الخميس، أغسطس 20، 2009

رمضــــــــــــــــــــــــانيات

كل عام وأنتم بكل خير وعافية وسداد ...كل عام وأنتم ممن يحصدون الحسنات المضاعفات في رمضان ويستمرون على دربه بعده ... كل عام وأنتم جميعاً بأتم صحة وعافية وعفو من ربكم ... كل عام وقد قرت أعينكم في الدنيا بما ومن تحبون وفي الآخرة بما تأملون .
بعد هذه المقدمة (العصماء) والخطبة الزهراء .... فقد فكرت (قليلاً) فيما قد يكتب في هذه المناسبة فلم أجد فأنتم ولكم جميعاً الشكر قد غطيتم كل الجوانب ولم تتركوا لأحد مقال ... فمنكم من تكلم عن الأحكام ومنكم من تكلم عن الإستعداد والإعداد ومنكم من تكلم الإستقبال ومنكم من تناول الذكريات وجعلنا نتنسم عبق وأريج رمضان فلم أجد إلا أن أتناول معكم بعض النقاط من هنا وهناك كنوع من الحوار الفردي عسى أن يكون هناك تذكرة ينتفع بها أحدنا
أجمل ما في رمضان أنه فرصة للإقلاع عن الذنوب ...حيث أن هناك الكثير من الأعمال في الأجندة اليومية للمسلم من العبادات ولكن هناك ملحوظة غريبة لاحظتها في رمضان ...تأملها معي من فضلك 
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال:

