السبت، أكتوبر 24، 2009

في انتظار السعادة




من قديم الأزل وأنا أنتظر ... مع أني أكره الأنتظار كثيراً ...لكني أبداً لا أفقد الأمل ... ذلك المفقود الغائب الذي طالما بحثت عنه ولم يساورني شك في أنه قادم ولو تباعدت أزمنته .... في الصغر كان يمثل الأمل في الغد القادم تحت مسمى "عندما أكبر"فبعد هذه الجملة يمكنك أن تضيف آلافاً من الأمنيات والأحلام وتظل تطلب من الزمان أن يتسارع وتبغضه لأنه يحول بينك وبين حلمك الأثير.. فحينها لاتري إلا ضعفك وقلة حيلتك وانصياعك لرغبات "الكبار"وبعدها بقليل ...وبعد أن يكشف لك الزمان عن شيء قليل مما وراء أستاره يتحول الحلم "عندما أكبر" لحلم "أريد".... وما يأتي بعد أريد لهو أشياء كبيرة وكثيرة و"غالية" تتحمل معها النفس غالباً مالاتقوى الهمة ولا الظروف على انجازه فيظل حلم "أريد"يعكرعليك صفو أيامك لأنك تريد ولا تقدر وتقدر ولاتريد...فيضيع مع الوقت ماكنت تقدر عليه ولم ترده وتفقد الرغبة فيما ظللت طيلة الوقت ...تريد...بعدها ينكشف لك ستار الأيام ولا تجد أمامك الكثير ...عندها فقط لاتملك إلا أن تنظر خلفك لتقول "ألا ليت الشباب"ولكنها تكون مسألة وقت حتى ينكشف لك المستور كله
أعرف كل ذلك ولازلت في الإنتظار ... ولازلت أريد ....ولازلت أقف خلف أدوات التمني وأستجدي عبق الماضي من الأيام فأنا قد أحببت الانتظار ....هل قلت قبل أنني أكره الانتظار ؟؟ كان ذلك في الماضي عندما كان الزمان أمامي ... أما الآن وقد أصبح خلفي فقد أحببت الانتظار لأنه يمثل أجمل ما في الدنيا من معان....يمثل الأمل فيما يحمله هذا الغائب المنتظر ...يمثل الأمل في السعادة

قال لي الرجل هذه الكلمات وهو يظن أنها خلاصة تجربة حياته
كان يظن أنه بذلك يضع ترياقاً في فمي حتى تصل رسالته من بين السطور ....ومضمون الرسالة كما لايخفى على أحد هو ... استمتع بكل اسباب السعادة المتاحة بين يديك في كل لحظة ولا تضيع عمرك في انتظار السعادة التي لن تأتي .... لأنك إن فعلت لن تجنيَ طوال عمرك سوى الانتظار
عندما قال لي الرجل هذه الكلمات نظر طويلاً في عيني مباشرة وكأنه قد أهداني كنزاًًً ما ..وصمت وكأنه يريدني أن أقول ما معناه أنني ممتن له كثيراً وأن كلماته قد غيرت تفكيري كثيراً وأنني سأفكر من الآن فصاعداً بأسلوب مختلف.لكنني كنت أحمل له مفاجأة آلاف علامات الاستفهام وأطنان السلبيات والمعوقات والمنغصات التي جدت واستحدثت ..كل ما من شأنه أن يبخر كلماته على حرارة  الواقع الأليم ..كنت على وشك أن أقذفه في وجهه وأنصرف ... ولكنني تذكرت شيئاً هاماً ...لم انتبه له من قبل ..هذه الكلمات كنت قد قلتها بالمعنى نفسه  لشاب أصغر مني منذ أيام وعندما قلتها له أحسست أنه ليس شغوفاً بها وقال لي ما معناه أن الأيام تختلف والظروف تتغير .... ضحكت كثيراً حتى كدت أن أقع على الأرض ...أعتقد أن الشاب كان على خطأ عندما قال أن الظروف تتغير .... وأعتقد أنني كنت على خطأ حين هممت أن أجادل الرجل .. لن أدع التجربة تتوقف عندي كعادة بني الإنسان .... سآخذها من الرجل وأحاول أن أنتفع بها ... سأشكره وأقول له أنه غير مسار تفكيري لأنه يجب أن يتغير فعلاً ... سأبحث عن اسباب السعادة ولا انتظرها حتى تأتي ..فأنا أكره الانتظار ....هل قلت أنني أحب الانتظار ...لا لم أقل ذلك ربما كان هذا صوتك الذي سمعته ... فأنا لم أنبس ببنت شفه منذ أول الجلسة
أرجوك لاتتعس نفسك

