الثلاثاء، أبريل 28، 2009

فلاشات

الخامسة صباحاً
حضر مسؤل الصيانة (كعادته) ولم يجدني (كعادتي) .... كان ممسكاً بورقة تنتظر توقيعي (في صلف) .... تحمل عبارة... "تم عمل اللازم والجهاز يعمل بكفاءة" .... أكاد أراه من خلف الجدران ينتظرني في (غباء) .... كنت قد كرهت الرجل والجهاز معاً ... مما دفعني لبيع الجهاز منذ سنوات .... بعت الجهاز ولم ألغ عقد الصيانة ..... حاولت مراراً لكنني في كل مرة كنت أفشل فشلاً ذريعاً .... انتقلت (مضطراً) لمنزل آخر ...... ولكنه تبعني في إصرار بغباءه المعتاد ...... وقعت على الإيصال وانصرفت .... الجهاز .... يعمل .... بكفاءة.
________________________________


منذ 20 عاماً ... وأكثر
كان عليّ في ذلك اليوم أن أذهب إلى الطبيب .... كي يفتح ذلك الجرح الملوث بمبضعه ويقوم بتنظيفه كما قال عند الكشف .... حاولت أن أتملص من الذهاب ولكن دون جدوى ... الجرح قد وصل لمرحلة متأخرة ويجب فتحه وتنظيفة ..... أمسك بيدي وفك الضمادات ... قام (برش) سائل ما على الجرح من بخاخة غريبة جعلت شكل الجلد يتغير ..... أمسك بالمبضع وفتح فتحة طولية .... أشياء بيضاء ... أشياء زرقاء .... لم يسمح لي ذلك (التمرجي) الضخم بالحركة (بالرغم من أنني لم أتحرك) .... بعد قليل كان يمزح معي مزاحاً (سخيفاً) كدت أبصق على وجهه لولا أن رأيت المبضع في يده ويدي تنزف ..... قال له (التمرجي) - يكفي هذا القدر (بلاش فلسفة في الجرح) ... عندها فقط أغلق الجرح و أعاد الضمادة وتركني أذهب .... كنت مهتماً جداً بأن أعرف تخصص هذا الطبيب ... حرصت على أن أقرأ اللافتة على الباب لأعرف (تخصصه) ... كنت ممسكاً بيدي تحت إبطي (كأنها ستهرب) .... أنظر بلهفة على تخصص الطبيب .... للحظات خيل لي أن اللافتة تقول (طبيب نفسي) .... لم أتأكد من تخصصه حتى الآن .... لكنني لم أذهب قط لطبيب نفسي .... ولازالت آثار جراحي (غير ظاهرة تماماً ) على يدي
_________________________________



خارج حدود الزمان والمكان

أصبت في هذا الوقت بالتحديد بنزلة برد شديدة فأهملتها (كالعادة ) .... بعد لحظات كان لابد أن أرقد وإلا سوف أرقد (على غير إرادتي ) .... لم استسلم للنوم بسهولة .... لا أعرف سر هذا العناد بيني وبين النوم (في ذلك الوقت) .... وصلت لمرحلة ما قبل الهذيان بقليل .... أرقد وحيداً في إباء لأصارع النوم في عنفوان شديد .... أركب صاروخاً نفاثاً مفتوحاً من كل الجوانب كالدراجة ... أتوجه مباشرة بسرعة الصاروخ (رأسياً ) إلى مكان سريري (حيث أرقد ) لأقاتل النوم ..... تعوق تقدمي (المبهر) حبتان صغيرتان من الليمون ... أتفادى هجوم الليمون وأعاود الهجوم من جديد ..... قبل الإرتطام الشديد يتبدى لي مستنقع من العسل الأبيض .... أتفادى السائل (اللزج ) في مهارة وأستعد للهجوم من جديد .... يتعطل الصاروخ فجأة فأقوم من نومي فزعاً فأجد بعضاً من (الكريات البيضاء) ممددة بجواري . لوحة الشرف كان بها أسماء من عينة .. كونتافلو و ........داي أند نايت
______________________________


الواحدة ظهر كل يوم
ساعة القيلولة.... مسكين كل من حرم منها*
الممر مزدحم بأشحاص أراهم لأول مرة *
من الذي فاز بمباراة الأمس ؟*
الأزمة الإقتصادية العالمية غير معروفة الأسباب ..لكنها ستضرب اقتصادنا *
بقوة ...وأعتقد أن اقتصادنا بخير .... كلنا بخير مادمت بخير