قلت: يارسول الله لم أراك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟  قال: ذلك شهر تغفل الناس فيه، بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم.
رواه النسائي.
الملحوظة الغريبة هي أن الشيطان ينشط جداً فيما قبل رمضان ويصل لذروة نشاطه في شعبان لعلمه بأن التقرير السنوي يكتب ويرفع في شعبان فيحاول إفساده بشتى الطرق والسبل لعلمه بأن الأعمال بالخواتيم ومهما كانت اجتهاداتك في أول الأمر ...إن لم يختم لك بالخير فالعمل كأن لم يكن ... لذلك فقد وصفه النبي بالشهر الذي يغفل فيه الناس وقابل صلى الله عليه وسلم هذه الغفلة بالنشاط والعمل الزائد عن ما قبله من الأيام ... وأصبحت أرى الشيطان فيما قبل رمضان رأي العين .... الأفلام والمسلسلات والفيديوكليب والسحور الراقص والإفطار العائم ومن ينادي على الزبادي ...الخ ... حتى إذا جاء رمضان اندفع الناس في أوله لبعض الطاعات بحكم الغربال الجديد ثم فترت الهمة وتثاقلت العزائم إلى الأرض وخلت المساجد وراجت الفوازير والمسلسلات والماتشات والأكل حتى آخر نفس والشرب حتى الثمالة (وأنا أول الشاربين) كل هذا بسبب أن الشيطان قد ربى وكبر وهنن وطبطب ودلع فكان له الأثر الأكبر وإن اندفع الانسان بفعل الفورة الأولى للطاعة فسيعود بحكم القصور الذاتي الى مستنقع الرتابة والمسلسلات والفيديوكلب
الملحوظة الثانية أن هناك ذنب كثيراً ما نقع به في رمضان (أتحدث عن نفسي) بحكم كثرة التجمع والزيارات وملاقاة الأصدقاء وهو ذنب عظيم قد يحبط أكبر الأعمال وزناً وأعظمها أجراً وهو الغيبة والنميمة ومجالس الأنس والسخرية والضحك وقعدة القهاوي والليالي وما أجملها من ليالي.... قلما يخلو مجلس أو تجمع من هذا الذنب الذي إن لم يكن هناك غيره لكفى به إثماً مبيناً
أذكر أننا كنا في الجامعة في مثل تلك الأيام وكنا قليلاً ما نجتمع لأننا كنا قليلي الحضور في الجامعة بحكم أننا مكناش بنفهم من دكاترة جامعة الأزهر فكنا نروح عين شمس أو القاهرة أو الجامعة الأمريكية حيث الفهم الصحيح للقواعد العلمية وكنا لايحلو لنا الانس إلا في رمضان حيث اليوم الدراسي قصير ومعظم الطلاب والمدرسين والدكاترة من الأقاليم وهم حريصون على السفر في تلك الأيام المفترجة وكان لنا ملاحظات على بعض الطلاب منها أن كثيراً منهم بعد الخروج من الحمامات يقوم بإدخال القميص في (الأندر وير) ثم يخرج إلى الحياة وبفعل الجاذبية الأرضية ينزل البنطال شيئاً يسيراً فيظهر الأندر(جروند) بحكم تعلقه بالقميص في مشهد كنا كثيراً ما يثير ضحكاتنا وسخريتنا ... ولكن لأن الجزاء من جنس العمل (وأنا بالذات باخد اللي فيه النصيب في ساعتها) كان هناك لقاء رياضي بين الجامعات ومقره في الجامعة الأمريكية بالتحرير وكنا متفوقين رياضياً وذهبنا للقاء وبعد فترة سمعت ضحكات أصدقائي وقهقهتهم بهيستريا أثناء المسابقات وبعد اللقاء سألتهم عن سبب الضحك فقالوا لي أنني قد أدخلت الفانلة في الأندر جروند وقد ظهر طوال المسابقة في شكل فكاهي آثار إعجاب الحضور ... فتعجبت من تصاريف القدر ففي هذا الوقت كنت على استعداد أن أمشي ذهاباً وإياباً في جامعتي حتى بدون أي (إضافات) ولا يحدث معي هذا الموقف في الجامعة الأمريكية بالقاهرة... ثم ظلت هذه الذكرى الحزينة عالقة في ذهني بسخريتنا من زملائنا وضحكاتنا عليهم فكان جزائي من جنس العمل ولكن أشد وأنكى .... حتى أنني كنت كلما شاهدت زميل يفعل هذه الفعلة الشنعاء ألفت نظره بهدوء فالبعض يعدل من وضعه المأسوي والبعض يمضي لحاله غير عابىء بكلماتي والبعض ينظر لي بازدراء واضح كأنني أنا من أدخل قميصه في أندر ويره ... ثم لم أعد أهتم بالأمر بعد ذلك لكثرة اعتيادي عليه ولكن ظلت الذكرى والدرس المستفاد بعدم السخرية من أحد وكذلك عدم دخول الحمام وإدخال أي شيء في غير مكانه الطبيعي
هناك درس أحاول أن أتعلمه في رمضان وهو درس متكرر يومياً وأفشل في أن أتعلمه يومياً ... ففي كل يوم أقرر أن لاآكل حتى الإمتلاء حتى أستطيع الوقوف في صلاة التراويح بدون وخم وكسل ولكن هيهات فالحر والجوع يعملان في جسدي عمل السحر الأسود وأظل أذكر نفسي بالصلوات فلا أستفيق إلا وقد أصبحت بطني (تلق) من كثرة الماء والطعام ثم أنزل للصلاة فأقضي معظمها من الوضع (نائماً) وقد اتطوح يميناً أو يساراَ على أحد المصلين في مشهد محرج غير مبرر على الإطلاق ثم أظل ألوم نفسي على الوقوع المتكرر في هذا المأزق ولكنها النفس الأمارة بالسوء والشره تقول لي إن نزلت للصلاة وأنت جوعان ستفكر في الطعام والشراب ولن تركز في الصلاة فآكل حت أشعر بالشبع ...ثم أقول كفى بها نعمة فتأتي نعمة أخرى وهي نعمة الفاكهة ... فأقول هذه ثم النزول للصلاة وكفى بها نعمة فتأتي نعمة أخرى وهي نعمة الكنافة والقطائف والجلاش والكستر فأقول قليلاً حتى لا أفكر في الحلوى وأشغل عن الصلاة وكفى بها نعمة فتأتي نعمة أخرى وهي نعمة المشروبات كالعرقسوس وقمر الدين فأحتسي هذه النعم وأنزل للصلاة وأنا ألق كالبرميل فأقول لنفسي يا نفس السوء ها قد شبعتي من النعم فهل تقومي بحقها فتقول نعم وأظل في تركيز أول ركعتين ثم تنهار قواي بعدها وأطل أسبح في بحار الخدر والكسل حتى إذا فرغنا من الصلاة يكون الطعام قد انهضم وتزول وطأة الكسل وكأن الشيطان لم يسلسل ولم يحبس فقد ربى أنفسنا ونعم التربية ... رباها على حب النعم ... وكفى بها نعم .
 لن أطيل عليكم أكثر من ذلك لأن الدنيا صيام خلاص .... وإلى لقاء قريب في رمضانيات أخرى 
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  
  