الخميس، أكتوبر 22، 2009

وتريــــــــــــات


خمسون عاماً والنظام هو النظام



واللئام هم اللئام


والخطاب هو الخطاب


والكلام هو الكلام





خمسون عاماً والأُسد تبكي مجدها
والجحش يمسك باللجام



خمسون عاماً ولازلت حائرٌ


فالحطام هو الحطام


والطغام هم الطغام*


والطعام هو الطعام






خمسون عاماً والمواطن ..متهم


والحزن أسئلة


و(الأمن) دون الأمن يمسك بالزمام

خمسون عاماً والكلب بعد الكلب يمضي للأمام






خمسون عاماً ولازلنا نردد أنغام السلام


ومازالت بلادي بقايا من ركام


ولازلنا نبدل في (الخطط) والزحام هو الزحام






خمسون عاماً ولازلنا


لانجيد سوى الجلوس على الكراسي


لا القيام


وبرغم الصناديق يأتي


الانتخاب


دوماً ... بالسخام






خمسون عاماً وقلبي منهك


ومازال (المفسر) يأتي في المنام


ومازال الغمام


يتبع بالغمام






خمسون عاماً والصقور هم الصقور


ولازال الحمير ..صعب مراسها


والحماس (في الكلام) هو الحماس


خمسون عاماً والحمام


أو السلام هو الحمام






خمسون عاماً وقلبي شاعر


لايحمل السيف بعد


ولا يخف انهزام


________________________________________________________________
هذه الابيات منشورة في مجلة رؤية لمن أراد التعليق حيث أن الشماعات خلصت من هنا ومفيش تعليق البوست ده هنا واللي له شوق في حاجة يقابلني فارس لفارس هناك::)




السبت، أكتوبر 10، 2009

فلاشات من الحياة





أمانة

لم يعد يمكنك أن تئتمن أحداً على بضعة قروش .... للأسف كلما مر الوقت تقوم بحذف شخص مؤتمن من القائمة .... فما بالك بمن تأتمنه على أفكارك أو أسرارك أو مشاعرك الخاصة ؟؟؟ ومابالك بمن تريد أن تأتمنه على نفسك أو شخص عزيز عليك ؟؟؟ كلما مر الوقت تكتشف أنك كنت تظن أن فلان شخص مؤتمن بالتجربة والخبرة والوقت ولكن مع الأسف انت الآن تقوم بحذف اسمه من القائمة (القصيرة جداً) ....التي أصبحت خالية مع الوقت ....قال لي أحدهم .... عندما يكون مزاجي معتلاً احتاج أن أجلس مع شخص مقرب ...آخذ مشورته واتناقش معه وأحكي له عن ما يعتمل في صدري .... مع الوقت لم يعد هناك أحد واكتفيت بالبكاء أمام الدراما التليفيزيونية أو أقاصيص النميمة التي أجد فيها بعض السلوى .

هل عندك قائمة ؟؟ كم شخصاً تحوي؟ لابد أنك شخص محظوظ (حتى الآن)ولنأمل أن أن تظل كذلك
_______________________________________________________

فزورة

بلد بها 80 مليون نسمة قد تقضي بها فتاة عشرات السنين في انتظار (شخص معقول) ولا تجد.... وقد يقضي بها شاب عشرات السنين يبحث عن فتاة (مقبولة) ولا يجد ...وقد يقضي بها أب عشرات السنين يبحث عن شاب أو فتاة (يصلح أو تصلح)لابنته أو ابنه ولايجد ... وقد تظل أم تدعو لفلذة كبدها أن يعثر على ابنة أو ابن الحلال ولايستجاب لها ...
ما اسم هذا البلد؟؟ وما هو معدل العنوسة فيه ؟؟ وما هو معدل الجريمة فيه ؟؟ وما هو معدل التخلف فيه ؟؟ ومن المسئول عن هذه المعضلات ؟؟؟؟
أن عرفت الحل فاحتفظ به لنفسك فأنت بالتأكيد مخطىء لا محالة