أريد شراء سيارة جديدة ما هي الشروط ؟ ثمنها مليــــون ومائتـــــــان وأربـــــــعين ألفا ًبالتقسيط على 3 سنوات .... ممممممممم

لا أستطيع فعل 6 أشياء في نفس الوقت ... كثيييييير *
كلهم على عجلة من أمرهم دائماً ..... (المدام) في المستشفى .... آخر الأمر أتبين أن المدام (دائماً) في المستشفى لأنها ببساطة ...ممرضة
_________________________________


الدكتور : للأسف يا أستاذ (صميده) .... أخوك بيحتضر... الق عليه نظرة الوداع
يجري (صميدة ) في ذهول وهو يكاد يفقد صوابه
صميده : (هريدي) .... رد عليا يا خويا ...... رد عليا هريدي ..................................................
صميده : جول الشهاده يا هريدي .... جولها يا هريدي
هريدي:..................................................
صميده: جول الشهاده يا هريدي ...انت بتموت .... الداكتور جال اكده.. جولها يا هريدي
هريدي : د ... دب .... دبلوم ت تجارره ه ه
___________________________________________________


العاشرة مساءاً
لم يأت أحد من الأصدقاء حتى الآن .... أجلس وحيداً في انتظار أحدهم .... صوت المذياع من بعيد
حبك يا حبيبي ملا قلبي وفكري)............... تعلق كلمات الأغنبة في رأسي بالرغم من أنني لاأسمع (الست) ... ولا أي (ست) ..... هؤلاء الحمقى لماذا يتأخرون دائماً .....
(حبك يا حبيبي ..... طلعلي دمامل )
منذ قديم الزمان ونحن نلتقي في نفس المكان وفي ذات الموعد .... ما الذي أخرهم هذه المرة
(حبك يا حبيبي ..... سوسلي سناني )
سأنتظر بضع دقائق أخرى ثم أنصرف .... هؤلاء المستهترون لا يحترمون المواعيد
(حبك يا حبيبي ..... سييب مناخيري )
لماذا لم يأت النادل حتى الآن .... حتى المكان لم يعد كما كان .... ماذا حدث
(حبك يا حبيبي .... بوظلي مفاصلي )
- أفيق من شرودي أمام التلفاز في المنزل وأجد نفسي أحدق في شاشة التلفاز في بلاهة والعاشرة مساءاً هو اسم البرنامج
_______________________________




قريباً جداً
تناقلت وسائل الإعلام العالمية صورة لأحد (أفراد) الشعب المصري وهو يقبل (مؤخرة) نائب رئيس مجلس إدارة محل بقالة في فولتا العليا .... حيث قام الأخير بتوزيع (صدقة) على روح صاحب محل البقالة في مصر باعتبارها (أفقر البلاد كرامة) ....وكانت الصدقة عبارة عن 100 جنيه (مخروم) تم توزيعها على 10000 شخص من سكان القاهرة الكبرى أم الدنيا التي تحتوي على ثلث آثار العالم وتحتوي على أطول أنهار العالم وتحتوي على أهم معبر مائي في العالم وتحتوي على أغنى رجال أعمال في العالم (اللي أقل واحد فيهم عامل فرحه ب50 مليون جنيه فقط لاغير ) وتحتوي على الأزهر المؤسسة الدينية الأولى في العالم التي لم ترضى بالظلم ولا بالهوان ولم تترك منكراً إلا وأنكرته ولا معروف إلا وأمرت به ولا فيلا في التجمع الخامس إلا وسكنت فيها رموزها وأولادهم وأولاد ولادهم .... كما تحتوي على (أطيب ) شعب في العالم وأكثرها قبولاُ للتعذيب والتنكيل والقتل والسرقة من أجل (تربية الأولاد) الذين بدورهم (ومن العجيب ) أنهم لم يسمعوا عن شيء اسمه (تربية) ... كما تحتوي على أكبر كم من الأمراض المستوطنة وأكثرها عرضة للأوبئة ... وأكثرها ثلوثاً بكل أنواع التلوث .... كما تحتوي على أكبر كنوز الأرض التي يفخر أهلها أنها (وبحمد الله) تنهب من 7000 عام ولم تنفذ بعد ...............تناقلت وكالات الأنباء تلك الصورة وفي الخلفية ظهرت كل هذه الكلمات (بلا خجل) .

