الاثنين، يونيو 15، 2009

صراع الحضارات .... وكلام في السياسة




منذ أقل من 300 سنة وقبل طفرة التصوير الفوتوغرافي ثم السينما والتليفزيون كانت الإنسانية تسير في اتجاه حضاري مختلف ... اتجاه حضاري (سمعي) أي أن كل الفنون والآداب والنتاج الحضاري الإنساني كانت تتعلق بحاسة (السمع) فالشعر كان يلقى في محافل كبيرة للمريدين ... والأخبار كانت تتناقلها البلدان بالسمع ..أخبار الحروب والفتوحات والصراعات ...الخ .
حتى هذه المرحلة كانت الريادة والصدارة في الحقبة الإنسانية الأخيرة للمسلمين (لا أقول العرب بل المسلمين) ذلك لأن من حمل لواء الحضارة للعالم كان المسلمين بغض النظر عن كونهم عرب أم عجم بل نستطيع أن نقول أن النتاج العربي أقل من حيث الكم وإن كان أعمق من حيث التأثير .... خلال هذه الحقبة كان القدوة (حقيقي) والمثل (حقيقي) وذلك لأن النقل (السماعي ) لا يمكن أن ينقل غير الحقيقة كما هو معروف علمياً

فالتواتر هو نقل جمع عن جمع فيستحيل اتفاقهم على الكذب
أي أن الحدث إذا نقله جمع (لجمع) عن جمع من الناس (بنفس تفاصيله) فالعلم يقضي بصحة الخبر لإستحالة اتفاق (الجموع ) على كذبة واحدة (بالمشاهدة) حيث لايوجد حدث تاريخي مكذوب بجمع عن جمع (هكذا وصل إلينا القرآن والسنة والعلوم )



فإذا قفزنا بالزمن إلى عصرنا الحالي وجدنا كل أوجه الحضارة (بصرية) ... الإعلام ... الآداب ... الفنون .... كلها تركز على البعد البصري للإنسان وبذلك سهل جداً التلاعب بها و(توجيهها) فمن يملك نقل (الصور) هو من يصنع الحدث ويوجه الحضارة ويملك المصداقية .



سوبرمان ... باتمان ... سبيدر مان ..... البطل (الخرافي) هو البديل للبطل (الحقيقي) ...خالد بن الوليد ...عمرو بن العاص ...محمد الفاتح .... لذلك كان على الرمز الحقيقي أن ينزوي (أو هكذا أريد له ) ليظهر البطل الآخر ... والقدوة الأخرى ... والحضارة الجديدة ... أو الخرافة الأخيرة التي توحي لك أن (آمريكا ) دولة لاتقهر وأنها تملك من العلوم ما تسيطر به على الكون ... وأنها تنقذ العالم كل يوم 10 مرات (في الأفلام) وتلح عليك بالفكرة لتظل كما أنت (مهزوم).


هل تستطيع أن تكذب عينيك ؟؟؟؟ لا يمكنك ..... لكنك تستطيع أن تكذب أذنك (وإن كانت أصدق)


سنوات طويلة .... كان على (المنتصر) فيها أن يمحو هوية (المهزوم) وأن يخلق له البديل الذي يتعلق به ويملء به حواسه كلها ....

__________________________

* أحداث 11 سبتمبر يراها العالم كما أراد ناقلوها
- يخرج علماء من نفس بلادهم باستحالة هدم البرجين بهذا الشكل بهذه الطريقة
- آخر استطلاع للرأي بجامعة كولومبيا الأمريكية يفيد بأن 60% من أفراد العينة يعتقدون أن الحكومة الأمريكية وراء الأحداث أو متورطة فيها
- يظهر تقارير لشهود عيان في ساعة حدوث الحادث يفيدوا بأنهم لم يروا طائرات في ذلك الوقت
- يغزو جورج بوش بلدين اسلاميين بحجة محاربة الإرهاب
- القضاء الأمريكي لايملك أي أدلة تدين المشتبه فيهم في أحداث 11 سبتمبر
- يخرج علينا من بلادنا من ينعق بمحاربة الإرهاب ويدين الأحداث .... ويتبنى القضية أكثر من الأمريكين
- تضيع الحقائق في تيه التضليل الإعلامي والمقاصد السياسية والبحث عن الحقيقة
- يسدل الستار والمتضرر الوحيد هو (المهزوم)
__________________________________