________________________________________________________

انها فاجعة..فاجعة:)

سألني أحد الشباب "العابث" ما هي أول (بعته)في الاسلام...وعندما ابديت تعجبي من السؤال وأخذت أفكر فيه قال ...شلت يدي ثم حركها بالحركة المعروفة وقال ...إنها سليمة ...سليمة
وهكذا كانت هذه أول (بعته)في الاسلام مأخوذة من فيلم فجر الاسلام
تزامن هذا مع الموقف المخزي لشيخ الأزهر في مدرسة مدينة نصر ...وفي الوقت الذي كنت أحضر فيه ما أقوله للشاب "العابث"وجدتني أضحك معه فما قاله لايعدو أن يكون مزحة أما ما فعلة رأس المؤسسة الكبرى فهو عودة لما قبل "فجر الاسلام

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
استعن بالله ولا تعجز

عندما انظر حولي وأتأمل العالم أجد أن انفلوانزا الخنازير ليست بهذا السوء وكل الكوارث والحوادث التى تحدث ليست بهذا السوء وأن الحروب والمعاناة والألم ليس بهذا السوء فكل هذه الأشياء قد تختفي في لحظة الأوبئة والأخطار والكوارث
أسوء ما في الأمر هو عجز الانسان عن تمييز الضر من النفع وعجزه عن اتخاذ قرار فيه مصلحته ويعرفه الجميع
لذلك فإن انتهت كل الكوارث والحروب والأوبئة ستبقى معاناتنا قائمة وحالنا من سيء لأسوأ بسبب العجز

_________________________________________________________

الخلوة

من أجمل الأشياء وأحبها إلى نفس البعض الخلوة مع النفس أو مع الله أو مع حبيب مقرب ...ولكن الله لم يخلق الانسان على هذا النسق فهو يعيش في جماعة ..الجماعة قد تفسد لذة الفرد ورغبته في الحياة الذاتية
والفرد برغبته العارمة في تحقيق أعلى استفادة شخصية ومتعة ولذة حسية قد يفسد على الجماعة ويفوت عليها مصلحة عامة (والأمثلة على ذلك تحدث يومياً لكل منا) لذلك تجد البعض قد رضي بحياته داخل شقته الخاصة ويعتبر ما خارجها ومن خارجها دخيل ... فينظف شقته ويلقي بالقمامة في الشارع أو أمام شقته أو في أي مكان خارج عالمه الذي هو شقته ويعتبر نفسه بعد ذلك "نظيف
والبعض يهتم بأمر العامة ويتكلم كلاماً مرسلاً لاينتفع به أحد ويحمل الشعارات فإذا نظرت في حاله وجدته "زباله

وما بين نظيف والزباله تضيع حقائق كثيرة


الخميس، أكتوبر 01، 2009

عزازيـــــــــــــــــل .... رؤية نقدية





انتهيت مؤخراً من قراءة رواية عزازيل لـ "يوسف زيدان " وفيما يلي محاولة لتوضيح بعض الأفكارالنقدية للرواية المثيرة للجدل  من خلال التعريف بها  من خلال استعراض الأفكار الرئيسية لها .