الجمعة، أبريل 17، 2009

المترو فاضيييييييييييييييييييي



منذ فترة كان مقر عملي بمنطقة وسط البلد وكانت وسيلة المواصلات السريعة والقريبة هي (مترو الأنفاق ) .... ظللت أركب مترو الأنفاق على مدى خمس سنوات ...رأيت خلالها من الأعاجيب ما لا يصدقه عقل ..سواء من سلوكيات البشر ... أو من سلوكيات إدارة الجهاز (العظيم) .... وبما أنني دائماً ما أراقب الأحداث بعين المحلل... فقد رأيت أصنافاً وأشكالاً من البشر كان من الأسهل إقناعي بوجود (ديناصورات) من إقناعي بوجود مثل هذه النوعيات ... ولعل أكثر ما لفت انتباهي في هذه الفترة هو (السلوك الجماعي) للبعض ...فمثلاً كان يركب في نفس التوقيت معي بانتظام طلبة مدارس وطلبة جامعات وموظفين وعمال (وفلاحين) .... أي أنك تستطيع أن تأخذ شريحة (عرضية) من المجتمع من خلال مراقبة عربة المترو

ومن الشخصيات التي أثارت انتباهي بشدة شخصية (الخربوطلي) وهو على ما يبدو طالب ولكنه في الحقيقة (شيء مختلف) .... لو تأملت ( الخربوطلي) ستفاجأ بعدة صدمات ... فهو شخصية تجمع بين السفالة والإنحطاط الأخلاقي العام والغباء بكل أنواعه والجشع يشع من ملامحه بشكل لافت .... فدائماً ما تسمح صياحه مع أقرانه (نفس العينة) وتسمع سبابهم لبعضهم بأقذع الألفاظ النابية ومحور حديثهم الأساسي هو (البنات) وأحياناً كرة القدم والكلام عن بطولاتهم في المشاجرات في الأحياء الشعبية المجاورة .....والخربوطلي يحمل موبايل أو (عدة على حد تعبيره) حديثة الطراز ويتعمد إسماع جميع من في المترو أحدث الأغاني الشعبية (لاسيما أكثرها قذارة وإثارة للغثيان) .... ويبدو عليه التأثر بأحزان المطرب الشعبي في ترديده لعبارات الشجن والحزن فمثلاً مع الأغنية العظيمة (قولي يا مرايتي) تجده يردد بإيقاع حزين ... ده مش شكلي ... ولا دي ملامحي ... ولا داااا أناااااا .... بحزن شديد يجعلك تفرغ ما في بطنك على أقرب الركاب ... (كثيراً ما كنت أتسائل ما هو سر حالات القيء الكثيرة في مترو الأنفاق إلى أن أصبحت زبوناً دائماً فيه ) ... ثم تجده يردد أغاني الحب والهيام من عينة ... آه يا ناري آه يا ناري ... قلبه مولع ناري ..... (لا أدري أية راقصة تغني هذه الأغنية الماجنة) ... وينتظر حبيبته التي تصعد في إحدى المحطات ... وهي من فتيات المرحلة الإعدادية أو الثانوية ( يرتدين ملابس زرقاء) ... ولهن نفس السمات وكأنهن مستنسخات .... فهن يتميزن بقصر القامة .... والضحك بهستيريا غير مبررة .... نظرات حادة خالية من الحياء ..... يتحدثن بصوت عالٍ كأنما يتعمدن إسماع جميع الركاب .... وكثيراً ما تظل أحداهن تكلم زميلة لها لمدة نصف ساعة في موضوع من عينة (قمت بالليل ملقتش حد صاحي شربت ميه ساقعة من الكولدير وولعت (في التليفزيون )واتشفرجت على ملودي أفلام وبابا صحي عملتله سندوشتات جبنة بالفلفل الحامي وختش بعضى ولعبت اسكواش مع الواد حمئه وجيت على طول) .. بحيث لو ركزت في كلامهن احتمال اصابتك بجلطة وارد جداً ..... طبعاً طريقة تعامل هؤلاء (الحبيبة) مع بعضهم تثير (الإزبهلال) حيث من الطبيعي أن ترى الخربوطلي يضرب حبيبتة (بالشلوت) .... ومن الطبيعي أن تسب هي أسلافه الكرام وصولاً إلى خوفو وخفرع ومنقرع .... وإن كانت في حالة دلال ورقة تقول له في عذوبة ( عاوز إيه يا روح أمك ) . والخربوطلي له مغامرات كثيرة فكثيراً ما يتعرض لعمليات سرقة .... فقد سرق منه الموبايل وحافظة نقوده أكثر من مرة لأن (أعداء النجاح كثير)

