدينا ثقافة النباتيين وكذلك نحن نخشي على أنفسنا أن "ننسعر" لو توقفنا عن أكل اللحم وأنا مع هذا الرأي 

وللتغلب على هذه العقبات أرى أن نمارس كل الحلول بالتوازي وفي نفس الوقت وبالتبادل حتى لايحدث تأثير في اتجاه واحد يؤثر بالسلب على الحل ... فتارة نقلل من اللحوم وكميتها وعدد ايام طهوها في الاسبوع ونحل محلها بدائل أخرى وتارة نعود أنفسنا على مذاق لحوم أخرى فالعلم بالتعلم والصبر بالتصبر والأكل بال.....زيهم بالظبط.... وتارة أخرى نحاول أن نشترك ولو على نطاق الاسرة الضيق حتى نتغلب على الأرواح  الشريرة التي تصيبنا بالحسد وتارة نجرب الأسماك والحوت الأزرق فلن نخسر شيئاً البتة

أرجو إبداء الرأي والتفاعل ومحاولة التفعيل والنقد للوصول لحل بخصوص عزيزتي التي باتت تؤرقني حتى إذا توصلنا لحل نهائي نستقر عليه شرعنا في نشر الفكرة وتفعيلها والدعوة لها وجذب المؤيدين والمريدين "ومين عارف ممكن نمسك البلد اشمعنا احنا يعني ما هما كانوا خارجين يحسنوا أوضاع الجيش لقوا البلد في إيدهم ... مش بعيد على ربنا .... وساعتها هاخليلكم اللحمة ببلاش إكراماً لذكرى سعد خروفنا المأسوف على شبابه "
  إلى لقاء قريب بإذن الله في مناقشة "مشفية"وحمراء .......لادهن فيها ولا شغت ولا هراء