* تتعالى تصريحات الغرب ضد المسلمين ...
- فتارة يصرح بوش بعودة الحروب الصليبة
- وتارة يصفهم بيرلسكوني بالهمجية والتخلف
- وتارة يصفهم (البابا) الجديد بالبربرية والتوحش
- تضيع التصريحات بين ادعاء أخطاء الترجمة و اتهام آخر بعدم فهم التصريحات على حقيقتها ... والتصريح بالنقل عن مصادر (أخرى)
- رد الفعل الوحيد لمن (يرى) هزيمته على كل الأصعدة هو (الاستياء)

__________________________________

*يحضر الرئيس الجديد لأمريكا إلى مصر ليلقي خطاباً (تاريخياً)
- يؤكد على أن علاقات بلاده بإسرائيل بلا حدود
- لا يعطي أي وعد بأي شيء جديد
- يستعمل آيات من الكتب السماوية
- يتكلم عن صفحة جديدة
- نؤكد للمرة ال(بليون) بأننا بهائم لاتفهم شيء عن السياسة ولا تفهم حتى مجرد الخطاب الموجه لها ونتكلم عن (بداية جديدة لمرحلة جديدة من الخزي السياسي) ... حتى أحقر الشعوب وأكثرها بدائية (ووثنية) تعرف مصالحها ... حتى البهائم تفهم الاساءة ...بينما نحن نصر على (بداية جديدة) مع (المثقف الأسمر)

__________________________

في الماضي دارت معارك رهيبة ..... في الشام .... في الأندلس .... في عمق أوروبا ..... في كل مكان .... نتج عنها وجود شعوب في أماكن جغرافية ..... ولكن بعد أن استدارت يد الحضارة في يد (الآخر) نسيت الشعوب ماضيها ولم تعد (تبصر) إلا مواطيء أقدامها .


هل تحسب الغرب نسي الأندلس ؟؟؟..... هل تحسب الغرب نسي القسطنطينية ؟؟؟ .... هل تحسب الغرب سينسى بيت المقدس ؟؟؟
فقط نحن نسينا ..... هل تعلم المعارك التي دارت على أرضك كي تأتي وتعيش ... وتلعن (عصور الظلام) .... هل تعلم الدماء التي سالت حتى تأمن في بيتك وتلهو مع أطفالك .

أقل ما يجب عليك أن تعلم من أنت .... إقرأ تاريخك .....

البداية والنهاية ....فتوح البلدان ... تاريخ دمشق .... تاريخ الطبري

لا وقت لديك ؟؟؟؟

اسمع

اسمع ... الدكتور راغب السرجاني
http://www.islamstory.com/multimedia.php?cat_id=33


الدكتور جمال عبد الهادي
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=2065


إفعل أي شيء حتى تعلم من أنت ..... فهم لم ينسوا أنفسهم .... ولن ينسوا ما كان

_______________________
_______________________

ملحوظة : أنا مسافر كمان 3 أيام السعودية مأمورية ولن أكون متواجد حتى بدايات الشهر القادم وبعون الله هاعمل عمرة (مش ممكن أكون هناك ومااعملش :) .... اللي عاوزني أدعيله يقول في التعليق ويقول عاوزني أدعيله بإيه ويقول اسمه لأني مش هاقعد أقول بوسبوس وتوتوس ونونوش في الحرم ...ماشي :)

إلى اللقاء بإذن الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :)