ومن عادات الخربوطلي أنه إذا جلس فلا يقوم من مكانه مهما كانت الظروف ولكي يجنب نفسه نظرات الركاب إذا دخل رجل عجوز أو سيدة مسنة فإنه متى ما قعد تظاهر بالنوم أو بأنه منهمك في الحديث في الموبايل لإنهاء صفقة في جنوب شرق آسيا وأن المراكب في الطريق وأمواله على المحك وأنه يوجه القبطان في المحيط لمعرفتة بدهاليز المحيطات (وحواري) البحار . ولكن الخربوطلي لم يكن الوحيد الذي يمارس نفس الأسلوب فمعظم الشباب يمارس هذا الأسلوب ... وجدير بي في هذا المقام أن أعترف أنني مارست نفس التكنيك ولكن لسبب وجيه فمثلاً قد يقوم شخص وأنا أقف فتجري سيدة من آخر العربة لتجلس متخطية بعض الناس ممن هم أحق منها بالجلوس وكأن من يقف بجوارها ما هم إلا (أشولة من الأرز) فأمارس أسلوب الخربوطلي بدون وخز الضمير بل أنني أطلق ضحكات شريرة يتردد صداها في تشفٍ وجشعٍ بداخلي ....
كثيراً ما تأتي محطات يزدحم فيها المترو حتى لا يبقى مكان لدخول أدق أنواع الحشرات أو حتى الحيوانات الأولية وحيدة الخلية .... وفي هذه الحالة ألجاء إلى مكان استراتيجي يضمن لي سلامي أعضائي من الهرس والدعس إذ أنه من الطبيعي أن تجد (كوعاً) يحاول اختراق قرنيتك في مثابرة يحسد عليها وفي اصرار طويل أو قد تجد أنفك محشور بين ركبتي شخص آخر وقد ينتهي بك الأمر في أحضان أحد الركاب فتظن نفسك حينها (ايرما لا دوس ) أو جين فوندا في مشهد ساخن .... وذات مرة سمعت صراخ الخربوطلي ولمحت وجهه (مدعوكاً) في زجاج الباب الخلفي وهو يحاول الحصول على قدمه التي جرفها التيار فإذا به يفقد يديه ويكافح من أجل جمع شمله من جديد وظل الوضع هكذا لمدة ساعة كاملة وبعد أن هدأت العاصفة اكتشف الخربوطلي أنه قد تم عمل عملية جراحية له (في الزحمة) وأن جنبه الشمال به آثار (خياطة وسرفله) وأنه يحس كأن كليته قد ضاعت منه إلى الأبد ... فاخبره أحد الركاب بأنه قد رأى طبيب منهمك في شيء ما في الزحمة فعلاً .... ونصحه آخر بأن يأخذ (برشام ) لعلاج الكلي فإن لم يحس بتحسن فيتأكد بأن كليته غير موجودة بالفعل ( لأنها لو موجودة كانت استجابت للعلاج ) وعندها يتوجه لأقرب مستشفى لعمل بلاغ ضد (مجهول)
كثيراً ما تحدث حالات عطل في المترو ويظل معطلاً لفترات طويلة يظل الناس خلالها يسبون ويلعنون الإدارة المصرية ويترحمون على أيام الإدارة الفرنسية ..أيام أن كان المترو منضبط كالساعة ونظيف (زي البرالانت) ... ثم يطلب السائق من الركاب النزول لأن المترو متجه للورشة .... فيظل الركاب في أماكنهم وهم يرددون (يعني هاتشيلوه على اديكم وتودوه الورشة؟؟؟ مش نازلين ) ويظل الحال هكذا إلى أن ييأس السائق من نزول الركاب وتستمر المسيرة .
بعد ذلك بفترة طويلة أنعم الله عليّ وتم نقلي لمكان قريب من المنزل يسمح لي أن (أتمشي ) في الصباح الباكر لمدة قصيرة فأصل لمكان العمل وأتذكر الخربوطلي ومعاركه الضارية ومغامراته المثيرة في مترو الأنفاق فأجدني أردد كلمة واحدة في نفسي هي .... (زبالة)
مترو الأنفاق هو حلم مصري تحول إلى حقيقة بأيد مصرية (شعارات مصرية ليست للبيع ... الشركات بس ) نحن نعيش أزهى عصور الديمقراطية ونحقق مسيرة التنمية .... لو انت نار أنا ميه لو انت قسوة أنا حنية .... الإخوة والأخوات انجازاتنا أكثر من أن تعد وحيلنا أقوى من أن يشد ... عصر الهذيان والهبش في قلعة الكبش .... وعلى رأي شاعر الربابة :
يا مصر فيكي المواجع بتتحسب بالمتر
فيكي اللي يسرق باشا ... والمعفن عتر :)
فيكي اللي خايف وميت بيعشموه بالستر
ويحرقوله في دمه لحد ما يصفي لتر
ومهما خاف أو تنازل آخرتها متر فمتر
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ملحوظة :الرسوم لصديقي الفنان عماد الفولي (7 صنايع والبخت ضايع رسمهم لي في نصف ساعة:)