التعريف بالمؤلف :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف هو د. سوسف زيدان وقد حصل على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1980. ثم حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن "الفكر الصوفى عند عبد الكريم الجيلي , ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية برسالته عن "الطريقة القادرية فكرًا ومنهجًا وسلوكًا، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلانى" وذلك عام 1989  وقد حصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم عام 1999. والمتابع للدكتور يوسف زيدان سيتأكد أنه ليس روائياً من الطراز الأول ولكنه في مصاف المحققين والمهتمين بالمخطوطات والتراث وله اهتمامات صوفية تظهر جلياً في اختياره خلال مرحلة الدراسة وما بعدها .... وأحب أن أوكد هنا على أن الكاتب بدا وكأنه  شخص له باع طويل في الأدبيات ويضاف لذلك الكثير من الإحساس بالمعاناة والآلام الذي بدا جلياً في الرواية التي تطفح كلماتها بصدق الإحساس وجودة المعاني وعمق الإحساس بالمعاناة الإنسانية وقد كتبت الرواية بأسلوب لايعرفه إلا من له باع في الأدب ويستطيع التفرقة بين ما يكتبه قلم موهوب يستطيع التعبير بكافة وسائل وآلات الموهبة الأدبية المثقلة بالتجربة وبين ما يكتبه قلب يخط معاناته على الأوراق فتفوح منها رائحة الصدق الممزوجة بالقدرة على التصوير والسرد في شكل له بهاء نادر كل ذلك في إطار أحداث روائية مصطنعة بحرفية شديدة إطارها تخيلي وأحداثها حقيقية  .

ملخص الرواية
ــــــــــــــــــــــــ

تقع الرواية في واحد وثلاثون فصلاً (أو رقاً على حسب تعبير الكاتب ) وتدور أحداثها من خلال راهب مصري عاش في نهايات القرن الثالث وبدايات القرن الرابع الميلادي (أي قبل الإسلام بحوالي مائتي عام ) وقد قرر هذا الراهب الذي رمز لنفسه بإسم "هيبا" في الرواية وهو الشق الأول من اسم "هيباشيا" أو "هيباتيا" الفيلسوفة والعالمة اليونانية التي قتلت بتهمة الهرطقة على يد المتطرفين المسيحين في ذلك الوقت كما تحكي الرواية وقد قرر الراهب أن يدون وقائع حياته وما جرى له من خطوب جليلة ومؤثرات رهيبة تقاذقته خلالها أمواج الحياة بين الإيمان والشك والوقوف على شفا التجديف أحياناً ... باحثاً عن الحكمة أحياناً .... عن أصل الديانة أحياناً أخرى .... ناهلاً من حلاوة العلم ومرفرفاً في رحاب الامتاع العقلي أحياناً .... مرتمياً في مزابل الشهوات والغوايات أحياناً أخرى ... متقلباً بأفكاره بين متناقضات العقل والأسئلة المحيرة التي تلح على النفس وتصرخ بأنها لن تهدأ إلا بإجابات شافية ..... ومن وراء الأحداث يبرز عزازيل .... تتزايد نبرته وينجلي حضوره في الرواية شيئاً فشيئاً ... حتى يراه الراوي ويحسه ويتعايش معه ويتحاور معه حواراً رائعاً لايمكن وصفه إلا بالصدق المجرد .
تبدأ أحداث الرواية في صومعة الراهب ويحكي منها رحلته من مسقط رأسه في صعيد مصر مروراً بمحافظات صعيد مصر ثم بالأسكندرية  وأورشليم  إلى سرمده ثم دمشق وفي كل مدينة كانت له أحداث وأفكار وصراعات وتفاعلات مع الأحداث التاريخية (الحقيقية) المذكورة في الرواية لكن الرائع والفريد فيها هو الحوار الذاتي ... وتركيبه مع الحوار مع عزازيل ... ثم اسقاط الأفكار التي تعتمل في الذات مع الأحداث الجارية ..... بشكل يجعل القارىء والكاتب لُحمة واحدة في الفكر في مواجهة أشخاص الرواية الآخرين وكذلك الأحداث المتجددة للرواية وهو ما لاأعلم إن كان من صنع المؤلف أو المترجم ولكنه بديع على أي حال .... وينسج  الأحداث الغنية للرواية في بناء رائع بلا شك حتى يصل للذروة في نهاية الرواية حين تتضح بصمة عزازيل ويعلو صوته وتزيد مساحة الحوار معه حتى نهاية الرواية