السبت، أغسطس 15، 2009

نقد رواية يوتوبيا لدكتور أحمد خالد توفيق

قرأت مؤخراً رواية "يوتوبيا " لدكتور أحمد خالد توفيق وهو كاتب جدير بأن تقرأ له ... وفيما يلي نقد لروايته الأولى يوتوبيا
التعريف بالمؤلف -
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف هو دكتور/ أحمد خالد توفيق وهو من كتاب المؤسسة العربية الحديثة بدأ بكتابة سلسلة (ماوراء الطبيعة) ثم (فانتازيا) ثم قام بعمل مختصرات مترجمة لأهم الأعمال الروائية العالمية (وقد استفدت منها على المستوى الشخصي)... ثم قام بالكتابة في جريدة الدستور وله مقالات كثيرة ومميزة بها ... ويمكن القول بأن د/أحمد خالد توفيق هو كاتب ناجح بكل المقاييس فقد حققت أعماله مع المؤسسة العربية الحديثة نجاح واسع بين أوساط الشباب وكذلك حققت روايته يوتوبيا التي صدرت العام الماضي والتي نحن بصددها هنا نجاحاً واسعاً جعلها من أكثر الكتب مبيعاً على مستوى دار النشر التي أصدرتها (دار ميريت) ... وبالتالي يمكن القول بأن كاتب الرواية هو كاتب ناجح بكل المقاييس... وبالإضافة لنجاحه على المستوى الأدبي فهو أستاذ طب المناطق الاستوائية بجامعة طنطا ... وكل من تعاملوا معه يصفونه بأنه شخصية مميزة فعلاً وأنا أحد محبي كتاباته أيضاً
ملخص الرواية
ــــــــــــــــــــــــــ
تدور أحداث رواية يوتوبيا في مصر خلال المستقبل القريب الذي يرسم ملامحه الكاتب من خلال الشخصيات رويداً رويداً حتى تعرف أبعاد زمان ومكان الرواية بعد حوالي 20 صفحة من بدايتها حيث تتبلور الفكرة في أن الفساد قد استبد في مصر وازداد الأغنياء غناً وازداد الفقراء فقراً حتى انقسم المجتمع إلى قسمين الأول هو أرض يوتوبيا التي يسكنها الأغنياء وذوي النفوذ والأرض الأخرى أطلق عليها "أرض الأغيار" حيث أن الأحداث تروى على لسان البطل وهو من يوتوبيا... وتبدأ الرواية بوصف مجتمع يوتوبيا وهو مجتمع غارق في الشهوات والملذات ولم تعد الحياة تحمل أي قيم حتى الدين قد تجمد وتحول إلى طقوس جوفاء بلامعنى. ويستفيض الكاتب في وصف مجتمع يوتوبيا الذي قارب شبابها على الجنون من فرط الغرق في الملذات والرغبة في الجديد وتبدأ أحداث الرواية حيث يقرر بطلها أن يخوض تجربة الذهاب إلى أرض الأغيار (الفقراء) والرجوع بتذكار من هناك وهو (يد) أحد الأغيار على سبيل المثال بعد قتله طبعاً على سبيل التغيير ويصطحب في رحلته هذه إحدى صديقاته حيث ينجحون في الوصول لأرض الأغيار وتدور هناك أحداث الرواية كلها حيث يأخذك الكاتب إلى تصادم العالمين الخاصين بأبطاله من خلال البطل اليوتوباوي وبطل أرض الأغيار حيث كلاهما منحل ولايحمل أي قيمة ومثقف وغارق في الملذات لكن بطريقته الخاصة ولكن شيئاً ما يدعو البطل من أرض الأغيار أن يتصرف بمثالية ويحاول انقاذ أبطال يوتوبيا بعد انكشاف أمرهما ... ومن خلال ذلك التفاعل بين العالمين ينقل لنا الكاتب تحذيراته من المستقبل البشع الذي يتهددنا من خلال استعراض احصائيات العنف الحالية تارة ومن خلال استعراض احصائيات تعكس سلبية المجتمع الحالي في التعامل مع قضايا كأطفال الشوارع والعنف وما شابه ويمزجها بأحداث الرواية التي تصل لذروة أحداثها حين ينجح البطل من أرض الأغيار في الوصول بأبطال يوتوبيا إلى مكان يقودهم لأرضهم وعندها يقوم بطل يوتوبيا بقتله وأخذ التذكار المطلوب منه والعودة به لأرضه ... ثم تأتي النهاية حيث يتسبب هذا الحادث البسيط في استيقاظ وثورة قاطني أرض الأغيار فيأتوا ليوتوبيا مطالبين بالثأر من كل الماضي وتنتهي الأحداث على بوابة يوتوبيا حيث يستعد البطل وأصدقاؤه الأمريكان والاسرائليين (حراس يوتوبيا) لمواجهة الزحف والغضب القادم والمطالب بالثأر.. وهكذا تنتهي أحداث الرواية نهاية متشابكة غير محددة