الثلاثاء، يونيو 02، 2009

لو لم أكن ....... لوددت












* لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون اسكندرانياً .... ليس لأنني أحب الطبيعة البكر ... ليس لأنني أعشق البحر والتهام الأسماك.... ولكن حتى إذا رأيت ما لايعجبني بمصر ... أشرب من البحر



* لو لم أكن انساناً لوددت أن أكون عصفوراً ..... ليس لأنني أعشق الحرية .... ولا لأنني أحب السفر .... ولكن لأقضي حاجتي على رؤس (البعض) دون أن أتعرض للتعذيب والتنكيل









* لو لم أكن موظفاً لوددت أن أكون "نصّاباً" ..... ليس لأنني أهوى جمع الأموال .... ولا لأنني أحلم بالثراء السريع .... ولكن لوجود مقر للحزب الوطني بجوار المنزل وطالما أردت أن أعمل بجوار المنزل







* لو لم أكن مقهوراً لوددت أن أكون زعيماً ..... ليس لأنني أحب السطوة والجاه ..... ولا لأنني أريد أن أتحكم بمصائر الشعوب .... ولكن (لأستقيل) فأدخل التاريخ بوصفي الزعيم الوحيد الذي ترك الزعامة وهو (على قيد الحياة)






* لو لم أكن قد بلغت من العمر أرذله لوددت أن أكون طفلاً رضيعاً .... ليس لأنني قد تعبت من صراعات الحياة القاتلة ..... ولا لأنني أريد أن أرتاح من كافة المسؤليات التي تثقل كاهل الرجال .... ولكن لأنني (مكسل ) أدخل الحمام كل شوية وأحسد الرضع على (البامبرز)





* لو لم أكن متزوجاً (مرة واحدة) لوددت أن أكون متزوجاً (أربعة مرات) .... ليس لأنني أريد أن أجن .... ولا لأنني أعيش في زمن آخر ... ولكن لأثبت لكل المتشائمين الذين يسبون الزواج أنه تجربة فريدة وجميلة وجديرة بالتجربة أكثر من مرة وأثبت كذلك للأوغاد الذين يهاجمون المرأة أنها أكثر الكائنات القابلة للتعايش







* لو لم أكن قد فقدت القدرة على الدهشة منذ زمن بعيد لوددت أنني مازلت أستطيع الدهشة .... ليس لأنني أفتقد هذا الاحساس الجميل .... ولا لأنني أفتقد الاحساس الحلو بالمفاجئة ..... ولكن لأن التعبير الوحيد اللائق بعد قراءة الصحف القومية هو الغثيان والرغبة في القيء ومزيج من القرف والدهشة من كم النفاق والتضليل اليومي والذي لاتملك حياله إلا الامتعاض والدهشة عن كيف يستطيع قلم أن يكتب بكل هذه القدرة على النفاق والقرف








* لو لم أكن مفلساً لوددت أن يكون لي خمسمائة ألف بليون دولار استرليني ..... ليس لأنني "أبو الأطماع "في قصص الأطفال .... ولا لأنني أريد أن أعيش حياة البذخ .... ولكن لأن ما أريد انجازه ومساندته من قضايا لا يكفيه عدد معقول ولا عملة موجودة من المال .









* لو لم أكن ولدت في هذا العصر لوددت لو كنت في العصر الحجري ...... ليس لأنني أمقت المدنية الحديثة بكل أشكالها وألوانها .... وليس لأنني أرى الحضارة الحديثة تسير بالإنسان نحو الهاوية ..... ولكن لأن ذلك العصر لم يكن فيه "شغل" ولا "مدرسة" ولا "مهر وشبكة"








* لو لم أكن عاقلاً لوددت أن أكون "مهبولاً " ليس لأنني أريد أن أتخلى عن مسؤلياتي ..... ولا لأنني تعبت من التكاليف .... ولكن لأصدق وعود المسؤلين بأن غداً أفضل من اليوم وأننا نعيش أزهى عصور الديمقراطية وأن ما هو موجود أفضل المتاح وأنهم سوف "يوردوا على جنة"