الاثنين، أبريل 06، 2009

قراءة في صحف بايته

تحذير :البوست ده ممكن يكون ممل للبعض (اللي بيحب البوستات الخفيفة يخلع)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من عاداتي السيئة التي لا أستطيع أن أغيرها شراء الجرائد في صباح الجمعة ... ذلك حيث أنني تعودت أن أقرأ الجرائد مستمتعاً بضوء الشمس الرقيق مع احتساء كوب من الشاي (باللبن) بعد الإستحمام .... وقد حاولت مراراً وتكراراً أن أتوقف عن هذه العادات السيئة ولم استطع (باستثناء الإستحمام بالطبع) .... غير أنني توقفت عن قراءة الجرائد ولم اتوقف عن شرائها صباح الجمعة ... بالصدفة البحتة وجدت ساعة فراغ وثلاثة جرائد ووجبة ساخنة ... فكان ولابد أن أقرأ الجرائد (البايتة) اثناء الأكل .
الأهرام :(13 صفحة إعلانات مصورة (معظمها فلل) - 10 مبوبة - 6 رياضة - 2 وفيات - 1 حوادث)
ـــــــــــــــــــــــــــ
*مصر وأوروبا وأمريكا تحذر اسرائيل من تجاهل التزامات السلام - واشنطن تؤكد تمسكها بمبدأ الدولتين لحل النزاع - الإتحاد الأوروبي يهدد بتجميد العلاقات مع تل أبيب - أبوالغيط: اليمين المتطرف في اسرائيل سيؤدي إلى سقوط السلام ومن يسيء لمصر يتحمل العواقب . جيروزليم بوست : القاهرة ستقاطع ليبرمان مالم يعتذر عن بياناته المهينة في حق مصر
العناوين السابقة كانت تحتل االصفحة الأولى في الأهرام كبرى الصحف القومية في مصر ..جعلتني اتسائل كثيراً ..هل من يكتب هذا (الكلام) يتوقع أن يقرأه أحد ...إذا كانت الإجابة بنعم فأستطيع القول بأنهم اختاروا أسوء من يؤدي المهمة كالعادة ... أسلوب فج مستهلك أكل عليه الزمان وشرب في اختيار التعبيرات من عينة (سقوط عملية السلام ... وكأنها ماعز على سطح عمارة ) .... ( من يسيء لمصر يتحمل العواقب .... أي عواقب؟؟؟ ...زيادة سعر الغاز المصدر لأسرائيل من 2 مليم للمتر المكعب إلى 2.25 مليم ؟؟) .... مصر وأوروبا وأمريكا (الجمع بين الثلاثة في الإشارة لموقف موحد هو قمة السذاجة السياسية داخلياً وخارجياً على السواء )...(القاهرة ستقاطع ليبرمان .... ليبرمان ...شيء مضحك ان تكتب كبرى الصحف عن موقف دولة أنها ستقاطع وزير ... مجرد وزير لدولة أخرى )
- كيف سمحوا بنشر هذا الهراء .... هذا ما جال بذهني أثناء قضم (ورك ) الفرخة :) ...طبعاً لم أقرأ التفاصيل لأنني لحكمة يعلمها الله لا أمتلك إلا (مرارة واحدة) .
* مقال رئيس التحرير ..... همممممممم .....
ضخ 5 تريليون دولار بنهاية 2010 لمواجهة الأزمة الإقتصادية العالمية ..(قمة ال20 ) تنقذ اقتصاد القرن ال21
- المقال أشبه بموضوع تعبير من تلك التي كنا نطالب بها في المرحلة الثانوية وقد احتوى المقال عدة (توجيهات ) اقتصادية من عينة