*الانتقادات التي وجهت للرواية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لم توجه للرواية انتقادات أدبية لكن انتقادات كلها تدور في فلك نقد الأفكار الوارده في الأحداث التاريخية الحقيقية واتهام المؤلف بأسلمة الأحداث أي جعل الرواية مجرد انتصار للأفكار الاسلامية على المعتقد المسيحي ... كما اتهم المؤلف بمحاولة تقليد رواية "شيفرة دافنشي" والسير على نفس النمط لنيل الشهرة وتحقيق نجاح مماثل بنقد المعتقد المسيحي .
- والردود على هذا النقد هي أن أحداث الرواية قبل ظهور الإسلام أصلاً والأحداث الحقيقية لايختلف عليها اثنين تاريخياً ولكن تفسيراتها قد نختلف أو نتفق عليها فإذا كنا نختلف على أحداث حالية وتفسيراتها (كالثورة مثلاً ) والبعض يقول أنها حدث جليل ...والعض الآخر (وأنا منهم :) يقول بأنها أسوء حدث في تاريخ مصر المعاصر فما بالنا بأحداث من 1600 عام تقريباً ؟؟؟؟
كما أن المخطوطات القديمة التي تم العثور عليها (مخطوطات نجع حمادي ومخطوطات كهوف قمران بسوريا) وهي أقدم نسخ لأنجيل معروف حتى الآن "توما  وبرنابا "( وهما غير معترف بهما من قبل الكنيسة ) ينكراوا واقعة صلب المسيح وهما بالقطع لم يكتبوا بأيد أشخاص مسلمين فما المانع من عرض وجهة نظر لها شواهد ووثائق معروفه وما الضرر من مناقشتها .... حقيقة أنا لا أرى مبرر للحملة الشديدة على الرواية والكاتب وأعتقد أن النقاش الهادىء كان سيؤدي لنتائج أفضل .

نقد الرواية
ـــــــــــــــــ
1- الرواية وإن كانت مبهرة إلا إن الكاتب لم يوضح في أي جزء منها أن الشخصيات والرقوق غير حقيقية مما يسمح باللبس على القاريء حول حقيقة الشخصيات ككل وحقيقة الأحداث ككل وهي سقطة ما كان ليقع فيها شخص مثل الدكتور يوسف زيدان أستاذ المخطوطات الذي يفترض به تقدير لقيمة الكلمة والوثيقة وفصلها الواضح والتام عن الإبداع الفني .

2- الوقوع السهل جداً لرجل يفترض به أنه رجل دين في الغوايات والخطايا ....  بل إنه في مرحلة ما يظن القاريء أنه يفقد صوابه ويتحول لحيوان شهواني من فرط عدم مقاومته للغوايات وهو ما يفترض أن لايكون موجوداً بهذا الشكل الفج في رجل دين وكان يمكن أن يتوصل لنفس النتائج لكن بحبكة وصراع تزيد الأحداث منطقية وغنىً ولا تعطي ذلك الانطباع الفج .

3- الانقياد وراء التأملات الذاتية والتفاعلات مع الأحداث بعبارات لاتجوز في حق الله على أي حال مثل العبارة التي كتبها على لسان الراهب عند مصرع هيباتيا
" وسكتت صرخات هيباتيا بعدما بلغ نحيبها من فرط الألم عنان السماء , عنان السماء حيث كان الله والملائكة والشيطان يشاهدون ما يجري ولا يفعلان شيئاً "
هذه العبارة لاتجوز بأي حال في حق الله ويجب التنبيه عليها لأنها مخالفة مخالفة بشعة لما يجوز وما لايجوز من الكلام في حق الله ولايجوز تحت أي مسمى وضع كلمة كتلك في هذا السياق .

4 - الانقياد احياناً لمناقشة تفاصيل المعتقد المسيحي والانشغال بتفاصيله عن الأهم وهو مناقشة الأساس الفكري للخلاف الديني وكان الأجدر بالتوضيح حيث أن المعتقد المسيحي كالأقانيم وتفاصيل اللأهوت والناسوت قد لاتعني الكثير وقد لايفهمونها أصلاً أما مناقشة الأساس الفكري للخلاف القائم على طرح التساؤلات العقلية الهامة التي يفترض وجود اجابات شافية لها تم مناقشته بصورة أقل في حين أنه لايخص المسيحية وحدها بل يمتد لجميع الديانات .


أعتقد أنه بخلاف ذلك فالرواية تحفة فنية رائعة لاتفوت ولقد استمتعت بها بدرجة كبيرة جداً وأدعو كل من لم يقرأها لقرائتها وإلا فاته الكثير .