كانت شهرزاد قد غادرت البلاد .... بعد أعوام وأعوام من الحكايا والإنشاد ....ووجع القلوب والأكباد ... مع المدعو شهريار ذو الصلف والعناد ..... وبعد أيام من السهر والسهاد .... والأحزان والحداد ..... وبعد أن أتمت من الليالي ألفاً وزاد .... غادرت شهرزاد على غير معاد ..... وحملت على ظهرها من الماء والزاد .... بعد أن أسمعته من السباب أزواجاً وأفراد .... لانشغاله عنها وعن الأولاد .... فبعد أن تغير الزمان عن زمان الأجداد ... وعرف شهريار لعب (الجيمز) ومصاحبة الأوغاد ....وضيع ثروته على السياحة في البلاد .... وانشغل عنها بكل الأضداد والأنداد .... اعلنت شهرزاد التمرد على الظلم والاستبداد .... وقالت له أنا (سايبهالك يا واد) .... وعندما صاح شهريار صيحته الشهيرة على سيافه مسرور ..... لم يجب مسرور على سيده المغرور .... لأنه كان واقفاً في الطابور ....كي يشتري خبراً (من أبو شلن ) بالدور .... ثم ألقى سيفه من عاشر دور .... بعد أن وقف ثلاثة أيام في إشارة مرور .... فقدم استقالته بعد أن وقفت روحه (في الزور) .
هنا علم شهريار .... بأن ملكه قد انهار فقعد ينوح ويقول (يانهار) ..... فقرر شهريار بعد طول الإنتظار ... أن يكون من (الشطار) .... فأخذ شقة (إيجار جديد) في عقار .... يكاد يترنح وأوشك على الإنهيار ... فبدأ في رحلة الكفاح من أجل الأولاد .. وتنازل عن حكم البلاد .... وباع القصر والأملاك ...ليسدد الديانة ويهرب من الهلاك ...
وبعد أن تغير الزمان .... وأصبح الإنسان غير الإنسان .... أحست شهرزاد بالملل ...بعد أن أصبحت بلا عمل ...
وبعد أن توسل إليها شهريار أن تعود ... وأعطاها من المواثيق والعهود ...وبدأوا في رحلة الكفاح .... وقالوا (باي باي ) لأكل التفاح .... وهلت عليهم أيام المرمطة .... وركوب الأوتوبيس والشعبطة .. فسبحان مغير الأحوال .... ومبدل النعمة بالإذلال ..... واليكم بعض ما كان ..... في هذا العصر والأوان
كان شهريار ...يواصل الليل بالنهار .... ويعمل في إصرار من أجل ثمن كيلو (خيار) .... ونصحه بعض المعارف بمعلومة .... أن يحاول أن يجد فرصة في الحكومة ..... لأن الميري مهما كان مضمون .... وشغله (مش متعب) والحركة فيه أقل من السكون ..... ونصحه الأستاذ (عوني) .... أن يقدم في السجل المدني .... لأنهم طالبين موظفين .... وعلى طول (هايكونوا متعينين) ..... فأخذ شهريار الأوراق .... وتوجه فوراً إلى (بولاق) ... وقدم الأوراق المطلوبة .... في تلك (الشغلانة) المطلوبة ...... ففوجىء بجموع غفيرة ..... من الشباب والشابات ذوات (الضفيرة) ..... وتقاتل الجموع على تقديم المستندات ... فسحب نفسه من (سكات) ..... وخرج بعد صراع مع الزحام ..... يجرجر الجراح والآلام .... ورجع منزله بغير كلام ..... وألقى بنفسه على السرير .... وأخذ يفكر بخاطر كسير ..... فيما حدث له من (بهدله ) ..... وما أصابه من (دهوله ) ..... وهنا دخلت شهرزاد ..... وسألته عما حدث فأفاد .... وأخذ يكرر ما حدث لها وأعاد .... وطلب منها بعد استئذان .... أن تحكي له (زي زمان ) ..... فقالت بعد سرحان وتوهان .....
بلغني أيها الرجل ذو الحال المتدني .... (اللي جاي من السجل المدني) .... أنه كان من زمان ... في بلاد الفرنجة والأمريكان ..... رجل يدعى (سوبرمان).... يحل كل المشاكل والمعضلات .... ويعمل عمل الجواسيس والمخابرات .... وله من التفكير والعضلات .... ما يجعل حياة الناس (بلح أمهات) .... يحل كل المشكلات ..... ويحلل المدخلات والمخرجات ... ويجعل الحياة في بلاده بلا (مطبات)
- انتبه شهريار في الحال .... وجلس على السرير وقال .... أريد أن أكون مثل هذا (المان) ... واخترق حواجز الزمان والمكان ... وأهرب من حياة (البق والأكلان) .... وأجلس بلا عمل كسالف الأزمان .... أتزوج من النساء الحسان .... وأشرب الحليب والدخان .
- صفعته شهرزاد على وجهه في الحال .... وقالت له يا شر (البغال) .... انظر إلى حالك البطال .... أيها النذل (العويل) .... وذكرته بالكلب (أبو ذيل ) .... وقالت له مفيش حكايات (النهارده) .... ونم وضع على وجهك (مخده) لأني لا أريد رؤية وجهك (العكر) الشرير ..... (وخلي ليلتك تعدي على خير ) ....
- هنا أدرك شهريار (السباب) ..... وعلم أن (ليلته هاتكون هباب) .... فنام وغطى وجهه بالمخدات ..... وأخدت شهرزاد (الملايات) .... ونامت في فرفة الأولاد والبنات .... وعندما صحى شهريار من نومه مذعور .... وصاح فينك يا مسرور .... ردت شهرزاد بصوت فيه انتعاش ... (اتمسى ياللي ماتتسماش ) ... وعندها لم يصح الديك .... فنام وقال يا فكيك