- نستطيع أن نتحول من الإستيراد إلى الإنتاج خاصة الغذاء (بنفس المنطق أستطيع أن أقول ... نستطيع أن نتحول من مصريين إلى هنود حمر بقليل من الأصباغ والريش ونطرد الامريكان من أمريكا... نفس المنطق ) .... نستطيع تسطيع توجيه الدعم من الإستهلاك إلى الإنتاج (لا أدري كيف يسمح أنسان لنفسه بصياغة هذه العبارة في بلد 60% من سكانها تحت خط الفقر ... اللهم إلا إذا كان سيقتل كل الفقراء ثم يوجه الدعم للعملية الإنتاجية ... (آآآآه يا مرارتيييي ) ..... ثم نأتي إلى الضربة القاضية التي جعلتني أمزق الجريدة وأضعها بعيداً عن عيني تماماً .... رجاءً حاول أن تتأمل الجملة الآتية جيداً :
والمنتجات التي تتمتع فيها مصر بمزايا نسبية هي قادرة على انتاجها بنوعية متميزة وبتكلفة مناسبة للأسواق العالمية وتملك منها الكثير ولكن اقتصادنا في اعادة إلى اكتشاف ذاته وامكاناته الكامنة إذ أن واردات مصر في تزايد مستمر خلال آخر ثلاث سنوات (بالأرقام) وتستطيع مصر بسياسة انتاجية جديدة خلال فترة الأزمة العالمية تطوير انتاجها وتغيير انماط استهلاكها وهذا يستدعي صراحة مجتمعية وسياسات جادة للتصحيح .
بعد قراءة الجملة السابقة أصبت بحالة من الذهول ... هل هناك أخطاء مطبعية ؟؟؟؟.... هل أصبت أنا بالخبال فلم أعد أميز الكلمات ؟؟؟ هل كتب هذا الكلام ليقرأه الناس ؟؟؟؟ هل المقصود إني (أطفح اللقمة اللي باكلها)؟؟؟؟
الرجل يتكلم عن إمكاناتنا (الكامنة) التي لم تظهر بعد طوال سنوات التنمية والازدهار .... ويتكلم عن اقتصاد في إعادة إلى اكتشاف ذاته ولا أدري المعني هل يقصد أغنية (عيش حياتك بس ابحث عن ذاتك .... يا مصري وشوف عمرها كام ؟؟) .. يتكلم عن سياسة انتاجية جديدة و(مصارحة) مجتمعية لمواجهة الأزمة العالمية ....... ممممممممم (الورك خلص ... ياخسااااره ...نخش على الصدر)
-قبل إغلاق الجريدة بصورة نهائية حتى آخر العمر لفت نظري خبر يقول :
العذاب رحلة من دمنهور إلى الأسكندرية وبالعكس ... يتحدث عن طلبة دمنهور في جامعة الأسكندرية وعذابهم وتكدسهم في المواصلات واستغلال التاكسيات لهم ..... لا أدري لماذا نصنع ذلك بأنفسنا ... لماذا نزيد معاناة بعضنا البعض .... هل المسؤلون عاجزون عن حل مشكلة هؤلاء الطلبة ... إن كانت الإجابة نعم ..فلماذا يحتفظون بهم كمسئولين ؟ ... وإن كان نعم فحسبي الله ونعم الوكيل :)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الدستور :
- مشاكل البهائيون .... واضح تعاطف المسؤلون في الجريدة مع مشكلة البهائيين من منطلق (الحرية) ..ذلك المسمى (المظلوم ) الذي تنتهك باسمه كل الحرمات وتدنس كل الفضائل ...
- أهالي القرية أحرقوا المنازل بالبنزين والمولتوف تحت هتاف " لا اله الا الله البهائين أعداء الله" - أمين الشباب بالحزب الوطني بالقرية يفخر بحرق منازل البهائيين وضربهم واخراجهم من القرية بمن فيهم الأطفال الرضع - 6 منظمات حقوقية تقدم بلاغاً للنائب العام لمحاسبة المسئولين عن أعمال العنف ضد البهائيين بقرية "الشورانية"
* يضيع الحكم الشرعي الذي هو أصل الخلاف بين مدعي تأييد الحريات ... وزارعي الفتنة وساقييها ومنتظري حصادها .... والمغيبين عن ما يدور حولهم ... والمتفرجين ... وبعض المتحمسين ... ولا تعليق !!!!