نقد الرواية
ــــــــــــــــ
أثار تساؤلي في بداية القصة إقتباس المؤلف كلمات (برتولت بريخت) والتي تقول ... حقاً إنني أعيش في زمن أسود ..الكلمة الطيبة لاتجد من يسمعها .. الجبهة الصافية تفضح الخيانة ... والذي مازال يضحك ... لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب ... أي زمن هذا ؟؟ تسائلت هل لم يجد المؤلف في الأدب العربي كله مقدمة للرواية أفضل من قصيدة بريخت المسرحية تلك ... إن المعنى المراد التعبير عنه واضح ولكن لماذا بريخت هل لأنه طبيب؟ هل لأنه عانى الأمرين في حياته كأبطال الرواية ؟ طبعاً المؤلف حر لكن أعتقد أنه كان يمكن إصابة هدفه بعدد طلقات أقل وقد فعلها داخل الرواية حينما نقل قصائد الأبنودي
أسلوب الكاتب يعيد إلى ذاكرتي دائماً لهجة الأدب (المترجم) في السرد ولا أقصد هنا الأسلوب الغربي في الكتابة فهو ليس بعيب ولكن أقصد تكنيك الكتابة الذي يحمل مفردات اللغة التي تستخدم للتواصل مع القاريء كانت في الرواية كأنها مترجمة ولولا الأسلوب الشيق جداً في السرد والتحكم في مسار الأحداث الذي أجاده المؤلف لأفسد ذلك الأسلوب لغة التواصل مع القاريء
مساحة الجنس في الرواية واسعة جداً ..... حتى إنني لا أتخيلها تتحول إلى عمل سينيمائي (مثلاً) وإلا لتحولت لفيلم اباحي من كثرة تلك المشاهد وإن كان الكاتب قد حافظ على اللغة في الإطار المحترم وأشار إلى تلك الأحداث من حيث لايمكن إتهامه باستخدام الجنس في الترويج للرواية كديدن الكثير من الكتاب الحاليين وهو ما يشهد له به حقاً ولكني هنا أتكلم عن المساحة التي أعطيت للتعبير عن إنحلال الطرفين في الرواية وإن لم تستخدم ألفاظ رخيصة ولكن مساحتها كانت أكبر بكثير من المطلوب لدرجة أنني أتصور أنه لاتوجد أي شخصية في الرواية لم تقم بهذا الفعل إلا (الكومبارس:) وعامل البوفيه:)))... لذلك أستطيع الجزم بكبر تلك المساحة
تفريغ المجتمعات من كل القيم حتى القيم الدينية وتحويلها إلى حطام انساني بهذا الشكل غير واقعي بالمرة حيث أن القيم موجودة حتى داخل أكثر المجتمعات انحلالاً ولكن بنسب متفاوته حتى أن أبطال الرواية في تصرفاتهم المثالية لم يكن الوازع لهم أي قيمة بل كان هناك محرك (مجهول) لم يتم الكشف عنه أبداً وشكل ذلك بعض التناقص في التركيب الخاص بالشخصيات فكيف يمكن لشخص أن يكون مثقف وفاشل دراسياً ومنحل ومدمن مخدرات وكل همة إضاعة الوقت والحصول على لذات جديدة (في آن واحد) وكيف يمكن لشخص أن يكون مثقفاً وحثالة ويأكل الكلاب ومدمن مخدرات أعتقد أن هناك نوع من التناقض نوعاً ما فيمكن استبدال الثقافة بالذكاء والفشل بعدم الرغبة في النجاح وتجريد الشخصية من كل قيمة يحولها إلى حيوان متنقل وهو ما يجعل الشخصية الشريرة في الأفلام الأمريكية ساذجة لاتجتذب إلا الأطفال أما الشخصيات التي تتفاعل بداخلها قوى الشر مع قليل من الخير وينتج هذا الصراع الشخصية الشريرة فأقرب للواقع بكثير وأكثر قدرة على خلق الأحداث فمن السهل التنبؤ بسلوك حيوان مجرد من كل قيمة على عكس شخصية لها قيم ما تشكل بداخلها صراع ما بغض النظر عن نتيجة هذا الصراع
لايزال هناك الكثير للحديث عنه في نقد الرواية ولكني أعلم أن التطويل أكثر من ذلك سيصيب القاريء بالملل لذلك أدعوكم لقراءة الرواية ويمكن لمن يريد النقاش أن نتناقش بها