* لفت نظري بشدة مقال (ابراهيم عيسى) هذا الأسبوع .... فعلى الرغم من إن الأستاذ ابراهيم عيسى معظم كتاباته التي يتكلم فيها بمنطوق ديني بقوم (بالتلبيخ) بشكل يحرق أعصابي ... إلا انني اتفق معه كثيراً إذا تكلم بعيداً عن الدين وأرى أنه فعلاً يمس صلب الحقيقة الواقعة في بلدنا ويعطى توصيفات ووصفات محترمة جداً لمعظم مشاكلنا ... ففي هذا المقال تكلم عن السؤال الأزلي الذي (طحنا) في المناقشات .... أصل لو راح فلان ..مين هاييجي مكانه ؟؟؟؟ ده خلاص شبع ..مش عارفين اللي جاي مكانه هايشبع امتى .... هذا ما يقوله العامة ... وسائقي التاكسي .... وعمال التراحيل ... والأولاد على النواصي .... والسؤال الذي سيطرح نفسه ... هايكون مصيرنا إيه بعد عمرين ( ) ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مقال عجبني فعلاً بيتكلم وكأن مصر (عزبة) واحنا (الشعب) اصحابها ونستطيع تغيير الفاسدين ... ثم يتكلم عن المحتجين بمقالة "الفساد في كل مكان حتى في اليابان " (إيه ده يابان إيه دي هتروح فين فينا ) ويرد عليها رد جميل ...المقال يستحق القراءة .
بعض العناوين
* أجوجو يشكو الزمالك للفيفا ... ( فيفا زاباتا) :) حتى أنت يا أجوجو يا سُكري :)
* شافيز يؤكد من طهران عدم تفاؤله بعلاقة جيدة مع أوباما ويسعى لإقامة نظام مالي مستقل مع ايران .... فعلاً لايوجد أمه تفقد خياراتها وامكاناتها .... لكن يوجد أمم فقدت رجالها وكرامتها ... لاتعليق !!
* اعتقال طالبتين بكفر الشيخ بسبب توزيع دعوة اضراب 6 ابرايل (يوم ميلادي بيحتفلوا بيه بإضراب ) يالا مش مهم :) المهم انهم خرجوا بسرعة وأعتقد إن الأضراب السنه دي كان ناقصه كتير
* لفت نظري صور و أخبار عن كارول سماحة ونجوى كرم و دروباريمور وكيانو ريفيز ... ليه مش عارف مالنا احنا ومالهم... بنتكلم عن قيم وجايبين ممثل شاذ جنسياً وممثلة طلعت على البلاي بوي لحد ما زهقوا منها وقالوا كفايه غيروا ... إيه ده ؟؟؟؟
_______________________
المصري اليوم
لفت نظري بشدة بعض المقالات والأخبار منها
* شنوده : الأقباط لا يعبدون الصليب ولا يجوز للأرثوذوكس الصلاة في كنائس الطوائف الأخرى - البابا يمنع الرهبان من استخدام الموبايل ويشبه صانع الثماثيل بالمرابي والزانية وشدد البابا على تحريم النحت وصنع التماثيل وقال في اجابته على سؤال لمسيحي لا يصوم ولكنه يتبرع للفقراء وللكنيسة "توجد خطايا عارضة وخطايا كبيرة فمثل من يعمل في صناعة التماثيل والأصنام وما شابهها من أعمال لا تقبل عطاياه ومثلها مثل الربا والمرأة الزانية التي تعيش في الزنا لا تقبل عطاياها لأن النبي داوود قال "زيت الخاطيء لايدهن رأسي"
- تأملت تلك الكلمات وتذكرت الحملات الشعواء من العلمانيين والفنانين على تحريم التماثيل في الإسلام وكيف أفاضوا في اتهام العلماء بالرجعية .... هل يقدر أحدهم أن ينتقد كلام البابا ... أشك .... في الحقيقة أحس بأن هذا الرجل يحترم نفسه وأتباعه ويسعى لمصالحهم وإن اختلفنا معه في كل شيء ... بالنظر للجانب (الآخر) ازداد حسرة .
* المستشار محمود الخضيري " نحن أولى بحكامنا والخلاص منهم يكون بأيدينا - الغرب لا يفعل شيئاً فيه مصلحة لنا ولا يساند الديمقراطية إلا إذا أسفرت عن حكام يرضاهم ..... مقال يستحق القراءة والتحليل ...مقارنة بأوضاع العراق ... كلام سليم 100% مع فارق الطبيعة النفسية للمصريين .
* القاهرة ال18 كأسوء مدينة عمل في العالم ... المعايير (التلوث - الأمراض المنتشرة - العنف السياسي- توافر السلع والخدمات)
والله ترتيب كويس جداً كنت هارشحها لكأس العالم على طول (حتى الفشل مش ناجحين فيه :)
* 64 عام على اغتيال أحمد ماهر قائد مجموعة الإعتقالات الذي أصبح رئيساً للوزراء
يحكي المقال انضمامه لأجهزة العمل السري وتزامله مع النقراشي باشا تحت راية سعد( زعلول) والتحاقه بأجهزة عبدالرحمن فهمي السرية حيث تم القاء القبض عليه مرتين عام 1922 في قضية اغتيال حسن عبدالرازق وسنة 1925 بتهمة تشكيل لجنة اغتيالات
- أثار دهشتي أن كل الانتقادات التي كانت موجهة للإسلاميين (كالإخوان والجماعة الاسلامية وغيرهم ) كانت بسبب فكر العنف في حين أن هناك افراد من الأعلام كأحمد ماهر وجمال عبدالناصر انضموا لتشكيلات سرية ونظموا اغتيالات (لقادتهم ) وطبعاً سيجيب البعض بأن تلك الفترة كانت فترة احتلال وكانت تحتمل هذه الظروف ...والاجابة على ذلك بأن ذلك مبدأ الكيل بمكيالين فنفس الفترة صاحبت ظهور الاخوان وكانوا تحت نفس الظروف ولم يقبل منهم ذلك ولم اسمع محلل قال بأنه جرت محاولات مناظرة فكرية مع أي منهم وبعد ذلك بفترة تم تصفيتهم ... الشاهد أن هناك ميليشيات مسلحة وجماعات تحمل السلاح في العالم كله ويقبل منها ويتفاوض معها مادامت لا تحمل طابع ديني أما إن حملت فغير مقبول .... حتى الآن لا يوجد محاولات للمناظرة ومقابلة الحجة بالحجة .... كله ضرب ضرب مفيش شتايم ؟؟؟؟؟:)
* آخر حاجة عجبني مقال "محمد سلماوي " عن تقبلنا الدائم للديمقراطية بالمفهوم الغربي وعدم تقبل الغرب للديمقراطية إذا اتت بمن لايقبل بهم كما اتت بحماس في فلسطين أو الإسلاميين في الجزائر أو هايدر اليميني في النمسا ( وكمان تركيا والإنقلاب العسكري (الدائم ) كلما صعد إسلاميين للحكم ) ...أما نحن فليس من حقنا أن نرفض نتائج الإنتخابات الاسرائيلية لأن اسرائيل حالة خاصة .
- طبعاً الأستاذ محمد سلماوي يظن أن القوى الغربية والإمبراطورية الأمريكية تخضع لحسابات المنطق والعقل والعدل ... أعتقد أن المنطق الوحيد الذي تعرفه هو منطق المصلحة ... وميزان القوى ... فهم أمام شعوب بلا مطالب شعارهم الإستجابة لكافة أطماع الغرب وأوامر الولاة ومغيبين عن ركب الحضارة العلمية وفاقدي الهوية .... هل نطلب منهم بعد ذلك أن يتجاهلوا مصالحهم بلا ارادة منا ويضعوا حقنا في ايدينا بالقوة :) يمكن .
يا خسارة الأكل خلص ... أقوم أغسل ايدي وأرمي الجرايد دي :)