الأحد، أغسطس 09، 2009

الاستخدام العادل لسرقة الشعوب .... وحكومة الســـــــــــــامري






عندما حاولت الحكومة "الرشيدة" تعميم الاستخدام المحدود للإنترنت حدث بعض المناوشات الكلامية وتم غلق الملف بدون أي اجراء .... الآن تم تفعيل الملف (من طرف واحد) وعلى المتضرر اللجوء (لأتخن حيطة)
*********

بذات الأسلوب القميء ونفس التفاصيل تتعامل الحكومة "الرشيدة" مع المواطنين في كل القضايا ... مشروع يطرح على استحياء ... حوار كلامي لامتصاص غضب الناس .... ثم تطبيق أحادي الجانب واعتبار الأمر واقع لابد منه .

الهدف المعلن هو الاستخدام العادل للانترنت وطبعاً الحكومة هي أحرص الناس على العدل والشواهد أكثر من أن تحصى أو تعد ... والعدل هو الأساس الذي قامت عليه أركان الحكومة لذلك فمن العبث أن نناقش قضية العدل هنا .... مع أن هناك بعض الأصوات المغرضة تتحدث بأن الهدف (الخفي ) يتلخص في نقطتين وهما من ثوابت الحكومة في التعامل مع الشعب "على حد تعبير المغرضين"

الأول هو إحكام الرقابة على الانترنت من خلال معرفة وتحديد حجم الاستخدام اليومي "المحدد مسبقاً " وبناء عليه يتم عمل خطة المراقبة في حدود الاستخدام ... حيث أن النت مليء بأعداء الوطن من مدونين وشرفاء وراغبي حرية الكلمة وصحفيين تم اغلاق منابرهم "لطول لسانهم" وشباب لايجد منفذ لتوصيل صوته لأي مكان فيجد في النت متنفس أخير .... فوجب على الحكومة الرشيدة الرقابة اللصيقة لكل هذا الخضم من التيارات وفي السجون متسع للجميع وكما قال أحد مسؤلي "الخارجية" ..احنا مراقبين التليفونات واللي خايف ميتكلمش

الهدف التاني هو أن كل شيء بثمنه عند الحكومة "الرشيدة" والسبوبة حكمت (مش هانراقبكم ببلاش بروح أهاليكم ) هانراقبكم وهاتدفعوا تمن المراقبة وبهامش ربح محترم كمان علشان العيون السهرانة لخدمة الوطن .


وعلى ذلك فقس كل تصرفات الحكومة
" لا مســــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاس "
قالها الســــــــــــــــــــــــــــــــــــامري من آلاف السنين
وتقولها الحكومة كل يوم

لا مســـــــــــــــــــــــــــــــــــــاس بأقوات البسطاء
- النتيجة ان يقتل البسطاء لهثاً وراء رغيف خبز لا يصلح للاستخدام الآدمي

لامســـــــــــــــــــــــــــــــــاس بمحدودي الدخل
- النتيجة أن محدودي الدخل أصبحوا معدومي الدخل واستمرأوا التسول والقهر

لامســــــــــــــــــــــــــــــــــــاس بأسعار السلع الأساسية
- النتيجة أن العدس والفول أصبح خارج نطاق استهلاك البسطاء

لامســــــــــــــــــــــــــــــــــاس بكرامة المواطن المصري
- النتيجة أن كلمة الكرامة انمحت من قاموس الشعب المصري بكل فئاته

لا مســـــــــــــــــــــــــــــــاس بحصة مصر في مياه النيل
- النتيجة أننا على وشك كارثة مائية باتت محققة واتفقت عليها دول منابع النيل مع اسرائيل وبعض الدول الصديقة

لا مســــــــــــــــــــــــــــاس بمجانية التعليم
- النتيجة أن التعليم انهار تماماً وورثه التعليم الخاص والدولي ذو الآلاف المؤلفة ولا عزاء للفقراء

لامســــــــــــــــــــــــــاس بالعلاوة
- اللي هي ملاليم لا تقيم أود كلب أجرب يتم على اثرها رفع الأسعار بمعدل 900 %

لامســــــــــــــــــــــــــاس بمدخرات المواطنين
النتيجة هي سرقة أموال التأمينات والمعاشات والدور القادم على ودائع الافراد في البريد والبنوك

- لا مســــــــــــــــــــــاس بالثوابت
النتيجة هي أن كل القيم الدينية والأخلاقية الثابتة تتعرض للانتهاك والمحو تحت مسمى الحرية والرأي

* نفس اللعبة ونفس المسلسل ....... ونفس السلبية والتخاذل
كنت اناقش أحد المهتمين بالموضوع وهو شخص تقني على مستوي عال من الخبرة الالكترونية وقلت له اني سألغي اشتراكي ان سارت الأمور على هذا المنوال فقال بأن الانترنت اصبح اساسي للأعمال ولعامة الناس والغاء الاشتراك سيكون من جانبك انت فقط وكل الناس ستحتفظ باشتراكاتها مهما حدث .... وأن الأمر أصبح واقع .

* هل أصبح الأمر واقع ؟ ليس بعد
لم تقع الكارثة الكبرى بعد .... وان كان حدوثها بات وشيكاً

من فضلك حاول منع الكوارث أن تقع على رأسك

أن وجدت حل ايجابي لمنع الكوارث
أنا في انتظار أفكارك
حيث سنقوم بتطبيقها معاً